|
يَطيرُ الفجرُ فوضى كالذُّهـول |
كلاما لا يَحيدُ عـن العُـدول |
يَطيرُ إلى ثغـاءِ المـوج يأتـي |
على هام الليالـي بالعَـذول |
يُثيرُ صدًى تُقارعُه الأقاصـي |
كؤوسَ البحر ناسجة الحُلـول |
. |
. |
كأنَّ الصَّوتَ تَقرعُـه المنافـي |
إذا ارتحلتْ وحلَّتْ في خيولـي |
كأنِّي للرسول ريـاحُ معنـى |
وقد هبَّتْ عليه مـنْ وصولـي |
وما وصلتْ حكاياتـي إليـه |
ولكنَّ الملامَ علـى الرَّسـول |
. |
. |
أقالَ: أنـا لفوضـايَ المَرايـا |
إذا نظرتْ إلى خبـر الطلـول |
أطلُّ علـيَّ مُنتضيـًا سُؤالـي |
على قدر، ومُمتطيـًا ذلولـي |
أخبُّ بها الفدافـدَ ناكصـاتٍ |
إليَّ، وراقصاتٍ فـي حُلولـي |
أراها خالصاتٍ مـنْ عقـال |
وفوضاها تَردُّ علـى الفلـول |
فقلتُ: كأنَّما الرِّيـحُ ابتـداءٌ |
لكلِّ العمْر يَمرحُ فـي ذُهولـي |
. |
. |
يطيرُ ولا يطيـرُ كـأنَّ مسًّـا |
عرا، وكأنَّ شمسًا عنْ أفـول |
أقولُ لها: ألا قولـي هَسيسًـا |
من الكلمات جذلى، ثُمَّ قولـي |
وسيري في البلاغةِ مثلَ طيـفٍ |
رأى برقا، فكانَ إلى وصـول |
وطيري حيثما شئتِ ارتشافـا |
لما شئتِ ارتشافا مِنْ شَمـول |
وكوني وردةً طارتْ فحـارتْ |
فما أحلى الذهاب بلا قفـول |
. |
. |
يَطيرٌ الليلُ مُختلسًـا كلامـي |
لأدركَه .. وقد تعبتْ خيولـي |
يَقولُ: أريـدُ تسويـةً لأنِّـي |
تركتُ يدي على وجَع النُّصول |
فقلتُ: فخذ جناحين التفاتـا |
إلى لغـةِ المَتاهـةِ والعُـدول |
وثمةَ فارسُـم المـاءَ انسكابـا |
وهاتِ فراشةً عنـدَ الحُلـول |
. |
. |
يطيرُ فيخذلُ الرُّؤيـا قصيـدًا |
أكنتُ أطيرُ .. أمْ هَذا ذُهولي ؟ |
. |
. |