أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من مذكرات سحاب(دمعة غزاوية)

  1. #1
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي من مذكرات سحاب(دمعة غزاوية)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كنت أنوي متابعة كتابة مذكراتي، ولكنني اليوم أشعر بالحزن الشديد الذي امتص ألمي من عذابي الذي عانيته سابقًا من ظلم واضطهاد خالتي زوجة أبي لي، وابتعاد والدتي عني.
    أحداث الاعتداء الصهيوني على مدينة الرباط غزة جعلني أولد من جديد بألم أزال آثار آلامي السابقة وأنا أرى الأرض تشتعل بأهلها، والصواريخ تتساقط فوق البيوت، فتنهار البيوت فوق رؤوس ساكنيها وتحرقهم، مشاهد رهيبة جعلت النوم يفارق عيني، والدموع تتدفق منهما سخية ، ياالله ماأشد قسوة الصهاينة، لم يرحموا طفلا ولاامرأة ولاشيخا، كان أبي يدعوني وهدى، لمشاهدة مايعرض على شاشات الفضائيات من آثار الدمار، وما تخلفه آلة الحرب الصهيونية من حرائق تلتهم الأخضر واليابس، ما أفظع مانراه، لقد حُفِرتْ صور جثث الشهداء المشوهة في عقلي، ولن تجد لها منفذا للنسيان، قال والدي إن إسرائيل تقصف السكان العزل من السلاح بالقنابل الفوسفورية التي تذيب اللحم، وتقضي على المصابين بها، وهذه القنابل محرمة دوليًا، ولكن الكيان الصهيوني لايلتزم بأي اتفاقية دولية فيضرب بعرض الحائط مالايراه في مصلحته، إجرام تقشعر له الأبدان، أطفال حرقت أجسادهم، لم تعد تظهر ملامح وجوههم، منهم الرُّضع ومنهم مافوق ذلك ، وهناك من قطعت أرجلهم وحفرت ظهورهم ومنهم من ذابت عيونهم، قال أبي أن كل من قتله الصهاينة هم شهداء، وسيدخلون الجنة بإذن الله، فدعوتُ لهم بالرحمة ولأهلهم بالصبر، وعاهدت أبي على ألا أنسى ماحدث لغزة في عام الحرق هذا، سأحكي لأولادي عن هذا الإجرام الفظيع، وعن صمود أهلنا العظيم في غزة رغم اشتداد الحقد الصهيوني عليهم قصفا بالطائرات والدبابات والسفن الحربية، احتفظت بصور كثيرة من صور الحرب البغيضة، أدعو الله أن ينتقم لكل الشهداء من أعدائهم الظالمين، ولكن أكثر ماآلمني هو الحصار الذي ضرب على غزة فكان الكثير من الجرحى يموتون لعدم توفر المستشفيات والعلاج اللازم لهم، إضافة إلى قلة المواد الغذائية والماء وانقطاع التيار الكهربائي، سألت نفسي عما سيفعله في المستقبل من عاش هذه المأساة، ومن فقد عائلته وبيته .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  2. #2
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    رأيت اليوم طفلة على شاشة إحدى الفضائيات المناصرة لغزة وهي تتكلم عما شاهدته أثناء قصف اليهود للمدنيين، كنت أنتحب وأنا أسمعها تروي للمشاهدين حكاية أشبه بالخيال ، تصف فيها وحشية الجنود الصهاينة قالت :( كنت وأهلي في البيت نتدفأ وكان عندنا عمي وأولاده، وفجأة راح العدو يقصف بيتنا بالصواريخ ثم دخلوا علينا بأسلحتهم وأمرونا بمغادرة البيت، خرجنا جميعًا فوجدنا الدبابات والجنود المسلحين يغطون الشارع ، مشينا باتجاه بيت جدي فراح الجنود يطلقون النار علينا، في بيت جدي بقينا ثلاثة أيام دون ماء ولاغذاء ، كان الأطفال الرضع يبكون من الجوع ولاحليب لدى أمهاتهم لافي الصدر ولافي البيت، مات الرضع وهم يضحكون رغم بكائهم ، كنت أتألم عليهم ولكن والله مشهد ابتساماتهم كان مدهشًا، لاماء في البيت والجميع يحسون بالعطش والجوع، خرج أخي لجلب الماء ونحن نخبز بعض الخبز على الصاج، تأخر أخي في الخارج فخرجت أمي للبحث عنه ولم تعد ، فجاء الجنود إلى البيت وقتلوا عمي فصرخ بهم ابنه البالغ من العمر ست سنوات : لماذا تقتلون أبي وتحرموننا منه ، فقتلوه رميًا بالرصاص أمامنا ، مات من كان معي وأخوتي الأربعة وأمي وأعمامي وزوجاتهم وأولادهم، أنا الآن وحيدة لاأدري إلى أين أذهب خرج بي الناس إلى مكانٍ بعيد وبقي أهلي تحت الأنقاض ثمانية عشرة يومًا، فجئنا لنخرجهم الآن ، لماذا يقتلوننا وليس معنا أسلحة، ولكننا رغم كل شيء سنظل نقاوم ولن نغادر غزة مدينتنا التي نحبها وتبًا للقتلة الوحوش، أدعو الله أن يرينا بهم يومًا تقشعر له الأبدان، نحن الآن في وضع صعب لايقل خطرًا عن قصفهم الوحشي بالقنابل الفوسفورية والمحرمة دوليًا. إننا نعاني الجوع والبرد والمرض .)
    كان الله في عونك ياأختاه ليتني أستطيع مساعدتك بل ليتك تقبلين بنا عائلة لك، ليتك تقبلين، ولكنك لن تقبلي لأنك تحبين غزة التي ضمت شهداء أسرتك وغزة الميامين، كان أبي يستمع إلى الفتاة ودموعه تتدحرج فوق خديه ، ولكنه ظل صامتًا. أكره الصمت وحتى الدموع مهما كانت غزارتها وارتفاع حرارتها، غزة بحاجة لما هو أكبر من الدموع ليتني أعرف لأقدم الساعدة، سيظل جرح غزة نازفًا في القلوب حتى التحرير.
    التوقيع: سحاب

    بقلم
    زاهية بنت البحر

    يتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    ستظل هذه الصور عالقة في الأذهان و لا أظن أبدا أن بمقدور أي انسان نسيانها أو محوها من عقله الباطن فقد تجسدت ألما كبيرا يحيل كل الألام السابقة التي مررنا بها إلى الاضمحلال و التلاشي ...

    رغم أنني رأيتُ كثيرا من الأهوال و لكن لم تصل يوما إلى هذه الدرجة الرهيبة و هذه المناظر المفجعة .

    أتساءل عن نفسية الأطفال ما حل بها ؟؟؟ إذا كنا نحن الكبار قد صعقنا من مجرد المشاهدة فمال بال من عاش هذا الجحيم و هذه المحرقة الرهيبة .

    نسأل الله أن يمن عليهم و علينا بفضله و ينزل في قلوبهم السكينة و الرحمة .

    بارك الله فيك ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    يالله ...يالله


    رحماك يارب ....رحماك يارب


    وان العين لتدمع ...وان القلب ليحزن


    ماساة غزه كما ذكر اخي هشام ستظل في ذاكرتنا ....وعلينا ان نذكر اولادنا بها وأحفادنا .........


    وهذه الفتاة او الطفله التي كانت تروي مأساتها على قناة الجزيره انتظروها .....سيكون لها شأن بمشيئته تعالى

    (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون )


    تحياتي

  5. #5
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لم أكن ممن يحبون مشاهدة الأخبار، وكنت أكره أي خبر عن الكوارث والحروب، فأنا أخاف من الموت كثيرًا، وكانت خالتي رحاب قد وعدتني بحديث عن الموت لتبطل به تلك المخاوف التي تنتابني عندما يتحدثون أمامي عنه، مازلت أذكر اليوم الذي خرجوا به بجدي محملا على الأكتاف، وساروا به إلى المقبرة، كان يومًا مخيفًا جدا بالنسبة لي، واليوم أصبحت ككل أفراد اسرتي نتابع الأخبار ونرى مشاهد القصف الإسرائيلي للسكان الآمنين في غزة، وكيف تلتهم النار أجساد الكبار منهم والصغار، رأيت صورا شتى من تلك التي تعرضها الشاشات يوميًا، كنت أبكي رغمًا عني خاصة عندما شاهدت رجلا في عمر جدي يبكي ويقول:( من أين سأحضر له أمًا، قولوا لي؟ من سيرضعه، من سيدفئ جسده الصغير؟ مازال الطفل رضيعا قتلوا أمه، من أين سأحضر له أبًا؟ قتلوا أباه، قولوا لي من أين سأحضر له أمًا وأبا؟ حرام والله أن يحرم من أمه وأبيه، هاتوا أمه، هاتوا أباه، إنه بحاجة لهما.)
    ياالله طفل رضيع يقتلون أمه وأباه، يتركونه لوحشة الحياة، ولاأحد يدري ماذا سيكون مصيره في الأيام القادمة، ترى هل سينسى قاتل والديه؟ هل سيسامح بدمهما؟ من يدري إن قُدِّرت له الحياة ماذا سيفعل. أطفال كثيرون حرموا من آبائهم ومن أمهاتهم ، وبعضهم من كل أقربائهم، تبًا للحرب وما تخلفه من دمار في البيوت ودمار في القلوب، لوأن القاتل فكر للحظة بهؤلاء الأطفال، وأنهم بشر كأبنائهم ترى هل سيقدم على قتلهم وقتل ذويهم أم أنه سيتحلى بشيء من الخلق فيربأ عن ارتكاب جرائم بشعة بحق الإنسانية؟
    ربما كان هؤلاء الغزاة يحققون مآربهم في قتل النساء والأطفال كي يقللوا من عدد أهالي غزة كما قال والدي لأنهم يفوقون المغتصبين عددا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صور القتلى الذين ظلوا لثمانية عشر يوماً تحت الأنقاض

  6. #6
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أختي الكريمة زاهية،

    من منا يستطيع أن ينسى ما جرى في غزة، من كان يخاف من الموت والدمار والدماء

    تلاشى خوفه من كثرة ما رأى في غزة العزة، ومن كان يتألم لأبسط المشاكل أو ظلم وقع عليه

    نسي كل شيء مقارنة بالظلم الكبير الذي تعرضت له غزة الكرامة وواجهته بصبر وإيمان وصمود

    بدماء شهدائها وجرحاها، بصرخات الثكالى والأطفال.

    هل سيمحى هذا المشهد من الذاكرة؟ إن كان الكبار لم يتحملوه فكيف بالصغار؟

    فليخخف عنهم المولى عز وجل وليلهمهم الصبر.

    احترامي وتقديري.

  7. #7
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اليوم روت لنا المعلمة قصة فتاة صغيرة سمعتها تتحدث عن معاناتها أثناء المذبحة التي قام بها العدو الصهيوني في غزة. فتاة صغيرة كانت في بيت أسرتها تعيش سعيدة إلى أن هاجمت الصواريخ الدار وقتلت كل أهلها، وبقيت هي على قيد الحياة بعد أن أصيبت رجلها بجروح وحروق بليغة، رأت انهيار البيت والجدران فوق أهلها، لم تستطع فعل شيء ، كادت تموت قهرًا وحزنا، جراحها تنزف وهي تتألم على من غيبتهم الأنقاض تحت أثقالها الهائلة، ومن وجع جرحها والحروق، فراحت تزحف فوق الأرض حتى وصلت إلى غرفة جانبية لم تُهدم كلها، مخلفة وراءها الدماء وجثث أحبتها، بقيت في الغرفة ثلاثة أيام دون طعام ولادفء، لكنَّ الله سبحانه وتعالى كان بها رحيما، فقد وجدت في الغرفة قنينة ماء، فراحت تبل بها ريقها كلما أحست بالعطش ، لم تروِ ظمأها ولا مرة خشية أن يطول بها البقاء في هذه العزلة مع جثث أهلها من الشهداء. كانت تسمع القصف العشوائي لغزة، فتهتز حولها الجدران المتهالكة، وهي ترفع يديها إلى السماء تستجير بالمنقذ الرحيم، الواحد الأحد. كم من مرة ظنت بأنها ستموت خوفًا وجوعًا وعطشا، لكن الله كان بها رحيما. في زنزانة الخوف كانت تهاجمها ذكرياتها مع أحبتها قبل القصف، تبكي أمها التي كانت تدرسها وتطعمها وتخيط لها الثياب، تتذكر والدها الرجل الكادح في سبيل تربية أولاده تربية صالحة تجعل منهم رجال ونساء المستقبل الذي كان يحلم به، ويشاركه الجميع بهذا الأمل الرائع الذي دفنه أعداء الإنسانية تحت الركام وهو مازال جنينًا في رحم الغيب. توقف نزف الجرح، ولكن ألمه ووجع الحروق كانا بازدياد مستمر، بكت دموعًا كثيرة وهي تتذكر أختها الكبرى وحنانها، وترى في ليالِ القصف وجه أخيها باسما في الخيالِ، يدعوها للصمود وتحدي الألم، تبل ريقها برشفة ماء والجوع يفتك بأحشائها الفارغة من الزاد، تنظر إلى السماء برجاء الضعيف للقوي، فتحس بالأمل يولد من جديد في قلبها، فتبتسم والدموع تتدفق من عينيها عندما تشرق الشمس مرة أخرى، ياالله ما أكرمك ما زال في القنينة بعض ماء ساعدها بالبقاء على قيد الحياة إلى أن جاء بعض أهل المدينة لإخراج الجثث من تحت الأنقاض، فأخرجت الفتاة والجميع يهللون الله أكبر، يحملونها إلى الإسعاف بينما تشتد سواعد الشباب لرفع الأنقاض عن الشهداء والحزن يعربد في القلوب، وتزداد النقمة ضد المعتدين المجرمين وهم يحملون أجسادا مازالت لينة تقول للجميع لاتحزنوا فنحن أحياء عند الله.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. من مذكرات سحاب
    بواسطة زاهية في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 02-06-2021, 12:43 AM
  2. عودة ميشو .... حكاية غزاوية قح
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 09:11 PM
  3. سحاب الاستغفال و طريق الإنفعال
    بواسطة فكير سهيل في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-02-2015, 09:13 AM
  4. حسناء غفت وسط سحاب الموت
    بواسطة ضفاف أماني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-12-2008, 12:31 AM
  5. احلام .. طفولة غزاوية
    بواسطة أمل فؤاد عبيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-03-2007, 09:04 AM