كان يسير في الشارع وقد اعياه التعب من العمل الذي قام به في هذا اليوم فقد انجز الكثير . تستهويه الحشائش التي على جنبات الطريق يلتهمها بتلذذ من شده الجوع الذي اصابه.اطفال يمرون وهم يحملون الاعلام يوزعونها في كل مكان حيث تنصب الرايات وتجري الاستعدادات للاحتفال الكبير في الغد. هو خير من يعرف هذه الاحتفالات وما يلاقيه فيها من مشقه .نظر الى الاطفال وتسائل لم لا يكون لي يوم عيد مثلهم؟! الا استحق ذلك؟ الست من خلق الله؟! استهونه الفكره وبدا يفكر في كيفيه الحصول عليه وهو يمنى نفسه بيوم يستريح من العمل يكون حرا فيه يفعل به ما يشاء ويذهب لاى مكان يشاء .يقف في زاويه الحظيره وقد اعياه التفكير فيما يجب فعله وهو الحمار الوحيد فيها . نظر الى البقره وقد انهمكت بتناول طعامها غير اآبهه بما يدور حولها ،لم لا تشاركه افكاره؟ .تقدم منها وبدأ يهمس في ادنها خشيه ان يفتضح امره ،الم تتعبي وتملي من اكل التبن والشعير ،هل خطر ببالك ان تشربي ولو لمره واحده من حليبك الذي ياخذونه منك كل يوم؟ الا يحق لك بيوم تاخذي فيه حليبك او جزءامنه وتفعلي به ما تشائين..؟؟؟. ولما لم تعره اي انتباه بدا يرفع صوته شيئا فشيئا حتى اصابها الملل.حدجته بنظره يتطاير منها الشرر ظانه انه يريد مشاركتها طعامها .عندما راى حالها تهدلت اذناه الطويلتان وعاد يجر ااذيال الخيبه. وبما انها المره الاولى التى استطاع فيها ان يفكر فلا مجال للياس لديه... اتجه الى الخراف التي يقودها كل يوم الى المرعى فلا بد لها ان تستمع اليه وهي خير من تعرفه .وقف امامها وقد وضع ساقيه الاماميتين على قطعه خشبيه كما يفعل الخطباء و انتصبت اذناه.ايها الاصدقاء اني لارثي للحال التي وصلتم اليها من جراء الظلم الواقع عليكم من جلوسكم على الرمل والحصى وانتم تملكون الصوف الذي يريحكم ويجعلكم اكثر سعاده يجب ان يكون لكم حصه منه تستفيدون منها . الا يحق لكم ان تاخذوه ولو لمره واحده. مأمأت الخراف مبتعده عنه غير مكترثه لما يقول.عاد الى زاويته حزينا وهو يلعن حظه العاثر وهؤلاء الاغبياء الذين لا طموح لهم. لم يبق الا صديقي الديك قالها و الحسره تأكل احشائه تقدم منه ببطء شديد وهو جالس على الرف تقدم منه وخاطبه بود فائق.الا تعلم يا صديقي ان في الغد عيدا فهل تتكرم علينا بان لا تصيح في الصباح فلا يستيقظ اهل البيت فننعم ببعض الراحه.نفر الديك من انفاس الحمار الملتهبه وقفزمبعتدا عنه....مره اخرى لا فائده هز رأسه باسف وحسره وهو متجها الى الماء ليروي ظمأه.كم كانت دهشته عندما راى في الماء حمارا اخر...ابتعد قليلا ثم اعاد النظر مره اخرى صرخ في داخله انا لست وحيدا فبدا يحرك راسه واذنيه وهو ينظرفي الماء بسعاده ...سقط لعابه في الماء فتضاعفت الصور فيه فظن ان جيشا من الحمير هناك فقرر ان يفعل شيئا لهم . ادار مؤخرته ورفس الحوض بحافريه رفسه قويه اطاحت به ومضى ينهق ويركض في الحظيره معلنا ثورته.