أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 57

الموضوع: {{ الأبواب المغلقة }}

  1. #1
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي {{ الأبواب المغلقة }}

    الأبواب المغلقة (1)

    مدّ كفه إلى كفها ، و افترش راحة يدها ليُُودعها دموعه و همومه .
    و تحت سحائب الحزن الذي غشيه ،مر شريط ذكريات الحب ،كأنه برق لاح في الليلة الظلماء،
    لم يكن يتصور أن سنوات قربها ستُختزَل عندما يمزّق الفراق صفحة الوصال.
    خلف الباب ، نادته زوجته :
    :كفى يا عمر ، هوّن عليك ، لقد حضر أخوالك و معهم الطبيب، أرجوك افتح الباب الآن .
    رسم قبلة أخيرة على جبينها ، و ألقى نظرة كسرتْ بريقَها بسمتُها الشاردة،
    ثم فتح الباب ليصطدم بيتمه
    .


    الأبواب المغلقة (2)


    حاولت بشتى الطرق جعله يتوقف عن ذلك البكاء البغيض ، لا فائدة ،إحتضنته و جلست تقاسمه معاناته .
    سمعهما وهو يقترب من الباب ، فتحه ، نظر إليهما نظرة إشفاق ثم قال :
    :لقد تم قبوله في معهد خاص ، لكن، بالعاصمة .
    كانا منهمكين في تفحص محتوى رسالة المعهد ، عندما رتب الصغير أجزاء لعبته المفضلة ،و شكل منها حائطا بطول قامته ، و دخل من بابه الضيق إلى رحب عوالمه
    .


    الأبواب المغلقة (3)

    ما إن دخل حديقة المنزل ، حتى اندمجت روحه مع ضجيج أطفاله الثلاثة ، فقد ميّزصوت ابنته،
    :هذه سارة التي لاتمل من ممارسة سيطرتها على أحمد .
    : و هذا صراخ هشام ، لا بد أنه يريد أن ينام لكن لم يستطع وسط هذا الهرج و المرج .
    أسرع الخطو إلى باب الشقة ،
    : أعانك الله عليهم يا صفية .
    فتح الباب ، كأن قدمه تسمرت بالأرض ، رفع رأسه نحو صورة زوجته و أطفاله، شخص ببصره هناك ، غالب الدمع الذي أطل من مقليته ، يحترق شوقا
    و غصة و أنينا.
    لن يستطيع المكوث في المنزل هذه المرة أيضا
    .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #2
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أختي الأديبة الشاعرة القديرة نادية
    تحيتي لك أولاً
    ثلاثة مشاهد رائعة سجلتها بصيرة محترفة خبيرة في الحياة الاجتماعية والمعاناة الإنسانية ، ناهيك عن البراعة اللغوية التصويرية .
    القصة الأولى أدهشتني براعتك في تعريف الأم بدون ذكرها (لقد حضر أخوالك ومعهم الطبيب) .
    المشهد الثاني حمل رمزية أكثر والخاتمة كانت متميزة .
    الثالثة كانت الأشد تأثيراً في نفسي ، كأنه للحظة وفي غمرة سعادته بضجيج وحيوية أطفاله نسي أن صفية لم تعد موجودة إلافي صورتها مع أطفالها التي أعادته رؤيتها إلى الحقيقة المؤلمة .

    تقديري الكبير
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  3. #3
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الأمر مفتوح على احتمالا عدة أيضاً .. بالذات في المشهد الثالث
    فهل هذه الصفية زوجته التي توفت .. أم التي رحلت وأبناءها .. بمعنى تطلقت ..
    أم صفية هي تلك الزوجة التي جاء بها بعد وفاة صاحبة الصورة ، لتعيش مع أبنائه ..

    غير أن القصة حركت في نفوسنا شجون لم نعهدها ..

    أحييك أخت نادية على براعة القص
    أموتُ أقاومْ

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    ربما اول مرة اقرا قصصا لك غاليتي روحك الحلوة غلفت النصوص الثلاثة
    تحيتي وتقديري
    فرسان الثقافة

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    مدّ كفه إلى كفها ، و افترش راحة يدها ليُُودعها دموعه و همومه .
    و تحت سحائب الحزن الذي غشيه ،مر شريط ذكريات الحب ،كأنه برق لاح في الليلة الظلماء،
    لم يكن يتصور أن سنوات قربها ستُختزَل عندما يمزّق الفراق صفحة الوصال.
    خلف الباب ، نادته زوجته :
    :كفى يا عمر ، هوّن عليك ، لقد حضر أخوالك و معهم الطبيب، أرجوك افتح الباب الآن .
    رسم قبلة أخيرة على جبينها ، و ألقى نظرة كسرتْ بريقَها بسمتُها الشاردة،
    ثم فتح الباب ليصطدم بيتمه.
    عزف بديع على أوتار باقة من المشاعر الإنسانية اجتمعت في وحدة ضيقة من مكان وزمان
    عاطفة البنوة الجياشة
    مرارة الفراق
    حدة الوداع الأخير
    الحب بأسمى صوره والفقد بأقسى معانيه
    أديبة متمكنة أنت إذ نجحت بتكثيف المشهد حد احتوائها في بضعة كلمات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    الأبواب المغلقة (2)
    حاولت بشتى الطرق جعله يتوقف عن ذلك البكاء البغيض ، لا فائدة ،إحتضنته و جلست تقاسمه معاناته
    سمعهما وهو يقترب من الباب ، فتحه ، نظر إليهما نظرة إشفاق ثم قال :
    :لقد تم قبوله في معهد خاص ، لكن، بالعاصمة .
    كانا منهمكين في تفحص محتوى رسالة المعهد ، عندما رتب الصغير أجزاء لعبته المفضلة ،و شكل منها حائطا بطول قامته ، و دخل من بابه الضيق إلى رحب عوالمه
    هل لأصحاب الإحتياجات الخاصة من عوالم توصف بالرحبة
    مأساة لا يرسمها إلا قلم مبدع
    ووجع لا يستشعره غير ذوي القلوب الرقيقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    الأبواب المغلقة (3)
    ما إن دخل حديقة المنزل ، حتى اندمجت روحه مع ضجيج أطفاله الثلاثة ، فقد ميّزصوت ابنته،
    :هذه سارة التي لاتمل من ممارسة سيطرتها على أحمد .
    : و هذا صراخ هشام ، لا بد أنه يريد أن ينام لكن لم يستطع وسط هذا الهرج و المرج .
    أسرع الخطو إلى باب الشقة ،
    : أعانك الله عليهم يا صفية .
    فتح الباب ، كأن قدمه تسمرت بالأرض ، رفع رأسه نحو صورة زوجته و أطفاله، شخص ببصره هناك ، غالب الدمع الذي أطل من مقليته ، يحترق شوقا
    و غصة و أنينا.
    لن يستطيع المكوث في المنزل هذه المرة أيضا.
    أعجبتني قراءة الرائع أحمد عيسى لهذه اللوحة النابضة
    وعدت لأبحث عن ما يشير الى الجواب
    حقيقة واحدة ثبتت عندي ... أن أم الثلاثة رحلت .. فهل كان رحيلا بهم أو بدونهم .. وإلى اين؟
    وهل كان صوتهم الذي سمعه لدى دخوله الحديقة استرجاعا؟
    أحزنتني الصورة حد الفرار من مزيد من استقراء ما وراء النص

    بديعة كانت لوحاتك ومتفوق قلمك
    دمت بألق غاليتي

  6. #6
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أختي الأديبة القديرة / نادية بو غرارة
    السلام عليكم
    ألجأني عملك البديع هذا إلى قراءته عدة مرات لاستيعابه أولاً وللاستمتاع به ثانياً..
    وبدون مجاملات أجدك قد قدمت هنا عملاً رائعاً.
    ثلاثة مشاهد قوية التكثيف شديدة الاختزال بعيدة تماماً عن تلك المباشرة الفجة( التي يقع فيها البعض ممن يتصدون لهذا النوع الصعب من القص وهم لايملكون من أسلحته سوى حروف الأبجدية).

    تحليل النصوص أجاد فيها الزملاء الذين عقبوا من قبلي وخاصة القديرة / ربيحة الرفاعي التي أضاءت لي الطريق لاستيعاب قصتك الفريدة عن أصحاب الاحتياجات الخاصة (التوحد) ، وبرغم قوة وجمال القصتين الأخرتين إلا أنني أرى ان هذه القصة تحديداً بكل ما فيها وخاصة نهايتها فائقة الروعة ..أراها انموذجاً فريداً للقصة القصيرة جداً .
    امتازت نصوصك هنا بحبكة قوية مشحونة بمشاعر عميقة موجعة ، وجاءت النهايات الموفقة للغاية لتكلل العمل الممتع والموجع معاً.
    رأيت هنا القصة القصيرة جداً كما يجب أن تكون.

    مع خالص تقديري واحترامي
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    المبدعة نادية
    كلما وقفت أمام نصوصك أجدني لا أحسن الإنتقال الى ما بعدها
    ولا أدري إن كنت لم أستوعب النص لكثافته أم لكي أتعلم
    ولكنني في كل الحالات أجده درسا قد يفيدني فيما أود كتابته لاحقا
    النصوص الثلاثه السابقة أمتعتني وتعلمت الكثير
    شكرا
    لك

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,787
    المواضيع : 392
    الردود : 23787
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    الأستاذة القديرة / نادية ...
    أراكِ هنا امتلكتِ كل أدوات القصة القصيرة جداً وببراعة القاصة المتمرسة
    أحييك على تلك النصوص التي استمتعت معها كثيراً رغم الألم والمعاناة التي بين حناياها
    جل التقدير والاحترام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    ثلاثة مشاهد رائعة سجلتها بصيرة محترفة خبيرة في الحياة الاجتماعية والمعاناة الإنسانية ، ناهيك عن البراعة اللغوية التصويرية .
    القصة الأولى أدهشتني براعتك في تعريف الأم بدون ذكرها (لقد حضر أخوالك ومعهم الطبيب) .
    المشهد الثاني حمل رمزية أكثر والخاتمة كانت متميزة .
    الثالثة كانت الأشد تأثيراً في نفسي ، كأنه للحظة وفي غمرة سعادته بضجيج وحيوية أطفاله نسي أن صفية لم تعد موجودة إلافي صورتها مع أطفالها التي أعادته رؤيتها إلى الحقيقة المؤلمة .

    تقديري الكبير
    ========

    يسعدني أن تنال هذه المحاولات القصصية استحسانك أخي الكريم مازن .

    أشكر لك .

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. @@ الأبواب الباردة @@
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 21-10-2020, 07:55 PM
  2. الغرفة المغلقة
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-08-2016, 05:41 AM
  3. الدائرة المغلقة
    بواسطة سعاد محمود الامين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-12-2015, 06:45 PM
  4. الغرف المغلقة
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-02-2015, 03:09 PM
  5. ياطارق الأبواب ........ أتعسك الله
    بواسطة شاطئ سلام في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 25-01-2006, 09:01 PM