|
إلى قصيدةَِ قلب ٍ لم تجدْ ورقا |
أو مكتباً يـَتـَشَهَّى سطرَ مَنْ عَشِقـَا |
فيمَ اعتذارُك عن ليل ٍ ضربتِ له |
وعدا، وأخلفتـِه عن موعدٍ حـَدَقـَا؟ |
أمـَّا وقد حان لومي،غيرَ معترف ٍ |
بالعذرِ، فاللومُ غيرَ النوم ِ ما سرقا |
بيني وبينك لا تكفيه خابية ٌ |
أو حانة ٌ وفرَّتْ للصحوة ِ الرَّمقا |
والشعرُ يـَجـْفـُلُ حتى لا أُدَجـِّنـُهُ |
مني، وقدْ هـَجـَّرَ الأحلامَ وانطلقا |
من حيث يلقاك طفلا شاب خاطره |
وفيه يـُتـْمُ امرئ عن ثغره افترقا |
وقدْ خرجتُ اتقاءَ الهمس ِ عن شفتي |
فهل آتاك حديث بالرضا اختنقا؟ |
سـُكـْرِيْ تـَقـَهـْقـَرَ والتفـَّتْ مشاربـُه |
حولَ اندحارٍ أتى للصيف مرتزقا |
وفي مباهلةٍ قـِيْمَتْ على خجل ٍ |
تـَقـَدَّمَ الصفحُ من أطرافنا نـَزِقـَا |
أعارني الليلُ كرَّاسـا ًوحَنْجَرَةً |
وما استطعتُ بما يُهديه أنْ أثـِقـَا |
أيا قصيدة صبح مات أو خنقا |
لا بد من صرخةٍ تحيي به الخلقا |
وقد عزمتُ على تهريبـِها،جمحتْ |
عني فأرسلتُ في آثارها القلقا |
فقادني من شمال النبض نحو يدي |
وجه مع العفو والأعذار ما اتفقا |
لو كنتِ جنبي أيا أعنيك ِلانتبذت |
عيناي قبلَ دخولي نكبتي الخـِرَقـَا |
صرعى عيونُ البكاء المُسْتـَحِقِّ دما |
فهل تعود بشمس ٍ تـُوْقـِظـُ المؤقا؟ |
أوَّاه منذ ارتكابِ الصمت حنجرتي |
أو كادَ،عاثَ النوى في غـَـصَّتـِي طـَلـِقـَا [/ |
قلبي إلى غزةَ المجنون ِ سائلها |
ماذا؟سيدركـُه حيثُ الكرى مـَرَقـَا |
بأيِّ أطيافِ هذا الجرح قيـَّدني |
عشقٌ ومبْدَؤُهُ في قيدهِا وَثـَقـَا؟ |
قد أطفأ البدرُ قبلَ الليل طلـَّتـَهُ |
حزنا عليك ولم يحفلْ بما احترقا |
والشعر من أجلك استرضيت نفرتـَه |
فعاد حولَ دواة ِ الرفض ِمـُنـْغـَلـِقـَا |
وأخلفتني يراعا كانَ يجمعنا |
والهمُّ ثالثـُنا لم نـَغـْتـَصِبْ شـَفـَقـَا |
شـَدَّتْ إليك سبيلي كلَّ أزمِنَتِي |
فعدتُ أدراجَ عُمْريْ أحملُ الطـُّرُقا |
وما تـَوَسـَّلـُتُ إلا الحزنَ يَصْحَبـُنِي |
حيثُ الطفولة ُ تـُقـْصَى للأسى مزقا |
وكدت أحرقُ في ركن ِ الغياب دمي |
لكنَّ قلبي إلى غاباتـِه سـَبـَقـَا |
ها قدْ دخلتِ مجالَ الحـُلـْم ِ سيدتي |
فهل عَرَفـْت ِ سواه اليومَ محترقا؟ |
عودي إليَّ لقد هيـَّأتُ متكأ |
والشوقُ أحنى لمن أكـْبَرْنـَهُ العـُنـُقـَا |
بين الضلوع حصى عمري أقلـِّبُها |
ولا أزيد لها مسَّا لتنسحقا |
أين المواعيدُ هل غارتْ دقائِقـُها |
في مُوْحِلِ الهجر،أم وقتُ الهوى نـَفـَقـَا؟ |
يا .. صرتِ ملهمتي ما بالُ مكتبتي |
جَفـَّتْ وغـَزَّةُ لم تـُسـْقـِطـْ لها ورقا؟ |
حتى الكلامُ بلا مأوىً يلوذ به |
إنْ هبَّ شعري وأمسى بالصدى زلـِقـَا |
أعرتـُهُ صَفـَحَاتٍ كان خبـَّأها |
بالأمس صمتي ،ولم يبلغْ بها العَرَقـَا |
وَعـَقـَّنِي الصبحُ بعد الكأس منشغلا |
عن ردةٍ نازعتني السُّكـْرَ مُعـْتـَنـَقـَا |
تجثو على رُكـَبِ الأطلال خاوية ً |
شمسٌ وتطلب ضوءا بالدُّجى التحقا |
كأنها من جواري الشعر راودها |
ليلٌ وما أغلقتْ عن حلمِها الأرقا |
نامت على زندِها الألعابُ واحتجبتْ |
عنها الطفولة ُفي حِضْن ِالثـَّرى مِزَقـَا |
لا الحبرُ يُرْجـِعُ عنـْها قيدَ مقلمةٍ |
موتا،ولا الشعرُ أشلاءَ الدُّمى رَتقا |
طفل هناك وأطراف هنا بـُتـِرَتْ |
والموتُ بينهما نهر الدما لعقا |
أجلْ أتيتـُكِ من أقصاي أتبعـُهُ |
حينَ المسار أتى بالذل ممتشقا |
سوءاتنا في مهب الخصف عارية ٌ |
والعار في جمعها من أمتي طـَفـَقـَا |
هبي بكامل أوجاع وإن قصرت |
عما استجد لجرح فاذرعي الفلقا |
في كل واد خصيب الموت مثقلة |
بالحزن تأتيك أمٌّ صبرُهـُا انسحقا |
من كربلاءَ مرورا بالشآم إلى |
(تطوانَ) كمْ ألم ٍ في أمتي غرقا!! |
وكم توجَّس من أبصارنا أملٌ |
والليلُ أخفاه واستبقى لنا الغسقا |
منذ امرئ القيس أرخى عن مناكبه |
همَّا وقفنا له نستوضح الأفقا |
حينا مع الريح نمشي أو نخالفها |
وجها ونمضي إلى تجميله فـِرَقـَا |
وما جمعنا بأيدينا سوى سقط |
ومثله في متاهات الكرى انزلقا |
حتى إذا امتلأت بالذل خيبتنا |
عن بكرة الخزي،جئنا دربها نسقا |
تأبـَّط النوم من عين الدجى الغسقا |
وَجـِيْءَ بالليل مكتوفا وما نطقا |
وبين آثاره في عشو سيرتنا |
وما تيسـَّر من خطواتِنا علقا |
في ذمة الليل أحلام وكم حلم ٍ |
يفرُّ من ظلمنا لليل مختنقا |
لكنه مع رفات أضمرت لغد |
طفلا بكل مسارات الدمى صدقا |
ما بالها عتباتُ الفخرِ تحتَ يديْ |
ذلٍّ وخلفَ النـُّجُوْم ِ استعبدت طـُرُقـَا؟ |