يا صديقاتي,,, ويا أصدقائي,,
البسوا حريرَكم الناصع الفضفاض.
واحملوا قيثاراتكم الفضِّية .
فأنا اليومَ أدعوكم لرحلةٍ قدريَّة.
سوفَ ننطلق هناك,,,,
حيثُ خط الأفُق الدائري يطوِّقُ خاصرةَ البحر بذراعٍ من نور.
وحيثُ أرائِك الغيوم الوثيرة ,جالسةً بسكينةٍ وبهاء.
اجلسوا يا رفاقي ,,واحتضنوا القيثارات,, وشدُّوا أوتارَها .
نحنُ اليوم سنعزفُ أحلى وأعظمَ موسيقى سمعها التّاريخ .
الفجرُ ما زال أزرق .
والهلالُ يتألق .
وعيونُ السماء مستيقظة.
أجفانُها ترتعش ,,أهدابُها تُفْتَح وتُغْلَق .
في كلِّ جفنٍ تتحجرُ دمعةٌ عجيبة ,,
تتراقصُ في ضوءِ الصّباح وتَبْرِق ,
تتوقُ للذَّوبان ,,,
ترنو للسّقوط ,,
لكنها ,,,ما زالت بالأحداقِ تَتَعَلَّق!!!
اليوم,, سننْشِدُ معاً أغنيةً شجيةً لحرفِنا الغالي .
ملكُ الحروفِ المخلوعِ عن عرشِه ظلْماً وجهلاً .
الحرفُ المميَّزِ الفريد,, الذي لا مثيلَ له في كلِّ اللغات .
ذاكَ الهلالُ المعقودُ بالنُّورِ الملائكِي الهادئ .
وتلكَ الصغيرةُ البراقةُ التي ترفرفُ فوقَه وتومضُ بالبريق الزاهر.
لا تفارقُه ,,ولا يفارقُها,, ولا يكتملُ إلا بها .
انظروا إليه ,,,تائهٌ في فضاءٍ حزين.
لا يكلُّ ولا يهدأُ ولا يستكين .
يبحثُ عن نفسِه بين الكواكبِ والنجومِ والظل والنور .
يسألُ عن نفسِه في كلِّ مكان .
إنَّه هناك,,,ما زال يسألُ البحرَ والفجرَ والريح.
أنصتُوا لصوتِه,, كيف ينبعثُ هادراً كالأمواج .
يقول ,,
{أهلي طعنوني بالصميم,, طعنوني برمحٍ في خاصرتي,, فخرجتُ من أفواهِهم غليظاً متحشرجاً ,,أنا لستُ كذلك !!
أنا أتألمُ من الرمحِ المغروس في بطني ,, وأنزف !!
إنني ناعمٌ,, جميلٌ,, هادئ .
فانزعوا رمْحَكُم ودعوني بسلام,, أجلسُ فخوراً في أوَّلِ (ضمير) !, ,في وسطِ (رمضان )! ,,وفي آخرِ (وميض) !
لماذا ظلم ! وظلام ! وظل !! ؟؟
أنا لست الحرف ( ظ )
أنا فقط الحرف المميَّز الجميل ,,,حرف الضاد}.
ماسة
وأنا أيضا أتساءل,,
لما أهل الخليج العربي, وأهل العراق وغيرهم, يصرّون على إلغاء حرفنا الجميل,
ألتي سمّيت لغتنا به,, وكانت لغة الضاد ؟؟
لماذا اعتادوا أن يلفظوه ( ظ )؟؟؟
أنا من هذا حزينة !!!
وخاصة عندما يقرأون الفصحى والقرآن .
أنا حقاً حزينة.
ماسة