حبيبتى
اسمها قليل المقاطع ...متين البنيان
جارتنا كانت.....قبل وجود الوجدان
لا فرق بين دارينا , لا أبواب موصدة , لا شرفات تحجبها أيام
نطرق حائطاً , سلكاً نعبر , يأتينا...الخبز والملح ....وحينا يأتينا الماء ...بلا إحسان
نشأت فى عروقى جارتنا..... فى ناصيتى بلا عنوان
كبرت ورسم نبع البحر على خديها أنوثة .....وخط على رأسها حريرأ....بلون ونعومة رمل الشطآن
هام الكل بها عشقاً, عبثت بها أيدى,وتدافع عن عزتها..... تصون, تُهدمُ بعض الجدران
عذبة هى.... تلقى من يرميها بحجرٍ...... تمرة
صارت جارتى زيتونة سكير....محراب الناسك...... وصلاة الرهبان
واستعصت دوما فى وجه الخطاب , أمهروها...قلدوها... بهداياهم حاصرها العرسان
ترفض ..تلعن..تصرخ ..فات أوان زواجها...لكن بقيت دوماً..
معنى مقدساً..كلما زدته فكراً ...زادك غموضاً
وحين تُخرِجُ منه معنى.............. يفرخ معنى جديداً
هكذا كانت.... وكنت أعرفها معرفة الأهل والدار
وأقدرها فى نفسى............ وأمنحها حق الجوار
وظننا جميعا أنها .....عن الزواج عازفة
وبحثت أنا عن أنثى تكن لى وطنا..... وسكناً مدعياً أن جارتى رفضت أفضل منى
ودون سابق إنذار... وقبل ليالِ ثلاثٍ بقيت من كانون , نبيتُ على أتون , حيث....
لا قمر..ولا ضوء..... نسمع زغاريد... تعانعقها الآهات...
وتفجر جارتى دوى موافقتها ....على عريس جاء ليخطبها... فارس ملثم....يعرفنا ولا نعرفه
يبدو أنها عليه ......كانت عاقدة النية
فعلمنا حتماً .....بقصة عشقٍ مخفية
أراد الكل ليثنيها ..أو يغريها ..فأبت
سكبوا تحت قدميها النفط ريالاتٍ.... براميلَ, فتعالت
غازلها الأهل..... حتى الأعداء..... فما مادت
ووسط دهشة الجميع ....تعلن جارتى أنها ..
ستتزوج ممن...؟.لتنجب.من....؟
وفى التو والحال ....عُقِدَ قرانها بمأذون .......سماوى السمت
وشهود.... من كل أجناد الأرض
ولم يمض على الزيجة أيام...
حتى..... أنجبت جارتى.......؟
يا لها من عاشقة....تتزوج على غِرةٍ.... تحمل.....وتنجب فى أيام....؟؟؟؟؟
تزوجت جارتى الموت...... ورحلت معانقة إياه لتنجب....
حمــــــــــــــــــاس
وتعرينا جميعا
فبات سادتنا..... أقزاماً
وتركت فى القلب خريطة .....لا تمحوها الأزمان
وصارت للتاريخ علامة... ,بل شامة..... زادت حسن الحسان
حتى أنها غيرت من نواميس الكون.....
فكانت للأرض دورتان : حول محورها..... وحول الشمس
والآن صار للأرض دورة ثالثة ..... تدور حول حماس.... أقصد حبيبتى غزة
وأنا بها أهيم .....وأتمنى أن أكون:
غزاوى الموطن
حماسى المذهب..... و الفكر حتى الوجدان
أصحو على جرس القسام ينادى:
أحمل نعشى ...كفنى....وفؤادى
فشكراً ليفنى..... شكراً شمعون
وجزيل الشكر ومنتهاه..... لأردوغان
فدم السجين فى أغلاله...ودم الشهيد...يلتقيان
فأنا أدركت الآن :
أن وحياً سماوياً....أن بناءً ضوئياً فى رحم غزة.....يحدث جيلا حمساوياً
والآن أعود أدراجي لأسأل :
هل زيجة غزة من الموت لتنجب حماسا...... حلال أم حلال ؟
وهل يمكن أن أكون ابناً شرعياً لحماس ؟
أفتونا أفادكم الله.
بقلم:أحمد الحارون
تلبانه_المنصورة