أحدث المشاركات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 35

الموضوع: نقوش على جدار التاريخ

  1. #11
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    أختيار جميل وقصيدة ساحرة ما أكثر ما ندندن بما نحفظ من أبياتها

    إنما تساءلت هنا استفهاما وليس استنكارا:
    فيم كان اختيارك للعنوان؟؟

    دمت مبدعا
    أهلا برائعة الواحة

    هذه قصائد إن لم تكن في ذاكرة طالب الشعر , فاته من الخير الشعري الكثير ..
    في ذلك كان اختياري للعنوان .

    احترامي و تقديري

  2. #12
    الصورة الرمزية مرشدة جاويش أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 467
    المواضيع : 36
    الردود : 467
    المعدل اليومي : 0.10

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
    (1)


    الحصري القيرواني


    علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن. من شعراء العصر الأندلسي توفي سنة 488 هـ / 1095 م
    شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.

    يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
    رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
    فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
    كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ خَوْفُ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
    نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
    وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
    صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ
    صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
    يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ
    فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ
    كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ
    يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ
    خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ
    إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ
    بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ
    مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ
    لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ
    وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
    يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ
    يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
    مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ
    بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ


    قصيدة على المتدارك , و هي من عيون الشعر العربي ومن القصائد الخالدة التي نُقشت على جدار ذاكرة التاريخ
    نقل رائع وانتقائية موفقة
    وكثيرا ماتراودنا ألحانها
    إنها من عيون الشعر
    سلمت
    تحاياي
    انظروا فتنتي تترامى صارت الشمس عنقاء كوني
    انظروها كغيمة ورد وسألوا عاهل الشهد أيني

  3. #13
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 2,235
    المواضيع : 384
    الردود : 2235
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي


    أخي وأستاذي الكريم

    آمل أن يروقك والقراء الكرام نشر هذه البهية للشاعر محمود غنيم في رحاب صفحتك الوضاءة هذه:


    مالي وللنجمِ يرعاني وأرعاهُ أمسى كلانا تعافُ الغمـضَ جفنـاهُ
    لي فيك ياليلُ آهاتٌ أردِّدُهـا أوّاهُ لـو أجـدت المحـزونَ أوّاهُ
    لا تحسبنّي محبّاً يشتكي وصباً أهونْ بما في سبيـل الحـبِّ ألقـاهُ
    إني تذكّرتُ والذكـرى مؤرّقـةٌ مجـداً تليـداً بأيدينـا أضعنـاهُ
    أنّى اتجهت للإسلام في بلد تجـدْه كالطيـر مقصوصـاً جَناحـاهُ
    ويحَ العروبة كان الكونُ مسرحَها فأصبحتْ تتوارى فـي زوايـاه
    كم صرّفتْنا يدٌ كنا نصرّفهـا وبـات يحكمنـا شعبٌ ملكنـاهُ
    كم بالعراق وكم بالهند ذو شجن شكا فردّدت الأهرامُ شكـواه
    بني العمومة إن القرح مسّكمُ ومسّنا نحـن فـي الآلام أشبـاهُ
    يا أهل يثربَ أدْمت مقلتيَّ يدٌ بدريـةٌ تسـأل المصـريَّ جـدواه
    الدينُ والضاد من مغناكم انبعثا فطبّقا الشـرقَ أقصـاه وأدنـاه
    لسنا نمدّ لكم أيمانَنـا صلـةً لكنمـا هـو دَيْـنٌ مـا قضينـاه
    هل كان دِيْنُ ابنِ عدنانٍ سوى فلقٍ شَقّ الوجودَ وليلُ الجهل يغشاه
    سلِ الحضارةَ ماضيها وحاضرَها هل كان يتصلُ العهدان لـولاه
    هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها فكلما حاولـوا تشويههـا شاهـوا
    هل تطلبون من المختار معجزةً يكفيه شعبٌ من الأجداث أحيـاه
    مَنْ وحّد العرْبَ حتى صار واترُهم إذا رأى وَلـَد الموتـور آخـاه
    وكيف كانوا يداً في الحرب واحدةً مَن خاضها باع دنياهُ بأخـراه
    وكيف ساس رعاةُ الأبل مملكةً ما ساسها قيصرٌ من قبـلُ أو شـاهُ
    وكيف كان لهم علمٌ وفلسفةٌ وكيف كانت لهـم سُفْـنٌ وأمـواه
    سنّوا المساواةَ لاعُرْبٌ ولا عجمٌ ما لإمـرئ شـرفٌ إلا بتقـواه
    وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم فليس للفـرد فيهـا مـا تمنـاه
    ورحّب الناسُ بالإسلام حين رأوا أن الإخاء وأن العـدلَ مغـزاه
    يا من رأى عمراً تكسوه بردتُه والزيتُ أدم لـه والكـوخ مـأواه
    يهتز كسرى على كرسيِّه فرقاً من بأسه وملـوك الـروم تخشـاه
    سلِ المعالي عنـا إننـا عـربٌ شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه
    هي العروبة لفظٌ إن نطقتَ به فالشرق والضاد والإسـلام معنـاه
    استرشد الغربُ بالماضي فأرشده ونحن كان لنـا مـاضٍ نسينـاه
    إنا مشينا وراء الغرب نقبسُ مـن ضيائـه فأصابتنـا شظايـاه
    بالله سلْ خلف بحر الروم عن عربٍ بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثب فسائل الصرحَ أين المجدُ والجـاه
    وانزلْ دمشقَ وخاطبْ صخرَ مسجدها عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
    وطُفْ ببغدادَ وابحثْ في مقابرها علّ امرءاً من بني العبـاس تلقـاه
    هذي معالمُ خرسٌ كلُّ واحدة منهنّ قامت خطيبـاً فاغـراً فـاه
    إنى لأشْعر إذ ْأغشى معالمهـم كأننـي راهـبٌ يغشـى مُصـلّاه
    الله يعلم ما قلّبتُ سيرتهـمْ يومـاً وأخطـأ دمـعُ العيـن مجـراه
    أين الرشيد وقد طاف الغمامُ به فحيـن جـاوز بغـداداً تحـداه
    ملْكٌ كمُلك بنى "التاميز" ما غَرَبت شمسٌ عليه ولا بـرقٌ تخطـّاه
    ماضٍ تعيش على أنقاضه أممٌ ونستمد القوى من وحـي ذكـراه
    لا دَرَّ درُّ امرئٍ يطري أوائلَه فخراً ويطرقُ إن ساءلتـَه مـا هـو
    ما بال شملِ شعوب الضاد منصدعٌ رباه أدركْ شعوبَ الضاد ربـّاهُ
    عهد الخلافة في البسفور قد درستْ آثارُه طيّب الرحمـنُ مثـواه
    تاجٌ أغرُّ على الأتراك تعرضـه مـا بالنـا نجـد الأتـراكَ تأبـاه
    ألم يروْا: كيف فدّاه معاويةٌ وكيـف راح علـيٌّ مـن ضحايـاه
    غالَ ابنَ بنت رسول الله ثم عدا على ابن بنتِ أبى بكـر فـأرداه
    لما ابتغى يدَها السفاح أمهرها نهراً من الدم فـوق الأرض أجـراه
    ما للخلافة ذنب عند شانئها قد يظلم السيفَ من خانتـه كفـاه
    الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحه ومن يرمْهُ بحـدّ السيـف أعيـاه
    يا رُبَّ مولىً له الأعناقُ خاضعةٌ وراهبُ الدّير باسم الدين مـولاه
    أني لأعتبر الإسلامَ جامعـةً للشـرق لا محـض ديـنٍ سنّـه اللهُ
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقـةً كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خلايـاه
    دستوره الوحي والمختار عاهله والمسلمون وإن شتـّوا رعايـاه
    لاهمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعاً فامننْ علينا براعٍ أنـت ترضـاه
    راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتـَه يرعـى بنيـه وعيـنُ الله ترعـاهُ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد البياسي ; 07-03-2011 الساعة 10:58 PM

  4. #14
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    شكرا لك أخي الكريم على هذه الخريدة
    وشكرا على جهدك الطيب

    من بعد اذنك , لقد نسقتُها , و شكلتُها ..

    تقبل كل احترامي و محبتي

  5. #15
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    (3)

    دوقلة المنبجي


    الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة
    ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها
    ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة
    وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي
    وخلاصة القول إن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.

    هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
    درسَ الجَديدُ جَديدُ مَعهَدِها فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
    مِن طولِ ما يَبكي الغمامُ عَلى عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
    وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ وَيَكُرُّ نَحسٌ بعدهُ سَعدُ
    تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً ولَها بِمَورِ تُرابِها سَردُ
    فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
    فَوَقَفت أسألها وَلَيسَ بِها إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
    وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
    فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
    أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو
    لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما خُلقتْ إِلّا لطولِ تلَهُّفي دَعدُ
    بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديمَ .. الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ
    وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
    فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌّ والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
    ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
    وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
    وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
    بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ
    وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ أقنى و خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
    وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ شَهدُ
    والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ تعطو إذا ما طالها المَردُ
    وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
    وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ
    وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ
    وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
    وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت بيضُ الرِياطِ يَصونها المَلدُ
    وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
    وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
    فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
    وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
    وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
    وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
    إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
    قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
    لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
    إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
    وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
    وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ ولَم يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
    نختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
    أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
    فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأ وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
    هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
    وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
    بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ وَعَلى المكاره باسلٌ جَلدُ
    مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
    فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
    آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
    هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
    وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
    ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
    أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
    وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ فكأنّما ما مَسَّكَ الجَهدُ
    وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
    أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
    فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
    لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
    يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
    أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ


    قصيدة على .. الكامل - أحذ مضمر ..وهي اسطورة من اساطير العرب في الشعر

  6. #16
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    (4)
    تأبّط شرّاً


    ثابت بن جابر الفهمي المُضَري
    من مشاهير صعاليك العرب ومن فرسانهم العظام
    كان اذا عدا يسبق الفرس
    كان رفيقاً وصهراً للشنفرى شُمْس بن مالك الأزدي
    من مشاهير الصعاليك أيضاُ و صاحب قصيدة لامية العرب الصاعقة الشهيرة .
    رجلان اسطوريان , كل منهما كان طامة كبرى في الفروسية و في الشعر .

    يَا عَيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طرَّاقِ
    يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفياً نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ
    إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ
    نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي
    لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاق
    كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ
    لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ
    حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ
    ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق
    لكنَّما عَوَلِي إن كنتُ ذا عولٍ على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ
    سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ
    عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ
    حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَندِيَةٍ قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ
    فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ
    كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ
    وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزةٍ ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ
    بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ
    لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ
    بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ
    بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ
    يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ به من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ
    عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عَذَلي
    أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَةٍ فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ
    سدِّد خلالكَ من مالٍ تُجمّعهُ حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِ
    لتقرَعِنَّ عليَّ السِّنَّ من ندمٍ إذا تذكَّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي


    قصيدة على البسيط , و هي اسطورة من اساطير الشعر العربي و من قصائده الخالدة

  7. #17
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    المُنخَّل اليَشكُري


    شاعر جاهلي من ندماء الملك النعمان بن المنذر


    إنْ كنتِ عاذلتي فسِيري نحو العراقِ ولا تحُوري
    لا تسألي عن جلِّ مالـي وانظري حسبي وخيري
    واذا الريـاحُ تكمشـت بجوانب البيـت الكسيـر
    ألفيتَني هـشَّ اليديـن بمَريِ قِدْحي أو شجيري
    وفـوارسٍ كـأُوارِ حَـرِّ النارِ أحـلاس الذكـورِ
    شـدّوا دوابـرَ بِيضِهـم في كل محكمـةِ القتيـرِ
    واستـلأمـوا وتلبـبـوا إنّ التلـبـبَ للمغـيـرِ
    وعلى الجياد المضمرات فوارسٌ مثـلُ الصقـورِ
    يخرجن من خلل الغبـار يجِفـن بالنِّعـم الكثيـرِ
    أقررتُ عيني من أولئـك والفـوائـحِ بالعبـيـرِ
    يرفلن في المسك الذكيِّ وصائكٍ كدمِ النّحيرِ
    يعكفـن مثـل أســاود التنّومِ لم تعكـفْ بـزورِ
    ولقد دخلتُ على الفتـاة الخدرَ في اليوم المطيـرِ
    الكاعبِ الحسناءِ ترفـلُ في الدّمقسِ وفي الحريرِ
    فدفعتُـهـا فتـدافـعـتْ مشيَ القطاة الى الغديـرِ
    ولثمتـُهـا فتنـفـسـتْ كتنفس الظبـي الغريـرِ
    فدنتْ وقالت يـا منخـّلُ ما بحسمك مـن حرورِ
    ما شفَّ جسمي غيرُ حبِّك فاهدئي عنـي وسيـري
    وأُحبـهـا وتحـبـنـي ويحب ناقتَهـا بعيـري
    يا رُبَّ يومٍ للمنخّل قد لها فيه قصيرِ
    ولقد شربتُ من المدامـةِ بالصغـيـر وبالكبـيـرِ
    فـإذا انتشيـتُ فإنـنـي ربُّ الخوَرْنقِ والسديـرِ
    واذا صحـوتُ فإنـنـي ربُّ الشُّويهـة والبعيـر
    يـا هنـدُ مـَن لمتـيـمٍ يا هندُ للعانـي الأسيـرِ
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد البياسي ; 22-03-2011 الساعة 05:29 AM

  8. #18
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    لامية العرب
    الشنفرى


    توفي نحو 70 قبل الهجرة
    وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى
    وهو من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً
    وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم بسالة و فروسية .



    أقيمـوا بنـي أمّي ، صدورَ مَطِيكم
    فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
    فقـد حُمّت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ
    وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
    وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى
    وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
    لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
    سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
    ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
    وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
    هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ
    لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
    وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني
    إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
    وإن مُدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
    بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
    وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ
    عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
    وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً
    بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
    ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ
    وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ
    هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها
    رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
    إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها
    مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ
    ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
    مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ
    ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ
    يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
    ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ
    يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ
    ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ
    ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ
    ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
    هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
    إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي
    تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
    أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ
    وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ
    وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
    عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
    ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ
    يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
    ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي
    على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ
    وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
    خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
    وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
    أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ
    غدا طاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً
    يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ
    فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ
    دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
    مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها
    قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ
    أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
    مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ
    مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
    شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
    فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
    وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ
    وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ
    مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
    شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
    ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ
    وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلّها
    على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْملُ
    وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ بعدما
    سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ
    هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا وأسْدَلَتْ
    وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
    فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
    يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
    كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ
    أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ
    توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها
    كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
    فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
    مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
    وآلف وجه الأرض عند افتراشها
    بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ
    وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ
    كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ
    فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ
    لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !
    طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ
    عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ
    تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها
    حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
    وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ
    عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ
    إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها
    تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
    فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً
    على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ
    فأني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه
    على مِثل قلب السَّمْع والحزم أنعلُ
    وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما
    ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
    فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
    ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
    ولا تزدهي الأجهال حِلمي ولا أُرى
    سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
    وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها
    وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
    دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي
    سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
    فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
    وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
    وأصبح عني بالغُميصاءِ جالساً
    فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ
    فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
    فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
    فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ
    فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ
    فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً
    وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
    ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ
    أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ
    نَصبْتُ له وجهي ، ولا كنَّ دُونَهُ
    ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
    وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
    لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ
    بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ
    له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
    وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
    بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ
    وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً
    على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
    تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي ، كأنَّها
    عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
    ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي كأنني
    مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ

    غنية عن التعريف , اسطورة شعرية على الطويل
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد البياسي ; 23-03-2011 الساعة 09:50 PM

  9. #19
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    العصماء


    للفرزدق

    قالها في زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين
    .


    هـذا الـذي تـعرف البطحاءُ وطأتَه
    والـبيتُ يَـعرِفه والـحلُّ والـحرمُ
    هـذا ابـنُ خـيرِ عـبادِ الله كـلِّهمُ
    هـذا الـتقيُّ الـنقيُّ الـطاهرُ العَلَمُ
    هـذا ابـنُ فـاطمةٍ إن كنتَ جاهِلَهُ
    بـجَـدِّه أنـبـياءُ الله قـد خُـتِموا
    ما كان قولُك مَنْ هذا بضائره
    العُرْبُ تعرف مَنْ أنكرتَ و العجمُ
    هــذا عـلـيٌّ رسـول الله والـدُه
    أمـسَتْ بـنور هـداه تـهتدي الأممُ
    إذا رأتــه قـريـشٌ قـال قـائلها
    إلـى مـكارمِ هـذا يـنتهي الـكرمُ
    يـكـاد يُـمـسكه عـرفانَ راحـته
    ركـنُ الـحطيم إذا ما جاء يستلمُ
    الله شــرّفـه قِـدْمـاً وعـظّـمه
    جـرى بـذاك لـه فـي لوحِه القلمُ
    يُـنمى إلـى ذُروة العزّ التي قصُرَتْ
    عـن نـيلها عَـرَبُ الإسلامِ والعجمُ
    مـشتقّةٌ مـن رسول الله نبعتُه
    طـابت مغارسه والخيم والشيمُ
    يـنشقّ ثـوبُ الدجى عن نور غُرّته
    كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظُّلمُ
    يُـغضي حـياءً ويُغضى من مهابته
    فـمـا يُـكـلّمُ إلاّ حـيـن يـبتسمُ
    مـا قـال لا قـطُّ إلاّ فـي تـشهده
    لـولا الـتشهد كـانت لاءَه نَعمُ
    عـمّ الـبريةَ بـالإحسان فـانقشعت
    عـنها الغياهبُ والإملاقُ والألمُ
    كـلـتا يـديه غـياثٌ عـمّ نـفعُهُما
    يُـستوكَفانِ ولا يَـعْروهما عَدَمُ
    سـهل الـخليقة لا تُـخشى بـوادره
    يَـزينه اثـنانِ: حُسنُ الخُلْقِ والكرمُ
    لا يُـخلف الـوعدَ مـيمونٌ نـقيبتُهُ
    رحب الفِناء، أريب حين يعتزمُ
    حـمّـال أثـقالِ أقـوامٍ إذا فُـدِحوا
    حُـلْوُ الـشمائل تـحلو عـنده نِـعَمُ
    هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة أزمَتْ
    والأُسـدُ أسـدُ الشَّرى والبأس مُحتدِمُ
    لا يُـنقص الـعسرُ بـسطاً من أكفّهمُ
    سـيانَ ذلـك إن أثْـرَوا وإن عَدِموا
    مِـنْ مـعشرٍ حـبُّهم دِيـنٌ وبغضُهمُ
    كـفرٌ، وقـربُهمُ مـنجى ومُـعتصَمُ
    مُـقـدَّم بـعـدَ ذِكْـر الله ذِكـرُهمُ
    فـي كـل بـدء ومـختومٌ بـه الكَلِمُ
    إن عُـدّ أهـلُ الـتقى كـانوا أئمتَهم
    أو قيل مَنْ خيرُ أهل الأرض قيل: هُمُ
    لا يـسـتطيع جـوادٌ بـعد غـايتهم
    ولا يُـدانـيهمُ قــوم وإن كـرموا


    يقول ابن خَلِّكان في أعيانه: « وتُنسَب إلى الفرزدق مكرمة يرجى له بها الجنّة ».
    وهي أنه لما حج هشام بن عبدالملك، فطاف وجَهِد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم يقدر
    عليه من كثرة الزحام، فنُصِب له منبر وجلس عليه، ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام.
    وفيما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وكان من أحسن الناس وجهاً
    وأطيبهم أرجاً، فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر، تنحّى له الناس، وانشقت له الصفوف، ومكّنته من استلام الحجر،
    فقال رجل من أهل الشام: منْ هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟! فقال هشام : لا أعرفه
    ( مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ). وكان الفرزدق الشاعر حاضراً، فقال: أنا أعرفُه!
    فقال الشاميّ: مَن هذا يا أبا فراس ؟ فقال الفرزدق قصيدته الشهيرة العصماء.
    فلما سمع هشام هذه القصيدة، غضب وحبس الفرزدق،
    فأنفذ إليه الإمام علي بن الحسين عشرين ألف درهم،
    فردّها وقال: مدحتُكم لله تعالى لا للعطاء،
    فقال الإمام رضي الله عنه:
    إنّا أهل البيت، إذا وهبنا شيئاً
    لا نستعيده،
    فقَبِلها.

    و الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس (38 -110 هجري) ,
    من فحول الشعراء في العصر الأموي , و كان هو و أبوه و جده من سادات العرب و أشرافهم .
    قال أهل اللغة : لولا الفرزدق لضاع ثلث العربية . ومع أن هذا القول مبالغ فيه,
    إلا أنه يعطي فكرة عن مكانة هذا العَلَم في الشعر العربي .



    قصيدة على البسيط , وهي فعلاً اسطورة من أساطير الشعر العربي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد البياسي ; 23-03-2011 الساعة 09:46 PM

  10. #20
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    فتح عمورية

    لأبي تمام الطائي


    حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، كنيته أبو تمام، أحد كبار الشعراء في العصر العباسي،
    قال عنه ابن خلكان " أخذ في تحصيل الشعر فحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة غير القصائد"،
    كما يقول عنه الباحثون في فنه: إن ديوانه ينبئ بإطلاعه العميق على القرآن الكريم وكتب التاريخ والفقه والنحو.
    ولد في "جاسم" وهي إحدى القرى القريبة من دمشق عام 188هـ - 803م ، ويمتد نسبه إلى قبيلة طيء.

    وقصيدته الأسطورة هذه , كانت في الخليفة العباسي المعتصم بالله
    يوم فتح عمورية بسبب القصة الشهيرة للمرأة المسلمة التي نقل عنها الركبان انها استغاثت بالمعتصم يوم أسرها ونادت:
    وامعتصماه !


    السَّيْفُ أَصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
    في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
    بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في
    مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
    والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً
    بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
    أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
    صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
    تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً
    لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
    عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً
    عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
    وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ
    إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
    وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً
    مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
    يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
    ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
    لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه
    لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
    فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ
    نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
    فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ
    وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
    يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ
    عنكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
    أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ
    والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
    أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا
    فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
    وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا
    كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
    بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ
    ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
    مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ
    شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
    حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا
    مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
    أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً
    منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
    جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة
    ِ إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
    لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ
    كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
    كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ
    قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
    بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه
    لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
    لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها
    للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
    غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى
    ً يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
    حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ
    عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
    ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ
    وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
    فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ
    والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
    تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها
    عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
    لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على
    بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
    ما ربعُ ميَّة َ معموراً يطيفُ بهِ
    غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
    ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ
    أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
    سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها
    عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
    وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ
    جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
    لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ
    لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
    تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ
    للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
    ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ
    يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
    لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ
    إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
    لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا
    منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
    رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها
    ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
    مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا
    واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
    وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ
    للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
    أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها
    ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
    إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ
    دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
    لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ
    كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
    عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ
    بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
    أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً
    وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
    حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً
    ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
    لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ
    والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
    غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها
    فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
    هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ
    عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
    لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ
    على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
    إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها
    يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
    وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ
    بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
    أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى
    يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
    موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ
    مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
    إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ
    أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
    تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
    جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
    يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ
    طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
    ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ
    حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
    والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ
    تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
    كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ
    وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
    كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها
    إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
    كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً
    تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
    بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ
    أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
    خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ
    جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
    بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها
    تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
    إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ
    موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
    فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا
    وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
    أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ
    صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ




    على البسيط- و هي أغنى عن التعريف

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نقوش على الجدار العربيّ
    بواسطة إكرامي قورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 02:49 AM
  2. نقوش على جذع نخلة (1)
    بواسطة يحيى السماوى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-11-2006, 08:17 PM
  3. نقوش على جدار قلب الوطن
    بواسطة د. فوزى أبو دنيا في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-11-2006, 02:43 AM
  4. نقوش على جدار الزمن
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-08-2005, 12:24 PM