ثارت الأفكار .. هاجت الخواطر .. استليت قلمى لأسر الخواطر والأفكار المتوهجة فى معتقل أوراقى قبل هروبها من جمجمتى فلا أجدها .
وقفت تتأفف وتتأوه وتعلن التمرد ، وتذكرنى بالخادمة التى تزوجتها وملت بيت سيدها المشغول عنها دائما بالعمل والقراءة وكتابة قصصه ..فقد كرهت القراءة بعد شغفها بها سابقا .. تناصب الكتب وحتى الصحف والمجلات الفنية العداء .. تعتبرها ضرتها وتطالبنى بالمساواة بينهما وإلا كانت واحدة ، فلن استطع المساواة مهما حاولت .. أما هى أم قصصى التى لا تجود بأى عائد مادى سوى المجد الأدبى والمعنوى الذي أدعيه مستنزفا بعض دخلنا غير الكافى . أحاول إعارتها بعض من الوقت مضحيا ببعض الهاربين من سجن سطورى .. تناقشنى فى نوعية الغذاء الذى أريده غدا ، ومطالب مادية جديدة غير متوفرة كالعادة .. إجابات مقتضبة لمشتت الفكر مع الخواطر الهاربة .. فتملنى فاقدة الأمل فى ثرثرة وكلام الخطوبة الجميل وغزلى فى بطلات قصصى .. تتركنى للمطبخ بعد اتهامي بالخيانة معهن.
أهرع متحسسا طريق الأفكار الهاربة .. أهز جمجمتى فلا أجدها مختبئة فيها .. أحاول جاهدا استنساخها من مصدرها ،فيبدو مسخ كريهة لا يمت للهارب بصلة .. فتعنفنى موهبتى بدخولى سجن الزوجية بإرادتى . أحاول تعديل خطة جينوم المسخ ، فتتولد كائنات معيبة وراثيا لا تعادل جمال الفراشات الهاربة بلا عودة.