أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: هل ستنهار أمريكا ..كما انهار الاتحاد السوفيتي؟

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي هل ستنهار أمريكا ..كما انهار الاتحاد السوفيتي؟

    هل ستنهار أمريكا ..كما انهار الاتحاد السوفيتي؟

    بقلم خالص جلبي
    والجواب إن الديناصورات اختفت من وجه البسيطة، وأمريكا ليست أصعب في الاختفاء من الديناصورات اللاحمة؟

    في نهاية سبتمبر 2008م أعلن بوش النفير العام، وقال في خطاب عام، أن سفينة أمريكا مهددة بالغرق، وأن عليها حشو خرق السفينة بـ 700 مليار دولار على الأقل؟

    وهي حكايات أشبه بالخرافات، لذا علينا الاستعانة بكتب الخرافات، فقد كتب (إيسوب) في القرن السادس قبل الميلاد كتاباً عن (الخرافات) فقال: زعموا أن ضفدعتين سكنتا في بركة، فجفت بحرارة الصيف، فتركتاها وذهبت للبحث عن سكن آخر، وأثناء البحث عثرتا على بئر عميقة تترقرق المياه في قاعها.

    قالت إحداهما للأخرى: اقفزي بدون تردد فتكون لنا سكنا لأولنا وآخرنا. قالت الثانية بحذر أكبر: ولكن افترضي أن الماء جف، كما حصل مع بركتنا الأولى فكيف سنخرج من هذا الجب العميق؟

    يقول إيسوب: لا تفعل شيئا دون النظر في العواقب.

    وهذه هي القفزة التي كانت تنتظر بوش ورامسفيلد في العراق.

    فأما سيء الذكر، الألماني الأصل، (رونالد رمسفيلد) الذي يذكر بآبائه النازيين، فقد مضى غير مأسوف عليه..

    ومصير بوش سيكون مثل فرعون وهامان وقارون وكلا أخذنا بذنبه؟

    ويقول منظر علم الحرب (كلاوسيفيتس Clausewitz):

    'لا يوجد سوى عدد قليل جدا من الرجال القادرين على التفكير والشعور بما هو أبعد من اللحظة الراهنة وهؤلاء هم الاستثناء'

    والسياسيون في العادة مصابون بالحول لأنهم يحدقون في أرنبة أنفهم فيكبوا على مناخرهم حصائد نظرهم القصير.

    والبوشيون اليوم هم من هذا الصنف.

    ولكن المشكلة أكبر من بوش المقبل على الرحيل، أو رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، سيء الذكر، الملطخ من مفرق رأسه إلى أخمص قدمه بالدم والقذارات، فأمريكا كما وصفها (باتريك سيل) في مقالته في مجلة (العالِم) التي نشرت قبل عدة سنوات تواجه:

    'أزمة مالية خانقة تأخذ أبعاداً كارثية وقد تكون مقبلة على انهيار اقتصادي كبير مشابه للذي حدث عام 1929 م).

    وهذا يعني أن أمريكا ومعها العالم يدخل منعطفاً جديدا.

    وبتعبير (ابن خلدون)' وإذا تبدلت الأحوال جملة، فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلق جديد، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث، فاحتاج لهذا العهد من يدون أحوال الخليقة'.

    إن العالم يدخل مرحلة جديدة تذكر بوضع روما بعد معركة زاما عام 146 ق. م وتفرد قوة واحدة في العالم القديم، حيث اعتبر (أوسفالد شبنجلر) في كتابه (أفول الغرب) أن نهاية (قرطاجنة) أعلنت نهاية (روما) فانتهت الجمهورية لتتحول إلى دولة استعمارية.

    وهو التحول المورفولوجي الحالي الذي يتلبس أمريكا مثل الشيطان، فبعد إعلان و(ويلسون وودرو) بفقراته الـ 14 عن حرية تقرير المصير للشعوب، قاموا بتسليم الشرق الأدنى لقصابين، هما مارك سايكس البريطاني المعلون الذي التهمته فيروسات الحرب، وجورج بيكو الفرنسي المخنث، فقطعونا بأشد من أنياب ذئاب منغوليا، بعد أن قضوا على الدولة العثمانية، بيد أبناءها من مجرمي الاتحاد والترقي..

    ويعزي شبنجلر سبب تمدد روما في حوض المتوسط إلى فقدان قدرة (تقرير المصير) عند شعوب المنطقة أكثر من حيوية روما، فأصبحت غنائم وأسلاب لكل نهاب أثيم.

    وهو الذي يفسر استرداد الإسلام المنطقة بمعارك رمزية في القرن السابع الميلادي لأنها وجدت شعوبا ترحب بقدومها. فيدحر سعد فارس وخالد بيزنطة بكل حشودهم، حيا الله الاثنين من أبطال الإسلام، الذين أدخلونا بوابة التاريخ؛ فنذكرهم ونحن نبكي لحالنا.. مقابل ما فعل بنا الجاسوس فيليب ولورنس والشقراء الأفعى مس بيل وآخر من شكلهم أزواج..

    يقول (شبنجلر ):' كانت السيطرة الرومانية على العالم القديم ظاهرة سلبية فلم تكن هذه السيطرة وليدة فضلة من حيوية لم تخب في الرومان. فالرومان استنزفوا آخر طاقات حيويتهم منذ عهد زاما. بل جاءت نتيجة لعجز الشعوب الأخرى عن المقاومة والدفاع. والشيء المؤكد أن الرومان لم يفتتحوا العالم، بل وضعوا أيديهم على غنائم وأسلاب كانت في متناول يد كل راغب. فلم تسلك الإمبراطورية الرومانية طريقها للتجسد والوجود كتلك التي طبعت الحروب البونية بطابعها، بل مارست وجودها لأن الشرق القديم كان قد تنازل عن جميع حقوقه في تقرير مصيره'

    وما حدث من ابتلاع أفعى الأناكوندا الأمريكية للعراق، هو من هذا القبيل بعد أن عجزنا عن حكم أنفسنا بأنفسنا، وأصبح الاستبداد الداخلي أدهى وأمر من الاحتلال الخارجي، أو هكذا خيل للمعارضة العراقية يوم استقدام أفعى الأناكوندا الأمريكية أن ثعابين بوش تسعى.

    وهي رواية الأمة العربية التي تعيش مسحورة في عصر التيه والخوف والعجز.

    وبوش هو فرعون وأمريكا هي سيدة السحارين الاقتصاديين، الذين ينقلب عليهم السحر اليوم؛ فيعلن بوش عن حاجته لـ 700 مليار دولار ؟؟

    ولكن من الذي سيدفع للسحرة؟؟
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    نعي أمريكا (1 ـ 3)

    بقلم خالص جلبي



    في عام 1976 م خرج المؤرخ الفرنسي (إيمانويل تود Emmanuel Todd) على الناس بكتاب مثير يحمل عنوان (ما قبل السقوط) يتنبأ فيه بسقوط الاتحاد السوفيتي.

    ثم فاجأنا بكتاب جديد أكثر إثارة يحمل (نعوة القوة العالمية الأمريكية)؟!.

    ومن أجل الوصول إلى هذا التشخيص الجريء فهو يقوم بما يشبه التحليل الطبي وتشخيص السرطان المدنف فيقول: إن أمريكا تعاني من كل (الأعراض الوصفية) التي تسم مرض انحدار القوى العظمى.

    والرجل يذهب في تحليله، إلى شرح تفصيلي للمرض الأمريكي الحالي، الذي يصيب بالوهن كل القوى العظمى؛ فيأتيها من حيث لم تحتسب، فيفل حدها، ويقلص ظلها، والله وارث الأرض ومن عليها، فتبدأ في التحلل الداخلي، دون أن تدرك إنها في طريقها إلى الوهط، والقصور في الطاقة الإبداعية.

    وحين يعلن بوش النفير العام لحشو سفينة أمريكا الغارقة بـ 700 مليار دولار، فالمرض لا يقف هنا، وليس عرضيا، بل مرض مدنف مزمن، ويعلن الألمان بصراحة غير معهودة منه في احترام الأمريكان، أن أمريكا في طريقها إلى الانحدار من قوة عظمى إلى قوة ثانوية، وهو يعني أن داء الأمم أصاب أخيرا الجبار المصاب بتورم في الأطراف.

    ونحن نعلم في الطب، أن من يصاب بعرطلة وضخامة في الذقن والحواجب والأطراف، فهو دليل ورم في الغدة النخامية، يسمى (مرض ضخامة الأطراف Acromegaly) يجب أن يوقف بفتح الجمجمة، وإدخال مادة الراديوم لمكافحة الورم..

    وأمريكا مصابة بورم سوف يقضي عليها، كما يقضي ورم الغدة النخامية على صاحبه، ولكن هذا لايعترف به المريض، ولا من لا يفقه سنن الطبيعة ويعي قوانين التاريخ وعلم الطب، كما في خروج قارون على الناس بزينته؛ فقال الذين لايعلمون لولا لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم، وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون..

    وفي النهاية خسف الله بقارون الأرض...

    وهو مصير أمريكا الأكيد، فلن تخرج عن قانون تدمير المستكبرين في الأرض..

    وعندما ارتكب (بريجينيف) حماقة الدب؛ فاقتحم أفغانستان عام 1980م ضرب المسمار الأخير في نعش إمبراطورية (الإكراه)، فمزقوا شر ممزق إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين..

    وحين تنبأ (الخميني) بنهاية الاتحاد السوفيتي في عشر سنين، علقت يومها جريدة (الوقت Die Zeit) الألمانية على نبوءة الخميني كيف استطاع هذا الشيخ الطاعن في السن أن يحدد نبوءته بهذه الدقة؟

    وحدث فعلا ما توقع بضربة عجيبة ؟!! فقد قامت الثورة الإيرانية عام 1979م وكانت نهاية إمبراطورية الشر عام 1990م..
    ومع أن أمريكا هي العملاق الاقتصادي الأعظم في العالم وإنتاجها القومي يقع في سقف العالم، فمع أنها تشكل 4,5% من سكان العالم، إلا أنها تنتج 31% من الاقتصاد العالمي.

    والإنتاج السنوي لها يبلغ 10455,6 مليار دولار مقابل اليابان 3991,1 مليار وألمانيا 1994,4 وبريطانيا 1559.9 وفرنسا 1429,5 وإيطاليا 1182 والصين 1315,5 وكندا 733,2.

    وهي تضم 290 مليون نسمة في أرض تتمتع بكل المناخات في خمسين ولاية من المحيط إلى المحيط.

    ومنها ينال جوائز نوبل أكبر عدد من العلماء.

    وهي تملك أعظم ترسانة أسلحة لم يحلم بها زيوس رئيس آلهة الأولمب أيام أثينا ولا هولاكو وأتيلا.

    مع كل هذا فإن التحليل الاقتصادي يقول إن العجز الاقتصادي في أمريكا سيرتفع في العشر السنوات القادمة من 500 مليار حالياً، إلى 1.8 بليون دولار، وهو ما يذكر بصيحة الفزع التي أطلقها قبل عدة سنوات كل من (هاري فيجي Harry E.Figgie) و(جيرالد سوانسون Gerald .Swanson) في كتابهما (الإفلاس الأمريكي The Coming Collapse of America and how to Stope It?) حيث تنبأ منذ عام 1995 أن العجز الأمريكي في طريقه إلى أن يأخذ مخطط (عصا الهوكي) بعجز يفوق طاقة أي أمة بمقدار 13 تريليون دولار بواقع أن دخل أمريكا السنوي 1.1 تريليون دولار لتصرف مقابله 1.5 تريليون دولار ما يعني عجزاً يصل سنوياً إلى 400 مليار دولار.

    وفي حال تراكم هذا العجز فإنه سيصل إلى الحافة الحادة التي لن ينفع معها أي علاج.

    نعي أمريكا (2 ـ 3)

    بقلم خالص جلبي



    إن ورطة العراق وغيرها في أفغانستان والقواعد الـ 65 المنتشرة في العالم مع حاملات الطائرة بكلفة الواحدة 5 مليارات دولار، كل ذلك يشفط المزيد من دم المارد الأمريكي.

    ونحن نعرف في الطب أن النزف المستمر يقود إلى الصدمة غير القابلة للعودة منها (Irreversible Shock)، والنزف السريع والحاد يقود إلى الموت، حتى لو حقنت العروق بالدم المفقود، وهي في الدول (استنزاف الموارد) وهذا ما تفعله أمريكا تحديداً.

    إن قانون موت الحضارات وانهيار القوى العظمى ينص عليه القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي صيغ لأول مرة عام 1829م على يد الفرنسي (سادي كارنو Sadi Carnot) الذي يقول:

    "إن كل نظام معزول كلياً عن أي نظام آخر يميل إلى أن يصبح في حالته الأكثر احتمالاً وهذه الحالة هي الفوضى الكاملة"..

    وتطبيق هذا القانون يعني كما يقول (ليونارد راسترينغ) في كتابه (مملكة الفوضى) أن " كل الأنظمة المغلقة غير منتظمة وتتحلل وتموت تدريجيا. وهي تدعى في العمل الهندسي بالتآكل وفي البيولوجيا الشيخوخة وفي الكيمياء التحلل وفي علم الاجتماع الفساد وهي في التاريخ الانحطاط"

    وانتبه المؤرخ البريطاني (توينبي) إلى هذا التحول في مصير الأقلية (المبدعة) التي تبني الحضارة، حينما تندفع الأكثرية خلفها بآلية (المحاكاة)، لتنقلب بعد حين إلى أقلية مسيطرة تسوق الناس بالإكراه و(الكرباج).

    وضربة سبتمبر قد تكون مؤشر السقوط الأعظم ولو بعد حين، وتتابع انهيار أسواق العقارات، وفزع بوش الأكبر فيزعق بالنداء لضخ 700 مليار دولار في عروق عجوز محتالة شمطاء كلها مؤشرات السقوط، وأمريكا ليست استثناء في التاريخ..

    ويذهب المؤرخ (باول كيندي) ـ وهو مؤرخ أمريكي وشهد شاهد من أهلها؟ ـ إلى تأكيد هذه الظاهرة في الانحدار والاحتضار الأمريكي، بأن كل القوى العظمى في القرون الخمسة الفارطة أصيبت بنفس المرض ودلفت إلى القبر بنفس العلة، وهي عدم التوافق بين الإمكانيات والطموحات.

    بين فرط تقدير النفس وبين الكبرياء. بين ما تنتج وما تنفق؟ مما يدخلها في ظاهرة (فرط التمدد الاستعماري Expansion ).

    ولم يمر على أمريكا وقت كما هو حالياً، تقاتل في كل جبهات الأرض بنفس الوقت، وتجند فرق كاملة خوف الإرهاب لإلقاء القبض على الناس بالشبهة؟

    وتضع نفقات للتسلح والحروب يتجاوز مجموع العشر دول التالية لها في النفقات. فهي تدفع 329.1 مليار دولار لآلة الحرب، مقابل روسيا 65 مليار والصين 47 واليابان 40.3 وبريطانيا 35.4 وفرنسا 33,6 وأقلهم ألمانيا وهي تنفق 27.5 مليار دولار.

    وهي تذكر بنموذج ( دولة آشور) التي ماتت (مختنقة في الدرع) على حد تعبير (توينبي)، فأحد الكوارث العارمة التي أودت بأقوى دولة في غرب آسيا كانت حماقة الروح الحربية.

    وهو ما يقوله (إيمانويل تود) الكاتب الفرنسي في كتابه نعوة أمريكا؟ أن ما يحصل في أمريكا هو تحلل داخلي، وحاليا لا ينتخب معظم الناس ومن يحكمها تدريجياً هي قوة أولغاريكية عسكرية.

    وهذا لا يعني أن المؤرخ ينطق حقائق نهائية، ولكنها مجموعة من (الأعراض) و(العلامات) الخطيرة كما في الطب التشخيصي لتحديد علة الانهيار الإمبراطوري وسرطان الاحتضار؟؟

    ويقول (روبرت غرين) في كتابه (قوانين القوة) تحت القانون 47 أن أخطر ما يواجه الإنسان:

    "الغطرسة والثقة المفرطة وبالذهاب إلى أبعد مما ينبغي فإنك تخلق أعداءً أكثر من الذين تدحرهم فلا تدع النجاح يدير رأسك" فهذا الضبط للنفس شبه إلهي وهو الذي فعله يوماً (أوتو بسمارك) حينما وحد ألمانيا وانتصر على فرنسا ووقف عند حدوده. ولم يقتل الإمبراطوريات مثل شهية التوسع.

    وهو ما تفعله أمريكا بالضبط فلتنتظر سوء المصير إنا منتظرون..















    نعي أمريكا (3 ـ 3)

    بقلم خالص جلبي



    مما يرويه لنا التاريخ قصة قورش العظيم الذي فقد حكمته في آخر عمره فدمر تدميرا؛ فقد سطع نجمه عام 599 قبل الميلاد فاستولى على ميديا وغزا الجزر الأيونية غربي اليونان ثم دمر بابل وأصبح يلقب بقورش (العظيم) ثم مد نظره إلى قبائل (الماسا جيتاي) الهمجية (كما في أفغانستان لأمريكا؟) عند بحر قزوين فعبر نهر (آراكسيس) إليهم وهناك أرسلت له (توميريس) ملكة الماسا جيتاي رسالة تقول فيها "يا ملك الميديين أنصحك بالتخلي عن المشروع وليس عندي خزائن بابل وحاول أن تتحمل رؤيتي، ولكنك بالطبع سترفض نصيحتي لأن آخر شيء تتمناه أن تعيش بسلام"..

    ولكن قورش ضحك من قولها ودبر لهم مكيدة وقع فيها (سبارغا بيزيس) ابن الملكة في الأسر. فأرسلت له الملكة أن يعيد لها ابنها وتعطيه ثلث الملكة ويرجع وإلا "فإنني اقسم بإله الشمس أن أعطيك دماً أكثر مما تستطيع شربه". فرفض. ولما أن شعر ابن الملكة أنه لن يطلق سراحه لم يطق الإذلال فقتل نفسه. وعندما علمت الملكة بموت ابنها ركبها الغضب وعلتها الأحزان وقاتلت قورش بيأس فهزمته وقتل قورش في المعركة فلما وجدت جثته قطعت رأسه ثم دسته في زق جلدي للشراب مملوء بالدم صائحة" رغم أنني انتصرت عليك وأعيش الآن فإنك قد دمرتني بأخذ ولدي عن طريق الغدر وانظر كيف أنفذ تهديدي فلديك ما يشبعك من الدم"

    والتاريخ يقص علينا من نبأ الأولين، وأن أمريكا لن تكون بدعاً من الأمم فقد هلكت قبلها أمم وانقرضت حضارات.

    لقد جاءت أمريكا بقضها وقضيضها، وجلبت على العرب بخيل وركاب وطائرات، ولكن قانون التاريخ كما يقول (توينبي) أنه يحقق أشياء غير التي رسمها الجبارون.

    لقد أنفقت أمريكا 200 مليار دولار على هذه الحملة، وحسب الصهيوني (توماس فريدمان) في مقالته التي نشرها موقع (ICAW) أن أمريكا تنفق كل يوم من أجل الوسادة الأمنية للنظام العراقي المصنوع مليار دولار؟؟

    وهو مبلغ يمكن تحقيق مشروع مارشال عربي، فتربح أمريكا قلوب العرب، ويدخل العرب في دين أمريكا أفواجا.

    وأفضل ما يملك القلوب الإحسان إليها. وأعظم ما يستخرج من الإنسان بإقناعه أكثر من إكراهه.

    ولكن كما يقول (فيرنر هايزنبرغ) الفيزيائي الألماني متى كانت الحرب عقلانية؟

    صحيح أن أمريكا التهمت العراق، وقد تلتهم الأوبيك مثل فطيرة محشوة بالزبيب، وقد تحتل أكثر من العراق، وتسيطر على منابع النفط، وتتحكم في سعر البترول بدولار مريض معاق، وتعيد رسم خريطة المنطقة، كل ذلك وارد وأكثر منه، ولكن سيحصل مع أمريكا ما هو معروف في علم الأمراض، بتشكيل المضادات في الدم، وتبدأ المقاومة ـ وقد بدأت وأمريكا غير مرحب بها مع من رحب بها في البدء ـ وفي النهاية سترحل أمريكا وتبقى الدولة الصليبية في فلسطين لوحدها، مطوقة بحزمة من دول تطلب رأسها، ويكرر التاريخ دورته كما في قصة صلاح الدين.

    وتلك الأيام نداولها بين الناس.

    فيجب أن لا نحزن ونستبشر بقانون التاريخ الذي يمشي دوما باتجاه ما هو خير وأبقى.

    يقول (أوسفالد شبنجلر) الفيلسوف والمؤرخ الألماني في كتابه (انحطاط الغرب) أن العالم في ظروف مجيء المسيح كان يتشكل على نحو مستحدث ففي تلك الأيام "انتاب العالم الآرامي طولاً وعرضاً انفعال غريب ومشابه للانفعال الذي خبره العالم الجرماني عام 1000 فالنفس استيقظت والجوهر الذي كان يكمن في الأديان النبوية كأنه هاجس أو اختلاج بلغ الآن مرحلة الاكتمال". يقول شبنجلر أن هذا الاكتمال أيقظ الشعور البدائي بالخوف "فولادة الأنا وقلق العالم هي أحد الأسرار النهائية للجنس البشري. فهنا يقف أمام الكون الأصغر كون أكبر فسيح واسع رهيب قهار" وعندما يتحدث عن شخصية المسيح عليه السلام يقول إن ما كان يتفوه به" مثل كلام طفل عن وسط عالم غريب هرم مريض" وعندما حصلت المواجهة مع روما كان سؤال الحاكم الروماني ما هو الحق؟ ويعقب شبنجلر أنه في هذا السؤال "يكمن كامل مغزى التاريخ وشرعية العمل المطلقة وهيبة الدولة ومكانة الحرب والدم وجبروت النجاح والاعتزاز بالأهلية السامية رفيعة الشأن".

    كان جواب عيسى عليه السلام "مملكتي ليست من هذا العالم" كلمة لا تحتاج لصقل أو شرح أو وتعليق فلا يوجد حل وسط بين كائن يستخدم شعوره الواعي وبين شعور واع يخضع الكائن له ولا بين الدم والذهن ولا بين التاريخ والطبيعة ولا بين السياسة والدين فهنا على المرء أن يختار فقط هذا أو ذاك منهما"

    يقول شبنجلر "وهذا هو المعنى النهائي لتلك اللحظة التي جعلت المسيح وبيلاطس يقفان وجها لوجه. ففي العالم الواحد تسبب العالم التاريخي الروماني بخاتمة للجليلي وهذا كان مصيره وفي العالم الآخر كان محكوما على روما بالدمار والهلاك" وهذه كانت إرادة الله...

  3. #3
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    السلام عليكم

    إنه ليس انهيار لأمريكا فحسب , بل هو انهيار للرأسمالية كلها كما انهارت الشيوعيه ,طال الزمن أو قصر فإنها منهارة ولا شك , وانهيارها آت من جهة أنها اقصت حكم الله عز وجل وتمردت عليه سبحانه , وأتت بشرائع شيطانية , خالفت فيها فطرة الله التي فطر الناس عليها , واصطدمت معها اصطداما عنيفا , وكان حالها كحال تلك القرى التي خالفت امر ربها , فأخذهم الله أخذ عزيز منتقم , فمنهم من أخذ بالسنين ونقص بالأموال , ومنهم من أخذ بريح وعواصف وكوارث , ومنهم من زلزلت الأرض من تحت قدميه , وكان الجزاء من جنس العمل .
    وها هي الرأسمالية جاء مقتلها في أبرز شيئ تميزت به , وهو نظامها الاقتصادي الرأسمالي , بكل ما حمله من جشع وطمع ونهب للإنسان وثرواته ومقدراته واستعمار وقتل وانتهاك لإنسانية الإنسان
    وجاءت طعنة المقتل في أبرز شيئ تفاخر به نظامها الاقتصادي , وهو حرية السوق بكل ما حمله من ربا ونصب واحتيال وغش وخداع
    فهم بذلك أعلنوا الحرب على الله , ومن له طاقة على حرب الله ؟؟!!!

    ولكن امام ما يحصل من انهيار للرأسمالية ونظمها , ماذا نفعل نحن المسلمون ؟
    إن بقي المسلمون على حالهم , فسيأتي نظام بديل عن الرأسمالية ونبقى نحن كما نحن , نساق إلى الموت ونحن ننظر إليه , فاغرة أفواهنا , مشدوهة أبصارنا , ميتة قلوبنا

    فما العمل ؟

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    سواء انهارت أم احترقت ، الأهم في نظري أن ننهض نحن العرب والمسلمين .

    إن الأمم تتداعى وتنهض ، وتلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا .

    أيها الأديب القدير الخليل لك وافر الحب والتقدير

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أشكرك أخي خليل على هذا الموضوع الدسم ؛الفواح بعطر انهزامية الجبابرة و الطواغيت ..
    أنتم تعلمون جيدا أن العراق كان سببا مباشرا في قلب موازين العالم ـ اليوم ـ .
    لقد أنفق هذا المتغطرس من الأموال و المعدات ما يسع الكرة الأرضية ردحا من الزمن ..ولم يقف عند هذه الهمجية ..بل تجاوز إلى مؤمني أفغانستان ..وهضم حقوق فلسطين الشموخ ..
    وأهمل شؤونه الداخلية ..وأنتم تعرفون كم مظاهرة حدثت تطالبه بالتخلي عن سياسته الخارجية القهرية ..المتسلطة ..و الإنتباه إلى حالته ..
    أمريكا انهارت ..وانتهى أمرها أولا في أذهان عقلاء العالم ..أولئك الذين يخططون لتصدر الأحداث بعده ..المسألة في المصالح ..
    سيظهر عالم متعدد الأقطاب ..كتل متناحرة أيضا ..
    لكن العالم الإسلامي سيبقى يتفرج ..لأنهم عودوه على مجرد التفرج على الأحداث..
    وبالتلي لايهمنا كثير ا مادام ابن فرعون سيرث الملك ..
    المغالبة ..مغالبة اسلام ..هذه حقيقة أطالبك أمام الله بتفصيلها لأنك تدركها أفضل مني على الأقل ..
    الباطل كله سيظل في مواجهة الحق ..إن قلوبهم شتى ..هذه حقيقة قرآنية ..لكنهم لايجتمعون إلا لتدمير الإسلام ..
    ونحن مصلحتنا في حوار الحضارات ..وفي توحيد صفوفنا ..من زرع الشقاق بين الإخوة الفرقاء في العراق ..أليست أمريكا ؟؟
    نعرف أن التقتيل الواقع هو مجرد تصفية حسابات ..بين طوائف متناحرة ..
    مصلحتنا كمسلمين في تصالحهم ..ولتتحمل الخزينة ديات القتلى ..كما يحدث في الفتن ..؟؟
    أستاذي القدير ..أنت مفكر محترم وجدير ..

  6. #6
    الصورة الرمزية شيماء وفا قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    العمر : 42
    المشاركات : 1,347
    المواضيع : 20
    الردود : 1347
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    أستاذي العزيز

    الغرور والكبرياء والتعالي

    هي بداية النهاية

    سواء للافراد او المجتمعات والدول

    فهي بداية انعدام التفكير واعتقاد انها القوة التي لا تقهر

    وهذه هي نهاية من يعتقد حاله هكذا

    موضوع يجب انقاش فيه بصورة أكبر

    لان هذا الانهيار لن ينعكس عليها وحدها

    بل سيؤثر على الجميع لاننا ( كأغلب الدول ) ملحقين اقتصاديا باقتصادها باعتبارها دولة عظمى

    وهاهي النتيجة فهل نستطع تحرير اقتصادنا أم

    سنسقط معها ف الجب؟؟؟؟؟؟؟

    أم ستسقطنا ف الجب وتنجو بنفسها؟؟؟؟؟؟؟


    أستاذي العزيز

    لي أكثر من عودة فتحملني

    تقبل خالص تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اولا احييك بنقل اقوال للمفكر الرائع بحق الجلبي
    اما بالنسبة لانهيار امريكافهي دون شك محققة
    الان الجميع يرتقب الجبهة العظمى الجديدة التي بلاشك هي بنو الاصفر الذين اكتسحونا اكتساح عجيب في كل المجالات الصين اعني
    والدليل العقود التي حصلت عليها من شراكات تجارية وسياسية وتسليحية من قبل دول عديدة
    وامريكا تريد ان تخنقها لو بيدها ان تفعل ذلك
    وما حدث من الامور المضحكة في اولمبياد الصين 2008 من نشر امريكا ان هناك عملية ارهابية او بلاحرى تحركات ارهابية ضد لاولمبياد وهذا محاولة لافسادها
    وانا هنا لم استعرض الامر لاهمية الالعاب الاولمبية ابدا بل هي لاتهمني على الإطلاق لكن لانها تسامعت عن الترتيبات العظيمة التي ستنجزها في حفل الافتتاح الذي كان بحق من اروع الاحتفالات التي رأيها من حيث التنظيم والتقنيات المستخدمة وما حفل الافتتاح الذي نظم بشكل جبار الا للفت الانظار للقوة الجديدة التي فعلا استطاعت ان تصبح قوة خارقة
    والان نحن ماذا نفعل
    نفتح التلفاز
    ونلطم على حالنا ونشرب الشاي ونطق حنك على القول الشعبي ونحلل
    هذا دورنا
    فعلا هذه الأمريكا احكمت قبضتها علينا احكاما
    لكن الله يجنبنا ودولنا الشر رغم اننا في مستنقعه لكن اقصد اكثر من ذلك
    على فكرة استاذ حلاوجي هل قرأت عن المد المجوسي ومحاولته للتطهير اي شيء عربي سؤال لا علاقة له بالموضوع لكن فقط اريد ان اعرف لانه لدي كتاب جدا قيم في هذا الصدد

  8. #8
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    على فكرة انا لا اتبنى فكر الجلبي

    لكن احب قرأته للرؤية نوعا ما في الوسط الذي نعيشه يدعوني تحليله للتفكير فقط

  9. #9
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    إنها سنن التاريخ .. يخضع لها الكل ، أمريكا و غيرها ..

    ولكن السؤال الأهم هنا :

    ما دورنا نحن المسلمون ؟

    هل سنتخلص من المارد الأمريكي ..
    لنقع تحت مارد ( ........... ) آخر ؟

    شكرا ايها الحبيب الاديب على هذه المقالات المفيدة ..

    تحياتي ..
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  10. #10
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    حرب أفغانستان و العراق دقت آخر أسافين بداية السقوط
    وهما نتيجة لسنة من سنن الله في الكون و الأمم
    الله يهلك الأمة الظالمة ولو كانت مسلمة
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصيدة الشاعر \ جمال مرسي\ انهار لا تعرف الخوف
    بواسطة لميس الامام في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 16-05-2021, 12:21 PM
  2. هَلْ تَحْـزَن ؟
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-10-2011, 10:56 AM
  3. هلْ زارتِ الشمسُ الزقاقْ ؟؟
    بواسطة النواري محمد الأمين في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-12-2008, 12:56 AM
  4. هَل يُنصَرُ القَومُ مَهما ساسَهُم قِردُ
    بواسطة محمد أبو الفتوح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-04-2007, 07:51 AM
  5. رمضان هلَّ .. فنحِّها يا ساقي
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-10-2005, 02:46 AM