أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فصل من رواية السطر المطلق

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 173
    المواضيع : 58
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي فصل من رواية السطر المطلق

    فصل من رواية "السطر المطلق". *



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    [align=justify]

    (فصل)- ما بعد الحكاية- هوامش للمؤلف لم تجد موضعها في المتن-

    1. بورخيس هو أشد المولعين بمسائل المطلق فهو من تخيل أن الألف هو النقطة الوحيدة التي يوجد فيها الكون كله. ويمكن عكس الصورة من خلال هذه الرواية بتخيل خط مطلق لا يمكن حده ويمكن للنقطة أن تكون في أي مكان منه، بمعنى أنه لا معنى لوجود النقطة في مكان منه لو كانت نقطة وحيدة، لكن لو كانت بجوارها نقاط أخرى فيمكن لهذه النقطة أن تحدد موقعها منها والعكس بالعكس. وبورخيس لا يكتفي بتخيل هذا الأمر بل هو ينوع عليه ويتناوله في أمثلة عدة مثل قصة كتاب الرمل الذي لا يمكن أن تعود إلى صفحة منه بعد أن تقلبها، ولا يمكن أن تجد الصفحة المفترض أن تعثر عليها بعد قلبك للصفحة التي قبلها كذلك، كما لا يمكنك أن تقف على نهايته ولا بدايته لأنه يتغير باستمرار، ما يحيلنا مرة أخرى إلى فكرة احتواء المحدود للاّمحدود، لا كفكرتنا التي تنقل وجود المحدود في اللامحدود. وكذا في قصة النمور الزرقاء التي ليست سوى ثلاثة ومع ذلك فهي تتكاثر دونما نهاية عندما تقع على الأرض مما يمكن أن يسبب كارثة حسية أو من شأنه أن يغرق الكون بهذه النمور، عامة أنا أتكلم من ذاكرتي لا من مذاكرتي، ويمكن للمعلومة أن تكون محورة، ولكن حتى لو كانت محورة فهي مأخوذة من بورخيس، ومن حق الفضل أن ينسب إلى أهله.
    2. كنت أفكر أن أطيل اللحظات المشهدية لمقتل علي، أو لعودته إلى قبره، أو لانتقامه من سيده على ورق روايتي بحيث يتحول المشهد إلى فيلم، لكنني تلافيت ذلك كله لأني وجدت أنه سيعود إلى محاكاة منجزات سابقة في عالم الوصف أو إلى فنون أخرى لا تعنى بها الرواية، وكان في مقدوري أيضا أن أطيل كذلك لحظات أخرى من شأن براعة التصوير أن تغرق قارئها في الدهشة، لكن مقصدي كان الدخول في حياة علي والشخصيات المساعدة له، وفي حالة هوسه بالقصر المهجور، أكثر من مجرد تمديد المتن الوصفي لمقتله وخروجه من القبر ومسيرته، فالمسيرة التي أتحدث إليك عنها أيها القارئ تستطيع أن تقرأ نظيرا لها في روايتي السابقة: كيف تصنع يدا؟ ومن شأنها أن تطيل العمل إلى أكثر من خمسين صفحة إضافية لست في حاجة إليها.
    3. يعد الإطلاق في خط الزمن، وهو ما يسمى في الفلسفة القديمة بالتسلسل، يعد مبحثا محيرا، فبعض المتناولين لمسألة الخلود الأبدي ضايقتهم الفكرة فقالوا بانقطاع التسلسل في الخلود كالعلاف فيكون سطر الكون ساكنا مع امتداده، وهذا القول يعد أشنع أنواع الكوابيس المرعبة، ويعتقد العلاف أن الخالد سوف يصاب بما يشبه الهاجس المعذب لعلي في هذه الرواية، وهو انقطاع الحركات وبقاء حالة أزلية من العذاب والشعور به، وألحق بذلك مسألة خلود النعيم أيضا. وبعضهم قال بما يشبه انقطاع سرمدية العذاب كابن تيمية لتعلقه بصفة الغضب التي ليست بصفة ذات وإنما هي صفة فعل. وآخرون قالوا بجواز القدم الأزلي في الماضي والتسلسل المستقبلي في الأعيان كالإلهيين الأرسطيين والفارابي وابن سينا وغيرهم، ووافقهم في ذلك ابن تيمية في مسألة تسلسل النوع لا في قدم الأعيان، وأما باقي المتناولين للمسألة فبعضهم قال بالتسلسل المطلق في المستقبل وانقطاعه في الماضي، وقالوا بانقطاع أفعال الخالق في الماضي لا في المستقبل، لكن أحدا قط لم يقل بالتسلسل في الماضي دون أن يكون معه تسلسل في الاستقبال. ويمكن لمن يريد الاسترسال في هذا المعنى أن يطالع بحثا جيدا للدكتور مختار عطا الله صدر بعنوان: الخلود الأخروي، عن كلية دار العلوم، وربما عن غيرها، لا أتذكر.
    4. حلم مجهول المعنى كان يراود علي أثناء فترة تخفيه، ولم أستطع أن أجد أي صلة بينه وبين متن الرواية. يقول علي: أساس الحلم أنني كنت متهما بالتحرّش بزوجة رجل، وذلك في صالة من الصالات الضيقة، ذات إضاءة واضحة إنما ليست مشعّة بل بين البياض والصفرة، أنا وهي في الصالة، وزوجها، نسيت شكله ومن هو لكنه خمسيني ملتح على ما يبدو، في الغرفة الوحيدة التي تؤدي إليها الصالة، ثم لم أعد أذكر شكل ملامحها ولا تشكيل جسمها بوضوح، بل تحوّلت إلى ممثّلة شهيرة نحيلة القوام لم أكن أحبها، ولكنها لكثرة ما مدحت لي طاب لي أن أشتري فيلمها الأخير، اسمها ذائع الصيت لدرجة أن نسياني له يعدّ من النسيان المشهور للأشياء المعروفة جدا، ولكنني أذكر أنها مثلت مع براد بيت فيلما عن مسدس مكسيكي أثري واسم الفيلم على ما أذكر ماكسيكو أو ذا ماكسيكو، وأخيرا فيلما اسمه ابتسامة الموناليزا، وقد شرعت في التحرّش بها مباشرة بمحاولة سحب ثوبها إلى الأعلى، ولم يبدُ عليها أنها تؤاخذني كثيرا بهذا الفعل، غير أنها، والصدق واجب، لم توافقني على تحرّشي. لا أذكر الآن إن كان زوج المرأة التي اختفت وحلّت هذه محلها قد خرج بعد ذلك أم أنه لم يظهر على الإطلاق، ولكنني هربت على أية حال من الموقف خشية من أي إحراج تجلبه عليّ رقابة محتملة تخبئها لي كمائن القدر، وهو شعور معروف في الأحلام، وخرجت من الصالة بصورة لم أعد أتذكر كيف كانت. ثم ألفيت نفسي أمام دكة قريبة الشكل من دكة بيتنا القديم التي كنت أجلس عليها صباحات الصيف والناس نيام. ما لا مفرّ من ذكره أنني أحب زوجتي وأن هذا التحرش ضغث حلم أو أقل من ذلك، وأدل شيء على ذلك أنني قبل ذلك الحلم نمت وأنا في اكتفاء كامل بل في خور شبيه بالعنّة، لشدة ما أنا مسرف في استغلال حقي الزوجي الذي يضاعف من إقبالي عليه شدة حبّي لرفيقة دربي، هذا الحبّ الذي يمنح روتين المضاجعة قليلا من الإثارة النفسية المطلوبة مع كثرة التكرار الآلي التي عادتها أنها لا تبقي على طاقة ولا تذر، باستثناء ما إذا توقف الرجل يوما أو يومين. كان هذا هو الاستطراد الذي لا معزل عن التطرق إليه لاستبعاد كل الظنون التي قد تسيء إلى شخصي زوجاً محبّاً وفيّاً. إذن فقد ألفيتني أمام دكة شبيهة بدكتنا القديمة، ويجلس معي رجل اسمه عمر، وهو رجل أبيض سمح دمث ملتح جميل جمال رجولة وأعرفه في الحياة الواقعية، وآخر حدث مهم جمعنا في اليقظة هو أنه زارني وطلب مني أن أكون وسيطا في زواجه من قريبة لي، وطلب مني الكتمان، ووعدته بأنني سأكون أمينا وعمليا وسريعا في إجابته، وكلمت أمّ البنت، ولكنها صارحتني بعدم الموافقة في شبه سخرية منه، ليس لأن فيه عيبا خلقيا ولا أخلاقيا، بل هو شخص فاضل مبتسم دائما ومحب لقرابته بإخلاص وبراءة ولا أعرف له مثلا في الأسرة كلها ولكن لأنه متزوج، وحالته المادية غير جيدة، وكثير البحث عن الزواج، وهي لا تريد لابنتها هذا الخيار، واتصلت به بعد أقل من ساعتين من انقضاء زيارته وأخبرته بالجواب فشكرني بصدق لكن بنبرة جريحة. هذا الرجل، الذي أحزنني جدا أنني كنت رسول الرفض إليه في اليقظة، كان في الحلم يجلس على الدكة وأنا واقف أمامه وظهره لجدار بيتنا، ومعي كرة دائريّة شفافة تدور كالمروحة بسرعة وبلا صوت وتخرج منها دودة صغيرة تكبر شيئا فشيئا وشكلها اسطواني كالخبز الصامولي الذي يستعمل للسندويتشات، ولها نفس بطن هذا النوع من الخبز، غير أن البطن مشقوق بالطول وهو على شكل فم شرس مقزّز ذي أنياب كثيرة متقاطعة من الجهتين، وهي شبيهة بالدودة التي ظهرت في فيلم من بطولة فريمان وذلك الممثل الذي مثل سلسلة الأفلام الحربية عن الحرب العالمية الثانية، المشهورة باسم فرقة الإخوة. كنت مطمئنا نوعا ما إلى أنّ تحوّل زوجة الرجل إلى ممثلة يبرّئني نوعا ما، قلت لعمر: ألا ترى أنني بريء مما يقال عني -لعلني كنت أعتبره ملما بتفاصيل محاولتي للتحرش- فأجابني مبتسما مشرق الملامح طيبا كعادته دائما قائلا: لا عليك، لا تسمح لهذه التفاهات بأن تشغلك طويلا، ونظرنا إلى الدودة فوجدنا أن طولها يزداد وحجمها يتضاعف. وكان عمر جالسا، ففرد رجله دون سبب واضح، والدودة يتعاظم حجمها بالفعل، وقال لي إن هذه الدودة معروفة وإنّ هذا الرجل -الخمسيني زوج المرأة التي أخشى أن أفتضح بالتحرش بها- يرسل الدودة خلف كل عشيرتي وذوي قرابتي، ولقد اصطنعت البراءة والدهشة والاستنكار وسرني قوله هذا، وأضمرت سروري به في نفسي، لأنه ساعد في طمأنتي على أنه لا يشك في براءتي مما وقع فعلا وأخشى أن يصدقه، في حين أنني بريء منه نوعا ما، لأن المرأة، كما أسلفت، لم تعد زوجة الرجل الخمسيني بل أصبحت تلك الممثلة التي في الحقيقة لا يعجبني تمثيلها ولا شكلها ولا قوامها رغم أن فيها إثارة فاتنة كامنة ومخفية في مكان ما منها، وقد لاحظت ضخامة وتكشفا مدوّخا لنهديها في فيلم نسيت اسمه، لا أدري كيف وقعت في شباكها -في النوم طبعا- مع ذلك النحول المرضي الذي بدا في فخذيها الأبيضين عندما حاولت رفع تنورتها، وقد بديا نحيلين كعودي ثقاب، أو كجرادة، أو لنقل مثل أفخاذ المتقدمين شوطا طويلا في مرض السكريّ، كذلك الوجه، مهضوم بلا لحم، والعينان عاديّتان، والشفة العليا غليظة، الأسنان جميلة لكن ليست أفضل من أسنان موسى العالمية. انتهى كلام علي هنا، وهذه هي حواشي الحلم السابق كما تبادر إلى ذهني من وصفه: يقصد جوليا روبرتس Julea Roberts، و فيلم دريم كاتشر Dream Catcher، بطولة مورجان فريمان Morgan Freeman، والفيلم الحربي المشار إليه فرق الأخوة، Band of Brother.
    5. اقتباس من كتاب الجريمة والعقاب لم أجد له مكانا مناسبا في العمل: "يلاحظ أن أحلام المرء في الحالات المرضية، تمتاز غالبا برونق عادي وألوان صارخة وتشابه عجيب مع الواقع لكن تسلسلها وإخراجها يبلغان من الواقعية ومن دقة التفاصيل مبلغا، يجعلها تبدو بلوحة فنان عبقري. حتى إن الحالم نفسه لو استطاع رسمها في يقظته. لنافس فيها الفنانين الموهوبين أمثال بوشكين وتورجينيف. إنما الأحلام التي من هذا النوع، أحلام مؤلمة تترك في نفس المرء ذكرى باقية، وتحدث على نفسيته أثرا غير حسي، تزيد في تحطيم أعصابه وتزعزع ثقته. كذلك كان الحال بالنسبة للحلم الذي تخيله راسكولنيكوف". الجريمة والعقاب.
    6. كان في الإمكان كما أشار عليّ أن تسمى الرواية: يهيم مقطوع الرأس، لكنه قدم على ذلك اعتراضا سائغا. إضافة إلى أنني أشرت في موضع آخر من روايتي السابقة إلى عنوان مشابه هو: الوقائع المصاحبة لانفصال رأس ميم، أو شيئا مشابها لهذا العنوان، كما وقفت على رواية أخرى لتابوكي إن لم أكن واهما بعنوان: رأس داماسثنو الضائع، والكارثة الكبرى أنني لو اخترت العنوان المقترح لتورطت فيما لا تحمد عقباه، إذ كنت أتصفح فهرسا لعدد من المؤلفات الروائية وإذا بي أجد بينها عنوان: رأس مقطوع، ولهذا السبب تباعدت عن الفكرة نهائيا وكأنها عقرب لادغة، ولجأت مباشرة إلى وصف الموضوع بما يتلاءم مع تصوير علي له. ثم إن الرأس المقطوع لا يليق بهذا العمل عنوانا، بخاصة أنه يعقب مباشرة عملا سابقا لي عن يد مفقودة، فعنوان كهذا بعد عنوان كذلك قد يصرف اهتمام أي قارئ لديه استعداد مسبق للشعور بالملل.
    7. بعد بحث دقيق في ملفات الماضي تبين لي أن الجريمة التي اقترفها عليّ وكان يتكتم عليها بشدة، ويتنكر لها أشد التنكر حتى في أحلامه، كان قد ارتكبها وهو لا يزال قاصرا، وهي أنه تحرش بطفلة مقاربة له في السن، وتابع تحرشه بها حتى تمكن من إغوائها، غير أن كليهما تورط في ذلك وهو لا يزال دون البلوغ، وتم تكييف الحادثة على أنها جناية من علي، بوصفها استدراجا واغتصابا غير مستكمل لشروط استحقاق الحد الشرعي، نظرا لعدم التكليف. واستوفى علي عقوبته في دار الأحداث ثم خرج. واكتملت رجولته واستقامت طريقته وزواجه وعمله وأبوته بعيدا عن مجرى ذلك الخطأ الوحيد الذي ارتكبه في حياته. غير أن هذا التأويل يظل محيرا، إذ إنه لا يكفي لمعرفة السبب في عدم قدرته على تحصيل عملٍ أفضل من تلك الأعمال التي انخرط فيها.
    8. حين عبر عليّ عن ظمئه الحارق تذكرت ما أورده القالي في الأمالي: "يقال: ماله أحرّ اللّه صداه أي أعطش الّله هامته. قال أبو علي: ومعنى هذا الكلام أي قتل فلم يثأر به لأن العرب تزعم أن القتيل يخرج من هامته طائر يسمّى الهامة فلا يزال يصيح على قبره: اسقوني اسقوني حتى يقتل قاتله، ومنه قول ذي الأصبع العدواني: يا عمرو إلاّ تدع شتمي ومنقصتي/أضربك حتى تقول الهامة اسقوني. يعني رأسه".
    9. تمكن موسى من التحايل على عمران والحصول على تأشيرة خروج وعودة، وتدبر له مواطنوه وسيلة للموافقة على زيارة لفرنسا حيث تقيم أخته الكبرى، غير أنه قبل مغادرته زار جدة ليودع أخته ووالدته وتعرضوا لحادث سير، نجا موسى منه وفقد والدته وأخته. وأما زوجته فلم تضع وليدها إلا بعد أن غادر إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، حيث يقيم الآن ويعمل، وقد طلق زوجته بناء على طلبها بعد ثلاث سنوات من مغادرته، وتزوج مواطنة له التقى بها في مدينة ليدز، وهو الآن على وشك الحصول على الجنسية البريطانية، ويفكر بعد الحصول عليها في زيارة السعودية من أجل رؤية ابنه الوحيد.
    10. يتحدث علي عن حبه الغريب في العشرينات، الحب العذريّ الذي لم يدنّسه ولو بمعرفة اسم حبيبته، لقد خابت نظرته في المرأة بدءا من تسبب طفلة صغيرة في تلويث ملفه، ثم خابت نظرته مرة ثانية عندما تخلت عنه هذه الحبيبة واختفت في طيات النسيان. ولا يزال يتذكر نصائح العابثين التي تقول: اتخذ لك صديقة، ما دام لها حبيب أو زوج. فإذا هجرها زوجها أو حبيبها فاهرب منها، لأنها سترتمي عليك! وبعد اختفائها ظل علي يفكر: إذا كانت هذه المقولة على حق فقد كان لحبيبتي خدين تتردد عليه في تلك الأيام، لأنها كانت تلقي على صدري بالزفرات حافية، فيا ترى: هل كانت تمضي بعد افتراقنا إلى من يطأ رقبتها؟ ربما بعدما وطأ خدينها رقبتها وأنهى ما بينهما، فإنها الآن، بحسب هذه النظرية، مستعدة لأن ترتمي عليّ. هذه معادلة تناسبني، لكنها تحتاج إلى إمكانات للبحث والعثور على المبحوث عنها. لكن ذلك كله لم يكن سوى أوهام عشرينية، أفاق منها علي بعد ذلك على صعوبات الحياة الحقيقية، وانتهى به الأمر إلى ما آل إليه.
    11. عانى علي من قطع رأسه بطريقة تعذيبية، فقد تم ذبحه ذبحا من الأمام، ولم يتمتع بإعدام أسرع من ذلك، بيد أنّ فرقة إعدامه كانت تستطيع أن تخفف عنه بعض آلامه بقطع رأسه من الخلف، حيث يتعطل النخاع المستطيل فورا، فلا يشعر بأي شيء من الألم. ومن أجل مناسبة الاستطراد في موضوع أسطورة الرواية، فقد انتشر في النظريات الطبية أن الإبقاء على حياة الرأس المقطوع ممكن إذا تم وصل عروقه بقلب نابض، ويقال إن الإنسان يعي ما حوله بعد القطع بضع ثوان، غير أن المتيقن منه حتى الآن أن انقطاع الدم عن الرأس ينهي هذا الوعي في وقت قصير جدا. بخلاف الشعر والأظفار التي تستمر في نموها فترات أطول، وأما روايات العرب فقد شهدت أن هدبة بن الخشرم عندما قُدّم للقصاص قال لقومه: ترقبوني، فإذا كان الميت يعقل فسوف أقبض كفيّ وأبسطهما، فلما قُطع رأسه نظروا إليه فقبض يديه وبسطهما، وفي رواية البغدادي في خزانة الأدب: "ثم قال لأهله: إنه بلغني أن القتيل يعقل ساعة بعد سقوط رأسه، فإن عقلت فإني قابض رجلي وباسطها ثلاثاً، ففعل ذلك حين قتل"؛ ليؤكد لهم أنه مات رابط الجأش.

    * الفصل نشر في صفحة آفاق بجريدة الحياة بتصرف، والرواية صدرت عن دار الانتشار.
    لو استنشقتَ عبير الأسحار لأفاقَ منكَ قلبُكَ المخمور

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    الأديب الكبير عبد الواحد:

    تعلم أنني معجب دائم بما تخط في كل فنون الأدب وهنا لم يكن الأمر مختلفا.

    رأيت هذا النص هنا في قسم القصة فقرأته بشغف ووجدته دسما بفكر وبلغة راقية ، ولكني أستأذنك في نقله إلى القسم المناسب حيث يجب أن يكون.

    دمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    على الرغم من المقدمة الفلسفية التي استثقلتها، فإن النص كان جميلا شائقا بسرد وصفي آسر ولغة ماتعة ومعارة قصية مدهشة
    ولا أراني أتنازل عن قراءة الرواية بما يشي هذا الفضل منها من روعة وتميز

    وأتساءل أديبنا
    هل ثمة نسخة إلكترونية من الرواية
    وما هي مراكز توزيعها

    دمتا بألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
  5. #5
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    تكتب بأسلوب مشوق يحعل العجائبية قريبة ومقبولة

    أعجبني هذا
    ورغبت بقراءة الرواية
    فلماذا لا ترفعها نسخة بي دي إف على الانترنت لتتاح للقراءة
    أشكرك

المواضيع المتشابهه

  1. المفعول المطلق
    بواسطة محمود عبدالله في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-10-2013, 10:07 PM
  2. الثور .. فصل من رواية القوى والرمح والحب "
    بواسطة ياسر عبدالباقي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-10-2008, 04:22 PM
  3. من ذاكرة المُطْلَق
    بواسطة سامي العامري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-04-2008, 02:36 PM
  4. نقطة انتهى...من أول السطر
    بواسطة مرآة النفس في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 19-04-2007, 05:53 PM