هدنة الخرائط الممزقة
ذروا في السُنبلِ المحصودِ بعضَ القمحِ
وانتظروا…
ولا تُبقوا مِن الغلاتِ فوقَ البيدرِ الغربيِّ واحدةً ؛..
لأنَّ العدَ بعدَ السبتِ قد يبدأ
إذا لم تحزموا أمراً
وتندفعوا إلى حصنٍ من الإيمانِ
حول القبةِ الصفراءِ
عندَ المسجدِ الأقصى
ستعْصفُ بالحقولِ الخضرِ
بعضُ الريحِ عندَ الهبةِ الأولى
فلا تهنوا
وقُصوا في عُروضِ البحرِ تابوتاً لقائدكم
غداً سنقابلُ "الفرعونَ "
نزوي حصنَ روميَّة
ونفتح بيتها الأبيض
فلا تهنوا …
ولا تُلقوا بكأسِ النخوةِ العظمى……
وحينَ يسائلُ الغلمانُ :
من انتم ؟
وقالوا –في خنوعِ الذلِ –:
لن نقوى على الطوفانِ
لا ترسو لنا سفنٌ
أجيبوا دونما وجل:
أتينا بالعجيبِ المرِّ
مرت تحتنا الآهاتُ
لم نعبأ بما زفروا
وزادت لوعةُ الإيمان في دمنا
وقلنا: تلكَ سُنتهُ
يداولها
ولمْ يظلمْ
لنا غدُنا
بإذنِ الواحدِ القهار
نقرا أمْنَنا الموعودَ
في التمكنِ بعدَ الخوفِ
فانتظروا
………
إذن نحن المصلونَ
ونحن قذائفُ التوحيدِ في عصرِ الخياتات
ونحن بدايةُ التكوينِ في نصٍ سنكتبه ببعضِ المسكِ والعنبر
وبعضِ قصائدِ التفجيِر بعدَ الهدنةِ الأولى
فلا تهنوا!!
وكانت صولةٌ في الشعرِ أحياناً
وأخرى في سجالِ القول :
تعالوا يا رفاقَ الدربِ
نرسمُ خطة مُثلى
لنحفظَ عهدنا الموثوقَ
لا ترخوا زمامَ الوصلِ
كي لا يذْهَبنْ ريحٌ لكم
في الغارِ
في بهو له سقفٌ بطعم الغرقدِ المشؤومِ
وانتظروا النهاياتِ ؛
لأن قضية الأوطانِ لا تقضى بخاتمةٍ
مموهةٍ
بلى : لا تقبلُ التقسيمَ
أو شطبَ البداياتِ
وبعضُ الخطوِ تجربةٌ
وحين بغامر الإنسانُ لا يسأل
ونحن نصارعُ التهويدَ
لا نبني صروحَ الشعرِ في بوابةِ المهجر
وواقعنا لنا حكمٌ
على أبوابِ ثكلانا
شربنا كأسنا المحمومَ
لم نصرخ سوى صوت :"اغيثونا"
وأنهارٌ من الأشلاءِ تحملنا على بحرٍ
ونحن البحرُ لا نغفو
يداعبُ عمقَنا السحريَ بعضُ اللؤلؤِ المكنونِ
في عَبقِ الشهاداتِ
عبيرٌ من شذا وطنٍ
ومسكٌ من لظى الإيمانِ
من أنتم؟؟!!
أهذا يا رفاق الدرب
ما تشكو حناجركم؟؟!!…
ويجمعُ سرُكم بالليلِ من خلفِ الكواليسِ
وتكتب بعضُ أيديكم كتاباتِ الجواسيسِ
إذن عودوا
وإلا يا رفاقَ الدربِ لن نخطو إلى المشتل
ولا نخطو إلى مدريدَ
لن نتجاوز القسطل؛
لأنا حينَ قامَـرْنا
بسبعٍ كالعجافِ السودِ
ضاعت كلُّ أسئلتي
وأقفرَ حقلُنا الأخضر
وباتَ الطفلُ يسألنا :
أيا أبتِ
ألي وطنٌ؟
صحيحٌ أنَّ ضِفتنا
ستولَدُ عبرَ قابلةٍ رمادية
ويحملها لنا بحرٌ من الأوهامِ
في زنزانة المعبر
سمعتُ معلمَ التاريخِ يا أبتِ يزفُ لصفنا البُشرى
يقول : سترجعُ الأوطانُ يا أبتتِ
سنرفعُ راية التحريرِ فوقِ القبة الصفراءِ
يا ابتِ!!!!!!!!
أهذا يا رفاقَ الدربِ ما عبثتْ به أيديكمُ "زمناً"
ببعضِ مناهجِ التعليمِ كي تجدوا لكمْ
في العالم الفوقيِّ أغنيةً
هي الأوهامُ تحرقنا، تمزقنا
وتغسلُ كلَّ ذاكرةٍ
وتسحبُ حقنا المكتوبَ قبلَ المولدِ المذكورِ
لا تهنوا ،رفاقَ الدرب ،لستم حجةَ التفويضِ ؛
فانتبهوا
أ
فيقوا يا رفاقَ الدربِ
وانتبهوا ؛
لأن (النجمةَ الزرقاءَ)لن تبقي لكم نسراً
ستزحفُ مع سنين السُمنِ في أرضي (كبتسات)
فما أقوالُ حضرتكم ؟
يشط الصارم المصقولُ يا صحبي
ولكنا إذا غبنا عن التقديرِ
جل الخطبُ
يا صحبي!!!
وكان الشطُ في دمنا
وصار البيدرُ المحروسُ مَربعَهم
وصار الموطنُ الأعلى بلا وطنٍ
وتسألني :
فمن أنتم؟.!!
كأن العيسَ تجهلنا
وأطياف من اليرموكِ
تقرعُ بابنا المفتوحَ من عهدِ الفتوحاتِ؛
فتحت عباءة الفاروق قد قامت لنا قمم
وصرنا مضرب الأمثال
عانق زهونا فجر التباشير
إذن نحن المربونَ
ونحن المجد والإسلام
نحن البذرة الاولى
وعنوان لنا يمضي
كشهب الليلِ
يا تاريخَنا المجدولَ من أشلاءِ موتانا
ومن حباتِ أعيننا
ومن دفقِ القلوبِ
إذن
"نحن المقاومةُ العتيةُ
نحن أهل المرحلة"
الشاعر رمضان عمر