ما أجمل هذا الصباح لولا رسالتك الغاضبة علي غيرةً لا محل لمبرراتها إلا تدلل المحب على محبوبه تدللا صباحياً يعاتبه على تفريط في لا تفريط، ويشاكيه تقاطر الليالي من عمره معه هدراً دونما لقاء يرتقبه، أو اندماج يؤمله.
وما غيرتك الغاضبة بمحل قبول إذا علمت أنها كسفت من حياتي إلى لا رجعة، بل إنني وقبل كسوفها غطيت الكوة المتسللة منها إلي براحة يدي، ثم ختمتها بشمع لا يقوى على فكه أكبر شعاع منها. وهل للكسوف من تفسير في عالمي إلا ذلك الكسوف الأبدي اليائس من عودة البصيص ثانية إلى قرص انتهى من حياتي نهاية اللون من الصفحة القاحلة.
كنت أظنه غروباً ففاجأني بكسوفه الأبدي، واعترتني قبيل الحالة غيمة مظلمة ظننتني حينها سأعود أدراجي إليها لأزيح غشوة الحجب عن وجهها، لكنني فتشت ذاتي لأراها في حكم المعدوم الكاسف، بعد أن كانت في حكم المعلوم الكاشف.
ومضت فترة من العمر في ملاحقة سراب ، أو قولي:في تبني محال لا وجود له إلا حيث الفكرة الخاطئة ظنا، واعتباراً. ومالها لا تنكسف من حياتي وهي ماهي إلا راقصة على أوتار من نسج العنكبوت..كلما ازداد تماسكا ازداد تهتكا، وتخرقاً. وما مثلك من يغار من عدم أنفع شيء فيه أنه مادة أدبية يتتلمذ عليها هواة القلم كلما حارت بهم الكلمة أين تجد رواءها..أنت وحدك يا لزوم التغيير بطلعة الربيع بعد كسوف الماضي.
</b></i>