أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: النقد بين الخطأ والخطيئة

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي النقد بين الخطأ والخطيئة

    النقد بين الخطأ والخطيئة


    ما النقد ؟

    سؤال قد يبدو لأول وهلة ساذجا ، إذ استقر في ذهنية المتلقي ، أنه يدور في فلك الحكم بالجودة أو الرداءة على عملٍ ما ، حيث أن وظيفته ( أي النقد ) أصبحت الفصل في شأن العمل ، وأصبح بالتالي الناقد كالقاضي الذي يصدر أحكاما ، يذيله بحيثياته ، والتي اعتمدت في جلّ أشكالها على افتراض المثل الأعلى للعمل الفني ، ومن خلال قياسه عليه ( المثل الأعلى ) تظهر عيوب أو محاسن العمل المُقاس .
    إلا أن السؤال الملح والأهم ، حتى لو افترضنا وجود المثل الأعلى الذي يُقاس عليه ، وإن كان وجود مثل هذا يقضي تماما على التجريب الذي يميز التجربة الحداثية، إذ أنه أهم سمة من سمات هذه التجربة ، فيصبح السؤال ، هل يمكن الحكم على التجربة الإنسانية المتجددة ( مع افتراض التشابه في المشاعر والشعور إلا أن اختلاف المنبع يؤدي لاختلافات في الناتج ) وخاصة أنها تجربة تنفرد بكونها نابعة من الحسّ الإنساني ، الذي هو غامض في ماهيته ، متعدد في أشكاله ، متباين في تعبيراته ، وهنا تكمن الإشكالية الكبرى والأولى للنقد والناقد.
    فّإذا كان الحكم هو عنوان الحقيقة ، فبناء على ذلك يصبح الحكم في المجال الفني نسبيا لا قطعيا ، تبعا لغموض الحقيقة ، والتي هي في واقع الأمر ( أي الحقيقة ) التجربة الإنسانية ذاتها بتعقيداتها ، متمثلة في التجربة الذاتية للمبدع والعاكسة لتماسه مع مجتمعه أو الإحساس الجمعي تجاه شيء ما ، ويبدو ذلك واضحا من خلال الرؤية الجديدة للأعمال القديمة ، فإن كنا قد نعتنا المعلقات من الشعر الجاهلي بتعدد الموضوعات وبنائها على أساس وحدة البيت ، فهل يمكن أن نغض الطرف عن العلاقات الوثيقة بين هذه الموضوعات في مثل الوقوف على الأطلال مثلا ، وبين رؤية الشاعر الجاهلي للوجود في مثل امرئ القيس أو طرفة بن العبد ، أو الإصرار على وصف الرحلة كمفهوم جدلي يقوم على التأثير والتأثر المتبادل بين الذات المبدعة والإحساس بالمكان والزمان ، وكذلك على النقيض إذ بذات الرؤية يمكن لنا الفهم الجيد للبناء المعماري لأنشودة المطر للسياب إذ اتهمت بالتفكك وعدم الترابط بين أجزائها.
    وقد تبدو الإشكالية أكبر وأكثر تعقيدا ، إذا حاولنا تصنيف النقد ذاته بين خانة العلوم ، فالنقد بأدواته ( وإن اختلف فيها وتباينت حسب المنهج النقدي عدا النقد الانطباعي ) فإن طبيعته العلمية تبدو من خلال هذه الأدوات ، حيث صرامتها وجفافها ، بل وعمائها ، وهو( أي النقد ) في ذات الوقت حين يمارس عمله فإنه لا يمارسه من خلال مختبر ، إنما من خلال ذات الناقد وروحه ، والتي تتناول العمل المادي من خلال الحس الفني وشفافيته وقوة التعمق والتعايش له وفيه ، حتى يلتقي حس الناقد بحس الفنان ، فتبدو العملية النقدية إبداعية في المقام الأول ، لذا فهو كما يصرح منظرو النقد ممارسة اللغة داخل اللغة ، ونحن بدورنا نزيد على ذلك بأنه ممارسة الإبداع داخل الإبداع.
    إذن فالنقد ذو وجهين ، أولهما علمي صارم جاف حتى يقترب من الموضوعية المنشودة لأي ناقد ، وكذلك هو ذاتي غارق في الذاتية ، وفي هذا الجانب تبدو الإشكالية الثانية للعملية النقدية الحقيقية .
    وكذلك ، إن كان النقد هو ممارسة اللغة داخل اللغة ، فإن المصطلح النقدي يأخذ حيزا هاما وكبيرا من الاهتمام النقدي ، إذ بواسطته يتم اختزال الكثير من الحقائق والمفاهيم التي يقررها أو يمارسها الناقد ، وعليه فإن الإشكالية الثالثة تبدو واضحة جلية ، حيث الاضطراب الشديد في المصطلح النقدي ، ما يعني الاضطراب في الممارسة ذاتها وما ينتج عنها ، حتى أننا نحاول إعادة فهم مصطلح النقد ذاته من حيث الإشكالية والمفهوم ، وحيث التغير الجذري في الرؤية والأسس.
    وبناء على ما تقدم ، فإن النقد بقي على ما هو عليه موازاة بالتطور الهائل للعملية الإبداعية والتي هي مجال عمله ، من حيث المفهوم والأسس الفلسفية وبالتالي الرؤية والعلاقات بين الذات المبدعة وما حولها ، وبرغم اتخاذه من أدوات المناهج النقدية الجديدة / القديمة حلا للإشكاليات التي يواجهها إلا أنه بقيت هذه الاستعانة في حيز القراءات النقدية دون التنظير الجيد لها وبما يتلاءم مع طبيعة الذات الإبداعية العربية والرؤية المغايرة لأسس العقلية الغربية ، وحتى هذه القراءات توقفت عند حدود الإيضاح والتفسير ، ولم تقترب من جانب التقييم.
    إن جملة الأسئلة المطروحة، والإشكاليات المتوالية تدعونا إلى العودة لمحاولة الإجابة عن ماهية النقد ذاته ، فهل هو علم ؟ ، هل هذا العلم يعني بالتقويم وبالتالي بالتقييم ؟ ، وهل بناء على الأسئلة السابقة يتعدى كونه دراسة لفنيات العمل إلى كونه عملية سلطوية ؟ ، تمارس دورها الرقابي عليه كي ترفع أو تقلل من شأن العمل ؟
    إن الحكم على علمية النقد حكما قطعيا يمكن أن نتجاوزها ، مع ظهور المناهج النقدية الجديدة / القديمة ، إلا أننا في سبيل ذلك لابد لنا من رؤية عامة ، نظرة شمولية للفن عموما وللأدب خاصة ، وهذا بالضبط ما ينقص الأدب العربي ، الرؤية المتكاملة أو النظرية الكاملة ، ويرجع ذلك إلى افتقاد الأدب والفن عموما إلى الرؤية الفلسفية ، والتي على إثرها يمكن أن نجد نظرية عامة للأدب ، وما ذلك نابع إلا من الاعتماد على العقلية المستهلكة للنظريات ، وترك العقلية الناقدة التي نحن في أمس الحاجة إليها ، تلك العقلية التي تأخذ ثم تستوعب ما أخذته ، ومن ثم تعيد إنتاجه بناء على ما استقته من روافد العلوم الخارجية ، بجانب ما يلائمها من الروافد التراثية ، وهذا بالضبط ما استطاعه الأولون ولم يستطعه المحدثون أو نحن.
    إن خطأ النقد في عدم إعادة إنتاج ذاته ، بداية من مفهومه ، ومرورا بأدواته ، وانتهاءً بغاياته ، أدى إلى وقوع الأدب والمتلقي في خطين متوازيين لا يلتقيان ، وبالتالي كان من أثر هذا الخطأ خطيئة ابتعاد المتلقي ـ والذي هو غاية الأدب ـ عن أدبه والوعي بعصره ، فأصبح الأدب المنتج بوعي بعيدا كل البعد عن وعي متلقيه الذي في عمومه متعلقا بوعي القرن الرابع ، فتحول الأدب في برجه العاجي للخاصة تاركا خلفه المتلقي الحقيقي ، وبذلك فقد الأدب أهم غاياته وهو إعادة تشكيل وعي المتلقي ليلائم عصره الذي يعيش.
    إن الممارسة المدرسية للنقد ، حيث الاهتمام المتنامي بالمعنى ـ وكأنه هدف في حد ذاته ـ حيث الانطباعية ـ والتي فتحت الباب على مصراعيه لمن يعرف أن يمسك القلم ـ والابتعاد عن روح العملية النقدية والعمل الأدبي نفسه ، وعلاقاته والبناء الفلسفي له وعلاقاته بالوجود وتماسه مع الزمكان ، كان له أكبر الأثر على تغريب الأدب ذاته عن متلقيه ، بل والاكتفاء بالمدح أو الذم حتى دون إبداء مسببات أو بمسببات لا تعتمد إلا على إدراك الكاتب لا الناقد للعمل ما أدى إلى تسطيح العمل و اندفاع المبدع إلى ما يسهل فهمه دون الاهتمام بفنيات الأدب حتى يصل إلى متلقيه.
    فإذا كان الحكم على التجربة الإنسانية صعب المنال ، فإن النقد عليه أن يتحول من سلطويته في تعامله مع الإبداع وإصدار الأحكام ، والانتقال إلى ممارسة الدور التساؤلي، والذي بدوره يحاول الإجابة عليها ، ومن خلال ذلك يتبين مدى قدرة المبدع والإبداع على التأثير ، وهو في ذات الوقت لا يغلق الباب تماما بل يشرعه أمام الرؤى الأخرى والمستقبلية للعمل لأن العمل الفني إن فسر فقد انتهى ولم يعد له تأثير ، وهذا ما تعتمده الحداثة الآن وما تتصف به الأعمال العظيمة أو الخالدة من التراث.
    ولن يتأتى للنقد هذا الدور إلا من خلال ازدهار النقد ذاته بشقيه التنظيري والتطبيقي وكوحدة واحدة ، ولن يصبح لهذا الازدهار وجود إلا بالعقلية الناقدة الواعية المنتجة لا المستهلكة ، والتي تستطيع أن تقدم الأدوات والمناهج المختلفة للإجابة على التساؤلات لماذا؟ وكيف؟ وهل؟ .
    ثمة إشكالية أخيرة تتعلق بلغة النقد وخاصة التطبيقي ، والذي يتم فيه تداول المصطلحات النقدية بأسلوب يميل إلى الغموض ، وكأن بذلك يريد الناقد أن يبرهن على الثقافة الواسعة والقدرة على تصريف الأساليب والتباهي في ذلك ، الأمر الذي يصل إلى مجانية استخدام المصطلحات والأساليب الملتوية، وهو ( أي الناقد ) قد نسي أنه يمارس عملية علمية وأدواته فيها اللغة ( ممارسة اللغة داخل اللغة ) فإن كان الناقد يمارس اللغة فعليه أن يعلم أن لغته هي لغة العلم لا الأدب ولذا فإن المقولة يجب أن تعدل إلى ممارسة لغة العلم داخل لغة الأدب لا ممارسة لغة الأدب داخل الأدب.
    وبذلك يكون المقصود من العملية الإبداعية الثانية ( النقد ) ليس في اللغة ذاتها المستخدمة بل في اكتشاف العلاقات والبناء المعماري والمعرفي والفلسفي للعمل الأدبي، والذي قد يصل إلى حد إدهاش المبدع ذاته صاحب العمل والذي لم يفكر حين الإبداع ما لمعمارية جملته من دلالات تتعدى ما قصد ( الجملة المُلْهَمة ).
    وعليه، هل يبقى النقد في حيز التعريف القائل بأنه علم يعني بتقويم العمل الأدبي؟ أم أنه يتعدى ذلك إلى اكتشاف الأدب وتواصله مع المتلقي وقد يأتي معه التقييم والتقويم من خلال الممارسة التساؤلية لا السلطوية ، سؤال قد يحتاج إلى الكثير من إعادة النظر للنقد والمفاهيم للكثير فيه.


    بقلم / هشام مصطفى

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
    وبذلك يكون المقصود من العملية الإبداعية الثانية ( النقد ) ليس في اللغة ذاتها المستخدمة بل في اكتشاف العلاقات والبناء المعماري والمعرفي والفلسفي للعمل الأدبي ، والذي قد يصل إلى حد إدهاش المبدع ذاته صاحب العمل والذي لم يفكر حين الإبداع ما لمعمارية جملته من دلالات تتعدى ما قصد ( الجملة المُلْهَمة ) .
    وعليه ، هل يبقى النقد في حيز التعريف القائل بأنه علم يعني بتقويم العمل الأدبي ؟ أم أنه يتعدى ذلك إلى اكتشاف الأدب وتواصله مع المتلقي وقد يأتي معه التقييم والتقويم من خلال الممارسة التساؤلية لا السلطوية ، سؤال قد يحتاج إلى الكثير من إعادة النظر للنقد والمفاهيم للكثير فيه .
    [/align]


    تحياتي لك أخي/ هشام مصطفى ، و لمبحثك القيم

    اسمح لي بهذه المداخلة ...





    * أفضل مَنْ يتناول العمل الأدبي نقداً هو المبدع الذي وَهَبه الله نعمة التناول النقدي ، مثلما وَهبه نعمة الإبداع .. ، و بذلك لا يظل العمل الأدبي في وادٍ ، و المتلقي في وادٍ آخر بسبب مقياس/نظري ربما كان علمياًّ في فترة زمنية معينة ، و لكن لَحقته معايير جديدة لم يقرأها الناقد غير المبدع .. ، حتى إن قرأها ، فَلأنه غير مبدع في الأصل لن يستطيع إبراز الدّرر الكامنة في "الجملة الملهمة"


    ** النقد موهبة يصقلها العلم ، و تُحرّرها التجارب و الخبرات ، و يُفصح عنها إبداع الناقد ذاته في التواصل مع الأدبيات المتنوعة ، و الأجناس الإبداعية المختلفة .. ،


    *** لا ينبغي للناقد الواعي أن يتقوقع داخل مُسميات أو ألقاب ، أو حتى في أقفاص ذهبية لكنها في النهاية أقفاص مغلقة ، و توهم صاحبها أنه السلطوي الذي يُحتج بحكمه .. ذلك الحكم الذي لابفهم صاحبه حتى أثر العلاقات و الدلالت بين مُكوِّنات العمل الإبداعي


    **** إذن فالنقدُ الإبداعي هو ذلك النقد التحليلي التفسيري العلمي ، و الذي لا يستجهل ذائقة المتلقي و رؤاه المختلفة .. ، بل يكون هو الصائغ (الجواهري) الذي يُمكنه إعادة تشكيل الذهب/العمل الأصلي بما هو أجمل و يروق مع ذائقة المتلقي ، مع إبراز جماليات التجديد في تشكيل الوعي القومي




    مع خالص تقديري

    أخوك
    محمد الشحات محمد


  3. #3
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    درس شائق رائق في الثقافة النقدية
    طيب الله أنفاسك أستاذنا القدير وأديبنا الجليل

    انتفعت كثيرا بما قرأت، وأنا خالي الوفاض في هذا المجال المهم والحيوي من عملية الإبداع الإنساني في مجال الأدب ..
    - تعلمت أن النقد كما أنه عملية علمية تخضع لحد معقول من المعايير التي توافق عليها أهل الصنعة، إلا أنه من جانب آخر ممارسة للإبداع الذاتي داخل الإبداع.
    - تعلمت أن الناقد كلما كان ابن مجتمعه زمانا ومكانا كلما استطاع فهم واستيعاب الإبداع الأدبي لذلك المجتمع ، وبالتالي تهيأت لديه أدوات الرؤية الصحيحة للتعامل مع النص.
    - تعلمت أن تعقيد المصطلح يعزل في الغالب عملية النقد عن متلقيها، فكلما كانت لغة النقد سلسة كلما حقق المبتغى.

    وما زال في السطور الكثير لأتعلمه ..

    كما لا يسعني إلا أن أشكر أستاذنا الشحات على إبرازه لهذه المشاركة القيمة، وعلى آرائه الموفقة ..
    وليسمح لي أن أدعوه لتكرار ذلك كلما سنحت له الفرصة فقسم النقد يستحق منا جهودا أكبر وأعمق.

    دمتما أيها الكريمان بخير وعافية.

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم العلوي مشاهدة المشاركة
    وما زال في السطور الكثير لأتعلمه ..
    كما لا يسعني إلا أن أشكر أستاذنا الشحات على إبرازه لهذه المشاركة القيمة، وعلى آرائه الموفقة ..
    وليسمح لي أن أدعوه لتكرار ذلك كلما سنحت له الفرصة فقسم النقد يستحق منا جهودا أكبر وأعمق.
    دمتما أيها الكريمان بخير وعافية.[/color][/b]
    موضوع مميز في قيمته وسلاسة طرحة

    تحيتي للكاتب الكريم

    وكل الشكر للرائع محمد الشحات محمد هذا الدور المميز في توجيه قسم النقد

    دمتم بالق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    النقد الجاد و الذي يسعى للإرتقاء بالأدب عليه ( الناقد) أن يتخلص في البدأ من التشنجات التي يحملها قبل التعمق و الغوص في أغوار النص الأدبي،
    كي لا يأتي النقد نابعا و مشبعا بأفكار شخصية ، وكي يتمكن من تبيان مواضع القوة في القلم( الأديب) و مواضع الضعف ، و مهم جداً أن يشير إلى موضع الضعف ، دون أن يخدش كبرياء الكاتب ،

    بعض النقد هدام و بعضه الآخر يمنح الكاتب ما لايستحق و بالتالي يصاب بلعنة الغرور ،



    قوافل زهر
    لا يكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك, عليك أن تخطو تجاهها , و التوقف عن الإختباء خلف الزمن,امرأة محتلة

  6. #6
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشحات محمد مشاهدة المشاركة

    تحياتي لك أخي/ هشام مصطفى ، و لمبحثك القيم

    اسمح لي بهذه المداخلة ...





    * أفضل مَنْ يتناول العمل الأدبي نقداً هو المبدع الذي وَهَبه الله نعمة التناول النقدي ، مثلما وَهبه نعمة الإبداع .. ، و بذلك لا يظل العمل الأدبي في وادٍ ، و المتلقي في وادٍ آخر بسبب مقياس/نظري ربما كان علمياًّ في فترة زمنية معينة ، و لكن لَحقته معايير جديدة لم يقرأها الناقد غير المبدع .. ، حتى إن قرأها ، فَلأنه غير مبدع في الأصل لن يستطيع إبراز الدّرر الكامنة في "الجملة الملهمة"


    ** النقد موهبة يصقلها العلم ، و تُحرّرها التجارب و الخبرات ، و يُفصح عنها إبداع الناقد ذاته في التواصل مع الأدبيات المتنوعة ، و الأجناس الإبداعية المختلفة .. ،


    *** لا ينبغي للناقد الواعي أن يتقوقع داخل مُسميات أو ألقاب ، أو حتى في أقفاص ذهبية لكنها في النهاية أقفاص مغلقة ، و توهم صاحبها أنه السلطوي الذي يُحتج بحكمه .. ذلك الحكم الذي لابفهم صاحبه حتى أثر العلاقات و الدلالت بين مُكوِّنات العمل الإبداعي


    **** إذن فالنقدُ الإبداعي هو ذلك النقد التحليلي التفسيري العلمي ، و الذي لا يستجهل ذائقة المتلقي و رؤاه المختلفة .. ، بل يكون هو الصائغ (الجواهري) الذي يُمكنه إعادة تشكيل الذهب/العمل الأصلي بما هو أجمل و يروق مع ذائقة المتلقي ، مع إبراز جماليات التجديد في تشكيل الوعي القومي




    مع خالص تقديري

    أخوك
    محمد الشحات محمد

    أخي الناقد القدير والمبدع الجميل / محمد
    أوافقك تماما فيما ذهبت إليه
    كامل ودي وتقديري

  7. #7
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم العلوي مشاهدة المشاركة
    درس شائق رائق في الثقافة النقدية
    طيب الله أنفاسك أستاذنا القدير وأديبنا الجليل

    انتفعت كثيرا بما قرأت، وأنا خالي الوفاض في هذا المجال المهم والحيوي من عملية الإبداع الإنساني في مجال الأدب ..
    - تعلمت أن النقد كما أنه عملية علمية تخضع لحد معقول من المعايير التي توافق عليها أهل الصنعة، إلا أنه من جانب آخر ممارسة للإبداع الذاتي داخل الإبداع.
    - تعلمت أن الناقد كلما كان ابن مجتمعه زمانا ومكانا كلما استطاع فهم واستيعاب الإبداع الأدبي لذلك المجتمع ، وبالتالي تهيأت لديه أدوات الرؤية الصحيحة للتعامل مع النص.
    - تعلمت أن تعقيد المصطلح يعزل في الغالب عملية النقد عن متلقيها، فكلما كانت لغة النقد سلسة كلما حقق المبتغى.

    وما زال في السطور الكثير لأتعلمه ..

    كما لا يسعني إلا أن أشكر أستاذنا الشحات على إبرازه لهذه المشاركة القيمة، وعلى آرائه الموفقة ..
    وليسمح لي أن أدعوه لتكرار ذلك كلما سنحت له الفرصة فقسم النقد يستحق منا جهودا أكبر وأعمق.

    دمتما أيها الكريمان بخير وعافية.
    المبدع والمفكر القدير / سالم
    رائع أنت في تواضعك الجم وأخلاقك التي تعكس أخلاق اهل عمان الحبيبة القريبة إلى قلبي دائما
    أشكر لك صبرك وتحملك في القراءة وخروجك بما أشرت إليه وأنت الذي نتعلم منك
    مودتي

  8. #8
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    موضوع مميز في قيمته وسلاسة طرحة

    تحيتي للكاتب الكريم

    وكل الشكر للرائع محمد الشحات محمد هذا الدور المميز في توجيه قسم النقد

    دمتم بالق
    القديرة / ربيحة
    أشكر لك تقديرك وإبحارك وصبرك في القراءة
    مودتي

  9. #9
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرمر القاسم مشاهدة المشاركة
    النقد الجاد و الذي يسعى للإرتقاء بالأدب عليه ( الناقد) أن يتخلص في البدأ من التشنجات التي يحملها قبل التعمق و الغوص في أغوار النص الأدبي،
    كي لا يأتي النقد نابعا و مشبعا بأفكار شخصية ، وكي يتمكن من تبيان مواضع القوة في القلم( الأديب) و مواضع الضعف ، و مهم جداً أن يشير إلى موضع الضعف ، دون أن يخدش كبرياء الكاتب ،

    بعض النقد هدام و بعضه الآخر يمنح الكاتب ما لايستحق و بالتالي يصاب بلعنة الغرور ،



    قوافل زهر
    الأديبة والمبدعة / مرمر
    أولا أهلا بك بين أخوتك في الواحة
    نعم أخيتي النقد لأنه أصبح عمل ما لا عمل له كي ينتشب للأدب خرج عن مساره فسبقه الإبداع الأول ولم يستطع أن يلحق به ناهيك عن عدم الفهم للحاجة إلى استخدام آليات جديدة ( حتى ولو كانت غربية المظهر عربية المنشأ ) تبعدنا تماما عما يسمى النقد الإنطباعي والذي همه الأوحد والأكبر المعنى وهذا ما يجعل النقد لا يساير الإبداع إذ أن المعنى عرضيا يأتي حينما يعمد النقد أو المبدع الثاني في استعراض أداوت الأديب الاشتغال على اللغة لبيان جوانب النص
    أما عما تفضلت به من بيان القوة والضعف فهناك ما يمكن أن نتبينه مثل الأسس ( البناء العروضي مثلا في الشعر أو بنية الحكي في الرواية والقصة ) إلا أن هناك جوانب لا يمكن أن يعطي الناقد فيها حكما قطعيا وعليه أن يطرح السؤال لا الحكم إذ أن الحكم عنوان للحقيقة والحقيقة غائبة أو شبه مستحيلة في العمل الأدبي لأنه ذو طبيعة إنسانية متغرية الرؤى فما نمجه الآن قد نستحسنه غدا وما نقدره الىن نلعنه غدا
    لذا على الناقد الحقيقي أن يتوقف ويطرح السؤال المفجر لا أن يحكم إذ إن لا سلطة على المبدع بل تحاور بين الإبداع الأول والإبداع الثاني
    مودتي

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي


    مقالة رائعة وغاية في الأهمية تقدم رؤية موضوعية للنقد وترصد مواطن الخطأ والخطيئة فيه. هو مقال يستحق الإشادة والتقدير وأرفعه للاستفادة منه حقا.

    ولكن لعلني أستأذنك على هامش ما ذكرت أن اضيف ولو باختصار ما أجده ضمن خطأ وضمن خطيئة النقد ثم أين يكمن الخلل في الطرح.

    أما أكبر خطأ يقع فيه النقد في تقديري فهة أن يعتبر الممارس أن النقد يعني الانتقاد فيمارس بمفهوم قاصر الترصد والتصيد في محاولة لتشويه أي نص أو على الأقل في محاولة لرصد أية أخطاء واضحة أو تقديرية دون كشف مواطن القوة والجمال. إن تناول النصوص الأدبية بمفهوم أن النقد انتقاد هو أحد أكبر أخطاء العملية النقدية.

    وأما أكبر خطيئة في تقديري فهو تناول النصوص بدون تجرد أو نزاهة أو موضوعية بحيث يتم من خلال هذا التناول محاولة تقبيح الجميل وتجميل القبيح سواء أكان هذا بقصد ووعي بالفعل أو بدون ذلك ، ولقد رأيت العديد من أمثال هؤلاء ممن يوظف وقته وجهده في مدح ما لا يستحق أو قدح ما لا يستحق تحركه نوازع شخصية وأهداف مصلحية ليس اقلها الابتزاز المالي أو الأدبي. بل لقد سمعت أكثر من شخص يقدم نفسه ناقدا التفاخر بأنه قادر على أن يجعل أجمل النصوص مشوها وأن يجعل أسوأ النصوص جميلا وومميزا وكفى بهذا سوءا وخطيئة.

    وأما أحد أهم معضلات التناول النقدي بعيدا عن المصلحية والتناول المأجور إنما يتلخص في وقوع الناقد في إشكالية تناول النص من زاوية رؤيته المحضة ومن خلال لغته هو ومفاهيمه هو فيجعل يقدح في كل لفظة وفي كل معنى ليس إلا لأنه فاق فهمه أو تجاوز قدر وعيه أو مستوى ملكاته أو لأنه غفل أن لكل أديب أسلوبه ولغته التي لا يجوز للآخر أن يعيبها لأنها لا تشبه لغته وإنما على الناقد أن يتناول النص بتجرد ومهنية ويطبق الأساليب والمناهج النقدية مراعيا اختلاف اللغة بينه وبين صاحب النص ومراعيا الحالة الشعورية والرؤية التي ينطلق منها صاحب النص فالناقد ليس حكما يسفه أو يشوه بل مرآة صقيلة عليها أن تعكس الصورة بكل أبعادها ألوانا وظلالا وأن يمارس الناقد دوره في قراءة واعية وكاشفة للنص ولا يضير أن يضمنها جزءا من شخصيته الأدبية ولكن دون مصادرة شخصية صاحب النص فهو الأحق بهذا خصوصا وأن النقد لا يوجه عادة إلا للنصوص المميزة وليس المبتدئة أو حتى العادية فتلك لا تمثل قراءة نقدية بل تنقيحية أو ما شابه والفرق بين الأمرين كبير.

    أشكر لك ما تقدمت به والذي أوافقك فيه تماما وأرجو أن يتسع صدرك لما أضفت من ملاحظات عملية أكثر منها علمية لتكتمل الصورة.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. النقد وفلسفة النقد
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-12-2021, 02:29 AM
  2. الخطأ الأول....
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-06-2014, 10:02 AM
  3. اكتشف الخطأ وصوبه!
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 12-12-2012, 11:31 AM
  4. مقاييس النقد اللغوي .. من "النقد اللغوي في تهذيب اللغة للأزهري" حمدى عبد الفتاح السيد
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 11:41 AM