|
خلوت بالهمِ والشيطان ثالثنا |
فراود النفسَ عن صبري وإيماني |
وقـدَّ جفنيَّ من دبرٍ وهاجمها |
سيلٌ من الدمع مادت منه أركاني |
أُقلبُ الطرفَ في ليلٍ بلا قمرٍ |
والقلب يمسك مذعورا بأرداني |
إن شعَّ برقٌ تغص العين منكرةً |
كأنما خاط وهجُ الضوء أجفاني |
ما أطول الليل في أحضان نائبةٍ! |
شمطاء تعلك آمالي وسلواني |
أفر منها وقد سـنَّت مخالبَها |
أدسُ نفسي عنها بين أقراني |
وأخلع الشعر عن قلبي و أُلبِسه |
قولا أردتُ به سترا فعرَّاني |
فكم تضاحك قلبي وهو منسلخٌ |
عن حسه ليجاري قلب جذلان |
كأنه ثلجة ذابت مقهقهةً |
ضاع النقاءُ بها في كأس سكران |
وألبس الشعر لاسترا سواه إذا |
نمت قروحي وشقت ثوب كتماني |
يبقى صديق المعاني لا أبدله |
أوفيه لو طففت يمناه ميزاني |
في بيته تسكن النفس التي تعبت |
من غربةٍ وبه تسكين أحزاني |
الشعر قلبي فحاذر إذ تقطعه |
جزءٌ وريدي وجزءٌ منه شرياني |
شتان ما بين ضوء منه تنسجه |
ألعابُ نارٍ بأشكالٍ وألوانِ |
ما أن يمسَ قلوبا إذ يفارقها |
ما بين أنفاس بارودٍ ودخانِ |
وبين شعر تضيء الليل أحرفه |
من نور صاعقة أو نار بركانِ |
يخلد الدهر ما خطت أنامله |
بالصدق في حس ذي عقل ووجدانِ |