الأخت الكريمة \ نادية بوغرارة ..
الأخ العزيز \ عبد الصمد حسن زيبار ..
أشكر لكما رُقِي الاسلوب، ووضوح الطرح ..
أعلم حساسية الموضوعات الفكرية، وأقـدّر لكما غيرتكما، وأعتذر لكما عن أي إزعاج قد يكون نالكما من مشاركتي..
فأنا أعلم أن الدخول دون مقدمات في أي موضوع فكري، هو أمرٌ ليس مقبولاً في ثقافتنا العربية ..
ولكن أيها الإخوة الأحباب، أرجو أن تذكروا أنني قلتُ ( لاحظ ) في بداية كل معادلة من المعادلات التي لا يلتقي فيها الفكر مع العروبة والإسلام.
وأنا بهذا أقصد أن هذه المعادلات هي ما يمكن ملاحظته على أرض الواقع، ولا يمكن ولا ينبغي تجاهل الحقيقة، ولا يصح تجريم من وصف الواقع.. وليس بالضرورة أن يكون هذا الواقع قدراً مقدورا... وإلا لما كانت للفكر والبحث والعلم من ضرورة!
وقد قلتُ أن السبب يكمن في سوء فهم وسوء استخدام العقلية العربية للإسلام!
أما قولك " أخي حسن" بأن الأزمة ليست أزمة إسلام بل مسلمين، وأعمال معتنقيه .. فتلك معادلة لا نهائية الحل، وهي تصوير للواقع أوضح وأعقد مما ذهبت له أنا.
حيث إنني حصرت المشكلة في العقلية العربية عند تلاقيها بالإسلام. أما أنت فقد ربطت المشكلة باعتناق الإسلام.
إذ كيف تكون المشكلة في المسلمين دون غيرهم، ثم نقول بأن لا علاقة للإسلام بالمشكلة !
أما ما أشرت له "أخي حسن" من ارتماء في أحضان الغرب !! فتلك عقبة موضوعة، وعار مفتعل، يُهـدَّد ويُهاجَم بهما كل من دعا إلى حرية الفكر . وكأن في ذلك شيء من الاعتراف الضمني بأن الفكر شأن غربي لا عربي إسلامي. .. وأنا لا أقول بذلك قطعاً!
فأنا لم أدعو إلى الارتماء في أحضان الغرب أو الشرق، ولكن تلك مأساة أخرى، إذ ما أن تتحدث عن حرية الفكر دون أن تذكر الغرب، حتى يُبادرك محاورك العربي المسلم بهذه المسبّة( أحضان العرب)..
فنحن نعاني - يا أخي - من عقدة تخلفنا وضعفنا في مقابل تقدم وقوة الغرب، حتى ارتبط في أذهان البعض منا بأن كل دعوة إلى الواقعية فهي دعوة إلى تقليد الغرب!
تحياتي الصادقة للجميع ..