إستدراك مخزأة إبليس :
ــــــــــــــــــ
الأخ الأديب : جوتيار تمر
تحية طيبة وبعد .
لفت انتباهي في تعليقك على المخزأة : لفظة مهمة جداً ، فأنت كتبتها بالعربية ولم تكتبها بالإنجليزية ، وإلا لتّضحت الرؤية .
ذكرتَ أيها الأديب الفاضل لفظة ( المعين الميثولوجي القرآني ) !!!! .
وهذه الكلمة يلزمها التبعيج من يمينها ويسارها ومن فوقها وتحتها ، ولا أدري حقيقة إن كنتَ تعني بالميثولوجي هي الكتابة العربية للفظة ( myth ) أو ( mythical ) والتي تعني بالعربية ( أسطورة ، وبالأخص جملة الأساطير ذات العلاقة بالآلهة ) ؟ .
أو أنك تعني بها ( methodical ) وهي المنهجية ؟ .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
فإن كانت المعنية الأولى : فالكلمة تحتاج إلى رد موضوعي ربما يكون طويلا ،،، إذ أن القرآن الكريم ليس أسطورة ، بل حقائق راسخة ، سواء أدركها العقل أم لم يدركها ، وهو ( أي القرآن ) حقيقة أزلية بكامل معنى الكلمة .
الأزلية :
من المعروف أن الله تعالى قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ،،، وعملية خلق السماوات والأرض أو الإنفجار الكوني حدثت قبل 16 مليار سنة حسب الدراسة الفيزيقية للكون ،،، وأن الأرض تشظّت عن أمها قبل 4 مليارات سنة ،،، وليس هذا الكلام عبثاً ،،، حيث قال تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) ، والإتساع هو تباعد الحدود و الأطراف عن المركز ، وهو يلغة الإنفجار التشظي وتباعد الشظايا عن مركز الإنفجار ،،، وهناك دلائل فلكية تدعم الآية الكريمة وبنفس الوقت تدعم نظرية الإنفجار الكوني ، كأن العلماء جاؤوا بما يثبت مصادقية النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام دون أن يلقوا لهذه المصداقية بالاً .
وانه تعالى قدر المقادير قبل هذا التكوين بخمسين ألف سنة أخرى ، وأن السنة عنده سبحانه كألف سنة من سنين الأرض ، فيكون المجموع يساوي 18 مليار سنة أخرى !!! إذن 18 مليار + 16 مليار = 34 مليار سنة !!! .
ووالله إنه ليقصر ويعجز العقل من أن يتصور الأشياء قبل هذا الرقم الهائل ،،، وليست تلك النقطة كانت البداية ، بل هناك الأزلية والقدم التي ماز بها المليك الجبار عز وجل ، وعلم لا يعلمه إلا هو وحقاً سبحان الله الأول الذي ليس قبله شيء .
هنا ينبثق علم جديد متصف بهذه الأزلية وهو حديث الله عز وجل ( القرآن ) حيث كان القرآن حديث نفسه جل وعلا ،، إذن فهو قديم قدمه ، وأزلي أزله ، ويتضح لنا أيضاً أن أول الكتب السماوية هو القرآن غير أن وقته لم يقتضيه بعد حيث لا زال في الأزل ، وطالما أنه بلسان عربي مبين وهي لغة القرآن ، وأن القرآن حديث الله تعالى وأنه سبحانه متصف بالقدم الذي لا بداية له ، فحتماً تنطبق الصفة على اللغة أيضاً ، غير أن الكون لم يتخلق بعد ، والسماوات لم تبنى بعد .
ـــــــــــــ
أما إذا كنتَ تعني الثانية فما أنت من الصواب ببعيد .
عذرا للإطالة ،،، وما قصدت التعليم ، فأنت أديب كبير بنظري وأنظر بشفق إلى صداقة حميمة ، وهو نقاش أولاً وأخيرا ، غير أنها كما أسلفت كلمة من الأهمية بمكان أن تتضح معالمها .
هذا على أمل قبول الرأي ووجهة النظر وتوضيح المقصود بميثولجيا القرآن الكريم .
أخوك
د . حسين الطلاع