أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: المتآكل

  1. #1
    الصورة الرمزية السيد سعيد علام قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 14
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي المتآكل

    - مم يتكون الماء ؟
    = حارق ومحترق !.
    - هل تعرف أحمد زويل ؟
    = وهل يطفئ الماء حرائق الصوديوم ؟! .
    * * *
    أثرته تلك الورقة التى يرفعها الصغير بيده بعيداً عن الزحام والناس فى الأتوبيس، وذلك القلق الذى يبدو عليه وجهه وهو يتحدث مع أمه.. استطاع اختراق شغفه للمعرفة فوجده جدول امتحان الصف الثالث الابتدائي .. رغما عنه سقطت شعاع عينيه على قدمه المنهكة بما تحمل من أوراق قديمة يدور متسولا بها ، تتضمن تقدير جيد جداً لبكالوريوس العلوم .. طافت ذاكرته إلى سبعة أفواه فى حجرة بقرية يفاخرون بتفوقه وبلقب دكتور جامعى بعدما حالت ظروفه المادية الالتحاق بكلية الطب .. يحلم براحة والده ومساعدة أخوته فى تعليمهم ، ويتزوج بمن ارتبطت بتفوقه ومستقبله .. متعادل نفسياً لا يميل نحو الأقطاب النفسية حتى عند المؤثرات .. ترتسم على وجهه تلك الابتسامة الهازلة التى يجيدها الفقراء المتفوقون علمياً .. أخفاها حتى تمنحه الثقة التى ما تنفك به أساريرهم .. اختفت تلك الابتسامة نهائياً يوم نتيجة البكالوريوس عندما وجد ترتيبه الثانى لأول مرة بعد ابنة العميد التى تتذيل الترتيب فى السنين السابقة ، وتعديل شروط التعيين بالجامعة لصالحها .. سنوات تفوقه ضاعت بلا طائل لاقتناص فرصة وظيفة الجامعة والمستقبل المامؤل، إلا إن الحظ القواد يحب ألاماكن الملونة ذات الألوان الساطعة والفساتين العارية والرجال الذين يزدادون فحولة عندما أيديهم ما فى جيوبهم من ثروات ، ويحيا منذ ابعد حدود فى الذاكرة تحت مستوى الفقر .. يقطع ذكرياته تصريح فى راديو الأتوبيس عن توافر وظائف وأماكن لكل العائدين من الخليج تضرراً من حرب تحرير العراق !! .. يعقبه مشادة بين المحصل وسيدة ريفية ترفض العشر قروش الورقية كباقى لأجرتها ، وتجادله فى شرعية تداولها بين الناس وتطالب بغيرها معدنية لا تتلف فى كيس نقودها .. حتى تبرع أحد الركاب بتبديلها ، وشرع فى نصحها بصوت منخفض:
    - ما تقوليش كده يا حاجة دى فيها قضية امن دولة .
    عندئذ يسقط نظره على خبر يزيل الصفحة الأولى من صحيفة المعلم عنتر الأمى .. إلا انه يحرص على شرائها يوميا ويضعها إمامه وهو يرضع الشيشة ، واقتنصها لإعلان الوظيفة الخالية بها :
    - فشل المفاوضات بين الحكومة والهاربين بأموال القروض البنكية إلى الخارج ! .
    يتوقف سائق الأتوبيس إمام مشهد أسال شفقة كل الركاب متناسين جور توقفه على أنجاز مصالحهم .. احد أفراد قطيع أبو قردان الذى فر من على الأشجار المذبوحة صدمته احد العربات المسرعة ، فسأل دمه على الطريق وتجمع حوله باقى القطيع ينتحبونه .. تلاقت عيونه الشاحبة من زجاج الأتوبيس المغبش بعيون مزدانة عربة فاخرة .. يتمايل ركابها على أحدث الاغانى الشبابية ، بعدما استطلعوا الأمر صاح احدهم فى زميله:
    - دوس يا ميدو .. بلا قرف إحنا ناقصين فقر.
    يصل الأتوبيس لمحطته ولمحطته حجرة السطوح فى احد عمارات بولاق .. مارا على مشادة بين مقاول ومهندس لاختزال كمية الحديد والأسمنت فى الخرسانة .. لم يلبث إن وأد الصراع مع عودة المهندس متخمة جيوبه ، وإمام مسجدهم يرفض دعوة المصلين المهرولين للحاق بصلاة الظهر جماعة بدلا من كرسى القهوة .. متعللا بان الظهر ليس من تخصصه والذى يبدأ عصراً ، وشرع فى أكمال دور الطاولة .. تشمله الدهشة وتكتمل بمنظر محمد بعد إن أفرج عنه ، بعدما أعلن توبته عن الأفكار الدينية المتطرفة .. حليق الذقن ، يرتدى الجينز وسلسلة والوكمن لا يفارقه .. لا يترك امرأة إلا وغازلها .. بعدما راجع تواريخ صلاحية أفكاره ، والحلم المجهض فى رحم الشعارات .
    * * *
    - ماذا عجل بنهاية عمر أبيك ؟
    = الخصخصة .
    * * *
    من خلف مكتبه الفخم – الذى اقتحمه – ونظارته السوداء والتى خلعها حتى يراه .. فلما خبر بمراده وشخصيته حتى حدجه بنظرة متقدة من وجهه العابس ، ولفظه أمره الباتر من رحم غرفته المكيفة الى باب الحياة الذى يأبى إن يفتح له .. وعندما ضاعت طاقة إثارته بالأمل والرغبة فى انتزاع حقه .. غمرته سحابة الاحباطات .. فما عاد عدد كم رئيسى أو حتى فرعى أو ثانوى فى جزئ مادة الحياة ، ولا عنصر نادر فى جدول المتفوقين الذى عامله الحافز وتحصيله فوق المشبع هو التحاقه بسلك التدريس فى الجامعة .. ثمان سنوات مريرة مرت .. فما أقسى إلا يكون لك بداية فى الحياة !!.. مجرد بداية تحول خريج متفوق لكهل نضج على نار اليأس .. متأصل لشخص لا يمت لنفسه وأفكاره القديمة بصلة .. اختزل الأمل فى تفاعلات مستقبله فى معمل الحياة .. فعل يرفع راية العصيان ام يمارس ثورته الصماء فى نواه دائرة فخاخه ، ويتسع المنفى الداخلى ؟ .. وكيف السبيل كى ينتصر على هذا الفقر المتوارث من الأجداد ويعض عليه الأحفاد بالنواجذ ؟
    * * *
    - ما هى علاقتك بالعجوز ؟!
    = لا اعرفه قبل هذه اللحظة.
    - إذا لماذا قتلته ؟!
    * * *
    يحتاج لاى مورد رزق يقتات به ويدفع منه إيجار غرفته .. كان محل الكشرى أخر الأعمال المهينة لطموحه ودراسته .. المعلم عنتر ساخراً لقبه ( محسن بتاع الكيما ) .. يوكل إليه إعمال المحل المهينة بدلا من يفك الخط .. سوت المسجل دائما عاليا باغنية :
    الكيمى كيمى كام.. الكيمى كيمى كم .. غنو للكيميا ياهووه
    لا يعبا إن تعلو ضحكته العالية - التى يمقتها – قائلا:
    - دا واد مؤهلات غلبان .. مش لاقى اللضى ، وبيصعب علىّ .. أتعمى من كتر القراية وقال إيه الالفا .. واقل صنايعى عندى أحسن منه .. يا ما نصحته يبعد عن إعلانات وظايف الجرايد اللى تعبه صحته .
    يستلذ بتدمير قلاع الرضا الزاهد من الأعوام المسروقة من حياته المريرة وترويض ذرات تمرده .. تاق لممارسة الحب سنين – تحسب بالفيمتو ثانية – ولا تخبث رجولته ويصاب بخلل مؤكد.. أحيانا تفسد رغبته فى التسامى على نزع جسده المستثارة .. ارث دينى عميق خلفه ، ترك من اجله العمل بالسياحة .. فلا يقدم الخمور وجسده للئام ، ويتجاهل مشاغلة زوجة صاحب العمارة العجوز منجذبة لشبابه وشعر جسده الكثيف وجسدها العاطش .. المتنافر مع ذكرى رجولة زوجها.
    * * *
    - لماذا قتلت العجوز ؟
    = لأجد عند من حرمنى طعامى ونومى .
    - هل يعنى حملك السكين معنى الترصد به ؟
    * * *
    كانت ديناميكة اللحظة الأخيرة ما بين التجاذب والتنافر كمن تسلق جبالا من الطاقة لمجابهة قشرة الصدأ المتغلغلة فى أقطار حديد مقاومته المجلفن .. تآكل الحديد وخبث .. تكاثفت الاحباطات فى بناء تصاعدى حتى الكتلة الحرجة .. كسرت كل الروابط فى بنية الإحداث فى تفاعل انشطاري متسلسل لبوليمرات الإحداث المريرة التى مر بها فجعلتها شديدة التعقد وهو يدور فى مدارات حلزونية لاحباطاته .. غاص فى وادى الزحام .. يهرب الناس من منظره الرث كالمجزوم .. تستعبده الخطوات ، يستهلكه الوقت .. يركل كل شئ إمامه معلنا الانتصار عليه .. مل الأمل وانتعال الخيال ، مل حتى اليأس .. مل كل شئ .. هائما لا يستطيع التنبؤ بموضع أقدامه ، ولا حاصل نواتج تفاعلات نفسه الطردية ، وهو يشعر بتجمد إطرافه كهدرجة الزيت حتى وجده بكهولته التى لم تردعه عن صبغ شعره ، فلا يرى لونه المتمم .. يحرك يده بسلسلته الذهبية ، يطارد الشابات بملابسهن الشفافة كقشر العنب .. يدعوهن لشقته الفاخرة، وأشعة الشمس الراحلة تنعكس على رزمة المئات التى وضعها فى جيبه العلوى بشكل لافت للنظر .
    لم يدرى لماذا تذكرها ؟ .. ولماذا كان يحملها؟ .. واى عدو يخشاه يحملها له أم خشية المتسكعين والمخمورين الطامعين فى جسده أو فى رجولته والكلاب المسعورة ، وهو ينام على الأرصفة وفى الحدائق ، ويلتحف السماء .. لم يشعر إلا وهى تنغرس فى قلبه ويقف مزهواً بما صنع .. طالبا إن يحملوه إلى كسرة خبز لم يذقها منذ يومين وأربع جدران يلقى فيها جسده بلا خوف أو يزين عنقه حبل الخلاص.



  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    الاستاذ سيد علام

    - مم يتكون الماء ؟
    = حارق ومحترق !.
    -؟! .
    مقدمة رائعة لاجتماع الاضاد في الشئ الواحد

    الاكسجين.... حارق ..... الهيدروجين .....محترق كلاهما مركبا واحدا
    تماما كما يوجد الحارق وهو من يشغل مكانا لا يستحقه ..... والمحترق من لا يشغل المكان الذي يستحق في مركب غريب هو المجتمع

    الحديد المكلفن لا يصدأ ولا يتآكل كأؤلئك الذين تحميهم مكانتهم في المجتمع , بينما يتآكل الحديد النقي ويصدأ بالرغم من قوته تماما كما يتآكل المجدون والمجتهدون قهرا حين يركلرونهم خارج دائرة استحقاقهم ذات منافسة غير شريفة

    مدهش ان يصقل علمنا نظرتنا فنقيم مقارنات وعلاقات بينه وبين ما يحدث امامنا بمنتهى الذكاء

    رائعة واكثر
    حماك الله ومن تحب من أي التآكل

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    قصّة رائعة في استعراضها لآفات اجتماعيّة كثيرة
    كانت ديناميكة اللحظة الأخيرة ما بين التجاذب والتنافر كمن تسلق جبالا من الطاقة لمجابهة قشرة الصدأ المتغلغلة فى أقطار حديد مقاومته المجلفن .. تآكل الحديد وخبث .. تكاثفت الاحباطات فى بناء تصاعدى حتى الكتلة الحرجة .. كسرت كل الروابط فى بنية الإحداث فى تفاعل انشطاري متسلسل لبوليمرات الإحداث المريرة التى مر بها فجعلتها شديدة التعقد وهو يدور فى مدارات حلزونية لاحباطاته ..
    أشفقت عليه كثيرا وهو دائر في مدارات الإحباط !
    شكرا لك على هذا النّص_ رغم بعض الإسهاب _ ذي اللغة المعبّرة والحبكة القويّة
    حبّذا لو راجعته قبل النّشر فقد ورد فيه الكثير من الأخطاء اللغويّة والإملائيّة، ووددت لو وضعت الجمل التي وردت باللغة العاميّة بين قوسين ... نصّ كهذا يجب أن يظهر متكاملا
    تقديري وتحيّتي أخ السيّد سعيد

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    نص جميل عميق الفكرة وحذق المعالجة بدخول جميل مشوق ولغة حملت رسالة الكاتب بينة، وسرد جاء على طوله موفقا

    لا أراني بحاجة لتكرار ما وقفت عنده ناقدتنا الكبيرة كاملة بدارنة
    وليتك تعود على النص منقحا

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية السيد سعيد علام قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 14
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي عطش الماء

    فى اربعينى مازلت على قيد الطفولة المتاخمة للمراهقة فى نظرهم .. أتلقى النصائح من الشقيقات الصغيرات المتزوجات من باب تضخم الخبرات يفوق تعدد السنين ، الكل يلقى بدلوه فى جب حياتى المستباح .. يسعوا لبيعى ببخس ألاثمان لاى عابر فاجر/هرم .. شاذ / كناسة الرجال الأزواج .. يوأدونى بكنفه ويرتاحون من ثوراتى وهمومى إلا عمى العقيم حرصا/خشية على عظم المقابر .. رغم أنهن ما بين العزاء الخفى المبطن بالحسد والتصبر على الحرمان من ذل عالم الذكورة الذي ينضح على معالمهن المتبدلة للأسوأ بزيجات فاشلة , وإعلاء قيمة الحرية فى العزوبية التى لم يدروكها إلا بفقدها بقضبان الزوج والأولاد .. فى عالم ذكورى كلما صعدوا درجة فى العمل والمساواة زادت سطوته عليهن ليلا .. رغم إنهن يتوسلن/ يتسولن حقوقهن الشرعية من كلمات الحب والإعجاب بدلا من القهر والاغتصاب .. بالتملك والاعتياد صرن خادمات ومربيات ومرتع للشهوات بلا أجر مادى ولا حتى معنوى .
    كلما طالبت أو حزنت على حرمانى من حقى فى الاحتواء والارتواء، صرت موضع حسد للغافلات .. المهملات لمملكتهن وجنتهن التى احترق شوقا لنيلها .. ليرين افعالى بها ولأهلها , سأكون له فوق ما يتمنى .. فلا ينظر لغيرى مهما زاغت عينيه .. فسأكون له وطنا ارويه بماء عاطفتى .. فيمنحنى دستوراً يشرّع لى حق البقاء بداخله دائما الحياة .. وكل ما أريده إن يحترمنى ولا يهينى أو يهملنى .. يراعى احساسى ويقدر فرط مشاعرى , فبالكلمة الطيبة يأخذ كل ما يريد وفوقه عمرى وبالعند لا يكاد يعرفنى .
    يبدين امتعاضا ، ويقرعانى باستهجان .. فكل من على البر شاطر، وكل ما علىّ العض بالنواجذ على عملى .. فأموال الوظيفة أهم/أأمن من ضل حيطة بعد أب راحل أو أخ مساق .. لكنى على يقين بأن الرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية .. من عرفت كنهه ذاقت زينة الحياة وبهجتها وأدركت نعيم السكن إلى حي من قلب وجوارح وليس إلى ميت من جدران وأسقف وأحلام يقظة ومنام مثلى .. فهو للمرأة سند، وللحياة نعمة، وللبيت عماد وللأنوثة ري، وللأوجاع ستر، وللحاجات سداد وللشدائد فارس ! .. أمامهم اكبح تراقص الأجفان على أنغام الدمعات حتى انفرد بنفسى فى مساءاتى الحزينة بعدما ينام الليل , تنهشنى أنياب الوحدة .. ينفجر بركان البكاء .. أزيح مخلفاتهم من الأقوال والأفعال فلا يشيخ قلبى بالكتمان , إلا اننى لا أقوى على رواسبهم وما تتركه فى النفس من ندوب عميقة .. وألوذ بقناعاتى بالتوحد مع خالقى ورغبتى المستمدة ممن حولى بزيارة بيته , فمن المؤكد ان الله عز وجل يدخر لى مستقبل أفضل لم يحن زمانه وربما آجلة فى جناته .. فبمرور الأيام تتساقط ورقة من أوراق اعتماد حبيب بدرجة فارس أحلام إلى رجل حان حتى صرت أتمن واستجدى رفيق أو ونيس موزعة بين قناعات الاكتفاء والصبر والزهد .. لا يراودنى الا الماء العطن من الرجال هربا من الماء المالح حرمة وكراهة إن يزيدنى شربه إلا عطشا بحثا عن كسرات أو فتات عاطفة من باب المتعة والاحتياج أو انقياد لعيون زائغة / طامعة فى أكثر مما تملك أو تحل له .. فكم صددت وكم نادت رغبات رعشات شوقى , فكبحت جماحها !.
    وأظل متوحدة/منعزلة بين ولادتى ونشأتى القاهرية واقامتى القروية . . اكره كل من يدعونى للتزهد والرهبنة وكأنهم يزفوني للموت رغم قلبى المفعم بالحنان والحب وهناك العديد من أموات القلوب يقيمون فى الأرض فساداً.. يقدر اخواتى وأولادهن وأزواجهن حنانى وتفاعلى فى تربية أولادهم وحل مشاكلهم من خلال زياراتى المغلفة بالهدايا البسيطة ، واستنجاد اخواتى بى فى معضلتهن . . إلا إن اشد ما يؤلمنى نفسيا مداعبات أزواجهن لهن امامى وانفرادهما بالحجرة لأبقى مع الليل وحدى.
    صرت أتلظى بالهجر مراراُ حتى بت أتمنع عن فرح الوصال فرارا من سكرات الهجر المنتظر لأتفه الأسباب . . حتى حرت فى تصنيفها أهو نغم الم أم لغم أمل ..ابرره بدواعى المحيطين وبعض الشواهد وامتطى حصان هواجسى وأسابق الريح فى الظنون , واراني أتداعى وراء شكوك إعمال السحر من الكارهين/المنافسين من وراء أقنعة المحبة حينما تلبس الوجوه الأقنعة الزائفة و تُقبر الفضيلة في محاجر البراءة . . فلم يعد يتبقى لى إلا إن الملم جثث احلامى من على وسادتى صباحا .. ويمر شريط حياتى سريعا فى خيالى : من صغيرة تتطلع للكبار بالتقليد إلى كبيرة تتصاغر بملابس . . تتلقى عليها النقد والاستهجان أكثر من المدح .. يطربها الغزل وان قل وتجددت إغراضه وإلحانه عن عمى العيون الرجالى التى لا ترى جسدى الدقيق المتناسق وقسمات وجهى الجميلة البريئة فلا تكاد معها ترصد سنى الحقيقى ويغرى الكثير من الخطُاب صغار السن بالتودد إلىّ وتلك الجاذبية فى نهر عيونى بلونهما الفريد الجذاب .. ولا ينظروا لسمارى الايزيسى الهادى الباحث عن ازوريسه فى شتى الأنحاء ، وكثير من الوسطاء والمحبين لم تثمر فعليا إلا خطيب فعلى رفضته بطمعه فى سنى فى الماديات . . ومراودة زميل عمل يصغرنى بعامين من بداية التحاقه للعمل , تعلقت واهمة فى الارتباط به دون الإلمام بارتباطه العائلى ، حتى صرت احسد كل من تتشبث بذراع رجل , أو تجر طفل أو من تسأل نوعية جديدة من الأكل للتجديد لزوجها .
    فهل يوجد من يروى للماء عطشها ، وستروا ما يدهشكم ويغير مفهموكم عن الزواج!.. ويا أيها الرجل الذى يسكن فى المحال .. وبين يديك ستهدأ جميع ثوراتى/انهيارتى العصبية .. أنتظرك بشوق عارم .. فى غيابك البعيد تسحقنى الأزمنة .. يغار الليل من الحنين إليك .. ينطفئ الفجر فى اللاحضور.. وتزورنى ابتسامتك بأمل فى نهار سعيد .. لأنتظرك من جديد .. فمن دونك يعطش الماء وتبكي الدموع ويتلوى الألم .

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية السيد سعيد علام قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 14
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي عطش الماء

    فى اربعينى مازلت على قيد الطفولة المتاخمة للمراهقة فى نظرهم .. أتلقى النصائح من الشقيقات الصغيرات المتزوجات من باب تضخم الخبرات يفوق تعدد السنين ، الكل يلقى بدلوه فى جب حياتى المستباح .. يسعوا لبيعى ببخس ألاثمان لاى عابر فاجر/هرم .. شاذ / كناسة الرجال الأزواج .. يوأدونى بكنفه ويرتاحون من ثوراتى وهمومى إلا عمى العقيم حرصا/خشية على عظم المقابر .. رغم أنهن ما بين العزاء الخفى المبطن بالحسد والتصبر على الحرمان من ذل عالم الذكورة الذي ينضح على معالمهن المتبدلة للأسوأ بزيجات فاشلة , وإعلاء قيمة الحرية فى العزوبية التى لم يدروكها إلا بفقدها بقضبان الزوج والأولاد .. فى عالم ذكورى كلما صعدوا درجة فى العمل والمساواة زادت سطوته عليهن ليلا .. رغم إنهن يتوسلن/ يتسولن حقوقهن الشرعية من كلمات الحب والإعجاب بدلا من القهر والاغتصاب .. بالتملك والاعتياد صرن خادمات ومربيات ومرتع للشهوات بلا أجر مادى ولا حتى معنوى .
    كلما طالبت أو حزنت على حرمانى من حقى فى الاحتواء والارتواء، صرت موضع حسد للغافلات .. المهملات لمملكتهن وجنتهن التى احترق شوقا لنيلها .. ليرين افعالى بها ولأهلها , سأكون له فوق ما يتمنى .. فلا ينظر لغيرى مهما زاغت عينيه .. فسأكون له وطنا ارويه بماء عاطفتى .. فيمنحنى دستوراً يشرّع لى حق البقاء بداخله دائما الحياة .. وكل ما أريده إن يحترمنى ولا يهينى أو يهملنى .. يراعى احساسى ويقدر فرط مشاعرى , فبالكلمة الطيبة يأخذ كل ما يريد وفوقه عمرى وبالعند لا يكاد يعرفنى .
    يبدين امتعاضا ، ويقرعانى باستهجان .. فكل من على البر شاطر، وكل ما علىّ العض بالنواجذ على عملى .. فأموال الوظيفة أهم/أأمن من ضل حيطة بعد أب راحل أو أخ مساق .. لكنى على يقين بأن الرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية .. من عرفت كنهه ذاقت زينة الحياة وبهجتها وأدركت نعيم السكن إلى حي من قلب وجوارح وليس إلى ميت من جدران وأسقف وأحلام يقظة ومنام مثلى .. فهو للمرأة سند، وللحياة نعمة، وللبيت عماد وللأنوثة ري، وللأوجاع ستر، وللحاجات سداد وللشدائد فارس ! .. أمامهم اكبح تراقص الأجفان على أنغام الدمعات حتى انفرد بنفسى فى مساءاتى الحزينة بعدما ينام الليل , تنهشنى أنياب الوحدة .. ينفجر بركان البكاء .. أزيح مخلفاتهم من الأقوال والأفعال فلا يشيخ قلبى بالكتمان , إلا اننى لا أقوى على رواسبهم وما تتركه فى النفس من ندوب عميقة .. وألوذ بقناعاتى بالتوحد مع خالقى ورغبتى المستمدة ممن حولى بزيارة بيته , فمن المؤكد ان الله عز وجل يدخر لى مستقبل أفضل لم يحن زمانه وربما آجلة فى جناته .. فبمرور الأيام تتساقط ورقة من أوراق اعتماد حبيب بدرجة فارس أحلام إلى رجل حان حتى صرت أتمن واستجدى رفيق أو ونيس موزعة بين قناعات الاكتفاء والصبر والزهد .. لا يراودنى الا الماء العطن من الرجال هربا من الماء المالح حرمة وكراهة إن يزيدنى شربه إلا عطشا بحثا عن كسرات أو فتات عاطفة من باب المتعة والاحتياج أو انقياد لعيون زائغة / طامعة فى أكثر مما تملك أو تحل له .. فكم صددت وكم نادت رغبات رعشات شوقى , فكبحت جماحها !.
    وأظل متوحدة/منعزلة بين ولادتى ونشأتى القاهرية واقامتى القروية . . اكره كل من يدعونى للتزهد والرهبنة وكأنهم يزفوني للموت رغم قلبى المفعم بالحنان والحب وهناك العديد من أموات القلوب يقيمون فى الأرض فساداً.. يقدر اخواتى وأولادهن وأزواجهن حنانى وتفاعلى فى تربية أولادهم وحل مشاكلهم من خلال زياراتى المغلفة بالهدايا البسيطة ، واستنجاد اخواتى بى فى معضلتهن . . إلا إن اشد ما يؤلمنى نفسيا مداعبات أزواجهن لهن امامى وانفرادهما بالحجرة لأبقى مع الليل وحدى.
    صرت أتلظى بالهجر مراراُ حتى بت أتمنع عن فرح الوصال فرارا من سكرات الهجر المنتظر لأتفه الأسباب . . حتى حرت فى تصنيفها أهو نغم الم أم لغم أمل ..ابرره بدواعى المحيطين وبعض الشواهد وامتطى حصان هواجسى وأسابق الريح فى الظنون , واراني أتداعى وراء شكوك إعمال السحر من الكارهين/المنافسين من وراء أقنعة المحبة حينما تلبس الوجوه الأقنعة الزائفة و تُقبر الفضيلة في محاجر البراءة . . فلم يعد يتبقى لى إلا إن الملم جثث احلامى من على وسادتى صباحا .. ويمر شريط حياتى سريعا فى خيالى : من صغيرة تتطلع للكبار بالتقليد إلى كبيرة تتصاغر بملابس . . تتلقى عليها النقد والاستهجان أكثر من المدح .. يطربها الغزل وان قل وتجددت إغراضه وإلحانه عن عمى العيون الرجالى التى لا ترى جسدى الدقيق المتناسق وقسمات وجهى الجميلة البريئة فلا تكاد معها ترصد سنى الحقيقى ويغرى الكثير من الخطُاب صغار السن بالتودد إلىّ وتلك الجاذبية فى نهر عيونى بلونهما الفريد الجذاب .. ولا ينظروا لسمارى الايزيسى الهادى الباحث عن ازوريسه فى شتى الأنحاء ، وكثير من الوسطاء والمحبين لم تثمر فعليا إلا خطيب فعلى رفضته بطمعه فى سنى فى الماديات . . ومراودة زميل عمل يصغرنى بعامين من بداية التحاقه للعمل , تعلقت واهمة فى الارتباط به دون الإلمام بارتباطه العائلى ، حتى صرت احسد كل من تتشبث بذراع رجل , أو تجر طفل أو من تسأل نوعية جديدة من الأكل للتجديد لزوجها .
    فهل يوجد من يروى للماء عطشها ، وستروا ما يدهشكم ويغير مفهموكم عن الزواج!.. ويا أيها الرجل الذى يسكن فى المحال .. وبين يديك ستهدأ جميع ثوراتى/انهيارتى العصبية .. أنتظرك بشوق عارم .. فى غيابك البعيد تسحقنى الأزمنة .. يغار الليل من الحنين إليك .. ينطفئ الفجر فى اللاحضور.. وتزورنى ابتسامتك بأمل فى نهار سعيد .. لأنتظرك من جديد .. فمن دونك يعطش الماء وتبكي الدموع ويتلوى الألم .