لم يقل شوقي نصبوا , بل قال : ركزوا , لأن الركز يشمل معنيي الغرز و النصب , أي نصبوا و غرزوا , و هذا طبعاً أبلغ بكثير .
وهي كما ترى صورة متحركة .
الصورة الثانية :
رفاتك :
والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر.
ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ.
ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحياني.
ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً.
وفي التنزيل العزيز: (أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً)؛ أَي دُقاقاً.
وفي حديث ابن الزبير، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، وبناءَها بالوَرْسِ، قيل له: إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً.
والرُّفاتُ: كل ما دُقَّ فكُسِرَ.
ويقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها، ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها
وكما ترى - الرفات صورة ثابتة .
ولكن التشكيل بين ركز , و الرفات أمر فيه غرابة , إذ كيف تُركز الرفات ؟ و أين ؟ في الرمال , و ماذا ؟ لواءً
ربما كان ما قاله على شاكلة ما قاله أبو تمام :
وهذه الصورة الاستعارية يسميها بعض النقاد : المنافرة الدلالية بين الفعل والمفعول، أو المسند و المسند إليه .
و الإلتفاتة هنا أيضاً أن الرفات تكون في عمق الأرض و اللواء يكون بارزاً فوق الأرض .
وهذا فيه شيء من الطباق .
الصورة الثالثة :
الرمال .
و الرمال هي أضعف مكان يُستطاع فيه ركز شيء , و المعنى هنا فيه قوة .
فعلى الرغم من ضعف الرمال عن التثبيت , إلا أن رفات شيخ الشهداء ثبتت و انتصبت فيها لواءً .