أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 30

الموضوع: الإبحار في عالم الكاتب محمد رامي

  1. #11
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي س 5

    س 5


    أستاذي القدير / محمد رامي
    اسعد الله أيامكم بالخير
    دائما عندما نفكر تخترق ذهن الإنسان كلمة جديدة , يحاول البحث عن معناها ، وإدراك قيمتها اللفظية ..
    لا احد منا ينكر أن العقل الإنساني هو استقبال وانتباه وإدراك ..
    ودرجات الاستقبال والانتباه لدى كل فرد منا تختلف عن الآخر بمقدار الاختلاف في الطبائع , والاختلاف في مدى الحساسية بالكلمة وتحريفها وتصريفها .
    بلا شك هو نفسه الاختلاف في استقبال الكلمة والانتباه لمعناها وإدراك خلفياتها ، ودرجات الاختلاف متباينة بين فرد وآخر , ولكنها تجد لدى المفكر أو المبدع صدى أعمق وحساسية أقوى .
    وقد تخلق لدى المبدع حالة من حالات الإبداع .
    وهذا ما يحدث لكثير ممن يحسون بقيمة الكلمة أن الكلمة إن كانت تخلق شعرا أو نثرا .
    ومن هنا وجد الشاعر , ووجد الروائي , كما وجد المتذوق للكلمة أيا كان ناقدا أو صحفيا أو معلقا ..

    ولكن اهتمام كل هؤلاء بقيمة اللفظ ومعناه , يختلف باختلاف مدى الحساسية ومحتوياتها النفسية . ما شدني اليوم هو ما وصلنا إليه وأصبح محورا منشوداً دون أن ندرك أو نعرف صحته وأبعاده النثر الشعري .
    أن قصيدة النثر الشعري الحقيقية تلك التي تكد من اجل صنع لغتها الخاصة بها أو بشاعرها فحين تقرا لشاعر نصاً نثريا أصيل تبقى لغته عالقة في ذاكرتنا . فستجد اللغة نفسها قد تبتعد قليلا عن محورها وصراطها ولكن سحرها كامن فيها و مميز لها بسياق نثري خاص أو نثر شعري حر خاص
    وما أعقب ذلك من مُراهنات على الغدِ الذي نقف فيه الآن بين النثر كإبداع والشعر كبحر وما الازدواجية المطروحة الآن فيما سميَ اليوم بالنثر الشعري
    بعضنا يعرفُ أن انطلاقة قصيدة النثر لم تكن من أرضٍ عربية
    وأنا لا ألغي ولا أقدم صكوك الإبداع ولكن أريد فقط أن نعرف أن هناك عبث في الساحة الشعرية يجب أن يتوقف
    وهذا العبث هو محاولة قتل ما لا يقتل

    سؤال أستاذي القدير / محمد رامي..

    دائما مرددين ذات اللغة.. وذات التساؤل عن أي قصيدة النثر الشعري يتحدثون وإلى أي مدى استطاع كاتبنا اختراق هذا الفن الأدبي ؟؟
    * * *

  2. #12
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    ندى وبهاء وروعة
    متابعون لألق النص وغدق تدفق الحس
    وروعة البيان

    دمتما مبدعين
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #13
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي ج 5

    ج 5


    سيدتي

    جولة أخرى في عالم الخاطرة .. فقد استحوذ ني هذا العلم بكل جدارة ، وأسرى لي بكل مقتنياته الأدبية ، فاتجهت إلى طرح كل ما لدي بشكل يلفت الأنظار ، كي يتلقفه كل من يود المعرفة والحصول على المعنى و مردوده بسهولة ويسر ، على أن يكون الموضوع بقالب مثير جداً ، فاتخذت من النثر الشعري صورة للعرض دون ان أتسبب في تشويه المعنى في العرض .. لأكون في بيان مستقل يبرز مكامن الغاية من الطرح المقصود ، وفي نيتي أن انقل للجميع ما ادخره من صور شتى بتغليف قل ما يعرض في الخاطرة . لان مفهوم الخاطرة في يومنا هذا وبعد انتشار العرض على الشبكة العنكبوتية صار ينحصر على إبراز المشاعر الجياشة وتبادل الرسائل العاطفية المشحونة بالأشواق والأحاسيس الفاتنة .
    هنا أصبحت الخاطرة ذاتية المعنى بحروف منمقة لا تعرف سوى التعبير الشخصي ، وهذا الأسلوب مرفوض قطعاَ ، لأنها خرجت عن كونها فناً أدبيا وانتقلت إلى عرض الرسائل الخصوصية المتبادلة ، وهذا لا يعني للقارئ بشيء ، إذ وجدت لتؤدي غرضا ذاتيا للوصول إلى غاية محددة .

    وهنا أقدم هذا النوع من الخواطر ذات النص النثري لتقييم السلوك الفردي

    أمسية

    لأول مرة أجد نفسي مشدوداً إلى حوار شامل . ولأول مرة أدع القلم تحت تأثير لاإرادي ، وبدافع وجداني ، ليتكلم ، وينطق بصراحة ، ولم أكن مثل هؤلاء الذين يستخدمون العبارات التقليدية ، لينطلقوا من عالم الوهم ، إلى عالم الحقيقة ، وتشدو أحاسيسهم لتصل إلى حد الوصف الكلاسيكي ، وإنما دوماً أحصر كلماتي في عالم البحث الوجداني ، وينطلق شبح الإنسانية من أعماقي ، لأصرخ، وأنا عاجز عن الصراخ ، فأحبو نحو الحقيقة بكل إصرار وتأكيد .
    لم يكن بودي أن أتوقع ما سمعت ، ولم أتوقع أن تأخذ المناقشة حيويتها ، بهذا الشكل الصريح . فلا يؤلمني ، ولا يعجزني عن الرد سوى الوضع الذي نحن فيه ، حاولت مراراً أن أجعل الحديث يجري وفق نهج جديد ، ويأخذ من الجدية قسطاً ، وندع ما نريد إلى وقت آخر . لكن إصرارك جعلني عاجزاً أمامك ، ولم أطمح إلى مزيد من التعليق ، وتركت الماء ينساب فوق صفحة المناقشة ، كما تركت المجال لغيري يتكلم بوضوح ، لأعرف كل شيء قبل أن أجيب .
    تأملت وجهك ، ونظرت فيه بعين الثقة والاعتزاز ، عسى أن تجدي فيها رداً ، أو تعللي سبب صمتي .لكن وجدت في عنادك ، وإصرارك قوة خفية تشدني إلى أجعل تساؤلك غاية أبحث عنها في المجهول ، دون الدخول في أي مناقشة .
    إنك في نظري أجمل أنثى ، وأعمق إحساساً ، وخاصة في حواري الأخير معك ، إذ تحولت كل كلمة إلى شعاع ينفذ إلى أعماقي ، ليحرق إرادتي ، ويجعلني عاجزاً عن الرد ، وفي موقفي هذا مزيد من التفاصيل الثانوية ، لأنك بلا شك ، لابد أن تراودك أشياء أو أفكار توضح ذلك . لقد وجدت فيك ما يجعلني أقلق على نفسي منك ، وان أغوص في أعماق البحر الذي كنت أخشى الاقتراب من ، فإذا بك تجعلين مني إنساناً لا يستطيع أن يقدر أبعاد مشاعره .
    درجت على معاملة أي فتاة أن تكون صريحة معي ، وعم وجود حواجز تعيق تفاهمنا ، وليس مجاملة ، وإنما كأسلوب خاص يجعل من تدريس المادة الصعبة والمعقدة ، مادة سلسة ، يتفهمها الجميع بكل بساطة ن مهما كانت الوسيلة التي أستخدمها ولو كانت على حساب راحتي ، شريطة أن تكون طريقة نهجي إيجابية بكل ما فيها .
    إذا كنت أنفث بذور الأمل في نفوسهن ،لتحقيق أفضل النتائج ، ليس معناه أن أتحمل مسؤولية تصرفاتهن .
    كيف أرد على تساؤلهن ، وكيف أعبر عن موقفي منهن ، لابد من أن اجعل الأيام القادمة عزاء لهن في كل شيء ، حتى لا يتورطن في أكثر مما هن فيه .
    إنني إنسان يبحث عن الفضيلة في مجتمع مليء بالضغائن والأحقاد ، لأصل إلى قمة المجد والشهرة وأستخدم كل إمكانياتي في مجابهة كل ضعف ، لأحقق النجاح بشتى الوسائل الصحيحة . وأجد الفتاة لا تقوى على مصارعة الخطوب ، فترمي بنفسها في أحلام وأوهام ، وبإحساس أني أفعل ذلك من أجلها . لكن سرعان ما تصحو من غفلتها ، وتعود إلى صوابها ، وتحقق النجاح ، وتسمو نحو مستقبل مشرق .

    أما الخاطرة كما سبق وان قلت هي فن أدبي يقدم فحوى هواجس إنسانية ،
    تصور أبعاد الحياة حسب رؤية الكاتب بطرح أنيق وتعبير جميل .
    فيها تكون الرؤيا عامة ، والغاية منها توضيح موقف ما ، أو حالة يجب الاطلاع على خفاياها ، والوصول إلى ابعد مدى في استقرائها .
    الخاطرة علم واسع الانتشار ، ومساحته غير محددة ، ولا تخضع لقيود الفنون الأدبية ، مثل القصة والمسرحية والمقالة . إذ تغطي اكبر مساحة أبجدية في عالم الأدب دون قيد أو شرط . لكن يجب أن تكون هادفة ، تحقق وضوح الرؤيا عند طرح أي حالة .

    وهنا كتبت :

    نهاية صمت
    حين عانقتك000عانقت سحب السماء0

    حين قبلتك 000ابتسم العالم لي

    عندما تعانقت أكفنا ، تبلورت قطرات الندى ، وزادت من جمال الربيع 0
    عندما التقت أعيننا ، بدأ الشلال يغني

    عندما تكلمت000 تكلم الحب000وانتهت قصة الكراهية

    هكذا كانت تقول لي أغاني الربيع0
    * * *
    انتهت قصة الأيام ، وانتهت معها رسالة طويلة لأخط بدلاً عنها رواية القدر ، وأسطورة الزمن التي عاشت دهراً تعتصر قلبي وتشدني إلى الحياة
    تكلمت كثيراً
    تكلمت عن الحياة 000 عن الربيع 000 عن الأزهار 000 عن الطيور 000عن000 واستدرجت قلمي لأبحث في أعماقي عن سطورٍ فيها شيئاً يواسي ألمي ، ويشفي جراحي ،فلم أجد سوى ألماً يضني ، وجراحاً يدمي 0
    * * *
    لماذا ؟
    لماذا لم تتكلمي آنذاك ؟ !000 عندما سألتك يوماً 000 أن !000 فلم تجيبي
    عندما عانقتك شعرت بضيقٍ يقضي مضجعك 0
    عندما اهتزت أصابعي تراقص خصلات شعرك ، ارتعدت أوصالك0
    عندما راحت أكفي تبحث عن الدفء ، لتضمك إلى صدري 000تألمت صرخت000 انهالت دموعك … هربت من واقعك 0
    * * *
    أين كانت تلك الملائكة التي رقصت في عرس الحياة ؟..
    أين النجوم التي أضاءت قلبك ؟..
    أين السماء التي ابتسمت لك ؟..
    كل ذلك كان يقيناً ، وحقيقة 000 وأنا أعمى ، أصم 0
    لماذا ؟ 000
    لماذا تكلمي النجوم ؟000 وتنادي الملائكة
    لماذا لم أحضر زفاف الأحلام ؟
    * * *
    ترى!!!هل انسكبت المحبرة فوق صفحات الحب لتمحوها0 من الذي وضعها فوق دفاتري ، فوق أشعاري، من الذي أراد الانتقام من حبي ؟00 من قلبي و دموعي ، وتركني أُُرى ولا أًََرى000 هذه مذكرتي قالت الكثير ، وأقلامي حطت فوق صفحاتي ، ليغطيها المداد بظلام ، وينهي قصتنا0
    * * *
    نعم 000لنبدأ من جديد ،نسطر رواية فيها الكثير ، بعد أن كنا نسمع عن الحب ولا نعرفه ،نحكي عنه في الظلام ،ولا نجرؤ على الإفصاح به، نقول لهم ولا نسمعهم ، نتحدى والسر دفين أعماقنا0 متى يخرج إلي عالم النور ؟000 وتصبح الأحلام حقيقة 0 ونسمع قصيدة اللآلئ،وأنشودة العناق، ونتدثر بالأماني ،ونعبر جسر الضياع ، ونبتسم للطبيعة ،وتحكي الأيام قصتنا 0 نعم ننطلق إلى الحياة 000 بعد أن يحكم القدر علينا بالفراق ، بعد أن تندثر قصة الحب في أعماقنا ، وتموت قبل ميلادها، وتتلاشى الأحرف في حناجرنا 0
    نعم 000نعم .
    * * *


    الخاطرة بحد ذاتها أناقة الكاتب الأدبية ، وثمرة جهد فكري مميز ، ولوحة فاتنة تعددت ألوانها ، كأنها زهور منوعة في روض زاخر بالجمال ، فانتقلت الخاطر من نص نثري إلى تثر شعري ، جمع بين اللحن الشعري والكلام السلس الخفيف .. فأعطت ملامح جديدة للخاطرة من حيث الشكل ، والتنوع الأدبي .
    وهذا مثال عن الخاطرة ذات النص النثري:

    الكبرياء
    زهرة خرجت من كمها تواً، بسطت تويجاتها مهدا تتربع عليها نحلات ظمأى إلى رحيق الحب ، وتحوم في سمائها فراشات السعادة ، بألوانها الزاهية ، مبتهجة ، فرحة …
    إنها في ربيعها السابع عشر ، تسير وسط الزحام ، لتشق طريق الأمل ، وتحطم إناء الحقد ، وتشرب كأس مرحلة جديدة من مراحل حياتها .
    كبرياء الأنثى وجد من صفحة وجهها ساحة يفرض فيها وجوده ، وطغى على ابتسامتها ، وحولها إلى جدول عذب ، ينبع من شفاه الحياة ، يصعب على المرء مناله ، وينساب منه الماء حالماً ، عذباً ، سلسبيلاً .
    كبرياؤها جعل منها صورة بعيدة عن متناول أيدي البشر ، فتستعر نظرتها ، وتلظي الأرواح ، وتتحول إلى لهيب يحرق الأنفاس .
    كم من روح هامت حولها … كم من نفس دنت منها … وهي في كبريائها تحطم الأماني ، وتزيد من شظى اللهيب المحرق ، فتحولت نظرتها من واقعها إلى عالم الخيال و الحلم ، وأسرفت في كبريائها حتى وصلت إلى قمة الغرور .
    إذا قطعت صمت الحياة في حوار معها ، وجدت منهلاً تستسيغ مآقيه ، وتستعذب ماؤه . ولو تركتها في وحدتها ، وجدتها فراشة تتهادى في سماء الرفعة والإنسانية .

    لا تتعجل الأماني ، ولا تحث الخطى ، لتصبو إلى إرادة الكبرياء … إنها تنفث السم في طريق عدوها ،كي لا يقترب منها ، وتسير ثابتة الخطى … جريئة … متحدية … لا يضعفها واهي .
    وتعود أدراجها إلى سكون الصمت ، لأقطع عليها وحدتها فأجد متناقضات الحياة … تنكر عليها صورتها حديثها ، كما ينكر عليها حديثها صورتها … فلا تتعجب إنها تذهلك إذا تحدثت إليها ، فلا تجد سوى فتاة تشع من عيونها الرقة والحنان ، وتضيء بكلماتها ظلام اليأس ، وتعيد إليك الحياة مثقلة بالأماني التي فقدتها ، وأحرقتها كبرياء النفس ، وعلوها .
    لا يمكن أن تذلها الصعاب ، تطعن اليأس بسهم ثاقب ، لتسمو فوق إرادة الجميع ، . جعلوا منها حكاية ، وقصة ، ونعوها بحديثهم ، إذ تخطو حدود الجرأة ، ووضعوها على هاوية الخطيئة ، وتداولوا اسمها ليجعلوها سلوى حديثهم ، اتهموها ولكن ************لم يجددوا إليها سبيلاً … حنقاً ، وغضباً أشعل في رؤوسهم ثورة الحقد ، وأعادوا الكرة بثوب جديد ، وأسلوب وقح ، وإخراج دنيء ، ولم يأبهوا إلى تقاليدها وعاداتها وأخلاقها.وتطاولوا في جرأتهم ، ليطلقوا في الفضاء زفيراً ، أحرقهم زمناً . وهي ملاكاً يسير على الأرض يقص رؤوس هؤلاء ، ويدعهم في حالة من اليأس بغيضة على نفوسهم ، وقد أذلهم السؤال ، واحتقروا ذاتهم أمام عظمة كبريائها ، وشموخها .
    وهذا مثال آخر عن النثر الشعري :

    زهــــرة في... روض
    دخلت روضي عند الصباح
    احمل بيدي ... عصا متكئي
    لأستعين بها عند الحاجة ... أو التعب
    وأسري بها ...
    بين أشجار اللوز والعنب
    وأقرا ...
    ما كتب على الأوراق من شجن
    وأشتم عبير الزهر بلا ملل
    وأقطف وردة بلون الأرجوان
    لتزين محبو بتي صدرها عند الغسق
    وأجول بناظري في كل مكان
    فأرى طيفها يداعب الأجفان
    وتتمايل الأغصان لتحنو لها
    ثمرا تتلذذ بحلو المذاق
    من خوخ وعناب
    والتين طاب أكله
    في صفحة يزينها الدر والمرجان
    واسمع همسها من بعيد
    تسأل ؟...
    أين عاشق الورد والأزهار ؟...
    هل أقطف منها وردة ؟...
    أم ؟.!.... تراك تهديها لي عند المساء
    أزين بها شعري الحريري
    وأتعطر بعطرها ... كلما أردت لقائي
    دنوت منها .... متأملا !......
    سبحان الخالق الرحمن !....
    بدراً أنار الروض ليلا
    وشمسا توهجت لتضيء المكان
    وأبرق شهب من عينيها
    ليلهب قلب العاشق الولهان
    وما أن مددت يدي مصافحا
    حتى ألهبت بطلعتها نار الوجدان
    جمرا ...سعيرا .... يحرق الأبدان
    رويدك ...
    أنا في حومة العشق ضعيف
    أدميت جرحي بعد طول النزال
    وسلبت مني العقل والقرار
    وباحت بسر الهوى
    لعاشق امتطى صهوة الكتمان
    ونادت : ......
    أيا قلب ......
    إني في هواه نائحة
    فهل من مجيب لينقذ آهاتي ؟....
    دونــــــه ... والأيام خالية
    من أنيس ... وحديث فيه هيامي
    ما أشرقت شمس يوم إلا فيه ذكراه
    ونور وجهه ضياء
    يبهج النفس عند الأحزان
    وامتشقت قامته في تحد
    ليرى كل قاص ٍ .... ودان ِ ....
    في حبه عنفوان الرجولة
    لا يرضى الذل والهوان
    من حاول سلب حقوقه
    كان له بالمرصاد
    أشعل الدنيا ... بنار الغيرة
    وفجر براكين الثأر بكل خوان
    وتكون عصاه خير عنوان
    إذا جار الزمان على حبه
    كان له الحامي من رجس الأشرار
    ويمسح على جبيني بقبلة
    تعيد لي الروح من هول الزمان
    وافترش الأرض من زهر الربيع
    ألوانا ... وعبيراً فواح
    لتنسل إليها روحه
    بعد عناء
    ويستقر به المقام
    وأقدم له كل طيب
    فيه غذاء الروح للأبدان
    وتسري بين أوصاله
    آهة عشق فيها كل مراد
    وتتناثر الحروف فوق سطوره
    تحكي مار أته عيون الأنام ...
    من هجر ...
    وصد ..
    وغربة الأحباب .

    تجلت الأمور عند العارض وأصبحت منسجمة مع تطلعاته ، لتجعل من مجريات الأحداث اليومية ، مادة مستساغة ، تحمل بين طياتها عناوين متعددة ، ومتشعبة في أعماق الفكر الوجداني ، لبيان الرأي والرغبة في العرض ، تشمل كل شيء مرتبط بالحياة الإنسانية .. من تطلعات اجتماعية، أو تربوية ، أو قومية ، أو عاطفية .. فكلها نقاط أساسية ارتكز عليها بناء الخاطرة في شقيها النص النثري ، أو النثر الشعري .
    بدون استئذان
    وقفت بالباب شاحبة ...
    قرعت جرس الإنذار ...
    أشعلت جذوة الأحزان في نفسها يأس الكتمان ...
    وتذكرت سطور أيام فيها حب الحياة ...
    وتراقصت دمى الخيال في ساحة الإهمال ...
    تركوها نُهبةً بين أيدي الاستغلال ...
    هجرت كل ما يملكه الغلمان ...
    وحملت معها أهوال الذل والهوان ...
    سارت قي طريق كله أشواك ...
    تبعثرت الكلمات على الأفواه ...
    فقدت كل معاني الحياة ...
    التوى عود الخيزران من شدة الإدمان ...
    لكنه عاد وارتد منذراً بالخلاص ...
    أهملوها ...
    اشتعلت فيها النيران ...
    فكان اليم مرتعها ، وقاع البحر مرقدها ...
    سلبوها كل سبل الأمان ...
    فاستل الموت إلى داخل الجدار ...
    وغافلتها الأمواج ، فشربت ماء البحر دون استئذان ...
    طفل رضيع ....
    أم حامل ...
    شيخ كبير ...
    شاب يرفع صولجان الإقدام ...
    في لحظة سلبوا الحياة ...
    وعلى الشط ننتظر المآل ...
    هل بعودة بعد الفناء ...
    أم تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...
    غادرونا ...
    ونحن ننتظر اللقاء ...
    وسمعنا آهة الموت تحت الماء ...
    احتضرنا الأرواح في السماء ...
    لنسمع صدى الأحبة في الجنان ...
    بوركت يا سماء باحتضان الشهداء ...

    فلا غرابة إذاً أن نجد أمامنا ساحة وافرة تفيض بكل هاتيك العروض ذات المردود المفيد . وعندها يكون انتشار الخاطرة بلا حدود ، يتناوله الكل بدون استثناء ، ولا يقتصر على ذاتية الرؤيا ، أو التفرد بالغرض ، وتصلح لكل زمان ومكان . فمثلا ما قد يكتب اليوم قد نجده منسجما ومرتبطا بمقومات العمل بعد عدة أعوام ، وما كتب من زمن نجده اليوم متلازما مع مجريات الواقع في يومنا هذا . . وكأنه كتب الآن وللحالة الآنية التي نعيشها .
    هنا تكون الخاطرة قد أدت دورها الكامل وسرعة انتشارها ، ومدى تقبلها أو رفضها من قبل المتلقي .
    وأخيرا أهيب بحسن الظن ممن يودون كتابة الخاطرة أن ينهجوا الصواب ، وعدم الاسترسال في إبراز المشاعر الخاصة جداً والهموم المتعثرة بلا فائدة ، ولتكن الخاطرة سفير الكلمة ، والرأي ، والصورة الصادقة لمجريات الحياة ، سلباً أو إيجاباً . وتكون رمز رسالتنا الأدبية ، وعلومنا الإنسانية ، وان نتقلد الحرف الواضح السلس ، لتأدية الغرض الذي وجدت من اجله الخاطرة .


    طفلة .....
    ما أن سمعت صوتها ، ورأيت صورتها ، حتى اخترقت سهامها أوداج قلبي ، وأشعلت نيران وجداني بنظرة لم أستطيع أن أقاوم سعيرها . نادتني بصوت رخيم وهمس شجي ، لأحمل معها طيات السفر البعيد ، وأخفف عنها عبء المسير ، وأنفض عنها غبار الطريق .
    طفلة ...
    درجت كالعصفور تزقزق فوق الشجر .
    تشرب من ماء المطر .
    تأكل من زاد السمر .
    تحلم بصدر يضمها وقت السحر .
    طفلة ...
    عاشت دهراً بين الحفر .
    تلعق التراب والحجر .
    وتستنشق هواء السفر .
    وتعدو نحو القدر .
    طفلة ...
    زاد طولها ، ونما عودها ، وأصبحت أكبر .

    * * *
    حملت أثقال الدهر بمعاناة الضمير ، وأسرفت في تذليل نفسها أمام غدر الزمن ، وحصدت رواسب الخطيئة ، وارتعدت أوصالها عند المحن ، وجافاها النوم ، وسكن الأرق هواجسها . وهاهي اليوم تنشد البراءة من مخلفات الأيام ، وتحاول تحقيق ذاتها فوق سطور الأمان . وبدأت ترتشف كأس الأمل , ونامت على صدر المحبة والحنان .
    إن ذلك لا يكفي إلا إذا تمردت على كل ما يربطها بالماضي ، وتسمو فوق أنانيتها ، وتحقق غاية الصفاء والنقاء . ليتها تعي ما يدور في الخفاء ... ليتها تثير في نفسها مداخلات العقل والقلب ، وتفسر جميع مقتضيات المستقبل بكل إصرار .
    لا يكفي أن تحجب ذاتها عن الخطأ . بل تصقل أفكارها ، وترتب مسار تصرفاتها .
    إن الطريق طويل جداً ، شاق وصعب ، وبدافع الغيرة على المستقبل ، ونجاح مسيرة الحياة . يجب أن تحقق غاية الطموح ، والابتعاد عن النزوات التي تربط مسالك الوهم والحقيقة .، والآتي بالماضي . وتنسى ما حصدته الأيام ، وإدراك حقيقة الخطأ الجسيم الذي اقترفته ، وإبعاده عن مسار الطمأنينة ، والحياة الكريمة .
    فأهلاً بالآتي بين أحضان الكرامة ، وبين جوانب الأمان والاستقرار ، تظلله سواعد الخير والأمل ، فكوني مهبط الأحلام ، وسيدة الأخلاق ... فصبراً... صبراً... إنها الأيام .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد رامي ; 27-01-2011 الساعة 04:20 PM

  4. #14
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي س 6

    س 6


    قد تطرقت في ردكم أستاذي إن الخاطرة أخذت طريقها في كتاباتك إلى عدة محاور وذكرتها في ردك على النحو الآتي:
    تجلت الأمور عند العارض وأصبحت منسجمة مع تطلعاته ، لتجعل من مجريات الأحداث اليومية ، مادة مستساغة ، تحمل بين طياتها عناوين متعددة ، ومتشعبة في أعماق الفكر الوجداني ، لبيان الرأي والرغبة في العرض ، تشمل كل شيء مرتبط بالحياة الإنسانية .. من تطلعات اجتماعية، أو تربوية، أو قومية، أو عاطفية.. فكلها نقاط أساسية ارتكز عليها بناء الخاطرة في شقيها النص النثري ، أو النثر الشعري .
    إذا أستاذي يحتاج الأمر الوقوف وقفات تأمل طويلة ليستبين المنهج في المنحى المطلوب
    فالكاتب مطالب.. بمراعاةذائقة المتلقي..وما يرصعها من فضاء حضاري؛ وخلفية ثقافية .. وإلا يجد نفسه يغردخارج سرب الشعور الجمعي..الكتابة ليست مهنة كما يدّعي الآخرون إنها تجربة حياة نقاوم أمواجها في خضم مسيرتنا الأدبية وقد تكون فن
    عندما تعكس مرآة ذاتك على الورق وقد تكون إبداع عندما تلتحف هامات الحروف لتصنع عالم ينبض بالحياة
    فلا نكتفي بصف الحروف وتلوين اللوحات ومايحمله ذلك من تضليل وتزييف بمعنى الكلمة لأنّ ذلك يعتبر
    خيانة إذا أردنا من ورائها استخدامها كوسيلة رخيصة لبلوغ هدف ساقط فقط ...فالكاتب الناجح عليه أنْ يتوخى الحذر في إبلاغ رسالته واحترامه للقلمً وأن يخاف الله
    استاذي القدير/ محمد رامي

    لدى كل مبدع عملية خلق، ولديه أدواته الخاصة التي يخرج بها عمله الأدبي, فما دورك سيدي ككاتب وأديب على المستوى الأدبي ؟

  5. #15
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    تبعا لما سبق .. ومواكبة للطروح التي أوردتها .. وردا على تساؤلك
    وجدت أن فن الخاطرة لا يختلف عن فن المقال في طرح الفكرة ومعالجتها بحس وجداني ، لأنها تعطينا المساحة الكافية لتثبيت أبعاد العمل بأناقة وجمال ، بأسلوب سلس وجذاب.
    من هنا كان للخاطرة دورا فعالا في معالجة كل القضايا التي تتبناها الخاطرة . ومهما كانت القضية شائكة فإنها تجد لها متنفسا في حسن اختيار الكلمة وتكوين العبارة ، فما من قضية حياتية مهما كان هدفها إلا وتجد نصيبها الوافر في تكوين العمل النثري النصي أو الشعري.
    فاختلاط المفاهيم الغامضة لا تعطي النص وضوحا يتلاءم مع وقع الحدث . لذا وجب علينا الانصياع وراء الفكرة لتعطي المردود الذي وجدت من اجله .
    إن المساحة الإيديولوجية للحياة مليئة بمكونات الحدث ، لذا يتوجب علينا أن نبحث .. ونفتش بين خبايا المجهول منها ، ونعرضه بصورة مفيدة . دون أن نتوه في بحر التوقعات ، والاستنتاجات ، والتخمين .
    الفرص موجودة .. والفكرة موجودة .. وأبجديات اللغة العربية مؤهلة لتحررها من مكانها .. وتجعل منها مادة لغوية بالدرجة الأولى ، وعملا فيه الفائدة بمدلوليته العملية ، لكن إذا استطعنا أن نضع الكلمة في ميزان البحث والتفكير ، وعدم الاسترسال في الكلام بدون فائدة ترجى . عندها يكون قوام الخاطرة منهجيا وصحيحا .
    لاحظت في الآونة الأخيرة ، أن ترجمان العمل النثري لا يستند على الصول الأداء الصحيح ، فأصبحت الخاطرة تعبيرا عن ملابسات وجدانية خاصة كان حب الأثرة واضح فيها لا يتخللها أي فكرة مفيدة . وهذا يجعل من النص النثري أو الشعري رسالة من وإلى كما أوردت سابقا َ.


    هنا أتوقف قليلا مع منثورة نصية بعنوان :

    لقاء جديد

    يوماً بعد يوم تتجدد حوادث المعرفة ، ويعيش القلم مع مذكرات جديدة ، ليحكي كل ما يطويه الدهر ، فينتقل بالعقل من مجال العمل الذاتي ، إلى لقاءات أخرى عديدة ، متتابعة إثر أي منطلق في التفكير ، فتعود الفكرة إلى حقل المناقشة والحوار ، وتجد دليلاً يوضح جميع غوامض الأمور .
    عندما يخلو الإنسان مع ذاته ، يشارك وحدته صورة واقعية عن ماضيه ، يجدها في مذ كرته الخاصة ، وقد تركت أ ثراً واضحاً ، يعبر عن مدى تقدمه في كافة المجالات ، وخاصة حول توسيع نطاق تفكيره ، ووصوله إلى أبعادٍ حقيقية كانت أوهاماً ، أو أحلاماً بحد ذاتها ، أو أنها أملاً يرسم خطى المستقبل ، فيجدها مجسدة ‘ بعيدة عن كل الشكوك ، والأوهام ، خالية من الأطر البراقة ، التي تجذب إليها النفس ، وتبعث الروح من عالم الخيال إلى الأمل ، وتدرك مدى صلتها بالواقع ، بعد الإعداد لها منذ البعيد ، والاستعداد لعوامل جديدة ، تربط الماضي والمستقبل ، بنواة الحاضر التي اكتسبها من مرونة التفكير ، وعمقه ، فيسمح لذاته أن تدرك أبعاد الماضي بكل ما فيه من مشاق ، وصعاب … من ارتياح ، وسعادة … وقسوة الحياة ، ولينها … حتى يحصل على قدر كبير من معاني الثقة للكيان النفسي الذي فقده في فترة من حياته ، بين التفكير والتخطيط …الذكرى والأمل … التحقيق والغاية … التساؤل والقناعة … المعنى والشكل … الجد والخمول .ليتابع الدهر دورته ، ويأخذ كأساً أخرى يرتشف فيها آخر ما يمكن إعطاؤه للأيام من تجارب الحياة – حلوها ومرها – وتزيد صفحات الذكرى صفحة جديدة ، فيها الحقيقة والخيال … الحب والأحلام … العمل والكفاح
    .
    * * *

    لم تكن الخاطرة حكرا على مسلك واحد كما نلاحظ احتكار الخاطرة للمشاعر العاطفية فقط ، فالكل مشدود للتعبير عن عواطفه وأشواقه ، بكلمات منمقة ، وجميلة ، تثير في النفس شهوة الانفعال العاطفي بدون قيد أو شرط . فأصبح الهيام والغرام من مدلولات النثر الشعري ، لوحة جميلة .. براقة .. تسلب الألباب بدون سابق إنذار باستخدام أجمل العبارات المشوقة ، والتي لا تعني الآخرين بشيء . سوى العبث بمشاعرهم .
    بمقدورنا أن نسخر النص لعرض قضية ، أو مشكلة ، أو حدث يتضمنه بحكمة العقل ، وحسن الأداء .

    وهنا اذكر مثلا على ذلك بعنوان :
    زهرة تكللت بالسواد

    ليلة الأمس جافاني النوم
    وأرقتني الأفكار
    لصوت فيه نبرة الإرهاق
    وعيون كحلتها الدموع
    وشفاه نسيت الابتسام
    إنها زهرة تكللت بالسواد
    وذبلت قبل الأوان من العطش للمسرات
    أدمتها جراحات الأيام فيئست
    لأنها لم تعد تقوى على الاحتمال
    غربة
    ويتم
    وقهر فاق كل التصورات
    تعجلتها الهموم من صغر
    واحتوتها كل الأحزان
    هيهات أن تجد مفرا من غربة
    فانصاعت لأمر كله بهتان
    وكأن الأرض ضاقت بها
    فحطت رحالها بعيدا عن الأهل والأحباب
    * * *تلقفتها عصافير الرياض
    من كنار وبلبل صداح
    زهرة في باقة من النرجس والريحان
    أحاطوها بحب ورعاية
    ولثموا على خدودها الجلنار
    لكنها أبت إلا أن تسترسل في الأحزان
    وتعللت بان الفرح صعب المنال
    لا تسوقك الأوهام
    انظري حولك فالكل يعاني من فقدان أعز الأحباب
    إن الحياة مديدة وشعارها الحب والتفاني
    وبين تواتر الأيام تكمن الأفراح والمسرات
    ما كنت وحيدة يوما
    ولكن السواد في الرؤيا طغى على الأحلام
    رويدك يا عاشقة اليأس
    فتمهلي
    واهجري الماضي فأنت في عز الشباب
    فلا تيأسي .. فان البقاء للواحد القهار
    إن الحياة حلوة فلا تخسريها
    وكوني عونا لنفسك على الأوهام
    وتشبثي برؤيا الضياء
    فإنها تنير القلب والوجدان
    وتصحح كل المسارات
    اليوم غربة .. وكربة
    لكن فرج الله قريب
    وما من مؤمن إلا سبقك إلى الامتحان
    كوني وفية العهد للإيمان
    واصبري فان الصبر من شيم الأبرار
    وترفقي بنفسك .. واهجري السواد
    فان الزهرة لا يحق لها أن تستغني عن الألوان
    ورياض الجنان مزهرة
    تعج بأبهى الألوان .. وأريج الأزهار
    فما أجمل أن نعيش يومنا بحب الله والإيمان
    فلا تكترثي .. ولا تتوهمي
    فأنت في أحلى صحبة من الأتراب
    * * *
    وأيضا قلت:
    قول شهد الكل سِـرَّهُ

    مررت من هنا
    تلقفتني أهدابها
    بعيون الحيرة والتساؤل
    امتدت أناملي
    تمسح عن وجنتيها
    دموع الحزن من الم وآهات
    كانت ترمقني بنظرة الحسرة ..
    نادمة
    تبحث في أعماقي عن منفذ فيه ضياء
    لتشرق من جديد بعد أن فاتها الزمان
    سرى بي الشوق إلى معبر
    لوادي الدموع لأضع الرحال
    وبكت بنحيب المشتاق للأمان
    فما نالت إلا العذاب والضنى
    لقول شهد الكل سِـرَّهُ
    وباحت لقلبها شوقها للأحباب
    فلا عذراً ولا انتحاب
    ما ملكت يوما في كيانها وجدا
    إلا طعنتها الأيام بغدر
    أيا مجيب الدعاء أجبني
    فإني أسال الرحمة بعد العذاب
    فما قولي إلا أني
    بريئة من ظلم الأيام
    فلا جراح التئم بعد هجر
    ولا شوق تبدد برؤيا الغياب
    فوا حسرتاه إن لم أذق
    طعم الراحة بعد العناء
    توجوني ملكة للأنام وأنا صغيرة
    ولكن وادي الدموع كان بالمرصاد
    فان قلت عابرة للهوى
    قالوا فما شانك أنت من الأفراح
    هذرا وتحطيم نفس
    لأنهم عشقوا دنيا العذاب
    فيا قلب أنت الملام من بـَيـِنـَةٍ
    فلا تعشق غير صدق الكلام
    وما إنا إلا عصفورة غردت على الأفنان
    عشقت الحرية وكرهت سجن الأوهام
    فهل من عاشق مقدام
    يحمي الحمى ويأبى الخذلان
    يبذل روحه فداء للكرامة والكبرياء
    * * *
    أما في حالة النص النثري قلت :
    آهة القهر


    دار الزمن دورته ،وارتفعت آهة نحو السماء ،مبتهلة لله أن يحميها من غدر الأيام . وارتعدت أوصال الحقد ، وتحققت رؤيا الأمل ، وصفت بهجة السعادة في غرة الأحزان ، ونالت قسطاً من الراحة بعد عناءٍ طويل، كاد أن يودي بها إلى الهاوية ، لولا لطف الله ورحمته بعباده لانتصر الحقد والشر .
    إن كبرياء النفس المطمئنة ، وسموها فوق ذاتها ، يجعل منها سداً في وجه التيار الحاقد .
    إن دمعة الحزن من قلب مقهور ، في وجه معتوه غادر ، كرصاصة في صدر الظلم والشر .
    لم يكن الاستسلام لنوازع الشر من سمات القلب الطيب ، لا يعرف الغدر والحقد مكاناً في ذاته .
    إن الروح الطيبة ، والوجه الوضاح ، والقلب الحنون ، يحقق انتصاراً في وجه كل التيارات التي تسعى لتدميره ، بشتى الطرق الغادرة والأنانية .
    إن النجاح المستمر ، والتفوق في كل المجالات الحيوية – المادية منها والمعنوية – تثير غريزة الغيرة والحسد ، من كافة الأطر التي تحيط بها ، ولو على حساب عزة النفس ، وكرامة الإنسان .

    * * *


    عندما تتأرجح الأفكار بين المد والجذر، نجد أن الخاطرة تكون غذاء الروح ، ومتنفسا لكل الهواجس المطلقة ، إذ ترسم خطوطا بيانية لشعب الحياة المتنوعة .، مهما ضاقت حلقتها أو توسعت ، فتغنيها من موارد الفكر مستمدة من واقع الحدث .
    وهنا الفت الانتباه إلى أن معاناة الفرد ليس وحدها التي تقدم المادة للخاطرة ، وإنما الفرح والسعادة والمشاعر الطيبة ، والحنين ، والشوق ، كلها نسغ تحي الخاطرة الجيدة .
    أن الارتباط المعنوي للذات البشرية بالحياة يشكل بنية متكاملة للجهد الفكري المعطاء . فإذا كان البيان موثوقا بالجملة الحيوية للحياة ، فإن الحياة الاجتماعية موصوفة في هيكلة الخاطرة ، معتمدة على سلوكيات الفرد بما يطرأ على حياته من تبدلات ايجابية أو سلبية ، مما يعطي تصورا للحالة التي نرتقي إليها في طرح العمل النص النثري . وهنا أجد أن الحالة الاجتماعية تؤثر إيجابا في العرض مثلا :
    * * *


    لوحة من المجتمع


    الفقر

    في نظرة تساؤل!... واستفهام ؟...
    نجد الحقيقة التي دفعت هذا الإنسان إلى هوة سحيقة ...
    يخيم عليها الجهل والبؤس ...
    فكانت دمارا ً للإنسانية ، وأداة للفقر .
    لم أجد سؤالا ً أطرحه على نفسي حول ذلك ، سوى ذلك السؤال الضعيف ، الذي يرد على مخيلتي دائما ً ...
    ترى !....
    ما هو الفقر ؟...
    كيف يولد ؟...
    لا أجد متسعا ً للتساؤل سوى رد صورة الفقر إلى إحدى الأوجه الشاذة ...
    في تصوير العار ‘ والرذيلة ، والذل ، والجهل .
    والحروب الطاحنة ... والاحتلال ... وتجريد الذات من عوامل إنسانيتها .
    فإذا لم يكن ذلك كافيا ً... فلا بد من أن يكون ضحية عبث الأقدار.
    لنعود قليلا ً ، ونصغي إلى صوته ... ربما نجد فيه الحنان ، والكلمة الطيبة ...
    أو نتيجة للتقاليد العمياء ....
    والتقييد بجوانب الغدر والخيانة ...
    أو طبيعة الحياة التي فرضت نفسها عليه ...
    أو حقد الاستعمار ...
    فكان الفقر ، و البؤس ، و الجهل ...
    ومن ثم كانت صورة اليتم ، أو الانحراف ... وامتهان كرامة الإنسان
    لنتمهل قليلا ً ... ونبدأ السير من جديد ، لتفسير ابتسامة ذلك الضعيف ...
    الذي يئن تحت وطأة ظلم القدر ...
    ونودعه مع ابتسامة أخرى ...
    لتكون ثورة على الضعف ، والحقد ، والكراهية .
    * * *


    لقد آليت على نفسي أن أتقلد وشاح الخاطرة الوطنية بإبراز الحالة كنص يرصد كل ما حولي من هموم وقهر
    فكتبت :

    ما هنت يوما ... يا أرض اشهدي


    أيا حورية ...
    أيا طفلتي الصغيرة
    هكذا تحملين بين جوارحك هموم الدهر الثقيلة
    وتذرفين الدمع بكرة و أصيلا
    رفقا ً بقلبك الصغيرَ
    فالعبء صار كبيرا
    واليد الغاشمة طويلة
    لكنها لا ترتقي لمجد صنعته آثام شريرة
    نحن أصحاب مجد ... هلل التاريخ لـــه
    ونحن من يصنع المستحيل
    هذي بوارجهم تدكها صواريخ صغيرة
    وبيوتهم خاوية لأنهم ناموا في الحظيرة
    وأبناؤنا فوق السطوح .. وعند الحديقة
    ترقب طائراتهم بلا خوف
    وترصد البعيد والقريب
    لن يكون لهم في أرضنا عزا ً
    بل مقبرة لا يجدوا فيها من يزورا
    والله لا همَّ لهم إلا أن يذلوا العرب والمسلمينَ
    انظروا في الأرض رغم احتراقها

    فهي تنبت الزهر الجميل
    دماء الشهداء تروي عـطـَش الأرض
    لتنجب كل حر ٍ أَبِيّ
    فيا أسرى لن تـُهانــوا ...
    طالما يوجد النصير
    وسيكون القيد سوارا مهيبا
    الله أكبر ... في حومة الوغى
    والنصر حليف الحق مهما بغى العدا
    يا قوم لـِـمَ المذلة والخنوع ...
    وقد دقت ساعة الصفر ...
    وهاج البحر المحيط
    فلا تهون عليكم نفوسكم بترهات
    مخاضها الضعف واستهلاك القوى
    نحن شعب مِنْا الجراح والدم
    ومنهم النار والحديد
    منهم القبر ومِنْا الجسد
    لن يكون بيننا خائن ... بل شهيد
    ولن نحتوي الظلم مها سرا الضعف فينا
    يا أرض اشهدي ...
    هذا دمي فليحفظ التاريخ ذكري
    ما هنت يوما ً ..
    ولا بعثرت شوقا لا إليك مذ كنت صغيرا
    وما أدركت منالا ..
    إلا وكانت حريتي هي مقصدي
    لن يكون الغدر إلا سحابا ينجلي
    وبأمطار الخير أرضي ترتوي
    * * *

    ثم انتقلت إلى جعل الحبيبة رمزا للوفاء والتضحية من خلال محاكاة النص للصورة المرئية في :

    نجم سطع في حياتي


    بعد أن انقشعت سحابة الخوف من حياتك
    خرجت للعالم نجما سطع في سمائي
    رغم البعد... أنت لي ولو في خيالي
    صورة الحب الجريح
    حب بترت أحد حروفه
    ليختنق قبل مولده
    لك كل شيء
    و لك الخيار إن رفضت أو قبلت
    لكن لا توقظيني من حلمي
    أنت بالنسبة لي
    كل شيء
    صورة الأمل
    روح الحياة التي بدأت للتو
    أنت الأم والأخت والولد
    أنت حبيبة الروح
    أنت عشيقة إلهامي ومصدر قوتي
    وصبري وإيماني
    بكل كبرياء أناديك
    فلا تبخلي علي بحب عبر الفضاء
    لا تحكمي على الأيام
    ولا تقصمي ظهر حب بات بين الأيادي
    يا عشقاً أنار وجودي بطلته
    فلا تستغربي أن الآتي خير دانِ
    رفقا بي
    أنت من مزج الحب بالعنفوان
    لك من قلبي كل تحية
    فاسلكي الدرب الذي تشائي
    أسالك برب الكون أن تكوني منصفة
    لحبك وللأيام
    أسقيتك كأس المنى
    بيد قاومت الاحتلال
    فصبرا يا ابنة المجد
    ففي الصبر خير لقاء
    فلا عذرا ولا بعدا ولا اغتراب
    كأسا شربناه معا
    وعلى درب الحنين سيكون البقاء
    * * *

    ورصدت مطولا قضايا الأمة في معركتها ضد الاستعمار وصولا إلى عرض الرؤيا كما أراها في عدوانهم المتكرر على امتنا
    فكتبت :

    حـبـيـبـتي .... وانـتـصـار الـحــق

    إقرأي سطوري وأشعاري
    مابـيـن الشروق والأصيل
    فإن روحي .. هامت في فضائـــك
    بين الغروب ... والسحر
    ما بـيـن شوق ... واشتياق
    ولهـفـتي إلى لقيآك
    فكيف أنظر إلى مرآتي ... ولا أراك
    وأنت من رأيتها في خيالي
    أيحق لك الهجر دون عذر
    وتنسي ... حروفا فيها الصواب
    يا أنيسة الفكر ... وتجوال القلم
    أنت المداد ... وأنت نبض الأيام
    وكل ما يخطر بالبال يرتعش
    غربة موحشة ... لم أدركها
    إلا في بيان السطور
    أقول ... وقد نزف الجراح من غربة
    طال أمدها ... ومـُـل َالانتظار
    وبعودة الأحباب كان البلسم
    أنظر في البعيد فلا أرى
    إلا سرابا ... انشق عنه طـيـفـك الـنـَـوارُ
    تـنظرين إلي بِـوَحْي الشوق مدركة
    أن في العودة كل اشتياق
    كم توارت أحلام من ذاكرتي
    لكن ذكراك لم تـغـب عن أحلامي
    أنت المطاف .. وروض الزهـر مـبـتهج
    بعودتك .. ترويه أصابع العشاق
    من ماء الهوى ونشوة الانتصار
    سمعت آهات الهجر في صمت الليالي
    فكيف لي البعد بعد أن آن الأوان
    يا درة .. أفيقي من سبات كاد يـقـتـلـني
    وعودي لترانيم الصباح
    وأسمـِعـيـني تحية المساء
    كــــــــــونـي ...
    كيقظة حالم أنهكه صمت الليالي
    كــــــــــونـي ...
    كفارس يبحث عن ساح النزال
    كــــــــــونـي ...
    كرضيع يبحث عن صدر الحنان
    كــــــــــونـي ...
    كالماء يروى عطش الظمآن
    كــــــــــونـي ...
    كمصدر الراحة والأمان
    كــــــــــونـي ...
    مدعاة فخر واعتزاز للإنسان
    لترتفع أصوات حق ٍ ضاعت
    وأرض أكلتها النيران
    بغدر ... رُسِـم َ ليكون العدوان
    ذهبوا بعيدا ... يـقـتـفـوا أثر الأطفال
    وكان الرضيع في المهد أفضل الأهداف
    بحثت عنه طائرات الأعداء
    وبيوت العبادة لم تـنجو من مآربهم
    وحطموا الجسور ... وقطعوا الطرقات
    هذي مدرسة ... تـُعـلـم العلم والأدب َ
    كانت ساحة حرب لهؤلاء الغوغاء
    وبيوت ... ومعامل ... وأبراج إعلام ِ
    مشافي ... وسيارات إسعاف ..
    كان الدمار خير حليف لها
    واقتصوا من رجال الإعلام
    وأخيرا .. لم يبقى لهم ...
    سوى براءة الأطفال ... ولقمة الزاد ...
    جنحوا للحرب مـتـذـرعـيـن بـفـوضى ...
    هم ... من أوجدوها ليتم الاحتلال
    لكن .... ما كانت دماء الشهداء إلا
    ترياقــا يحي الأرض بعد موات
    فما نالت من عزيمتنا ... مدافعهم
    ولا تلاشت مبادئنا من رعود طائراتهم
    فدكت حصونهم بصواريخ الإيمان
    فولوا مدبرين ... يبحثون عن النجاة
    وكان الفرار ملجأهم ..
    ولم تعد الأرض آمنة لهم
    بالفداء ... وعزيمة الأحرار ...
    هربوا بعيدا إلى سواد الأيام
    يبحثون عن الأمان في ارض ٍ
    لا تدكها صواريخ الأبطال
    وارتعدت أوصالهم ... من خطاب الشرفاء
    وتبعثرت آمالهم ... وأفكارهم ...
    وراحوا يتخبطون بين وهم .... وخذلان
    أيا شوقي إلى لقيآك في أرض الفداء
    أبحث عنك ... ما بين الصبح والمساء
    فأرى !... توهج بريق العيون بين الأنقاض
    تحملين لي أملا ... داسته أقدام الجبناء
    وتعود لي الآمال مشبعة
    برصيد النصر
    ونشوة الانتصار
    وبقدوم الحبيب ... وبزوغ فجر جديد
    يكون الوئام ... وتعلو الفرحة
    وتبتسم الأيام ...
    أيا عرب ... أمـَـــا حان الوقت لـتـُنـْسى الخلافات
    يدا بيد ... تـنـدحر مآربهم ...
    وتحترق قراراتهم ...
    ويكون لنا القول الفصل
    ويبارك لنا رب العباد ... بوحدة الأقطار
    * * *

    وتبادلت صيغة الهوى في النفس مع ترجمتها في منثورة تعالج خفايا النفس البشرية وارتباطها بالمشاعر والأحاسيس المرهفة
    فكتبت :

    وقفة مع النفس

    وقفت ...
    والمصباح بيدي
    ينشر الضوء
    وينير ظلمة النفس

    وقفت ...
    وخرير الماء حولي
    رطبه كندى الربيع على الزهر
    ينعش النفس بعد اليأس

    وقفت
    والزهر ينشر العبق
    وورود الشام والياسمين يزين الركن
    وعبيرها يعطر النفس

    وقفت
    أنادي .. واستصرخ القلب
    لينتفض بعد الصمت
    ويعتمر ليبدد عثرة النفس

    وقفت
    أتأمل خلق الكون معجزة
    وعجائب الكون في قدرة الخالق
    فأسلم النفس لرب العزة

    وقفت
    ببيان القول أنشد دربي
    وأصوب أخطاء عمري
    وأهمس في نفسي سأقهر الذل

    وقفت
    وعيني ساهرة ترقب السهيل
    تهلل وتكبر عند الفجر
    والبدر يؤنس وحدة النفس

    وقفت
    أناجي من يسمع الدعاء
    لله رب العباد أنادي
    أن يطهر النفس من الإثم

    وقفت
    ونجوم السماء ترقبني وترقبها
    من بـُعـدٍ أرى صورة الغد
    تمحو الأسى من النفس

    وقفت
    أهادن القول بقول الحكمة
    لأتبوأ مصدر الخير
    ابحث عن نفسي في نفسي

    وقفت
    أخلو في صمت الحياة مجدداً
    أعاين الخير من الشر
    وأحاكي النفس لتلوذ من شر النفس

    وقفت
    أعالج القهر والحزن بتحدٍ
    فإن الله يمنح كل صبر
    وبالإيمان اقهر ظلم النفس


    وقفت
    لست شاكياً أو باكيا ً
    وإنما ابحث عن ومضة شوق
    فقد أبت النفس إلا أن تثور للنفس

    وقفت
    أقارع الخطوب مماثلة
    ففيها خفقة الوجد
    والنفس قاتمة إن لم تنصر

    وقفت
    وعباد الله في تجل ٍ
    وأنا العبد الفقير بين يدي الله
    أعاهد نفسي على الوفاء

    وقفت
    أسأل الله أن يسعفني
    وأن يبارك لي في سعيي ومقصدي
    ويعين نفسي على الخير

    وقفت
    أناجي رب السماء أن لا يخيب ظني
    ويمنحني الصحة والعافية لأقوى على أمري
    ويطهر نفسي من شوائب النفس

    وقفت
    أنظر حولي.. أبحث عن ظلي
    فإذا رفيق دربي هو ظلي
    وتعدو إلى المجهول نفسي

    وقفت
    أن الصواب أن أدرك ما تخلفت عنه
    وأن أضع الأمل نصب عيني
    وأمنح نفسي يقظة العمر

    وقفت
    أراهن على الغد بصبر وإيمان وتحد
    وأقاوم الضعف بحكمة العقل
    وبالحُلـُم ِ تتجرد منه نوازع النفس

    وقفت
    أقول لها : لا تبتئسي
    فالخير فيما اختاره الله
    والحكمة أن تتبصر النفس

    وقفت
    هل أمضي ؟..أم أتراجع في قصدي
    لكن الصواب أن تستمر في السير
    فأسارير النفس تنفرج في القصد

    وقفت
    هل أكتب شعراً ؟.. أم نثراً ؟..
    فالقلب متيم بالحسن
    والنفس هائمة بحب الخير

    وقفت
    هل لي منال في رضاها ؟..
    وهل لي أمل في لقاء الروح ؟..
    وتبقى النفس تنتظر الرد

    وقفت
    والأفكار متشعبة
    ترصد الحكمة والقول السؤدد
    وتبث النفس أجمل الشوق

    وقفت
    إن كان في مقصدي شرا ً
    فليخزي الله قصدي
    ويحرق نفسي بالذل

    وقفت
    أنظر نجم الصباح بشغف
    لأني أرى فيها براءة الأطفال
    وفي عينيها لؤلؤة تبهج النفس

    وقفت
    وأنا في حيرة
    هل تشرق الشمس من المغرب
    أم هو ضياء النور يأتي من النفس

    وقفت
    وأبجدية الحروف تجمعت
    بألوان الطيف تكلل الحب
    والنفس تحتضن كل حرف

    وقفت
    اقرأ الحروف حرفا تلو حرف
    لأخطف منها ما يعبر عن شوقي
    وتحكي للنفس قصة الحب

    وقفت
    في لحظة أبرق شهب
    رأيت نور الغد المتألق
    أضاء أركان نفسي رغم السحب

    وقفت
    والماء ينساب من وجدي
    يسقي الأرض بعد القحط
    ويروي نفسي من ظمأ الصبر

    وقفت
    أتجاوز كل محنة
    لأرى في البعد نورا يضيء قلبي
    من حسرة النفس لحظة القهر

    وقفت
    أنادي : رويدك يا نفس فأنت محقة
    فحب الروح أسمى الهيام
    فلن يطله إنسان

    وقفت
    في مهد الهوى مغرم
    أسعى إليه برغبة العاشق
    لأحقق للنفس رغبة العمر

    وقفت
    والبدر في كبد السماء كللني
    وشمسها أشرقت في صبح جديد
    نورا أضاء نفسي في عتمة الليل البهيم
    * * *

  6. #16
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    لم يكن دربي محفوفا بالزهور والرياحين ، ولم تكن أيامي زغرودة فرح وابتسامة حنان ، فقد تقاطعت فيها خيوط الطموح والأمل مع شارات الفشل وخيبة الأمل في بعض الأحيان ، لكن بقليل من الصبر ، والإيمان بالقدر لاحت في الأفق بشائر الخير
    معتمرة هامات القبول والرضا ، فتنسمت هواء الفرح والسعادة ، وتحققت الرؤيا برصيد الحب الوافر ، لتصبغ الأيام بهجة وسرورا .
    هنا حاولت التعبير عما يختلج أعماقي في شتى الحالات فكتبت :

    رؤيا في النور


    أغار من نفسي على نفسي
    فمن يفهم قصدي ؟..
    خطوت نحو الأمان بخطوة
    لكن العثرات كانت صـَدي
    وما ادعيت أمرا لست قاصده
    وما بحثت عن خيبة في أملي
    فان ما يحدث أكبر مني
    تأملت الكون بنظرة
    فوجدت أننا أصغر من أي جرم
    بحت للكواكب همي
    والنجوم سمعت همسي
    لان حزني تجاوز كل حد
    أني مدين للحياة بفرحة
    وجدت فيها كل ما أبغي
    وددت أن أعطي لها مثلما تعطي
    لكن ؟!.. تعثرت خطواتي بسوء الظن
    ما شككت يوما أني مخطئ
    لكن ؟!.. سوء التقدير أصاب حدسي
    وارتميت في أحضان التردد لحظة الخوف
    لكن ؟!.. سمو الأخلاق يكبر عندي
    وفي الكائنات تجلت صورة الطيف
    طبع عليها بسمة العمر
    تباطأت خطواتي يوما
    ومردها إلى تطبيع المشاعر
    أريدها .. قوية .. لا تعرف الضعف
    وتوقفتُ بصمتٍ عند قولها
    كي لا أخطئ بقول .. أو رد يسيء الظن
    التحمت رؤية المنظور من بعد
    لتتقاطع المشاعر مع الحرف
    وأيقنت أن الروح لا تعرف أي بعد
    واستمالت بعذوبة ورقة تحدثني
    والخوف في حرفها مصدر القلق
    في صوتها حشرجة حزن ..
    وقولها استشعار عن بعد لانزوائي
    وصمتي عند من لا يسمع صوتي
    قلت يوما إني قرأتها
    لكنني كل يوم أقرا سطراً فيه جديد المعاني
    وما تجمعت مفردات الحديث
    إلا لمعرفة ما أنوي
    كيف ؟.. ومتى ؟.. ولماذا ؟.. ومن ؟..
    كلها حروف تثير الخوف والقلق
    إنها قصة .. ورواية
    حكت فصولها الأيام
    ودونتها على صفحة العمر
    إن كانت بيعة .. فهي غايتي
    فلن تكون إلا همسة دفء
    أيتها المقهورة من غدر
    إن الزمان كفيل بالنسيان
    ووفاء العهد فيه المنال
    لخير وافد من الإحساس
    وصدق القول أن لا تبرحي برجك
    فان الكمال لله الواحد القهار
    إياك والظنون قاتلة
    فلا تهبي نفسك للشيطان
    وتفاءلي خيرا عند كل شروق
    فان البهجة مع الإشراق
    وانسجي رداء الحب بثقة
    عله يخفف الآلام والأحزان
    فداؤك أمي وأبي ..
    فمثلك لا يـُقـَدَّرُ بالدرهم والدينار
    * * *
    ثم انتقلت إلى زراعة الحرف في عبارات قرأتها في أعماقي واصطفيت لها عنوان :

    وتبقى صهوة الشوق تجتاح الأحلام



    ليلة الأمس حلمت أن غمامة فوق الرياض
    حجبت عشقا لوارد من الفضاء
    تقطعت أوصاله ما بين الأرض والسماء
    أشلاء .. تناثرت على قمم الهيام
    تبلورت فيها أحاسيس وأشواق
    ونطقت برغبة العاشق لصهوة الشوق
    فكم ندبت حظي سنين خلت
    واليوم وجدت سنابل الخير في الجوار
    وحديث النفس يفشي كل الأسرار
    بحب .. ورغبة أن يسكن إلى الأمان
    وابتعدت محظورات العد عن ساحة الأحباب
    لتمضي الأيام بلا رقيب آو مدون للأوقات
    وارتعشت كوامن الوجد عندما
    انقشعت سحابة الخداع
    وتراقصت فراشات الألوان زاهية
    فيها فرح الأطفال .. وصهوة المشتاق
    وزينت الأحلام بطرافة
    لتكون جمال في جمال
    واستحق الفعل في بوادر الآمال
    عند مقصد خير سعى إليه بإصرار
    تولدت في الأعماق باحثة
    لها نصيب من الحب والوداد
    وطالبت بحقها قبل فوات الأوان
    وأطلقت آهات القبول يرضى العقل وإحساس الكمال
    تراجعت للحظة عن رغبتها
    خوفا من أن تحصدها مخاوف الأحقاد
    لتخفي معالم ثورة القلم عند المساء
    وتبدلت كل المخاوف فجأة
    عندما اقر لها العنوان
    في دهاء السنين .. امتدت لها أيدٍ خبيثة
    لتدك حصونها بحجارة الحساد
    أدموها .. ونعتوها بوصف لا يليق بالشرفاء
    وكم من أنصال تجمعت حولها
    فيها سموم الغدر وحقد الجبناء
    لكن حصونها من الفكر واقية
    تزيل عن كاهلها كل المكرهات
    وتحميها من حقد النساء
    وارتفعت عاليا
    ترافق نجم الصباح
    بكبريائها صدت سيوف القتل والدمار
    أصغت إلى مناد ٍ عن الفجر أن انطلقي
    فالوهن أصبح من الماضي
    أنت ِ اليوم في أرض السلام
    فلا تحزني .. ولا تيأسي
    فان راعيك ِ أحسن الاختيار
    نادى من علو ٍ
    أيا نور أنت واحة النبلاء
    تربعي على عرش الجمال بـِقـِنـْيـَةٍ من الماس
    وتزيني بريش الطاووس ملك الخيلاء
    يحق لك أن تتبرجي
    فان الحب يخترق الفضاء
    عند ركن تجمعت قطرات من ندى القلب الولهان
    لتسقي عطش السنين وتغذي النفس بالهيام
    يا قلب : آن أوان الاستقرار
    وملكة الدر أصبحت عند الباب
    تنتظر إذناً بالمرور إلى القلب الولهان
    بآهات . وترانيم عشق امتطت صهوة الأشواق
    وتبادلت مع عندليب صوتا شجيا
    لتغني للحبيب عند اللقاء
    أنشودة فيها عذب الكلام
    تناجي النجوم على الأطلال
    عند غروب شمس بلا لقاء
    وتنظر الكواكب بعيون كرهت المنام
    يقظة حرة أبت إلا أن تنتظر عودة الغائب
    من ارض المشرق بعد طول غياب
    واتخذت على شاطئ مقام لها
    تحاور الموج وتسال الربان
    عن وارد من ارض الشآم
    وتمضي السنون .. وهي منتظرة
    ترسم صورته على الرمال
    بخيال فنان عرف الآتي
    وفي شروق يوم ليس ككل الأيام
    ناداها قلبها أن الحبيب أصبح في الديار
    تصطحبه مراكب محملة بأوراق العطاء
    في كل مركب وقفت صبية
    تحرس الكلمات من الضياع
    لتكون هدية الأمير لأميرة الزمان
    ومن بعيد ابرق شهب من نور وضياء
    أطلقته أحلام تراكمت مع مرور الأيام
    وحلقت أسراب النورس عند شاطئ
    ازدان جمالا وبهاء بلقاء
    رصدته عاشقة وصنعته الأفكار
    وتلاشت سحابة الخوف .. وتبددت
    عندما أشرقت شمس الفرحة والهناء
    وتعانقت أحلام السنين بحب
    تألق في فجر الهيام
    وكأن الزمان انطوى في ومضة
    وتلاشى البعد وانعدمت المسافات
    وبقيت الروح في عناق الروح متجددة
    كل يوم مع تفتح الأزهار
    تنشر عبق الحب .. وأريج العشاق
    وتبقى صهوة الشوق تجتاح الأحلام

    * * *
    ولم أنسى أبداً نصيب التربية وأصولها فقد قدمت بعضا من طروحاتي في هذا الخصوص .. وتبنيت موقفا كنت قد التمسته من حياتي وما حولي فأردت أن أقدمه في قالب مستساغ للجميع فكتبت :

    نعم … هم أبناؤنا
    -2-

    إن الأيام تمر وتمضي،والتاريخ يدون صفحات جديدة من الأحداث . والإنسان مازال إنساناً يبحث عن الغاية ، ويقدم كل شيء في سبيل أن يصل إلى هدفه . فمع فجر تاريخ جديد ، نستطيع أن نعطي برنامجاً خاصاً ، وصورة تعبيرية توضح واقع المصير للإنسان في هذا العصر .
    إننا لو وقفنا قليلاً لنسمع إلى حكاية الماضي ، وأساطيره ، لوجدنا أنه في وسعنا أن نسمي ذلك بالأوهام ، إذا ربط بواقع الحياة العصرية ، ولكن يعبر عن مدى تطور الحياة في جميع المجالات . لذا من المفروض أن نجمع بين أساطير الماضي ، التي هي منطلق الفكر ، ومع تكتيك الحاضر وأسلوبه الخاص في العرض والتصوير .
    نحن أمام مشكلة كبيرة ، اتخذت من واقعنا مسرحاً لتقوم بدورها فيه ، وتظهر جميع إمكانياتها أمام المجتمع بشتى قدراتها . لذا كانت بداية صعبة جداً لأنها بنيت على استغلال حرية الآخرين ، من أجل حريتها ، وسعت إلى تحقيق كل أمانيها حسب منطلق التفكير الذاتي ، الذي فرضه التفسير الخاص للبيئة . فلو كنا أمام الواقع الحي لتلك الصور العديدة ، لوجدنا أننا نسير في الظلام ، نتخبط بين أجنحة الخيال والوهم ، نلتفت نحو الماضي ، وننسى المستقبل ، نبحث عن جدودنا، مهملين أولادنا ، وأجيالنا القادمة. نؤثر التفكير الذاتي ، على التفكير العام ، ونتجرد عن صلة الفرد بالمجتمع ، ونتصف بالعزلة والانطواء ، ونبقى رهينة العادات السيئة ، والتقاليد التي أضحت أطراً بالية من السخافات والانحرافات النفسية .
    نحن اليوم نعيش في عصر ينفي وجود الإنسان كفرد … ينفي وجوده عاملاً منفصلاً عن مجتمعه … ينفي وجوده مجرداً عن المسؤولية … فلكلٍ دوره في هذا المجتمع ،فرد يعمل من أجل الجميع ، عامل يعمل من أجل بناء مجتمعه ، وتقدم أمته . إنه مسؤول عن تلك الأرض التي تحتضنه ، يبذل كل جهد ليحقق الغاية النبيلة والمشرقة في الواقع العملي والإنساني .
    إن هذا المجتمع لا يقوى على القيام ، والبناء ، مادام بناته غير قادرين على القيام بواجبهم . فالمعلم هو الإنسان الأول ، الذي يساهم بدوره الفعال في بناء مجتمعه ، وتربية الأجيال القادمة ، تؤمن بالحرية ، وتؤمن بالنضال من أجل السلام … تؤمن بالحقيقة ، وتتصف بالأخلاق النبيلة والصفات الرفيعة .
    هؤلاء الأطفال نرسلهم إلى مدارسهم ، حتى يكونوا خلفاء مربيهم ، وحملة شعلة النور في المستقبل . يجب أن نضحي في سبيلهم ، ونذلل الصعاب أمامهم ، ونضع بين أيديهم كل ما نستطيع أن نقدمه ، من علم وتربية ، وأخلاق ، وأدب ، وثقافة ، وجرأة .
    إن التبادل المطلق بين التلميذ ، ومعلمه ، والتفاهم الذي يبنى على المحبة والتعاطف ،هو الوسيلة المجدية لتكوين شخصية التلميذ ، واستنباط حالته النفسية ،فإذا سلكنا طريقاً مخالفاً لإرادة المنطق الصحيح ، وجدنا هوة سحيقة تلتهم ما بناه أسلافنا . إن تفهم المعلم لجميع الحالات النفسية عند الأطفال ، تساعده على تدوين الحقيقة في شكلها الصحيح ، التي تؤدي إلى بناء جيل قادرٍ على بناء مجتمع خالٍ من كل الشوائب .
    * * *

    الطفل يولد مع نوازع نفسية بحتة ، لا تعطي صورة حقيقية عن شخصيته في السنين الأولى من حياته ، لذا يجب على المعلم أن يستفيد من بعض النقاط التي يستمدها من تصرفات الطفل وكلامه وهواياته ، ويجمعها في سطور ، ويرشحها حتى تفوز أوجه التقارب بينها ، وبالتالي يستطيع معرفة سلوكه ، وإمكانياته العميقة ، وما يجول في خاطره .
    إن ذلك النهج ليس بالسهل ، أو البسيط ، ولكن يمكن تداركه بشكل يرتبط مع واقع التطور للأيام القادمة ، ولو كانت مطولة ، لكنها تعطي صورة واضحة، وسليمة ، وخالية من كل المظاهر السلبية .
    بهذا المنطلق للتفسير الذاتي عند الطفل ، يمكن أن يبلغ المعلم الغاية الأساسية في تفهم جميع الأمور ، والتبادل الأخوي ، والمحبة الأبوية ، من عطف وحنان . ولا عجب من ظهور بعض الحالات النفسية الشاذة التي تنحى عن المسار الذي يبغيه الباحث ، فهذا يدفعه إلى البحث عن حل آخر يتناسب مع نوعية الانحراف ، وتحليل المشكلة الأساسية في تغير المنحى الذي يبحث عنه .
    * * *

    هكذا نستطيع القيام بجولة ، حول تكوين شخصية الطفل ، كنواة في بناء هذا المجتمع له ظواهره وآثاره الخاصة به ، والمؤثرات الخارجية . لذا نجد أنه يخضع إلى مجموعة مؤثرات يمكن إيجازها :
    1
    – تأثير الوالدين على الطفل في بداية حياته .
    2 – تأثير المجتمع المعقد عند الطفل .
    3 – الحياة الدراسية وعقباتها .
    4 – الصراع النفسي الذي يعترضه فجأة ودون أي سابق .
    5 – المكامن التي تفجرت فجأة ، وكانت ترافقه منذ ولادته ، حتى فترة المراهقة .
    6 – إرادته القوية التي تخطت كل المؤثرات ، وبدأت تنبض بالحياة ، والإحساس بالشعور الروحي ، والأمل في تحقيق مستقبل مشرق .
    هذه المؤثرات الست الرئيسية ، لها دوراً فعالاً في حياة الإنسان ، فالمعلم ، أو الباحث ، يمكن أن يأخذ كل واحدة منها ، ويعالجها بشكل يرتبط مع دوافع كل طفل ، على الإيحاء والتجريب ، وخاصة بالنسبة للمؤثرات الأولى والثانية والثالثة والرابعة . أما بالنسبة للخامسة والسادسة ، يمكن أن بتداركها الإنسان بنفسه في مرحلة المراهقة والشباب ، لنضوجه الفكري والنفسي .
    لمعالجة تلك المؤثرات يمكن أن نعتمد في تحليلها على أربع مراحل وهي :
    المرحلة الأولى : تبحث حول النقاط الأولى من حياة الطفل "فترة الحضانة " .
    المرحلة الثانية : تبحث في مرحلة الدراسة الابتدائية .
    المرحلة الثالثة : تبحث في المرحلة المتوسطة .
    المرحلة الرابعة : وهي مرحلة الاستقرار النفسي " الثانوية والعالية" .
    إن الدراسة الكاملة من قبل الباحث ، أو المعلم لجميع ما سبق ليس إلا تكاملاً اجتماعياً … روحياً … وجدانياً … لكل بيئة . تلك طبيعة الحياة من أجل الحياة ، ومن أجل التقدم والبناء العلمي القوي .
    * * *

    وأخيرا كرد على سؤالك استطيع أن أقدم هنا نصا جمع كل التساؤلات التي في حوزتك وقد بنيتها على أسس متينة ، رصدت من خلالها حالة اجتماعية موروثة ، زرعتها نوائب الجهل وسوء التقدير ..
    فكتبت :


    جـــــور الأيـــــام


    بــدويــــــة ... مـدنـيـــة
    تتحدث اللغة العربية بطلاقة عفوية
    لم تدخل مدرسة ولا كـُتابا
    لا تعرف القراءة والكتابة
    اختلطت عليها الحياة المدنية والبدوية
    وعاشت شتات التناقضية
    جاءتني وملامح الخوف على محياها
    تبكي والدمع يبلل وجنتيها
    قائلة : سأ ُقتل إن لم يحميني احد
    من بطش الجلاد وسوقية البطش
    فربت على كتفها أن اهدئي
    والخير في اللجوء إلى الحكمة
    كيف يثيرون القلق عندك
    وأنت برفقة أخوك المدبر
    فنظرت معاتبة..
    كيف يحميني وهو من ساهم في سحقي
    أنا من ترنو لها الأنظار محدقة
    أنا من نظر الأعمى إلي فرآني
    بثوب البراءة امشي إلى قدري
    أنا من تسللت إليها النفوس بخوف المتردد
    أنا من تحنو لها الرقاب توددا
    فلا يحصدون سوى الندم
    أٌصبح اليوم طريدة الإخفاق والتهور
    وما سعيت يوما إلا لأمان
    وظل يحميني من العبث
    زوجوني طفلة في مقتبل العمر
    ولم يأبهوا لسؤال فيه رأيي
    التفوا حول موقد النار بخيمة
    وجهاء لهم يطلبون يدي
    بدوية يتيمة الأب...
    والأم ليس لها في الرأي إلا المسكن
    والإخوة برأي زوجاتهم سيروا
    وأنا الضعيفة فلا من يجيرني
    طلبوني للزواج عنوة .. وأنا صديده
    وبأبخث الأثمان باعوني
    قبضوا ملئ جيوبهم مالا لم يستقر ولم يسخن
    أكرهوني على الزواج مرغمة
    وانتهى الأمر بي إلى مفرق
    بين الحياة ... والموت اكبر
    يومين.. أو ثلاثة.. ألا وكنت في خيمة
    لا تقي البرد ... ولا لظى الحر
    بيت ليس فيه ما يسد الرمق
    وقول بان هذا هو السكن
    أين الدلال بحضن أب
    توفاه الله .. لأشرب العلقم
    فليرحم الله أياما كنت فيها أميرة
    لا يليق بي سوى التبرج
    فقد وقع عليك اليوم حرمة التسيد
    فلا تردي قولا .. ولا تأكلي إلا بإذني
    تبا لمن يسرق الحب في عزلة
    ويقايض به الكره والحقد
    ما سمعته منه لم يكن بطبعي
    وسرت إليه ذليلة الإكراه بالقصد
    وكانت دخلتي يومها كأنني
    اسحب إلى مقصلة فيها نهاية عمري
    ولو رأيتني يومها ما عرفتني
    أين الجمال وقد دنت آخرتي
    لمطلق القول أني ارفض الزوج والمعشر
    وكانت ليلة سوداوية الملامح
    لم أذق فيها الراحة .. ومتعة الجسد
    قهر ... و بكاء.. ودموع بللت مخدتي
    لأني لا ارغب في المعاشر
    كيف أبني بيتا ً لا صدق فيه ولا محبة
    لزوج لا يملك من ثبات الحياة ألا انه ذكر
    قوام على النساء بكل تعنت
    وأبحث في مخيلتي عن مأثرة له ... لأعذره
    أو عمل خير قد يكون لي السند
    فما وجدت فيه إلا جبروتا وظلم
    وفي صباح اليوم الأول
    كنت راعية في القفار أرعى الغنم
    وزادي كسرة خبز وشربة ماء
    فأين العروس وزينتها من تلك التصرفات
    كنت أحلم بان يحتويني بيت
    وصدر أحنو إليه في الملمات
    وزوج يسامرني بشوق المتلهف لرؤيتي
    ولكن ّ.. عبثا ً .. فإن القول قد تبدد
    وفي يومي الثاني تقرب لي بود
    ليحصد الخير في ثالث أيامي
    لقد طلب مصاغ مهري
    لأنه ابتاعه بدين مؤجل
    واليوم حان وقت السداد فإلي به
    ذعرت .. من هذا التصرف
    وهدأني بقول كأنه يحفر قبري
    وعدت إلى أهلي ذليلة بزيارة بعد عدة أيام
    وكانت مكافأتي ضربا أمام الأعين
    وسلوت للنفس أن العشرة باتت في مسرى التشرد
    وهذا أخي لا يدرك من الهم إلا رفقتي
    فأنا اليوم على حافة الانهيار والتبدد
    انه ورائي يبحث عني
    فالموت أصبح قاب قوسين مني
    فإن استجرت.. فأجرني
    واحمني من ظلم من لا يرحم
    فو الله ـــــــ لن أعود إليه إلا بدمي
    فقد اتهمت بعدم الرضوخ والتمرد
    هيهات أن أكون عبده له
    مهما حاولوا ......
    أو جاؤوا بكرام القوم توددا ..
    فلن أغفل عن الرفض
    عذري ... أن لإمكان لي بينهم
    فقد فسقوا ... واقترفوا الذنب بحقي
    سحقا لمن لا يرعى حرمة الشرف
    فلن ادع لهم فرصة يغتالوا شبابي
    أو ينهشوا جسدي كالكلاب
    وليرحمني الله رب العالمين
    * * *

  7. #17
    الصورة الرمزية د/ الماسة نور اليقين أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    المشاركات : 358
    المواضيع : 38
    الردود : 358
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي س7

    س 7


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    استاذي القدير / محمد رامي

    الانترنت في الحقيقة سلاح ذو حدين ... إذا أحسن المرء استخدامه ... فنؤكد من أنه سيستفيد .... والعكس صحيح
    الكل يعرف أن الثقافة هي المعبر الحقيقي عما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري ، فمن خلالها يتم رسم المفاهيم و التصورات كما يتم رسم القيم و السلوك .كما لا يخفى على احد ارتباط الثقافة بالوجود الإنساني ارتباطاً متلازماً تطور مع الحياة الإنسانية وفقاً لما يقدمه الإنسان من إبداع و إنتاج في شتى المجالات ، بما أن الثقافة هي "المنظومة المعقدة و المتشابكة التي تتضمن اللغات و المعتقدات و المعارف و الفنون و التعليمات و القوانين و الدساتير و المعايير الخلقية و القيم و الأعراف و العادات و التقاليد الاجتماعية و المهارات التي يمتلكها أفراد مجتمع معين.إذا لا ننكر أن ثقافة الإنترنت مهيمنة على العالم كله سياسيا واقتصاديا بالدرجة الأولى، هي المحرك الأساس للفعل الإنساني ، فمقياس تحضر الأمم و رقيّها مرتبط بتقدمها الثقافي بكل دلالات اللفظ و محتوياته ، و هذا ما تشهد بيه الحضارة المعاصرة فالأمم المتقدمة في عالمنا هي التي استطاعت أن تأخذ بأسباب الثقافة في كافة جوانبها الإنسانية و العلمية و أن تحول وعيها الثقافي إلى فعل عام تتقدم بيه على غيرها ، على الرغم من الخلل الذي يلف بعض الجوانب كوسيله للاستعمال الخاطئ



    المهم الإنترنت دخلت كل جوانب الحياة شئنا أم أبينا ولها دور كبير في كل جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، التعليمية والثقافية وغيرها إن العصر الذي نعيش فيه هو
    بلا شك عصر العولمة الثقافية ولا ينبغي أن نرفضه، وننأى عنه أو نقاومه، ونصطدم بيه، بل علينا أن نعمق رؤيتنا فيه حتى يمكننا أن نتعرف إلى الجوانب الإيجابية والسلبية منه. فالعالم اليوم هو عالم التفاعل مع العصر الحاضر، عصر تبادل المعرفة والمعلومات واكتساب الخبرة في العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تعايش العرب مع العصر الذي يعيشون فيه، يأخذون من العولمة الثقافية ما ينفعهم، ويطور مجتمعاتهم، وينمي قدراتهم المادية والبشرية

    أستاذي :
    السؤال الذي يشغل بال الكل إذا أردنا في بيئتنا العربية أن تكون للإنترنت الإيجابيات التي كثر الحديث عنها، وان أردنا أن نكون نحن رقما ملحوظا في فضائها، ثمة الكثير لنجزه، تقنيا وإداريا وثقافيا :
    كيف يرى كاتبنا دور الانترنت كوسيلة تعليم وتثقيف وتواصل ؟

    1 ــــ هل هنالك فائدة مباشرة من خدمة الإنترنت؟
    2 ــــ مدى تأثير الإنترنت على ثقافة الشعوب و ما هو رأيك بأن للإنترنت دور في نشر الثقافة والمعرفة؟؟؟
    3 ـــ ما هو رأيك في خدمات الإنترنت بصفة عامة؟؟
    4 ـــ أستاذي القدير ماذا أضاف لك الانترنت ؟؟؟ وماذا اخذ منك ؟؟؟

  8. #18
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي ج7

    ج7


    سيدتي الجليلة :
    إن ملامح التواصل بلغت أشدها في هذا العالم الزخم بالمكونات العامة .. من علوم وثقافات وأدبيات .. وجولات اجتماعية واقتصادية وسياسية .. أحكمت الحصار جيدا على مقتنيات التاريخ .. فتبدلت المعارف كماَ ونوعا َ ، وصارت إلى عالم المغيبات عن الواقع ، لتتبدل أساليب المعرفة . من .. والى .. بين والغاية و القصد .. فمنهم من اعتراه الوهم والخوف ، فبدا محاربة هذا العالم المديد .. وتنكر له بتبرير الأغراض السلبية التي سيورثها . أما الحقيقة فبينه تماماً .. إن هذا العالم قد اختصر الأبعاد إلى أضيق الحدود .. وصار التبادل الفكري والمعرفي في أوسع نطاق .
    لو تطرقنا إلى تقييم عالم الانترنيت بوضع إحداثيات الخطوط البيانية ، بين المردود والقصد والرؤيا .. وجدنا أن الخط البياني لا متناهي ، إذ مسح كل النقاط في البعد الفراغي الكوني ، وشكل خطوط التماس بين الفكر والإبداع ، التواصل والتأصل .. بين الواقع والمجهول .. بين الأداء والاستنتاج .. لتتقاطع كلها في ذلك المخطط البياني لعالم الانترنيت ، تلك الشبكة التي لم تستثني أيا ً من نقاط حياة الإنسان .
    من هنا أجد بعض التباين في الغاية والمردود .. بل استغلال هذا العالم لأغراض دنيئة ، تعبث في المقومات الأخلاقية للإنسان ، من نشر الفساد ، وغرس الأفكار الشريرة ، لتوطين الضلالة في الرأي والفكر .
    وبنفس الوقت على الجانب الآخر كانت ملامح الإنسانية تظهر بكل بيان بتقديم الخدمات العامة ، والتي حصلت على تفويض من العقل لتقديم أبجدية جديدة فيها المعرفة ، والعطاء من اجل بناء مجتمع سليم . ومهما كانت التبدل في الرأي فان هذا العالم جعل العلم والمعرفة في متناول الجميع .. والحصول عليه من أسهل ما نتصور ، إذ في ثواني معدودات تحصل على غاية فيها القصد موصوف ، والأداة موصولة بدون أي جهد .. كما أن كل العروض أدائية تصل إلى المتلقي بكل صدق وشفافية .. باستثناء الغاية الخطأ .. والمرفوضة .
    صحيح أن الكتاب أصبح في عالم المغـَيـَّبات .. لكن لا بد منه كوثيقة اعتراف بان وجوده هو الأساس في بناء هذا العالم ، رغم اختصار الزمن والمسافات . كما أن هذا الامتداد الواسع في الأداء ، دون رقيب ، أدخلنا في متاهات التعتيم على الأخطاء في كل المجالات .. واختلطت الأمور بين الصواب والخطأ ، لقصور المعرفة في الأداء الاستهلاكي للكلمة ، والعبارة ، والفكرة ، والرأي .
    من كل ما سبق يتبين لنا أن عالم الانترنيت قدم لنا كل شيء على طبق من ذهب ، لكن دون توثيق معرفي علمي ، غير ملزم بصحته أو خطئه في الكثير من العروض. وعلى المتلقي أن يستدرك الأمر بفطرته أو التحقق من هوية المعروض دون التباس . وهذا ما جعل المستهلكين لعالم الانترنيت موزعين على عدة خطوط بيانية أخرى .. تتركز على محاور إحداثية بين السلوك والغاية . فان كان السلوك ذو هدف سامي .. كانت الغاية صحيحة ، وان كان العكس فالويل من هذا العالم الضال .
    الآن أقدم لكل من يود زيارتي أن يلقي نظرة سريعة على هذه الزيارة ليتعرف عن كثب على عالم الشبكة العنكبوتية . فكتبت :


    زيارة سريعة

    إخوتي أخواتي الأعزاء ..
    أتوجه إليكم . بل إلى كافة المبحرين في غياهب الإنترنت . من قراءٍ وكتاب ومتصحفين وعابرين .
    لكم مني جميعاً كل الاحترام .
    أعزائي الكرام .
    بدايةً . اسمحوا لي أن أبدأ معكم من منطلق المحاولة بالسمو والرفعة لكل من يلج ذلك الخضم الهادر من العلوم والمعرفة بشتى مناحيها متخذين من موضوع القراءة والكتابة مَعـبـراً لنا لنبدأ نقاشاً حثيثاً وشاملاً ناجعا ًلنصلح به مساراتنا الأدبية والعلمية متوخين بذلك تحقيق أكبر نفعٍ متبادل بين رواد هذا المنهل الذاخر بشتى العلوم المرتبطة بكافة مناحي الحياة .
    إخوتي الكرام ..
    إن الكتابة والقراءة ركيزة أساسية من ركائز كل الحضارات منذ فجر التاريخ . بل هي أفضل الفضائل الإنسانية . حيث كرمها وأكدها الله سبحانه وتعالى . فأعز بها الإسلام ونبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . فأوحى إليه بأول آيةٍ قرآنية . بل بأول كلمةٍ أوحيت إليه من السماء (( اقرأ )) ثم زادها تأكيداً حين قال : بسم الله الرحمن الرحيم ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ) .
    إخوتي الكرام .. أليست هذه الآية الكريمة , صفعةً إلهية على وجوه كل من يتهمون الدين الإسلامي بأنه سبباً للتخلف والرجعية , أليسوا يناقضون أنفسهم إذا ما قارنا هذه الاتهامات . بما قاله أحد اللوردات في مجلس العموم البريطاني في بداية القرن العشرين . حين رفع نسخةً من القرآن الكريم .. فزأر ونـادى . في ذلك المجلس المشئوم . وقال . ( لا يمكن لنا أن نجتاح بلاد المسلمين مـا لم نباعد بينهم وبين هـذا ) مشيراً إلى المصحف الشريف الذي كان يرفعه بيده . بعد أن أشبع نفسه من هذا الكتاب العظيم , قراءةً وتمحيصاً.. فامتلأت نفسه , غيرةً وغلاً وحقداً . لِما رأى في ذلك الكتاب العظيم من عجائب العلم والتعاليم في شتى المناحي المادية والتشريعية والروحية ...
    إخوتي الكرام :إن العلوم بكافة مشاربها مبنيةٌ على . ثـلا ث ...
    الكتابة , والقراءة , والتجارب العلمية المستنبطة من تلك الكتابات والقراءات . ثم تدوين نتائجها كي لا تندثر . وتبقى مراجع تتداولها الأجيال المتعاقبة وتعمل على تطويرها . لأن مسيرة العلم لايمكن أن تتوقف ما دام الكون عامراً . ولا يمكن لهذا الكون أن يبقى عامراً إلا بقدرة الله عز وجل . وما علّمه للإنسان ما لم يعلم . لقوله تعالى ( وعلم الإنسان ما لم يعلم ) ..
    إخوتي وأعزائي الكرام ..
    ما هذه إلا مقـدمةٌ لما أردت أن أقوله لكم جميعاً .. ولتكن فاتحة نقاشٍ مثمر يردأ الصدع الذي كاد أن يكون شرخاً بين ما يكتب ويقرأ وبين ما هو علم يراد منه النفع والخير والفضيلة والنتاج العلمي الزاخر بالفائدة العلمية والنفسية والروحية وحتى الاجتماعية . حيث الروابط الإنسانية التي تنعقد من خلال تلك الصفحات الإلكترونية المشبعة لكل الأطياف والشرائح الاجتماعية السابحة في خضمها .
    أصدقائي الكرام ...
    لا ضير في أن يكتب أحدنـا أو يقرأ مـا يشاء وأن يخوض في بحور ومناقب العلوم الإنسانية . الفلسفية منها و العلمية والاقتصادية والسياسية . وحتى السيكولوجية منها , لأن البحث في الأمور الجنسية ليست عيباً أو حراماً كما يعتقد البعض . فالبحوث التشريعية الإسلامية أثـْرَت هذا المجال وخاضت خوضاً علمياً معـمقاً فيه .
    بعد هذا الإبحار الطويل , يحط الباحث أو المستكشف رحاله في واحاتٍ غناء قد نمت على شواطئ تلك البحور الثقافية ليتفيأ بظلالها وينهل من ينابيعها العـذبة مـا يروي ظمأه العلمي والأدبي ليكون له بلسماً وترياقاً يريح نفسه التواقة للوصول إلى ثمرةٍ علميةٍ أو سلوان قلبٍ متيمٍ بحبيب أو راحة ضمير تجاه معضلةٍ نفسيةٍ أو اجتماعية .
    لكن ما نصبوا إليه هو أن ينحى كل منا ما يتناسب مع ملكاته العلمية والأدبية حين يقرأ أو يكتب أو يساجل في موضوع ما.
    فإن لم يكن المناقش أو الناقد متمكناً وعلى دراية كافية وإلمام علمي بما يناقش به فليس عيباً عليه أن ينصت حتى يُذخر نفسه من ذوي العلم وأهل الذكر لقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
    فإن ما دعاني للكتابة والبحث في هذا الأمر . هو ما رأيته وقرأته على صفحات النت . ولتكن بدايتنا من الواحة .
    فبعد ما ولجت متاهاتها وتصحفت صُحيفاتها الالكترونية وتبحرت بعباراتها ودققت كلماتها . تبين لي أن المرء لا يلج بوابة لا يدري ما خلفها ولا يحمل على كاهله مالا طاقة له به ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) . فإن لم يكن متمكناً من الكتابة في مجالٍ ما , فلما يحـشـر نفسـه في هذه الضائقة . وهو لا يجيد التعبير أو الصرف والنحو بل حتى أنه لا يجيد إملاء الـ . الف . باء .
    أنا لست هنا ضد من يحاول الكتابة ولكن على غير المتمكن أن يمارس الكتابة على مسودةٍ قرطاسية ويزيد من مطالعاته ومحاولاته حتى يرى نفسه قد أصبح على الأقل ملماً بأبجدية الكتابة والقراءة والإملاء الصحيح حينها . ليتفضل ويدخل إلى منتديات الإنترنت ويتحفنا بكنوزه البراقة .
    كما وجدت البعض من الإخوة وهم ((يسرقون )) عذراً على هذه الكلمة لأنهم لا يقتبسون لأن الاقتباس يجب أن يشار إليه . المهم أنهم يسرقون بعض كتابات الآخرين ليعيدوا نشرها بعناوين أخرى . وهنا لا يقومون بالسرقة فقط , بل يقومون بالاستهتار واستغباء الآخرين من رواد الواحة واعتقد أن هذا الفعل دنيء للغاية .
    و رأيت البعض الذين يكتبون الخواطر لمجرد أنهم يكتبون... فهي تفتقر تماماً لأي موضوع . ؟ إلا موضوع الحب والعشق والغرام . ولا ضير في ذلك . إلا أنني ما أراه في كتابات البعض هو مجرد كلماتٍ رنانه متناثرة المصادر متراصة الطباعة . لا تمت بمعانيها المعجمية التعبيرية بأي صلةٍ , لا لأصل الموضوع , فحسب ؟ بل لأي توافقٍ بين كلمةٍ وأخرى . ؟
    ملاحظة : إنني لاحظت أن الكثير من الإخوة والأخوات يقومون بالرد على الخواطر , مجاملةً .. وربما أحياناً دون قراءتها وإذا قرؤوها فبدون تمعنٍ وفهمن لمضمونها . بل فقط لزيادة مشاركاتهم . وهذا أعتقد أنه عيبُ كبير من عيوب المشاركين باي منتدى .
    أعزائي بعد هذه الجولة السريعة ، والإحاطة ببعض موارد الفكر ، وتغطية مسالك الغاية المستهدفة لتبصير المتلقي من الوصول إلى أرقى ما تتوق له نفسه ، وتنسجم مع تطلعاته من زيارة هذه الصفحات .

    وبعد هذه الزيارة أردت أن أتوجه لكل الراغبين في الدخول أن يحرصوا كل الحرص
    على طاعة الله وعدم التعرض للآخرين بغيٍ أو تجريح بقول . فكتبت :



    لم يـكـن الـنـت يـومـاً لـعـبــة

    في زيـــارتي هــــذه ... وجـدت الـكـثـيـر ...

    فـقـد كـنـت مـثـلاً ... أعـلى في الـطرح والـتـفـكـيــر

    ربـمـــا أساء الـبـعـض ... فـكـان سوء الـتـدبـيـــر

    لم يـكـن الـنـت يـومـاً لـعـبــة

    يـعـبـث فـيـها أصـحـاب الـفـضـول

    ولم تـكـن الـمـحـادثـــة بـالـقـول السـلـيـــم

    وحـسـن الـخـلـــق .. واحـتـــرام الآخـريــن

    إلا تـوطـيــــدا ... وتـوثـيـقــــا َ ... لـعـمـــل قـويــم

    فـمـن احـتــــا ل بـقـصـد عـلى الـحـرائــــر

    بـصـفـاقـة الـتـعـبـيــــر

    لـــه جـهـنــم وبـئـس الـمـصـيــــر

    مـَـنْ يـعـبـث لـهــــوا ... أو مـداعـبــــة لـلأشـواق

    وتـحريـك نـشـوة الـهـجــر ... فـهــو عـلـيـــــل

    لـــن يـكــــون فـي طـبـــع الـغـرائـــز... مـكـنـــونــــا ًً

    إلا وحـركـتـه أصـوات ... عـبــر الأثـيــــر

    يـــا نـشـوة الـوجـــدان ... أمـا آن لـلـحـــق أن يـقـوم

    فـلـِمـا الـعـبـــث ... دون جـدوى

    وتـحريـك مـالــــه في الإثــم بـديــــل

    هـذا اخـتـــراع ... فـيـه خـيـــر كـثـيــــر

    قـَـرَّبَ الـبـعـيـد ... وأهــدى الأمـان لـلـصـغـيـــر

    فـلا تـَـقـْـرَبـَنَّ مـن الـجـحـيـم بـكـلـمة

    فـيـهــــا إثـم عـظـيـم

    فابحث ... وناقـش ... واسمح لـِعـِلـْمـِكَ أن يـقـرأه الـجـمـيـع

    فـلا تـأتي سـيـئـة وتـظـلـم آخـريـــن

    وتـحـاشى سوء الـكـلام في الـتـبـطـيـن

    مـا كـان المـرء إلا عـبـدا لـنـزوة شـيـطـان رجـيـم

    فـتـرفـق بـنـفـسـك ... ولا تـذلـهـا بـقـول سـقـيـم

    بـارك الله في قـول كـان فـيـه الـنـصـح

    والـخـيــر الـكـثـيـــــــر

  9. #19
    الصورة الرمزية نهلة عبد العزيز قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 2,227
    المواضيع : 29
    الردود : 2227
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    السلام على عمالقه الواحه


    د\ الماسه نور اليقين

    استاذى محمد رامى


    انه لمن دواعى سرورى ان اكون متابعه لهذا المتصفح الشيق


    فـ مهما بعدت المسافات


    ساتخطى بروحي الجبال والسهول والوديان


    وساركب بساط الريح لاكون بينكم



    سعيده بلقائكم


    اشد على ايديكم الطاهره واحدا تلوى الاخر



    لانعم بالنظر اليكم


    متمنيه لكم الابحار فى عالمكم الفذ


    وانطلاقا موفقا ان شاء الله



    لكم فائق تقديري واحترامي


    هذا المقعد محجوووووووووووز

    محبتى لقلوبكم النقيه

    نور الجريوى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    أخي الكريم
    محمد رامي
    وافر الشكر على هذه الدعوة الكريمة لمتابعة
    هذا اللقاء الجميل وما نثرت خلاله من فيوض تجربتك في مجالات الخاطرة بصورها المتعددة
    وإجاباتك التي وشت عن تجاربك وميولك الأدبية وإمكانياتك الكبيرة في رفد الأدب النثري
    ورؤيتك الحاضرة المتحضرة التي اتخذت منهجا في الكتابة الأدبية

    وهنا وفي هذا الموضوع الذي أثارته الأخت الكريمة د. الماسة نور اليقين
    أما مك وما أثريتم به رؤيتنا وجدت نفسي أكتب مشاركة أرجو السماح بها
    رغم أن المتصفح يخصكم وربما يكون تطفلا فأقول :

    وللحقيقة فإن موضوعا كهذا وإن أصبح بين الأيدي وفي متناول
    الجميع وكل من هب ودب يستطيع الوصول اليه ولكنه أيضا وإن كان براقا كثير اللمعان
    في ظاهره فإنه يضم بين جنباته السم الى جانب الدسم ولكل امرئ ما نوى
    نستطيع أن نجعله ونرى فيه ما يتقدم بنا ويرفع سقف معرفتنا الى لآخر ما توصل اليه العالم
    من معارف وبكل يسر وسهولة وكذلك به ما يجر المتلقي -- هذا إذا أراد ذلك -- الى حيث
    السقوط في الهاوية ومستنقعات آسنه ريحا خبيث ولونها السواد
    ومع ذلك تبقى المعرفة هي عنوانه الأرقى
    ثم إن التواصل بين الناس من أجمل ما أتى به اليهم فبالتواصل تفترب المسافات وتذوب الفوارق
    وتزداد المعارف ويتحقق التقارب الفكري والمعرفي بين الأفراد والشعوب
    أيها الكرام
    ولموضوع النت أبواب شتى لا يمكننا الإحاطة بها في عجالة ولكنها الإشارة التي يستطيع
    من خلالها القارئ الإبحار بفكره وخياله الى رؤى أوسع وفضاءات أشمل

    لكم الحب والتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ذيب سليمان ; 19-02-2011 الساعة 07:18 AM

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عالم النت في عالم القلم
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-10-2018, 09:56 PM
  2. م/محمد رامي .. د/نور اليقين
    بواسطة محمد رامي في المنتدى تَرَاجِمُ أُدَبَاءِ الوَاحَةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-01-2011, 01:00 AM
  3. الإبحار في عيون الوطن
    بواسطة أحمد مكاوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-05-2009, 05:33 PM
  4. عَالمُ الأبَعادِ فِي الخلقِ القَصَصِي
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-04-2007, 02:07 AM
  5. مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 08-09-2006, 03:05 AM