نحو عولمة المقاومة
نساء على الطريق ... ميريد ماغواير
إنها الأيرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1976 و بطلة مسيرات سلام أيرلندا الشمالية و أحد أكبر ناشطي السلام العالمي ميريد كوريغان ماغواير,ولدت ببلفاست بأيرلندا الشمالية في 27 يناير 1944 و في أثناء الحرب الأيرلندية قتل ثلاثة من أبناء أخيها فتزعمت المسيرات و خرج عشرات الألوف فسار الكاثوليك و البروتستانت معا في أكبر المسيرات السلمية في تاريخ أيرلندا و أسست حركة (السلام للشعب) ووصل أفواج المسيرات إلى نصف مليون شخص.
و في عام 1976 تلقت مع رفيقتها في النضال بيتي ويليامز جائزة نوبل للسلام .
ميريد و النضال الفلسطيني
تعددت مناطق نشاط ميريد و من أهمها الأراضي الفلسطينية التي سجلت معها ذكريات مملوءة بالنضال و السجن و العنف و السلام و أخيرا الإعتقال في معرض البحر من طرق القراصنة الإسرائيليين.
من هذه المحطات يوم 20 أبريل 2007 الذي يحكي فصل من فصول العنف و التعرض للنار و ذلك أثناء مشاركتها في احتجاج ضد بناء جدار الميز العنصري رفقة متظاهرين آخرين تعرضت للعنف من قبل جنود الاحتلال الذين استعملوا الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي الصلب و قد تلقت علاجا طبيا إثر إصابتها برصاص الجنود الصهاينة.
و في أبريل 2009 مثلت ماغواير الكلمة الحرة الصادقة و المدوية فيعد أحداث غزة وجهت ميريد انتقادات حادة لإسرائيل ووصفت الحكومة الإسرائيلية أنها تقوم بتنفيذ سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين,و أنها ضد القانون الدولي و حقوق الإنسان و ضد كرامة الشعب الفلسطيني.
و في30 يوينو من عام 2009 كان الحدث مغايرا فهذه المرة كان الاحتجاز من قبل جنود الاحتلال مع عشرين آخرين من المناضلين و كانت ضمن باخرة صغيرة تحمل مساعدات إنسانية لغزة في محاولة لكسر الحصار و تم ترحيلها في 7 يوليو إلى دبلن.
أما يوم 9 أكتوبر 2009 فقد أعربت ميريد ماغواير عن خيبة أملها على إعطاء جائزة نوبل للرئيس الأمريكي باراك أوباما و قالت :أعطيت هذه الجائزة لزعيم أكبر دولة عسكرية في العالم قادت البشرية نحو الحروب, هذه الكلمات انطلقت كقذائف مدفع في وجه أعتى دولة و كذلك في وجه لجنة تحكيم جائزة نوبل التي كانت قد نالتها في يوم من الأيام الأمر الذي لم يمنعها من البوح بالحق.
وفي آخر فصول الحدث يوم 29 ماي 2010 أي قبل أيام كانت ميريد ماغواير ضمن قافلة الحرية لكسر الحصار على غزة رفقة عدد كبير من الشخصيات المدنية و السياسية و العلمية و التي تعرضت للقرصنة الإسرائيلية في عرض البحر و أحتجز كل من في السفن الستة بما فيهم ميريد التي شارفت على عقدها السابع.
تمثل ميريد ماغواير نموذج للمئات بل للألوف من دعاة السلام و العدالة و النضال من أجل قيم الحرية و الكرامة و ما المسيرات في مختلف العواصم و المدن العالمية إلا ثمرة من ثمرات هذه الجهود من أناس احترفوا مقاومة الظلم و الطغيان.
عبدالصمد زيبار