|
سَيّارَةٌ لِصَديقي راحَ يَركَبُها |
قَدْ اشتراها ببعض من دنانير |
إنْ شَغَّلُوها بِدَفْعٍ وَسْطَ حارَتِنا |
سَمِعْتَ ضَوضاءها في أرض "كِشميرِ" |
جاءَت وزَمُّورُها العالي يُرافِقُها |
يَعوي كَنَفْخَةِ إسْرافيلَ في الصُّورِ |
تَعْلُو وتَهبِطُ لا تُلْوى أعِنَّتُها |
ولا يُقالُ لها في مَفرَقٍ دُوري |
باتَتْ مَكابِحُها لا تَسْتَجيبُ لها |
وُقُوفُها عندما تَرتَدُّ بالسُّورِ |
كُلُّ العَجائِزِ ماتَتْ وهيَ باقيةٌ |
مِنْ عَهْدِ إسْكَندَرٍ أو عَهدِ آشُورِ |
أبوابُها مِنْ بلادِ الصِّينِ مِقْوَدُها |
للهنْدِ نِسْبَتُهُ دُولابُها كُوري |
تَمشي إذا طَلَبَ الإسْراعَ صاحِبُها |
مَشيَ السَّلاحِفِ في مُستَنْقَعِ القيرِ |
إنْ قالَ سيري يساراً مانَعَتْ يَدَهُ |
وأسْرَعَتْ ليَمينٍ دُونَ تَفكيرِ |
صَوتُ المُحَرِّكِ يَحكي عندَ مَقْدَمِها |
بَلهاءَ غَنَّتْ على إيقاعِ " طُنبُورِ " |
كُلُّ الدَّواليب في أنْحائِها انْفَجَرَتْ |
تَمشي على الشَّوكِ أو صَفِّ المَساميرِ |
كمْ مَرَّةٍ حَرَنَتْ لَيلاً بِصاحِبِها |
والبَردُ يَلْسَعُهُ لَسْعَ الدَّبابيرِ |
وكمْ حَشاها بِرُكابٍ وأرْجَعَهُمْ |
مُكَسَّرينَ كَتَكسيرِ القَواريرِ |
وقالَ يَوماً صَديقي هلْ تُرافِقُنا |
لِنُزَّهَةٍ حيثُ رَوضاتِ الأزاهيرِ |
فقُلتُ أخشى إذا لَبَّيتُ تأخُذُنا |
لِحَرفِ وادٍ مَداهُ غَيرُ مَنظُورِ |
حتَّى إذا انْحَدَرَتْ مِنْ مَتنِهِ وهَوَتْ |
رَحَلْتُ للخُلْدِ صَوْبَ الأعْيُنِ الحُورِ |