المركز الإعلامي لشباب الثوره – مقالات / خاص
الكاتب إسماعيل علي القبلاني on الجمعة, 24 يونيو 2011 21:59
إن المستقرئ للواقع السياسي منذ زمن لم تكن فيه ثورات.. يجد اليوم بأن الساسة المحنكون من كانوا يحكمون بعض أقطار هذا الوطن العربي يواجهون اليوم مرآة أفعالهم الممتثلة بــ ((نفي-سجن-إغتيال-قتل)). وفي الجانب الآخر يجد بأن الساسة المعارضون مستمرين بنفس أفعالهم وسياستهم حتى في عصر التغيير مدركين وغير مدركين لطموحات الشعوب ولأحلام الشباب التي تطمح بأن تعيش بزمن غير مكتهل من مختلف نواحيه. فشبابنا بإزالتهم للساسة المحنكون هم أمام ساسة معارضون بشكلهم التقليدي الذي استظلوا به منذ أكثر منذ ثلاثة عقود وهم معارضون في ظل الساسة المخلوعين.
فما الذي نتوقعه منهم غير أن يستمروا بنفس نمط الثلاثة عقود الغابرة؟؟
فالمعارضة في مصر وتونس صامته منذ زمن خوفاً من أن تقمع بالسجن أو النفي إن تكلمت أو طالبت بحقوق أو إصلاحات. هذه المعارضة استمرت بنمطها في ظلال الثورتين لأنها أدركت معاني الثورة, فكان النجاح الثوري مضمون. لأنه لا معنى للسياسة في حضرة الثورة. فالثورة تصنع مفاهيمها من خلالها لا من خلال أي جهه أو كتلة أو تنظيم أيدها وانظم لها.
الآن وفي مرحلة متأخرة ليس من الثورة اليمنية لأنها لم تبدأ بعد.. إنما في مرحلة متأخرة من ثورة وعى بها شعب لإسقاط حاكم ونظام تخصص في ظله أو كثرت في ظلاله الإغتيلات وحوادث سير لشخصيات وطنية كبيرة معارضه أو غير معارضه همها الوطن, وهذا ما يجعلنا نقول بأن النظام هو من تخصص بها.
أتمنى الآن وفي ظل هذه المرحلة التغييرية أن تتوقف المعارضة اليمنية عن نمطها التقليدي الذي لا فائدة ترجى منه حالياً وتصنع لنفسها نمطاً آخر من قلوب الناس في الشارع. هؤلاء الناس الذين تسلقت على أشلائهم مراتٍ عده لمناصب وحاجات في نفس يعقوبها.
معارضتنا المبجلة مؤرشفة في أنها كانت دائماً تحاور وتساوم, هي اليوم في ظلال الثورة حاورت وساومت بدماء الشهداء وجعلت الثوار الذين حققوا لها ما لم يكن في حسبانها خلف ظهرها كعادتها في ترك الشارع خلف ظهرها.
معارضتنا المبجلة بالعودة إلى إرشيفها استطاعت أن تؤجل الإنتخابات في ما مضى. استطاعت اليوم أن تؤجل الثورة إلى أجل غير مسمى.
لأنها .. من يدري هل أدركت معاني الثورة أم لا ؟؟
وما أقصده هنا ليس أشخاص معنيين أو الأفراد المعارضين لأن كل شخص منا وتر يعزف لحنه على قيثارة هذا الوطن.
إنما أقصد النهج السياسي الذي سلكته المعارضة في ظلال الثورة.
أما منهج المعارضة فهو منهج يخصها ورأي يعبر عن فكر أفرادها ونحترمه. بكل اتجاهاته.
أيضاً.. أعجب لقول أحد الأخوة المعارضين بأن" الثورة اليمنية عبارة عن نسخ ولصق من الثورة المصرية"
وقد أخبرته حينها بأنه لو كانت ثورتنا كما قال لما ظهرت المعارضه ولا كان لها نهج سياسي على حساب الثورة.
الغريب في الواقع أن الشعب اليمني أوجد لنفسه طريقه غريبه لمتابعة واقعه من خلال التلفاز أكثر من متابعته للواقع ويكتفي. استفاد أخيراً من هذه الغرابة وتثقف ثورياً من ثورتي تونس ومصر.
وما يحكمه اليوم في ظل إختفاء مهدي الشرعية الدستورية في سرداب لا أحد يعلمه إلا ذوو القشع من حاشيته والله أعلم بمصيره هي الحكمة التي قال عنها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وفي الأخير أقول لمعارضتنا المبجلة ما كنت أقوله دائماً " بأن المحنطون وحدهم من لا يرغبون في التغيير " وبأنهم اليوم معارضه في عيون شعب وهذه فرصتهم لنيل الشعب لا لنيل الحكم.