|
تنافرتِ الحواضرُ والبوادي |
بعاداتِ افتراقٍ لا اتحادِ |
كأنَّ الساكنينَ ذُرى الروابي |
مماليكٌ على دَرْكِ الوهادِ |
كأنَّ علوَّ كعبِ المرءِ خفٌّ |
يدوسُ بهِ أزاهيرَ العبادِ |
بلادي شطرُكِ الغربيُّ يشكو |
منِ اسْفَافِ الشمائلِ للفسادِ |
مِنَ استخفافِ جيلٍ للرزايا |
مِنَ الأجفالِ مِنْ قِطَعِ السوادِ |
منْ الزُّرَّاعِ بينَ الوردِ نتْناً |
توارى بذرُهُ بين السمادِ |
فأضحى التبغُ نبتاً مستطاباً |
وأمسى غيرُهُ بفمِ الجرادِ |
إذا ما عُلِّمَ الصبيانُ غرْساً |
فلنَ يُؤسى لما تجني الأيادي |
وإنْ لمْ يرعَهمْ أسيادهمْ لنْ |
يُفرَّقَ بينَ أنواعِ الحصادِ |
لمنْ يشكو الفؤادُ وجانباهُ |
مجامرُ مضرمٍ مذري الرمادِ |
ونفسٌ ضُيِّقتْ والدارُ فَسْحٌ |
وما التضييقُ إلا منْ بلادي |
ملاهٍ تنزعُ الأخلاقَ منّا |
بما يكسو العيونَ منَ الشوادي |
برقصٍ ماجنٍ بعريِّ جسمٍ |
ونكسٍ وانفتاحٍ وارتدادِ |
ولهوٍ بالحديثِ يغرُّ فيهِ |
جهولٌ لا يعي خافٍ وبادِ |
يلذُّ سويعةً ويهيمُ فيها |
ويمرحُ بالغواني والخرادِ |
تَدجّجَ ما يحِطُّ بمستوانا |
إلى أنْ ملّنا ثوبَ الرقادِ |
إلى أنْ خالطتْ سمةٌ سماتٍ |
فلا يُدرى أزاهٍ أم هنادي |
هيَ النكباتُ تأتي ثمِّ تأتي |
كأنَّ السلْمَ منها في حدادِ |
يكادُ يلازمُ المكلومُ فيها |
لحينِ منيّةِ بُسُطَ المِهادِ |
يشطُّ البالُ أينَ لهُ يقينٌ |
إذا زلَّ المدادُ عن المرادِ |
أتُنشدُ وحدةٌ والناسُ شتّى |
شقاقٌ بانفرادٍ وانفرادِ |
وتُرجى عزّةٌ والعُرْبُ لوحٌ |
على بحْرِ المذلّةِ للأعادي |
إذا مَلَكَ الحمى عبدُ الغواني |
فإنَّ خليلَهُ عبدُ المُعادي |
وما يحَمي الحِمى إلا هُمَامٌ |
يداري النُجْمُ بينَ خطا الجوادِ |