'الفرقان الأمريكي' بديلا عن 'القرآن'!!
كتاب أمريكي * إسرائيلي يحمل اسم 'الفرقان الحق' هدفه التشكيك في القرآن
تقرير يكتبه: مصطفي بكري
الجزء الأول من الكتاب يحوي سورا مزيفة بأسماء سور القرآن.. وبقية الأجزاء تستهدف تغيير المفاهيم وتهويد المسلمين وتنصيرهم
المشروع مؤامرة تطال العقيدة والتخطيط هو إنهاء وجود المسلمين علي الأرض خلال 20 عاما
حملة الديمقراطية الأمريكية وتغيير مناهج التعليم والقنوات الفضائية تمهد لمشروع الحرب القادمة علي الإسلام
منذ فترة من الوقت كان الحديث يدور حول سعي أمريكي * صهيوني دءوب لتغيير بعض آيات القرآن الكريم، أو ممارسة الضغوط لحذفها وعدم الإشارة إليها، كان الناس لا يصدقون. ومع مضي الأيام بدأت الحقائق تتضح، وجري بالفعل استبعاد كثير من الآيات القرآنية من مناهج التعليم بالمدارس والجامعات، ثم أعلن عن إلغاء تدريس العديد من المواد الفقهية والدينية بجامعة الأزهر والعديد من المدارس والجامعات الدينية، ثم انتقل الأمر إلي وضع مادة 'الأخلاق' بديلا عن التربية الدينية، وجري الحديث عما يسمي 'بالخطاب الديني الجديد'، أما الآن فإن الحلقة الجديدة من المخطط كشفت الوجه سافرا، وصدرت الطبعة الأولي من كتاب 'الفرقان الحق' سرا في الولايات المتحدة و'إسرائيل' كبديل للقرآن الكريم مطلوب اعتماده لدي الدول العربية والإسلامية.
الكتاب الجديد أعد بمشاركة إسرائيلية مباشرة مع الإدارة الأمريكية واستغرق إعداده عدة سنوات، والهدف هو إلغاء القرآن الكريم نهائيا وتقديم 'الفرقان الحق' كبديل يهيئ الرأي العام الدولي لإعلان الحرب الصليبية الثالثة ضد المسلمين وعقيدة الإسلام، وممارسة أشد أنواع القهر السياسي والاقتصادي والبدني والعسكري في مواجهة المتمسكين بالعقيدة والرافضين للكتاب الجديد.
ويمثل هذا المخطط *الذي تنفرد 'الأسبوع' بكشف تفاصيله* جرس إنذار لكل الغافلين وضوءا أحمر لكل الصامتين عل ذلك يحرك فينا إحساسا بالغيرة علي العقيدة التي باتت مستهدفة بشكل مباشر خاصة بعد أن عاد بوش ورجاله يكررون حديثهم مجددا عن الحرب الصليبية الجديدة.
قد لا تصدق عزيزي القارئ هذه المعلومات، قد تصاب بالصدمة لكن تلك هي الحقيقة بلا تزييف، وتلك هي الصورة بلا تجميل.
جاءت التعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يقدم نفسه علي أنه مبعوث العناية الإلهية، بعدها بدأت مجموعات يهودية دينية بمشارة من قيادات كنسية متطرفة في الإعداد لهذا المخطط بإشراف مباشر من كبار الخبراء والمتخصصين داخل ال 'سي. آي. إيه' الأمريكية والموساد الإسرائيلي.
وقد انتهي المتخصصون خلال الأيام القليلة الماضية من إصدار الطبعة الأولي لكتاب 'الفرقان الحق' حيث يجري توزيعها سرا علي كبار المتخصصين، وهو جزءمن 12 جزءا أخري ستصدر تباعا وتحمل نفس الاسم.
وسوف يجري في وقت لاحق توزيع هذه الكتب علي المكتبات الأمريكية والأوربية الشهيرة وكذلك علي العديد من القطاعات الشعبية بالإضافة إلي المنتديات الرياضية والفنية لتحقيق أوسع انتشار لهذا الكتاب الخطير.
وقد قررت جماعات يهودية متطرفة في داخل 'إسرائيل' وضع تفسيرات لهذا الكتاب الجديد، والمقارنة بينه وبين القرآن الكريم لتصل من خلال هذه المقارنة كما هو واضح من أهدافهم إلي أن القرآن كتاب 'بشري' ولم يكن سماويا في يوم من الأيام.
المخطط يمضي بحذر بالغ، لأنهم يعتقدون أن هذه المرحلة قد تصل إلي ثلاثة أو أربعة أعوام قادمة، إلا أن أمريكا ستعمل خلال هذه الفترة علي إضعاف الشرق الأوسط وتفريغ المنطقة العربية من القوة العسكرية الكبري، في حين يقوم شارون بتصفية من يسميهم بقادة 'الإرهاب' الإسلامي، بحيث يأتي الغزو الأمريكي الغربي لدول المنطقة بعد ذلك في إطار تضحيات أقل وبتكاليف متدنية.
وقد وضح من خلال تفاصيل هذا المشروع الجديد أن الحملة الأمريكية التي انطلقت مؤخرا لنشر الديمقراطية وفقا للمفهوم الأمريكي وتغيير المناهج التعليمية وإنشاء قنوات ووسائل إعلام أمريكية في المنطقة كلها محطات في إطار الإعداد الذهني للحرب الأكثر شمولا التي سيتم فيها، إما إجبار المسلمين علي التخلي عن القرآن الكريم والأخذ بكتاب 'الفرقان الحق' أو ممارسة كافة أشكال القهر والحصار في مواجهة الرافضين.
ووفقا للمخطط الجديد فإن كتاب 'الفرقان الحق' لن يتم نشره في البلاد الإسلامية في البداية إلا في أضيق الحدود وسيقتصر الأمر في البداية علي توجيهه لمخاطبة الشعوب الأوربية والأمريكية والإسرائيلية.
تقول أوراق المخطط الأمريكي * الإسرائيلي: إن ما كشفت عنه الحرب ضد الطاغية صدام حسين في العراق أن أعدادا كبيرة من الأوربيين والأمريكيين ما زالوا غير مدركين لأبعاد وخطورة المد الإسلامي، وأن تلك المظاهرات التي انتشرت في العديد من المدن الغربية من أجل وقف تيار الحرب علي العراق أثرت كثيرا علي النتائج المهمة التي كان من الممكن أن يتمخض عنها الانتصار العظيم للابن الصالح بوش ورفاقه المخلصين.
وتضيف أوراق المخطط: إننا أمام مرحلة تاريخية جديدة علينا أن نستعيد فيها ذاكرة الغزو الإسلامي 'البربري' للعديد من مدن العالم وقراه، في هذا الغزو قام 'البربر' والمسلمون بقتل الآلاف وتشريد الأطفال واغتصاب النساء وإجبار كل المدن والقري علي تغيير ديانتهم 'الحقة' إلي ديانة 'الباطل والزور' تحت مسمي 'الإسلام'.
وتقول الأوراق: ها هو الغزو البربري الإسلامي يصل من جديد في ثورة 'الإرهاب' لقتل الأبرياء الشرفاء من أمة 'المسيح' العظيم وأمه 'موسي' المضحية. لقد فتحنا لهؤلاء المسلمين قلوبنا ومددنا أيدينا لهم تارة نعلمهم في بلداننا وتارة نذهب إليهم لتعليمهم في بلدانهم ونقدم لهم المساعدات الاقتصادية ونعينهم علي شئون الحياة، وحاولنا مرارا أن يكونوا في مصاف بني الإنسان المتقدم، وقلنا لهم كونوا علي طبيعتكم واعتقدوا دينيا فيما ترونه، إلا أن هؤلاء طمعوا في تسامحنا معهم وقرروا نشر الرعب والفزع والقتل والتدمير ومحاولة وقف التقدم الإنساني.
وتقول الأوراق: لقد كشفت الأحداث الأخيرة بجلاء واضح أن الحرب علي قرآنهم يجب أن تكون معلنة وأن يشارك فيها كل طفل وشاب وشيخ وامرأة من أمة المسيح العظيم وأمة موسي المضحية، لأنه لم يعد هناك خيار آخر سوي الحرب وتخليص العالم من هؤلاء الأشرار الآثمين.
وتقول الأوراق: إن الجيوش الأوربية والأمريكية والجيش الإسرائيلي يجب أن تتحرك بعد ثلاث أو أربع سنوات في ظل تأييد الشعوب ومباركتهم لهذا التحرك العظيم من أجل رفع راية العدل المسيحي واليهودي في منطقة الشرق الأوسط، لابد أن تثأر إسرائيل لقتلاها وضحاياها من هؤلاء المتخلفين، وسنكون أكثر تحضرا، حيث سنبدأ أولا بمحاصرة هذه الدول العربية والإسلامية زهاء الشهور حتي تعلن استسلامها ورضوخها التام لمطالبنا التي سنحددها في كتاب 'الفرقان الحق' بأجزائه الاثني عشر.
وتقول الأوراق: إن هذا الحصار العسكري لحدود الدول العربية والإسلامية سيبدأ من تلك الدول المطلة علي البحر المتوسط، ثم التوغل إلي بقية الدول الأخري مع إحكام القبضة علي كل من مصر والسعودية وإيران وباكستان، وإن الحصار لابد أن يكون شاملا ومانعا ومؤثرا علي حياة هذه الشعوب الإسلامية، خاصة أننا قضينا عقودا طويلة في إقناعهم والتودد إليهم بأن كتابهم المقدس 'القرآن' 'مزيف' وغير صالح لحياة البشرية، ومع ذلك ظلوا دائما علي النقيض منا يعملون به ويروجون لأفكاره 'المتطرفة'.
وتقول الأوراق: إن الحرب التي سنخوضها ستكون أكثر دلالة وأهمية من الحربين العالميتين الأولي والثانية، ذلك أن الحرب الثالثة ستشن تحت شعار 'توحيد العالم من أجل خدمة الإنسانية'، وأن هذا الشعار لا يمكن تحقيقه في ظل وجود القرآن.
وتستند الورقة إلي عبارة وردت في الجزء الأول من كتاب 'الفرقان الحق' تقول: إن يد الأخوة تمتد إلي كل البشر وإن المسيح أراد أن ينشر المحبة لتعم كل الأرض، وأن هذه المحبة في الأرض هي المحبة في السماء، فالبناء واحد والوعاء مشترك، ولا أحد منا يناقض ويختلف مع الآخر.
وتضيف الورقة الأمريكية * الإسرائية: إن هذا المفهوم لابد أن يتحقق من خلال سيادة كتاب 'العهد القديم والجديد'، وكتب اليهودية 'الحقة'. إن الطريق طويل وشاق ولكنه يبدأ بخطوة، والبداية قد تكون صعبة، إلا أننا عندما نصل إلي نهاية هذا الطريق سندرك يقينا حجم الإنجازات والروائع التي حققناها. الطريق سيكون مليئا بالأشواك وغير معبد، ولكن عندما نصل إلي نهايته ستكون الأذهان قد تفتحت علي جانبيه، والأنوار قد أضيئت أمام البشرية جميعها، وقد يكون من الأجحاف أن نسعي إلي إلغاء القرآن الكريم أو النظر إليه علي أنه يمكن إصلاح بعض مواده ومضمونه، فهذا ضرب من الخيال وإغراق في التفاؤل بدون مبرر، كمن يقول إن المسلم علي استعداد لأن يترك دينه من أجل ديانة أخري فهذا لن يجدي لأنهم لن يفعلوا ذلك إلا من خلال الحرب وتدمير بلدانهم واقتصادياتهم ونشر الخراب والأمراض في بلادهم حتي يستعيد من هو علي قيد الحياة ذاكرة التاريخ ويتذكروا ما فعله أجدادهم عندما أرادوا أن ينشروا هذا الدين تحت مظلة السيف والتدمير. إن المسيحيين واليهود لم يكن مسموحا لهم أن يحتفظوا بديانتهم إلا في ظل قوانين تجبرهم علي دفع أموال طائلة سنويا إلي المسلمين حتي يسكتوا عنهم ويحتفظوا بدياناتهم، ونحن علينا أن نجرعهم من نفس الكأس وليذوقوا مرارة ما حدث، ولكن في هذه المرة سيكون التجرع للألم أو العذاب بالمرض والجوع من أجل أن يذهبوا إلي طريق الحق والعدل والمحبة. إن علينا أن نقنعهم بأن لدينا رغبة أكيدة بأن يشاركونا هم جنة الآخرة التي تتسع لكل البشر وأن تلك الجنة الوهمية التي يرون أنهم سيحصلون عليها ما هي إلا ضرب من الجنوب، ذلك أنه ليس معقولا أن تتم مكافأتهم في الآخرة علي أعمال الخراب والتدمير البشرية.
ويقول 'شامحوم مينان' وهو أحد المتطرفين اليهود المشاركين في لجنة العمل لنشر كتاب 'الفرقان الحق': القدس هي بيت العبادة الأعلي لأمة موسي وعيسي، وإن السماح للمسلمين بارتياد هذا المكان لإدارة طقوس غير مفهومة، أو ممارسة اجتماعات إرهابية هو جريمة وذنب لن يغفره الله للبشر جميعا لأننا سمحنا لهؤلاء 'الفاسقين' بارتياد مكان عبادته الرئيسي.
ويضيف المتطرف اليهودي القول: أنا لا أفكر مثل ما تفكرون في أن يهدم معبد المسلمين 'الكعبة' فهذا سيثير حنقهم وغضبهم إلي أعلي مراتب الانفعال النفسي، ولكن بمقدورنا أن نجعلهم ينظرون إلي الكعبة علي أنها حجر كبير بناه الأسلاف وأنه ليس مكانا للعبادة، لابد أن نجعلهم يتجهون معنا إلي قدس الأقداس في مدينة القدس والسلام.
ويقول المتطرف اليهودي في الورقة الخاصة التي أعدها ضمن أوراق العمل الأمريكية * الإسرائيلية المشتركة: إن الأكثر أهمية هو الهدم الفكري لمعتقدات راسخة وأفكار بالية ما زال يؤمن بها المسلمون ويعتقدون بأنها الأصوب، وإن كتاب 'الفرقان الحق' الجديد لن يوجه إلي هذه الشعوب الإسلامية إلا بعد مرور سنوات من الغزو العسكري، ولكن أري أن الغزو الفكري لابد وأن يبدأ في مرحلة متقدمة من الغزو العسكري، لأننا عندما سنذهب إلي بلادهم لابد وأن يكونوا قد أحيطوا تماما بالأفكار الجديدة والمبادئ الإيجابية في هذه الكتب الجديدة.
ويري المتطرف اليهودي أن أجزاء 'الفرقان' الجديدة يجب ألا تكون متعارضة بصفة مطلقة مع القرآن، بل إن المهمة الأساسية التي يجب أن نكرسها هي كيفية تحقيق التلاقي بين كتبنا الدينية وكتابهم المقدس، فالأخير يحتوي علي العديد من المبادئ 'الهدامة' وغير المفهومة للصراع مع الآخرين وإن هذه المهمة قد تبدو شاقة، إلا أنه يمكن تحقيقها من خلال المفكرين والنابهين الذين سجلوا أروع ملامح التقدم الإنساني في العصر الحديث، فعلي سبيل المثال فإن واحدا من المبادئ المشتركة التي يجب أن يحرص 'الفرقان الحق' علي إبرازها هو ذلك المتعلق بحقوق المرأة وحقوق الإنسان والديمقراطية ذات المبادئ المتشعبة، فمثل هذه القيم تبدو في الغالب متعسفة وغير قابلة للالتقاء مع الآخرين، كذلك فإن هناك وسائل جديدة للتفرقة بين العمل المشروع وغير المشروع، وإن نشر هذا المشروع لن يعتمد فقط علي الوسائل التقليدية في نشر الكتب فالمهمة الأساسية هي إقناع كل دول وشعوب العالم المتميزين بأننا في سبيلنا لإنشاء هذا 'الفرقان الحق' أو الكتاب الجديد للقرآن من أجل نشر الإخاء والمودة بين مجموع الإنسانية.
ويقول المتطرف اليهودي: إن إحدي الأفكار المهمة أن كتاب القرآن هو الذي يحوي العديد من المبادئ والأهداف التي تتصادم مع سلامة الإنسانية، وأن الأعمال الإرهابية المتصاعدة يجب أن تختفي من الحركة العالمية حتي يصبح الإنسان موضع التقدم الحقيقي في هذا العالم وفي ظل هذه الأوضاع العالمية الجديدة.
وقد أشارت المعلومات إلي أن الجزء الأول من كتاب 'الفرقان الجديد' قد تم توزيعه في 'إسرائيل' وأن هناك مجموعات يهودية متعددة ومتنوعة تعكف الآن علي دراسة محتوي الأجزاء الأخري من هذا الكتاب، وأنهم أبدوا اعتراضهم علي الجزء الأول بحجة أنه لم يتضمن إشارات قوية وصريحة إلي الدور 'اليهودي' في بناء الإنسانية، وإلي الإسهام العظيم الذي قدمه اليهود للحضارة العالمية، وكيف أن اليهود حاولوا مرارا التفاعل بإيجابية مع أبناء المسلمين، وأن الآخرين رفضوا ألا يكون التفاعل إلا من خلال معطيات رفض الدين اليهودي في المقام الأول، وإجبارهم علي اعتناق الدين الإسلامي في المقام الثاني، وأن اليهود عندما تمسكوا بأسسهم الدينية كان نصيبهم السبي وتخريب ديارهم ومحاصرتهم وقتالهم.
ويري المتشددون اليهود أن الحركة العدائية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط الكبير تحديدا هي التي أدت إلي أن يسلبوا من اليهود كل منجزاتهم التاريخية والآن يحاربون دولتهم التي تكافح وسط العواصف الإقليمية التي لا هم لها سوي اقتلاع 'إسرائيل' من جذورها وإلقائها في البحر كما يرددون.
يتبع