بسم الله الرحمن الرحيمتعرضت الكثير من المفردات اللغوية إلي تشويه متعمد وغير متعمد وإشانة سمعة من قبل أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة علي حد سواء ..ومن تلك المفردات عبارة ( الفصل السابع ) ..فقد سجلته بالكامل لميثاق الأمم المتحدة التي لا نعلم عنه شيئاً باستثناء الفصل السادسس والفصل السابع .. والأخير ارتبط بالويل والثبور وعظائم الأمور وصار مرفوضاً من الجميع من كوريا الشمالية إلي السودان ..الجميع غاضبون من الفصل السابع ولا يحتملون حتي سيرته علي الألسن وبالمقابل تُعتبر في نظر الدول الغربية العبارة المفضلة والنغم المحبب للأسماع وتعشقه أمريكا لدرجة الهوس وتترنم به كونداليزا رايس المرأة الأشهر في الألفية الثالثة وكأنه إحدي أغنيات( بوب مارلي) ..ماله الفصل السابع ؟! ..تأملوه في السلم التعليمي ..إنه الفصل الذي تتشكل فيه شخصية التلميذ وتجعله يفكر في الثانوي العالي ولبس الكاكي الجميل ..وهو السنة التي يصير فيها للتلميذ رأي محترم ..تأخذ الأسرة رأيه قبل الخروج لزيارة الأهل بمن تكون البداية ؟ وقد يكون رأيه الراي الحاسم ..وفي الفصل السابع يبدأ التلميذ في قرض الشعر والشعور بالحب وتصفيف شعره علي طريقة المارينز الذين لا يعلم عنهم شيئاً باستثناء تسريحة شعرهم وليته علم وكذلك لبس الجينز والهدفون وقد يغني بصوت عالٍ داخل الحمام ..والفصل السابع في عالم الثقافة جزء من تبويب الكتاب الذي عادة ما يقسم لفصول ..لكن الإعلام حجب كل هذه الوظائف عنه وجعله مرفوضاً ومنبوذاً وسط الشعوب ..والمفردة الثانية التي شوه الإعلام سمعتها عبارة ( أجنده خاصه ) ..أيهما ترفضون ..الأجنده أم الخصوصية ..وكلمة ( أجندة ) ضيفه علي اللغة العربية ..أعجمي لا تلعب به .. وهي تدعو لأن تكون لديك مفكرة خاصة تدون فيها مشاريعك ومواعيدك وأرقام الهاتف التي تخص أصدقاءك وأحياناً مذكراتك الخاصة ..ونسبتها أيضاّ لل(خفية) لإثبات صلتها بالعقلية التآمرية ..أما المفردة الثالثة فهي مفردة ( فعاليات ) وتوابعها من المعرض المصاحب وقص الشريط التقليدي ..فعاليات في الأندية والمراكز الثقافية والمنتديات حتي فقدت سحرها وأناقتها بسبب التكرار المملّ لها ..والمسكينة لا ناقة لها ولا جمل في هذا التوظيف القسري والزج بها في كل نشاط حتي أصبحت مألوفة للجميع بعد أن كانت واحدة من المفردات التي يتبادلها المثقفاتية في حواراتهم مع الصحف لإثبات المواكبة والمعاصرة ..ولعل أكثر مفردة يتم الزج بها دون موافقتها في ثنايا نشرات الأخبار هي المفردة ( هذا ) ..يقول ليك استقبل السيد وزير كذا بمكتنبه سفير دولة كذا هذا وقد تناول اللقاء بالبحث تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين في وقت تشهد فيه تلك العلاقات تردي مخيف لا سابق له ..وتجد ( هذا ) نفسها بلا هوية ولا تصريف وسط الجملة وكان الأجدر بها الوقوف خارج النص ولكن ماذا عساها أن تفعل وكل من يطلب منه صياغة خبر أو تعليق يزج بها.. وفي مرات عديدة يتوقف عندها المذيع( ليجبد) نفسه قليلاً وفي هذه الحالة تخرج فخيمة ممدودة بجرس أشبه ب( هاذاا ) وتتعرض عبارات أخري ولكن بوتيرة أقل مثل ( جدير بالذكر ) و (تجدر الإشارة ) ..و( من ناحية أخري ) والمفردة التي لم يتم الإتفاق حتي اليوم علي معناها صديقتنا العزيزة ( لا سيما ) والبعض يفضلها ( سيما ) وهي غير ( سيما ) ذلك النوع من حلوي الأطفال ..فيا عزيزي الفاضل تستطيع أن تقتني ( أجندة ) العام 2007 لتسجل عليها ( فعاليات ) الأسرة والجيران ..( هذاا ) إن لم يكن لديك مانع ودمتم .
أجنده خاصه
عبدالغني خلف الله
* من أرشيف كتاباتي الصحفية .