أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: الــفــضـــــــــــــــــ ــــــــــــــاء الــعـــربـــــــــــــــ ـــــــــــــــى

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي الــفــضـــــــــــــــــ ــــــــــــــاء الــعـــربـــــــــــــــ ـــــــــــــــى

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الفضاء العربي

    د. إبراهيم علوش
    عندما اشتد الحصار على ليبيا، ولم يمد لها أشقاؤها العرب الملتزمون بقرارات "الشرعية الدولية" يد العون، وأتاها الخلاص من الحصار عبر الدائرة الأفريقية، نشأت في ليبيا مؤقتاً ردة فعلٍ تتنصل من العروبة وتدعو للهوية الأفريقية... مؤقتاً، لأن المرء لا يملك أن يخرج من جلده، والعروبة ليست قراراً فحسب، بل انتماء حضاري وهوية متجذرة تاريخياً.

    وعندما اشتد الحصار على غزة، والنظام المصري والعدو الصهيوني يطبقان فكي الحصار على رقبتها، وجدت الخلاص يأتيها عبر الدائرة المتوسطية، المتقاطعة مع الدائرة الإسلامية في حالة تركيا.. حتى العرب والأوروبيون الساعون لرفع الحصار عن غزة كان عليهم أن يمروا من الناحية الجغرافية-السياسية من الدائرة المتوسطية. وعلى الهامش الأيديولوجي، ترافقت تلك الجهود الحميدة والمباركة مع تفشي نزعاتٍ في الشارع والإعلام العربيين تدعو للأسف لإعلاء شأن أوروبا والمتوسط وتركيا على حساب الدائرة العربية والعروبة!

    وعندما خنَق الحصار الإجرامي العراق ثلاثة عشر عاماً متتالية، ما بين غزوين مدمرين، فقتَل مئات آلاف العراقيين، فيما كانت أيادٍ عربية وإسلامية تحاصر العراق التزاماً بقرارات "الشرعية الدولية"، ولم يكن للعراق فضاءٌ أفريقيٌ أو متوسطيٌ ليخترق حصارَه، لم تتحول القيادة العراقية عن مسارها العروبي قيد أنملة، ولم تنشد خلاصاً عبر أي فضاءٍ غير الفضاء العربي والإسلامي، حتى إيران حاولت القيادة العراقية التفاهم معها لرفع الحصار... ولكن..!

    فتحية لمن لا تبدلهم الرياح الخماسينية ولا عواصف الشمال. تحية... بيد أن الحقيقة تبقى أن ثمة شللٍ يقبض بشدة على الدائرة العربية، والمشاكل المحتاجة لحلولٍ فورية لن تنتظر حتى ينسل المارد العربي من فانوسه، والعراق أكبر مثال على هذا. هذا لا نجادل فيه، ولا نجادل فيمن يسعى لفك حصاره بكل السبل المتاحة. ولا نرد على من يفك الحصار عن غزة، أو ليبيا من قبلها، إلا بكل مودة وتقدير. أما تحول تلك المودة وذلك التقدير إلى كراهية للذات، وإلى انقضاضٍ على الأمة العربية والعروبة، وتسليمٍ للقيادة طوعاً لدول وقوى ذات أجندات قد تتعارض مع مصالح الأمة العربية، فذلك ما يحتاج لوقفة مطولة.

    الزعيم جمال عبد الناصر تحدث في أخر كتيب "فلسفة الثورة" عن ثلاث دوائر تتحرك مصر ضمنها: الدائرة العربية، وهي الدائرة التي أفرد لها الاهتمام الأكبر، والدائرة الأفريقية، والدائرة الإسلامية.. وقد ثبت اليوم، مما يرشح من ثرثرة فوق النيل، خطورة إهمال الدائرة الأفريقية. أما مشروع تفكيك السودان مثلاً، ودور الكيان الصهيوني في تعطيش مصر، فيثبت خطورة إهمال الدائرة العربية.

    بجميع الأحوال، تحيط بالأمة العربية دائرة متوسطية وآسيوية، لا أفريقية وإسلامية فحسب... ولو عانت أي من هذه الدوائر من الضغط والتركيز الاستعماريين الذي تعانيه الأمة العربية لتعرضت للشلل أكثر منها بكل تأكيد. والدليل الراهن على ذلك هو صعود تركيا بالتناسب مع ازدياد الضغط الدولي على إيران. فمن الطبيعي أن نجد حيوية سياسية أكبر في المتوسط، أو إسلامياً، أو أوروبياً، أو أفريقياً، مما نجد في الأمة العربية بالنظر إلى: أ - حقيقة التجزئة العربية التي تعيق نشوء أي نهضة، ولو تعرضت إيران أو تركيا لتفكيك عوامل النهضة فيهما كما تعرضت الأمة العربية لما قامت لهما قائمة في ألف عام، ب – سيطرة قيادات متآمرة أو متهاونة ضمن حدود التجزئة وعلى القضية الفلسطينية، ج – غياب الحركة القومية والبرنامج العروبي عن الميدان.

    وعلى كل حال، يبقى الفضاء العربي هو الأساس، كما حدده جمال عبد الناصر في "فلسفة الثورة"، ويبقى كل ما هو خارجه عاملاً مساعداً أو ضاغطاً، حسب اصطفافه في صراعنا مع الطرف الأمريكي-الصهيوني. فإن لم ينهض الفضاء العربي بعوامل قوته الذاتية، سرعان ما تتحول أي قوة مساندة خارجية إلى مشكلة، ولنا في سيرة سيف بن ذي يزن واستعانته بالفرس على الأحباش في تحرير اليمن، وتحول هؤلاء بدورهم إلى قوة احتلال، خير دليلٍ على ما ذهبنا إليه.

    منقول من شبكة البصرة

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    مشكور أخي محمد على هذا النقل الموفق .. فالمقال متوازن وحكيم باستثناء تمدحه للنظام العفلقي البائد .. لكن لا بأس فكفى المقال فخرا أن تعد معايبه !!

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
    مشكور أخي محمد على هذا النقل الموفق .. فالمقال متوازن وحكيم باستثناء تمدحه للنظام العفلقي البائد .. لكن لا بأس فكفى المقال فخرا أن تعد معايبه !!

    أهلا بك أستاذ حسن و سهلا ...

    أثمن مرورك الرشيق ...

    و أختلف معك فى نعت الحقبة البعثية - التى مازالت قائمة - بالبائدة . فالبعث ما زال موجودا و بقوة و هو المعد و المخطط و المدبر و المفجر و القائد لأعظم مقاومة فى التاريخ

    ان اخطاء البعث سواء في السلطة او خارجها هي نتاج طبيعي للتكوين الاجتماعي للحزب كحركة بشرية تتشكل من بشر خطائين بالطبع ، اضافة لقانون مطلق يتحكم بكل من تصدى لاحداث تغيير تاريخي كبير في مسار البشرية وهو الخبرة والتي لا تأتي من فراغ بل من التجربة الحية ، وليس من بطون الكتب مهما كانت هذه الكتب عظيمة ، وهي لذلك ، اي الخبرة ، تتشكل تدريجيا وتبدأ بالحد من الاخطاء البشرية وتشخصها كلما تراكمت وتعمقت . لهذا يقول البعثيون بشجاعة الفرسان " نعم كانت لنا اخطاء كثيرة لكنها اخطاء بشر وهي ، اذا قورنت بالانجازات ، فانها تبدو محدودة وثانوية وطبيعية . لقد كنا بنائين ومنجزين عظام لافضل تجربة حكم في الوطن العربي ، لعدة اسباب منها ان البعث كان اول من ازال الفقر والامية وجعل الطب والتعليم مجانيين ووفر الامن والامان للمواطن ، وحرره من الخوف المادي من الغد ، وانشأ جيش العلماء والمهندسين ، وامم النفط وجعله في خدمة الشعب العراقي وفقراء العرب ...الخ ، وقبل هذا وذاك اصبح البعث اول من بطح امريكا ، وهي تنفرد بحكم العالم ، واطلق رصاصة الموت على مشروعها الامبراطوري ."

    بداية البعث كانت الموقف الخالد للبعث : ( كان محمدا كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمدا ) . من قال هذا الكلام البليغ والدقيق دقة لا مثيل لها في التعبير عن فكرة في كل الكتب الارضية ؟ من قاله لم يكن منظر اسلاموي ولا فقيه ولا صانع فتاوى دينية بل قاله مناضل عربي مسيحي هو المرحوم القائد المؤسس للبعث احمد ميشيل عفلق . كيف نجح مسيحي عربي في تحديد الصلة الاعمق والادوم بين الشعب العربي ونبيه الكريم ؟ ولماذا لم يلهم الله وهو قادر على ذلك مفكرا ومفتيا مسلما لطرح هذه المعادلة التي لا تلخيص لصلة العربي بنبيه او بالاسلام ادق واعظم وافصح منها ؟


    هذا الكلام ليس دعاية حزبية بل هو واقع عاشه العراقيون عندما استلم البعث السلطة ، وكان دستوره متوجا ببند غالب وهو ( الاسلام هو المصدر الاساسي للتشريع ) وليس مصدرا من مصادر التشريع ، وهذا المفهوم مهم وجوهري . كما ان الممارسة العملية قد شهدت اعظم رعاية للدين والعلماء ، تمثلت في تحمل كل اعباء رعاية دور العبادة ، الاسلامية والمسيحية والصابئية وغيرها ، وتخصيص رواتب تساوي راتب الوزير للمراجع الدينية اضافة لكافة الامتيازات المالية والاعتبارية في المجتمع . وشهد العراق لاول مرة في تاريخه حملة ايمانية منظمة وطويلة الامد شملت كوادر الحزب والدولة وصار بموجبها التثقف بالفقه الاسلامي وختام القران شرطا للترقية الحزبية والوظيفية ، فانخرط ملايين البعثيين في الحملة الايمانية الفريدة في التاريخ العربي والاسلامي الحديثين .

    لقد سبقت البعث حركات ورافقته اخرى على طريق النضال ، واعقبت نشوءه احزاب كثيرة ، وبعض هذه التنظيمات نشات تلبية لحاجة حقيقية لكنها نكصت وتراجعت وتلاشت او اصبحت هامشية لانها لم تكن تمثل الامة بكامل احتياجاتها القومية والاسلامية والاشتراكية بل اختارت التعبير عن جانب من مشاكلها ، فكتب على تلك التنظيمات الزوال وبقي البعث متألقا يضيء سماء الامة العربية بافكاره ومبادئه السامية . وهذه الحقيقة تفرض على كل منصف وموضوعي ان يبحث فيها ويتامل في دلالاتها ، من خلال السؤال التالي : لم بقي البعث رغم اعدام واغتيال الالاف من مناضليه وشن حملات شيطنة له هي الاكبر والاذكى في كل التاريخ الانساني ، فيما زالت احزاب اخرى لم تتعرض لجزء بسيط مما تعرض له البعث ؟

  4. #4
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    وعندما اشتد الحصار على غزة، والنظام المصري والعدو الصهيوني يطبقان فكي الحصار على رقبتها، وجدت الخلاص يأتيها عبر الدائرة المتوسطية،


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرأت المقال واتفق علي بعض ما فيه ولا اوافق علي بعض منه

    بداية استاذنا الفاضل هذه مقاله كتبها غيرك وراقت لك واحببت ان تشركنا فيها

    وهذه المقالة تمثل فكر واتجاه وفهم كاتبها الذي لا اعرفه لكن احترم له اجتهاده

    سأتكلم او ساعقب علي نقطة واحدة وانا لا اريد نقاش او حوار العواطف لكن علينا ان نناقش امورنا بالعقل

    حتي لانزيد الهوة وحتي لا نبتعد عن الحقائق

    1- انا مصري ولا اميل لنظام الحكم الحالي لكن هذا ليس مبررا لي ان اتفق مع كل من يهاجم من لا احب

    لان القضيه ليست قضية مزايدات اوهجوم من اجل الهجوم . الله ميزنا عن سائر مخلوقاته بالعقل فان الغينا

    هذا العقل فلا معني للحوار

    صاحب المقال يضع النظام المصري في خندق واحد من الصهاينه وهذه مخالفه لا ادري هي عن جهل او

    متعمدة. واعذروني ان اطلت في الرد لكن فعلا الامور لابد ان توضح لمن يجهلها او يتعمد تجاهلها

    انا باعمل في سيناء واعلم اغلب طرقها ومسالكها واعلم تضاريسها جيدا واعلم ان طبيعتها متحكمة في

    سير الافراد او المعدات وعليه

    1- غزة كانت محاصرة قبل حرب غزة لمدة 3 سنوات من قبل الصهاينه ولم تكن وقتها هناك مساعدات

    فمن اين كان يدخلها المدد والغذاء والدواء طوال تلك الفترة ؟ سؤال عابر

    2- الاجابه ستكون من خلال الانفاق وانا متفق معكم.... الشريط الحدودي بين مصر وغزة 12 كم تقريبا

    وهذه مسافه لن يعجز عن السيطرة عليها الامن المصري ولن اقول بعض افراد الجيش المصري. فهل احد

    سأل نفسه لو لم تسمح الحكومة المصريه بوجود الانفاق فكيف تم تواجدها ؟ سؤال اخر عابرا ايضا

    3- اعلم الرد انه ليس هناك علي الحدود القوة العسكريه المصريه الكافيه... ممكن ان يكون هدا صحيحا

    من ناحية الزي العسكري فقط . لكن لا توجد دولة تعدم وسيله تامين نفسها وليتكم تتفهموا هذه النقطة دون

    ان اشرح فيها

    4- سيوجه الاتهام الي الجدار الفولاذي الجدار الفولاذي ولو كان موجود لكن هل عدمت الانفاق ؟....

    مجرد سؤال اخر

    5-رفح المصريه ورفح الفلسطنية متلاصقتان ولا يوجد بينهم ولن يوجد هدا الجدار الفولاذي . ولن ازيد

    في هذه النقطة لكن فكروا في الامر بشئ من العقل لا من العاطفه

    6- مصر الحكومة واخصها بكلامي هذا لو ارادات الحصار فعلا لمنعت دخول او وصول اي شئ لغزة من

    المنبع وقبل الحدود بحوالي 300 كم من خلال منفذي نفق الشهيد احمد حمدي شمال مدينة السويس او

    من خلال كوبري السلام جنوب مدينه بورسعيد وان تمكنت بعض هذه الشاحنات ان تفلت فطرق سيناء

    مكشوفه للامن يستطيع ان يسطر علي الشاحنات... ولا مكان للتهريب هنا

    7- سيوجه الاتهام للحكومة بأنها لا تفتح معبر رفح لدخول ما يريديه اهل غزة وهنا انا بشخصي لن اوافق

    لان معني ان يفتح المعبر لأعتبارات ساذكرها

    ا- معني ان يفتح المعبر فسنكون امام امرين لا ثالث لهما

    1- تم اعطاء اسرائيل المبرر الكافي لفصل غزة عن الضفة لانها لن تفتح معابرها بحجة ان غزة منفتحة

    علي مصر. فهل هناك احدا منا يريد ان يفصل غزة عن الضفة وتتجزأ القضيه الفلسطنيه

    2- بعد السماح بمرور اي شاحنات من بواية رفح المصرية ودخولها الي غزة وهاجمتها الطائرات

    الاسرائليه ودمرتها فما هو رد الفعل سيكون واي نتيجة ممكن ان يكسبها اهل غزة

    بالنسبه للنقطة الاولي وهو اعطاء اسرائيل مبرر كافي لاسرائيل لفصل الضفه عن غزة وهو ما تهدف له

    اسرائيل وتعمل عليه. لو نجح هدا المخطط ستتهم هذه الحكومة انها تواطئت من الصهاينه علي هذه الفعلة

    الشنعاء. فلننظر للامر بعين العقل لا بالعاطفة

    بالنسبه للنقطة الثانيه وهي تدمير اي شاحنات ستمر من خلال معبر رفح الي غزة فأكيد اسرائيل ستفعلها.

    وقد فعلتها مع قافلة الحريه والامر عمليا موجود... فماذا سيكون لو تم تدمير شاحنات الامدادت والمؤن

    لاهل غزة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    قضايانا الاساسيه والجوهريه علينا معالجتها بالحكمة والعقل لا بالعواطف والتخوين

    لاني اري سياسة التخوين اصبحت هي العرف السائد في حدودنا العربيه واتهامات الخيانه لم تترك بلد

    عربي الا ووجهت ومازالت توجه له

    اخوة الاسلام فلنتقي الله في انفسنا ونحاول ان لا ننجرف وراء كل ما يبثه الاعلام ويقوله السياسيين. لان

    ليس كل قول يعلن هو الذي يفعل

    اسأل الله العفو والعافيه لي ولكل امة محمد عليه الصلاة والسلام وان يهدينا الله الي ما فيه خيرنا وخير

    ديننا وخيرا امتنا وابنائنا
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    بداية استاذنا الفاضل هذه مقاله كتبها غيرك وراقت لك واحببت ان تشركنا فيها

    قضايانا الاساسيه والجوهريه علينا معالجتها بالحكمة والعقل لا بالعواطف والتخوين

    ليس كل قول يعلن هو الذي يفعل



    كلامك فى محله


    تقديرى التام لمشاركتك القيمة

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كلام عن البعث و كأننا لا نعيش في الواقع
    إذا ما استثنينا السنوات الأخيرة من حكم صدام حسين و التي شهدت ما سمي بالصحوة الدينية فلم يكن هناك سوى العنف على الإسلاميين سنة و شيعة و غيرهم كالأكراد.
    دعك من الشعرارت فالوقائع تشير إلى أن حزب البعث أينما حل ناهض الحرية إذا ما عارضت أقانيمه العلمانية.
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد دغيدى مشاهدة المشاركة
    ولا نرد على من يفك الحصار عن غزة، أو ليبيا من قبلها، إلا بكل مودة وتقدير. أما تحول تلك المودة وذلك التقدير إلى كراهية للذات، وإلى انقضاضٍ على الأمة العربية والعروبة، وتسليمٍ للقيادة طوعاً لدول وقوى ذات أجندات قد تتعارض مع مصالح الأمة العربية، فذلك ما يحتاج لوقفة مطولة.
    ستظل مقولة الأجندات الخارجية والأجندات المتعارضة مع مصالح الأمة العربية مطية لكل من أراد، فهي طرح عائم قابل للتاويل لكل على هواه، وما أكثر الأهواء، فبين أجندة تركية طامحة لإستعادة الدولة العثمانية، واجندة ايرانية تحلم بمد شيعي ودولة فارسية ، وأجندة إسلامية لجماعات تكفيرية ووو ...وما أسهل ان نتهم بأجندة خاصة متعارضة مع مصالح الأمة كل من نريد ان نحبط عمله لمصلحة نظام ما او توجه ما، وأن نتهم بتسليم القياد والانقياد لمن يتعاون في سبيل الصالح العام من وجهة نظره، مع جهة مستعداة من قبل الأنظمة التي تكشفت وضاعة مواقفها، وتعارضها مع الصالح العام ....
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد دغيدى مشاهدة المشاركة
    الزعيم جمال عبد الناصر تحدث في أخر كتيب "فلسفة الثورة" عن ثلاث دوائر تتحرك مصر ضمنها: الدائرة العربية، وهي الدائرة التي أفرد لها الاهتمام الأكبر، والدائرة الأفريقية، والدائرة الإسلامية.. وقد ثبت اليوم، مما يرشح من ثرثرة فوق النيل، خطورة إهمال الدائرة الأفريقية. أما مشروع تفكيك السودان مثلاً، ودور الكيان الصهيوني في تعطيش مصر، فيثبت خطورة إهمال الدائرة العربية
    أستهجن هنا إهمال الدائرة الاسلامية وهي الدائرة الأهم والتي تضفي على الدائرتين الأخريين القيمة والأهمية أو تجردهما منها، فقد كانت الأمة العربية قائمة قبل الاسلام، وكانت مهينة خاضعة مستعبدة للروم والفرس حتى جاء الاسلام ليرفع من شانها حتى سادت الأمم
    فالدائرة الاسلامية هي دائرة شموخ الأمة ورفعتها وأية دوائر أخرى قد تكون داعمة لها، ولكنها لن تكون محورا اساسا على الاطلاق، فقد كانت موجودة دائما ولم تحقق شيئا ابدا ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد دغيدى مشاهدة المشاركة
    بجميع الأحوال، تحيط بالأمة العربية دائرة متوسطية وآسيوية، لا أفريقية وإسلامية فحسب... ولو عانت أي من هذه الدوائر من الضغط والتركيز الاستعماريين الذي تعانيه الأمة العربية لتعرضت للشلل أكثر منها بكل تأكيد. والدليل الراهن على ذلك هو صعود تركيا بالتناسب مع ازدياد الضغط الدولي على إيران.
    أية دائرة متوسطية أو آسيوية هذه؟ هل من رأى نشاطا او تحركا محوره اليونان او أيطاليا او .. اي من الدول المتوسطية أو الآسيوية خارج الاطار الاسلامي
    تركيا تتحرك في موقفها ضمن الدائرة الاسلامية، وأيران ايضا، وتتعرضان من هذا المنطلق لضغط متواصل ومحاولات مهولة لعرقلتها وشل إرادتهما، وليست تحركات حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية العراقية غير جزء من تلك المحاولات، وكذلك التحرشات الدولية المتواصلة بايران بحجة المفاعل ، وما يمارس على الساحة العربية من جهود متواصلة لخلق جبهة معادية للدولتين بدعوى الأجندات ذات المصالح المتعارضة مع المصلحة العربية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد دغيدى مشاهدة المشاركة
    وعلى كل حال، يبقى الفضاء العربي هو الأساس، كما حدده جمال عبد الناصر في "فلسفة الثورة"، ويبقى كل ما هو خارجه عاملاً مساعداً أو ضاغطاً، حسب اصطفافه في صراعنا مع الطرف الأمريكي-الصهيوني. فإن لم ينهض الفضاء العربي بعوامل قوته الذاتية، سرعان ما تتحول أي قوة مساندة خارجية إلى مشكلة، .
    أصل الصراع مع العدو ديني مهما حاولوا تلوينه وإلباسه الحلل المختلفة لنقله الى قواعد وابعاد أخرى، وفضاء الصراع ليس عربيا كما حدده عبد الناصر في كتابه المذكور بل إسلامي، وقد دلت الأحداث منذ زمان عبد الناصر حتى يومنا هذا على بطلان تصوره، وقد يكون العمق العربي مؤثرا بقوة ولكن ككعامل مساعد وضاغط لحساب البعد الديني للصراع وليس كبعد اساس.
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    قبل فترة وأيام أسطول الحرية طرح مفهوم عولمة المقاومة
    على أساس أن بعض القادمين إلى أسطول الحرية
    كانوا من جنسيات مختلفة في العالم
    وهناك المسيحي واليهودي والشيوعي حتى
    في البداية قلت نعم

    لكن عندما فكرت وسألت نفسي يا ترى ما نسبة هؤلاء
    من الجموع الكلي الذي جاء عبر الأسطول؟؟
    ومن القائمين على هذه التظاهرات البشرية
    ومن الداعمين؟؟

    أخرج بنتيجة أنا كعربية ومسلمة
    لا يمكنني أن أخرج نفسي من دائرة العروبة
    فإن فشل العرب سأخرج الى الدائرة الأكبر الأمة الإسلامية

    فإن لم تتحرك أمتنا الإسلامية فعلينا السلام


    أستاذ عايد
    وبعد الثناء على شخصك الكريم
    بكل فخر نثمن دور أبناء مصر الشقيقة
    من يحاولون جاهدين ايصال المساعدات لإخوانهم في غزة
    لكن لا نستطيع ان نفغل حجم المعيقات بسبب الحكومة المصرية
    وحجم المضايقات التي تمارس على المقاومة بالذات

    وما يتم من اعتقالات للمقاومين على المعبر
    باتت معروفة ومكشوفة للجميع


    تحية لجميع المشاركين
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  9. #9
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء المقدسية مشاهدة المشاركة


    أستاذ عايد
    وبعد الثناء على شخصك الكريم
    بكل فخر نثمن دور أبناء مصر الشقيقة
    من يحاولون جاهدين ايصال المساعدات لإخوانهم في غزة
    لكن لا نستطيع ان نفغل حجم المعيقات بسبب الحكومة المصرية
    وحجم المضايقات التي تمارس على المقاومة بالذات

    وما يتم من اعتقالات للمقاومين على المعبر
    باتت معروفة ومكشوفة للجميع



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بداية ردي اوجة لشخصك الجليل كل الشكر علي ثنائك الذي اقدره بانه اكبر من حجمي

    واعود للموضوع ولتعقيب حضرتك

    انا كان ردي الاول مخصص لتوجيه النظر الي قصة الحصار والمعبر وشرحتها من واقع عقلاني

    وموجود ولم استخدم العواطف فيه

    والان ظهر اتهام اعتقال المقاومين علي المعبر

    للاسف اننا ننجرف امام ابواق دعائيه توجه الامور للاتجاه الذي تريد

    اريد ان اعرف هل هناك ما يميز المقاوم من دون المقاوم علي المعبر كي يتثني للسلطات المصرية ان

    تعتقله. فقط اريد ان اعرف المؤشرات التي تستطيع ان تميز بها السلطات كي يمكنها من اعتقال

    المقاومين دون غيرهم

    اكيد هناك معتقلين فلسطننين ومسجونيين فلسطينيين في السجون المصريه لجرائم ارتكب الا لو كان كل

    الاخوة الفلسطنيين ملائكة لا احدا منهم يخطئ او يرتكب فعلا يزج به في السجن

    اليس في السجون الاردنيه والسوريه واللبنانيه فلسطنيون معتقلون او محبوسين

    هل هولاء مقاومون ام مجرمون.... لو كانوا مقاوميين فاذن الامر ليس مقصورا علي الحكومة

    المصريه ولو كانوا مجرمون فكيف سيكون التعامل معهم

    نتحدث عن المقاومة وكأن طريق المقاومة تعيقه ال 12 كم المشتركة بين مصر وقطاع غزة

    اليس من الاجدي ان نتكلم عن الحدود ذات المسافات الطويله والمتصله بفلسطين من كل الا تجاهات

    فهناك الحدود الاردنيه وهي اطول حدود للتماس مع الاراضي المحتله وايضا الحدود السوريه من خلال

    منطقة الجولان. ام هذه الحدود حدود لا تصلح للمقاومين

    طبعا انا لا اوجه اي لوم او نقد لكل من سوريا او الاردن لان امنهم القومي يأتي في المتربه الاولي

    ومن حقهم ان يحموا شعوبهم واراضيهم... وطالما لا يوجه اللوم للدول التي لها حدود طويله من

    الاراضي المحتله فمن باب اولي ان لا نعادي الدوله التي كل حدودها 12 كم فقط مع غزة

    عندي سؤال ساطرحه وساجيب عليه ايضا

    مصر تحرم المقاومين من اسباب القوة.... هذا الاتهام الشائع

    اولا بالنسبه للموؤن وضحت كيف انها تدخل غزة طيلة وقت الحصار الذي دام 4 سنوات

    وسؤالي يا اخوتي الكرام في ظل حصار كامل فرضته اسرائيل علي غزة فمن اين دخل البارود والمواد

    المتفجرة التي ساعدت المقاوميين في مقاومتهم للصهاينه

    هل اتتهم من ايران او من تركيا او من الاردن او من سوريا وهذه امثله لا وصف للحاله لاني لا استطبع

    ان امس سياسات دول تعرف اين مصلحة شعبها

    اكيد كل هذا عبر لها من مصر من خلال الانفاق وهدا كله كان عن طريق تجميع الالغام واالقنابل وبقايا

    بعض الصورايخ من مخلفات الحروب هناك في سيناء وذهبت لغزة

    فبالله عليكم كيف لمصر ان تعتقل مقاومين وهي من كانت السبب ودون مبالغه في استمرار صمودهم 3

    سنوات امام حصار جائر

    اما عندما يلقي القبض علي تجار مخدرات وتجار عمله ومهربين علي المعبر ونقول انهم مقاوميين

    فاسف جدا لاني لن استمع لهذه المقوله

    علينا تحكيم عقولنا جيدا بعيدا عن عواطفنا لنري الصورة بوضوح وتكون احكامنا فيها الحياديه ولا نكون

    كبعض قيادات المقاومة الموجودة خارج الاراضي المحتله وتقف امام الميكروفات ويتكلموا ويشجبوا

    وينددوا وكانهم قوي عظمي. فبكل اسف حتي في العمل السياسي هم فاشلون لانهم فقط بيحللوا ما

    يتلقونه من اموال" سبوبه او اكل عيش زي ما بنقولها في مصر". فاغلبهم امام الميكروفات اسود

    وفي الواقع العملي هم ابعد ما يكون عن القضيه والمقاومة. وطالما سياسه بسياسه فكل يستخدم اساليبه

    اختي الفاضله نثمن بكل عزة واعتزار اعمال المقاومة والمقاوميين لكننا لن نتعاطف مع من يستخدم

    المقاومة لمكاسب شخصيه. وللاسف الان هم كثيرون علي الساحة

    اشكر لك انك اعطيتني فرصة لمداخلة مع قلمك الراقي واشكرك علي انك ستتحملي ردي وتتقبليه بعقلك ا

    الذي احترمه

    نسأل الله العفو والعافيه ونسأله ان يهدينا الي ما فيه الخير لديننا واوطاننا وشعوبنا وان يعززنا بقوة

    من عنده


  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    ستظل مقولة الأجندات الخارجية والأجندات المتعارضة مع مصالح الأمة العربية مطية لكل من أراد، فهي طرح عائم قابل للتاويل لكل على هواه، وما أكثر الأهواء، فبين أجندة تركية طامحة لإستعادة الدولة العثمانية، واجندة ايرانية تحلم بمد شيعي ودولة فارسية ، وأجندة إسلامية لجماعات تكفيرية ووو ...وما أسهل ان نتهم بأجندة خاصة متعارضة مع مصالح الأمة كل من نريد ان نحبط عمله لمصلحة نظام ما او توجه ما، وأن نتهم بتسليم القياد والانقياد لمن يتعاون في سبيل الصالح العام من وجهة نظره، مع جهة مستعداة من قبل الأنظمة التي تكشفت وضاعة مواقفها، وتعارضها مع الصالح العام ....
    أستهجن هنا إهمال الدائرة الاسلامية وهي الدائرة الأهم والتي تضفي على الدائرتين الأخريين القيمة والأهمية أو تجردهما منها، فقد كانت الأمة العربية قائمة قبل الاسلام، وكانت مهينة خاضعة مستعبدة للروم والفرس حتى جاء الاسلام ليرفع من شانها حتى سادت الأمم
    فالدائرة الاسلامية هي دائرة شموخ الأمة ورفعتها وأية دوائر أخرى قد تكون داعمة لها، ولكنها لن تكون محورا اساسا على الاطلاق، فقد كانت موجودة دائما ولم تحقق شيئا ابدا ....

    أية دائرة متوسطية أو آسيوية هذه؟ هل من رأى نشاطا او تحركا محوره اليونان او أيطاليا او .. اي من الدول المتوسطية أو الآسيوية خارج الاطار الاسلامي
    تركيا تتحرك في موقفها ضمن الدائرة الاسلامية، وأيران ايضا، وتتعرضان من هذا المنطلق لضغط متواصل ومحاولات مهولة لعرقلتها وشل إرادتهما، وليست تحركات حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية العراقية غير جزء من تلك المحاولات، وكذلك التحرشات الدولية المتواصلة بايران بحجة المفاعل ، وما يمارس على الساحة العربية من جهود متواصلة لخلق جبهة معادية للدولتين بدعوى الأجندات ذات المصالح المتعارضة مع المصلحة العربية

    أصل الصراع مع العدو ديني مهما حاولوا تلوينه وإلباسه الحلل المختلفة لنقله الى قواعد وابعاد أخرى، وفضاء الصراع ليس عربيا كما حدده عبد الناصر في كتابه المذكور بل إسلامي، وقد دلت الأحداث منذ زمان عبد الناصر حتى يومنا هذا على بطلان تصوره، وقد يكون العمق العربي مؤثرا بقوة ولكن ككعامل مساعد وضاغط لحساب البعد الديني للصراع وليس كبعد اساس.


    هذه المشاركة أرسلها الدكتور إبراهيم علوش ردا على مشاركتك أختنا الكريمة وهي جزء من الفصل الخامس من كتابه : مشروعنا، نحو حركة جديدة للنهوض القومي

    الإسلام الثوري بين المرجعية السياسية والدينية


    بالرغم من أهمية التأويل الثوري للإسلام في تعبئة وتحريض قطاعات كبيرة من شعبنا، ودور الإسلام الذي لا ينكر في تحريك النزعة الاستشهادية، الكارهة للدنيا، في صفوف شبابنا العربي، وكل ما سبق أعلاه، فإن طرح الصراع باعتباره صراعاً دينياً، وباعتبار الغرب يحارب ديناً بعينه، فوق وغير المصالح والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، يحتمل قدراً من عدم الدقة وضياع البوصلة.

    ولنلاحظ مجدداً أن الغرب، الذي يعبر في النهاية عن نخب تحكم وتسير النظام الإمبريالي العالمي، لا يعادي الدين عندما يخدم مصالحه.

    والدلائل على هذا أكثر من أن تعد أو أن تحصى. من التحالف الذي أقامه مع المجاهدين الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي السابق إلى تسهيل حركة الإسلاميين في عدة أنظمة عربية متحالفة مع الولايات المتحدة عندما كان يتلقى القوميون والشيوعيون أظلم الأحكام، ومنهم من قضى زهرة شبابه في السجون في فترة الصراع مع حركات التحرر الوطني والقومي في بلادنا.

    والدلائل المعاصرة أكثر من أن تعد أو أن تحصى أيضاً، والدليل أن الإدارة الأمريكية ليست لديها مشكلة مع الإسلاميين في الولايات المتحدة الذين يركزون على الشعائر من الحجاب إلى اللحية، ويطالبون بعطل لحضور صلاة الجمعة، الخ... ما داموا يتجنبون القضايا الحقيقية التي تمس مصالح الإمبريالية أو سياساتها.

    ناهيك طبعاً عن المشايخ الذين يفتون ضد العمليات الاستشهادية، ويبررون "السلام" مع العدو الصهيوني، ويزينون قتال المسلمين في صف القوات الأمريكية، وكيف يُحتضن هؤلاء ويُعطون المنابر.

    إذن المشكلة في الإسلام الثوري بالنسبة للإمبريالية هي نفسها المشكلة في حركات التحرر الوطني، وفي كل دعوات التحرر السياسي أو الاجتماعي، وهي أن الإسلام الثوري يمس المصالح الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية لقوى الهيمنة الخارجية وعملائهم الداخليين.

    ولو تخلى الإسلام الثوري عن برنامجه السياسي والاجتماعي، فإنه لا يعود مشكلة بالنسبة للإمبريالية وحلفائها، في اللحظة التي يتوقف فيها عن أن يكون ثورياً.

    وبعد ذلك لا مشكلة أن يرفع الآذان في الكونغرس الأمريكي، وأن يدعو كولن باول، وزير الخارجية الأمريكية السابق، زعماء المسلمين في الولايات المتحدة لإفطار رمضاني في وزارة الخارجية.

    ولا مشكلة أن تتحالف أمريكا مع من يدعون الإسلام لشن عدوانها على العراق، ما داموا يسهلون العدوان، أي يتماشون مع مصالحها السياسية وغير السياسية، ولا مشكلة مع صاحب العمامة السوداء عبد العزيز الحكيم ما دام يقر قانون نفط العراق الذي يسلم 75% بالمئة من العائدات النفطية العراقية لمدة خمسين عاماً للشركات الأجنبية.

    وقد يقول قائل أن إسلام هؤلاء المنافقين ليس صحيحاً، وقد يكونون منافقين فعلاً، وقد يكون الإسلام الثوري فقط هو الإسلام، ولكن لو نظرنا للأمور من منظور ديني فحسب، دون البرنامج السياسي والاجتماعي الذي يعبر عنه كل طرف أو قوة أو شخصية، وهو بيت القصيد، فإن أوغو شافيز يصبح أبعد عنا مثلاً من أصحاب مبادرة السلام العربية مثلاً مع أن شافير أشرف منهم بكثير، ويخدم مصالح العرب والمسلمين أكثر منهم مليون مرة، أليس كذلك؟

    إذن فلننتبه من طرح الأمور خارج السياق الوطني والقومي. فالإسلام خارج هذا السياق يصبح إسلاماً غير ثوري. أي أن الإسلام الثوري هو بالضبط إسلام برنامج التحرر الوطني والقومي والاجتماعي، وعلى سبيل المثال، فإن الشيخ عز الدين القسام كان عضواً مؤسساً في حزب الاستقلال العربي ذي البرنامج القومي العربي (فرع حيفا في أوائل الثلاثينات)، وهذا لم يتعارض مع كونه شيخاً، وعبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري وعمر المختار كانوا رموزاً وطنية مناهضة للاحتلال أولاً، ولولا ذلك لما حاربهم الاستعمار، وقد وجد غيرهم كثير من "الإسلاميين" الذين كانوا على استعداد للتفاهم مع الاحتلال وبالتالي لم يشن الاحتلال حرباً عليهم لا دينية ولا غير دينية، لأنهم كانوا جزءاً من برنامجه السياسي.

    على كل حال، لا شك أن الإمبريالية اليوم تشن حرباً ثقافية علينا، وهذا يعطي الإسلام أهمية إضافية في مقاومتها، ولكن حتى هنا، نتحدث عن المقاومة من منطلق الحفاظ على الثقافة الوطنية والقومية المستهدفة في كل أبعادها في زمن العولمة، وليس فقط في بعدها الديني الذي يقوم عن العدو على إنتاج ظاهرة إسلامية غير ثورية وغير جهادية.


    حول توصيف الدكتور رمضان شلح لطبيعة الصراع في بلادنا
    في مقابلة للدكتور رمضان شلح، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، مع غسان بن جدو في برنامج حوار مفتوح على قناة الجزيرة يوم 12/11/2007، اقتبس الدكتور شلح وتبنى من مستشرق صهيوني هو مارتن كريمر قوله أن الصراع في المنطقة قد تحول من عربي-صهيوني إلى إسلامي-صهيوني. ويقول أن الصراع العربي-الصهيوني انتهى مع توقيع مصر معاهدة كامب ديفيد، أما المرحلة الفلسطينية-"الإسرائيلية" من الصراع فقد انتهت، نقلاً عن المستشرق كريمر، بوفاة ياسر عرفات!

    ويستزيد الدكتور شلح من المستشرق الصهيوني كريمر بالتأكيد بأن حرب لبنان في صيف عام 2006 لم تكن حرباً عربية-"إسرائيلية" سادسة بل حرباً إسلامية-"إسرائيلية" أولى. ويعتبر الدكتور شلح أن كل حركات المقاومة وسوريا منضوية في هذا "الحلف الإسلامي"، الذي نفهم من أجابته على السؤال الذي يليه مباشرةً بأن الهجمة على إيران تأتي "باعتبارها قاعدة المشروع الإسلامي الذي يواجه إسرائيل"!! فمن الواضح هنا أننا لا نتحدث عن رسالة الإسلام بل عن موقف سياسي واصطفاف إقليمي محدد...

    لدينا إذن حسب الدكتور شلح، اعتماداً على كريمر، خياران: إما إيران وإما الغرب، ومعسكر المقاومة هو إيران، أما الصراع العربي-الصهيوني فقد انتهى بتوقيع معاهدة كامب ديفيد.

    والحقيقة أن تبني وجهة نظر مستشرق صهيوني هكذا، جملة وتفصيلاً، وبدون تدقيق، يحتاج إلى وقفة متأنية عندما يأتي من مثقف أكاديمي، قبل أن يكون أمين عام تنظيم ربما يمثل بجدارة حالياً أعلى سقف سياسي في الساحة الفلسطينية، تنظيم رفض حتى الآن أن يدخل الانتخابات في ظل الاحتلال ويتخذ حالياً أوضح المواقف من الحلول التسووية، وتنظيم يتعرض عناصره وكوادره لأشرس عملية استهداف يومية لم يتعرض لها تنظيم فلسطيني يوماً من قبل العدو الصهيوني.. وبالرغم من ذلك يستمر بالعطاء بلا حدود. إذن النقاش هنا لا يتناول تضحيات سرايا القدس، والمواقف الثابتة للجهاد الإسلامي في الصراع العربي-الصهيوني إلا بكل احترام وتقدير.

    لكن توصيف كريمر للصراع يبقى توصيفاً سطحياً ومليئاً بالتناقضات، كما أنه يهدف لتبرير التحالف الأمريكي-الصهيوني مع "المعتدلين العرب" بذريعة أن المشكلة مع إيران لا مع العرب. وإذا كان من واجبنا أن نتابع وثائق وتحليلات الطرف الأمريكي-الصهيوني، وأن نكشف مخططاته في بلادنا، وأن نجمع المعلومات حول توجهاته ومواقفه، فإن ذلك لا يساوي تبنى توصيفاً صهيونياً لطبيعة الصراع يصب إما في مصلحة "إسرائيل" أو إيران!

    وشتان ما بين كشف معلومات مهمة متضمنة في وثيقة صهيونية أو أمريكية، حول خطة سرية ما مثلاً أو مشروع تفكيك، وما بين تبني التوجه السياسي للعدو. فالتوجه السياسي للعدو ليس معلومات، بل موقف لا بد من دحضه. على سبيل المثال، خلال غزوات الفرنجة في القرون الوسطى كان الفرنجة يقولون بأنها حروب صليبية، وكان العرب والمسلمون يفندون هذا التوصيف ويقولون أنها غزوات استعمارية فرنجية تتغطى بالدين المسيحي... وأمريكا تصف حروبها الخارجية اليوم بأنها "حربٌ على الإرهاب"، وحملة لنشر "الديموقراطية وحقوق الإنسان"، ولا يعني ذلك الإدعاء أنها كذلك فعلاً. فنحن لا نتبنى توصيف العدو لطبيعة الصراع لأنه وضع أصلاً لتبرير سلوك العدو وسياساته، باعتبارها ليست موجهة ضد العرب أو حتى ضد الفلسطينيين، بل ضد إيران وحلفائها فحسب.

    ولا يعبر توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيد عن إرادة الشعب المصري، ولا اتفاقية أوسلو عن الشعب الفلسطيني، ولا معاهدة وادي عربة عن الشعب الأردني! وخروج النظام الرسمي العربي من معادلة الصراع لا يعادل خروج الأمة العربية من تلك المعادلة. وحالة الصراع تستمر بقوة الزخم الشعبي العربي، في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها، لأن المستهدف هو الأمة برمتها شعباً وهويةً وأرضاً وتاريخاً وإسلاماً. وفي عام 1955 عندما تشكل حلف بغداد الموالي للإمبريالية من باكستان وإيران وتركيا والعراق لم يستنتج شعبنا العربي بأن الإسلام لم يعد له دور لأن بضع أنظمة في الدول الإسلامية قد تساقطت.

    وبعد يوم واحد فقط من تصريحات الدكتور شلح في الجزيرة استضافت تركيا محمود عباس وشمعون بيريز (الذي ألقى خطاباً بالعبرية أمام البرلمان التركي ذي الغالبية الإسلامية)، وسمسر حزب العدالة والتنمية في صفقات اقتصادية وسياسية تطبيعية، وسعت تركيا لتوسيع دورها السياسي في الصراع "الإسلامي-الإسرائيلي" بالتنسيق مع الطرف الأمريكي-الصهيوني. فهل نستنتج من ذلك أن الصراع لم يعد للإسلام فيه دور مثلاً إذا اعتمدنا مقاييس المستشرق كريمر؟!

    وبعدها بيومين، بين 15 و17 نوفمبر/ ت2 2007، استضافت تركيا مؤتمراً عالمياً للقدس يهدف لسحب ورقة القدس من يد إيران، ومصادرة راية القدس لتوظيفها في الدور التركي في الإقليم، بعد استضافة لقاء عباس وبيريز. وقد طرح مؤتمر القدس في تركيا شعارات سياسية معومة تماماً حول القدس وكان سقفه المعلن في الدعوة، حسب موقع إسلام أون لاين: "إعلان وثيقة عالمية تؤكد بقاء القدس إرثًا إنسانيًّا حضاريًّا، وأن حمايتها هي مهمة للإنسانية جمعاء". فأين ذهبت عروبة القدس وإسلاميتها، والدعوة للجهاد لتحريرها ما دامت الأرضية هي الإسلام؟!

    ولا يغير من ذلك طبعاً أن بعض الخطابات في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لم تأتِ ضمن نفس السياق، أو أن البيان الختامي أكد على عروبة القدس...
    الحقيقة المرَّة هي أن النظام الرسمي العربي غائب عملياً عن معادلة الصراع، أو بالحد الأدنى يفتقد الإرادة والمبادرة، مما يدفع تركيا وإيران للتمادي في الفراغ الإقليمي، ولكن ذلك لا يعني إطلاقاً أن الأمة العربية انسحبت من المعادلة، أو أن علينا أن نوظف موقفنا في فلسطين لمصلحة إيران... أو تركيا أو غيرها، أو أن نتبع لهذا المحور أو ذاك.

    وتبقى القضية الفلسطينية قضية أهلها أولاً: الشعب العربي، فالمؤامرة عليهم والتحرير منهم. ولا يقلل ذلك من البعد الإسلامي أو الأممي لقضية فلسطين، ولكن "ما حك جلدك غير ظفرك".

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة