أختي ندى..
اقتضت سنة الله أن تكون المعارف متنوعة والمشارب..." هذا صحيح " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"
لكننا تخالفنا بدل أن نتعارف مع أنفسنا أولاً ثم مع الشعوب فكان دمارنا من صنع أيدينا... ( جهلنا أقصد)..
.. والحكمة تقتضي احترام من سبق من أهل العلم... أنا لا أُحقِّرْهم بل على العكس أرجو أن نكون
وتكون أمة الاسلام حالياً منهم... ولأنهم كانوا أهل العلم سادت أمة الا سلام، ولأن أغلبهم الآن يدَّعي العلم
انحطَّتْ هذه الأمة الراقية... وهذا ما يؤلمني...كما يؤلمكم أجمعين ..
.. وعليه فلا ينبغي أن نقبل ممن مضى أمرا ونجحدهم .. انا لا أنكرُ ما قام به هذا السلف لكن هجومي هو على أهل الخلف الذين غرقوا فأغرقونا معهم .. والدليل واضحٌ للعيان لا يحتاج إلى مزيدٍ من الشرح
من مِنَ الخلف يتبع السنة.. ؟.. حتماً هو موجود لكنه إما ملاحَقْ بتهمةِ كذا الملفَّقة من قِبَل أهل المصالح
وإما مختبِىءٌ حتى لا يعلم بأمره أحدا...
ما يحزنني أننا في البلاد الاسلامية نفتقد هذا الحوار الديني ، لا أعتقد أنه سيفرق بين المسلمين بل على العكس
سيلم شتاتهم لهذا فهو ممنوع خوفاً من الوحدة ضد من هم أعداء الوحدة..
أكرر قولي .. لابدَّ من الحوار هذا دون إلحاق السخرية أو الاستهزاء من الآخر ودون تجريح أو تحقير
لنصل عاجلاً أوآجلاً.. وحتى لو لم نصل فلن يغير ذلك مما في قلوبنا اتجاه بعضنا بعضاً...
.................................................. ..
مرحبا صديقتي الطيبة
أسعد الله المساء
أختي .. لاتحتدي ولاتغضبي وخلي عنك الانفعال.. وتذكري أن المؤمنين إخوة .. والقاعدة القرآنية تنص على أن ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) .. فلا تبتعدي والتزمي الشرع والسنة في نضالك عما ترين ضمن الفريق (الجماعة) واعمدي للصلح فالقاعدة ( والصلح خير)
سيدتي .. مع احترامي لك ولقلمك ولما تناضلين لأجله .. إلا أنك ياسيدتي من وضع فكره محل الشبهة وقد أمرنا أن نستبريء من الشبهات (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه كالراعي يحوم حول الحمى يوشك إن يقع فيه )
ياسيدتي كنت قد أجملت ولم تفصلي بمعنى أنك ماذكرت أنك تخالفين الخلف ولكنك عممت .. ومامنا من هو مطلع على الغيب.. و ماذكرت من أن الله خلقنا لنتعارف هو حق .. ولكن الاختلاف سنة لله أيضا في الخلق .. فلا يمكنك أن تجعلي الجميع على فكر وتوجه واحد وهو أمر أخبر به نبي الهدى صلى الله عليه وسلم :(-أورده في الجامع بهذا اللفظ من حديث الأربعة (1) عن أبي هريرة زاد المناوي في التيسير بأسانيد جيدة.
(قلت) وأخرجه أيضاً من حديث أحمد والحاكم وأورده فيه أيضاً من حديث الترمذي (2) عن عبد اللّه ابن عمرو بن العاصي بلفظ ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وأن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي وأخرجه أحمد وأبو داود من حديث (3) معاوية بن أبي سفيان بلفظ إلا أن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وأخرجه عبد بن حميد في مسنده من حديث (4) سعد بن أبي وقاص بلفظ افترقت بنو إسرائيل على احدى وسبعين ملة ولن تذهب الليالي ولا الأيام حتى تفترق أمتي على مثلها وكل فرقة منها في النار إلا واحدة وهي الجماعة.
وأخرج الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير عن (5) كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف بن مالك عن أبيه عن جده مرفوعاً ألا أن بني إسرائيل افترقت على موسى سبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم ثم أنكم تكونون على ثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعتهم.
وأخرج أحمد عن (6) أنس مرفوعاً أن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلك سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وأن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون وتخلص فرقة قيل يا رسول اللّه من تلك الفرقة قال الجماعة الجماعة. )
وقد أمضى ذلك ربنا بقوله عز من قائل: («ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».
ولكن اقتضت حكمة الله أن نتخالف لتتحقق قاعدته سبحانه تعالى التي تنص على أن : «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين».
ولكن متى وكيف يكون الخلاف والاختلاف مقبولا .. هذا هو السؤال والذي قد تجدين له إجابة فيما قرأته لك هنا :
(الاختلاف محصورا في إطار الامور الفرعية القابلة للاجتهاد المشروع. ولا يجوز لمثل هذا الاختلاف أن تكون له آثار سلبية تتسرب الى قلوب المسلمين فتفسد تآلفها وتزرع فيها التناحر والتخاصم، والا أصبح الاختلاف شراً. وهذا ما حذر منه النبي(صلى الله عليه وآله) حين قال: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم»(1) ومن هنا ينبغي على المسلمين أن يجتمعوا على ما اتفقوا عليه وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه.
واذا كان اختلاف وجهات النظر في الامور الفرعية أمراً جائزاً في إطار «مبدأ الاجتهاد» الاسلامي المشروع فليس هناك مبرر على الاطلاق لان تكون هذه الاختلافات الفرعية عقبة في طريق تحقيق وحدة الامة الاسلامية. فقد أمرنا أن نعتصم بحبل اللّه المتين (واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرقوا)(2) ونهينا عن أن نبدد جهودنا وطاقاتنا، لأن هذا لن يخدم الا أعداء الاسلام (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)(3).
وليس هناك مسلم مخلص لدينه يقبل أن يكون عنصرا يخدم أعداء الدين. ومن هنا ينبغي على عقلاء الامة وعلمائها أن يعملوا على توحيد الصفوف وبذل الجهود المتواصلة في سبيل إزالة العقبات التي تعترض طريق الامة نحو التقدم والازدهار... انتهى النقل عن المصدر )
أختاه .. بعد ماسقت ماسقت من توضيح لنا اتضح أنك لاتخالفيننا ولكن ربما لم نفلح في فهم ماأردت ولعل القلم خانك نوعا ما على غير عادة .. فلا خلاف بإذن الله وليس جميع الخلف ضالين ... فهناك فئات قائمة على الحق إلى يوم الدين .. وعلينا بالجماعة .. والتزام الجماعة لابد أن يكون فكرا وقلبا .. لامجرد شعارات .. فإن انسلخنا عنهم بالعقل والفكر فعمّ سيكون النضال وعلام يكون الاتفاق.. يد الله مع اجماعة ومن شذ فقد شذ في النار.. يانضال .. (لاتجتمع أمتي على ضلالة ) .. قاعدة وضعها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .. ووجب علينا التزامها والسير عليها .. .. والعمل ضمن فريق من العقول الواعية خير من العمل بعقل واحد مهما اتزن ورجح فكره بالميزان استنادا على قواعد هذا الدين التي نتلوها في الكتاب الكريم وترويها السنة المطهرة .. عن رب العقل والحكمة على مستوى الإنسانية جمعاء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ..
لاأنصحك أبدا بالتغريد خارج السرب .. ولكن كوني ضمن الفريق وارتفعي معه وحتما سيكون نشيدا أسطوريا ذات يوم ولكن الله مع الصابرين.. قولي مالديك وهات حجتك واسمعي حجج الآخرين ليكون التدافع بين الحق والباطل لتعمر الأرض من خلال انتصار الحق والحق هو في هذا الدين الذي تناضلين عنه ونحن أيضا من المناضلين..
أختي الحبيبة
دمت بخير
مودتي
واحترامي