أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: السلطان والشعراء*

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي السلطان والشعراء*

    السلطان والشعراء*

    بقلم : نبيل عودة

    دأب السلطان دائمًا على استئجار قرائح الشعراء، وكيف لا، والشعر هو الوسيلة الاعلامية الأكثر انتشارًا في عالم العرب في وقت قلَّ من يعرف القراءة والكتابة، ولم تتغير الحال في وقتنا ، ازداد عدد من يعرفون القراءة والكتابة ، ولكن القراءة صارت من أقل الكماليات ضرورة لحياة العرب ، اي لم يتغير الحال وظل الرواة والمحدثين من مروجي الحكايات الشعرية والغيبيات والخرافات والخوارق هم وسائل اعلام المجتمع.
    حمل الشعر في وقته، الحكايات والأحداث، حسب مفاهيم ذلك العصر، وكان اما شعرًا هجائيًا أو مديحًا اما إذلالاً او تكريمًا، اما حبًا أو كراهية...أو بطولات اسطورية، وما زلنا في نفس الساحة لم يتغير فينا الا وسائل تنقلنا ونوع مساكننا ، وأنواع أكلنا .
    بالطبع السلاطين العرب ازدادوا عددا وأشكالا وتعددت مناصبهم طولا وعرضا ، وارتفاعا وانخفاضا، وكثر الطلب على الدلالين والمداحين ومنظمي الكلام . وبما ان الشعر والشعراء هي أشهر ما تبقى في الذاكرة من موروثات تاريخ "الأمجاد العربية"، لذا طمع السلاطين بحشد الشعراء في صفوف "السحيجة " ،ارادوا اخضاعهم لسلطانهم (بصفتهم حافظوا على مكانتهم كأهم وسيلة اعلامية الى جانب الدعاة والشيوخ الأجلاء ، في مجتمع سماعي يرفض استعمال كماليات القراءة ) ، فاستأجروا قرائح الشعراء وذممهم ، بصفتهم ممثلي الاعلام الشعبي ، بعد ضمان الاعلام الألهي باعلانهم الرسمي المتكرر اسبوعيا بالورع وطاعة الله وتقديم قرابين الدولارات ، وبصفتهم أولي أمره في دولهم وأحزابهم وقبائلهم.
    ربما تكون بعض الحكايات التي نقلها التاريخ على ألسن الشعراء، مجرد تشويه للحقيقة التاريخية وتحريفها بما يتلائم وحجم العطاء ( القربان ) الذي يهبه السلطان . حجم العطاء يقرر نوع المديح واعلاء شأن السلطان ، وتمجيد كل ترهاته الكلامية وبطشه واستبداده وجعل غباءه وضيق أفقه استجابة لأوامر ربانية ، وبالطبع تعداد بطولاته الحربية ( مثل انتصارات العرب على الصهاينة والأمريكان ) وفحولته الأسطورية ،وتعداد صاحبات النعمة اللواتي فض سلطان زمانه بكارتهن ..
    ومع ذلك ، تاريخنا يحدثنا عن شعراء لم يخونوا كرامة الكلمة وكرامتم، وكان مصيرهم الجوع والعوز أو الموت بسيف سياف السلطان.
    ويبدو أن الحال لم يتغير في بلاد العرب وفي بلادنا، فما زال الشعر مزايدة تهدف الى احتلال المكانة في رأس الصف،والحصول على المراد بالموهبة والحق ، وهو مجد ما بعده مجدًا ، وتذكرة تسمح بالصولان والجولان في دنيا السلاطين ودنيانا كلها سلاطين... من السلطان الكبير ووريثه حتى سلاطين الأحزاب والتنظيمات القومية والالهية.
    هل بالصدفة أن أهم شعراء العرب البارزين في العصر الحديث، قضوا جل حياتهم بعيدًا عن بلادهم وعن سلاطين بلادهم حتى لا يطولهم سياف السلطان بحربته الجاهزة لقطع الرؤوس؟
    قرأت للكاتب العراقي الساخر خالد القشطيني مقطوعة عن معاناة الشاعر العراقي معروف الرصافي الذي تمسك بالوطنية والصدق ورفض كيل المدائح الشعرية للملك فيصل في العراق وزلمه امثال نوري السعيد ...
    فجاع، ولولا الجيران والاصحاب لمات جوعًا.
    الرصافي اختار الموت معوزًا جائعا على الموت في بحبوبة السلطان، وكان معروف الرصافي يستدين من بقالة في الأعظمية لشخص اسمه جمعة العطار، ولكنه يعجز عن سداد دينه، حتى قرر جمعة العطار وقف تزويد الشاعر بما يسد رمقه ، حتى يسد ما تراكم عليه من ديون. ولكن من اين للرصافي ان يسد ديونه المتراكمة... وهو يرفض الخضوع لسلطان زمانه، الملك فيصل ، ويمدحه بغير وجه حق...؟! فما كان من الرصافي إلا أن كتب بيتين من الشعر يُنفس فيهما عن مشاعره، على الظلم والتعسف الذي لحقه من جمعة العطار،الذي ربما راى فيه سياف السلطان ، الذي يقطع الرؤوس بالجوع ، وهي تكنلوجيا حديثة ابتكرها العرب ، ولم يحصل مبتكرها على نوبل ، ولو كان مبتكرها يهوديا لجاء نوبل من قبره ليقدم الجائزة المرجوة.
    قال الرصافي:
    عجبت لأهل الأعظمية كيف لا يرضون جيرة جمعة العطار
    جاورته زمنًا وكان جواره في منتهى الانصاف، شر جوار
    ولكن جمعة العطار لم يتراجع عن موقفه... ومات الشاعر فقيرًا معوزًا جائعًا، ولم يخن كرامته الوطنية ومصداقيته... وخلد في شعره جمعة العطار ، قاطع الرقاب بالجوع ..
    واليوم أصبح الكثير من الشعراء بغنى عن جمعة العطار وتحكمه ، ولكنهم أكثر بعدًا عن الرصافي واعتزازه بنفسه وأدبه ...
    فقدت الكلمة قيمتها ، وباتت الصفحات مليئة بالمدائح لمن لا يستحقون أكثر من بصقة ... وأصبحت الوطنية تقاس بعدد الكلمات وضخامة معانيها . وأصبح التهريج مقياسا للوطنية ، وصار كل مكتشف لسر صياغة الكلام شاعرا وطنيا بعد ان كان منخرسا حفاظا على نفسه ومصالحه ومداخيله.
    انخرسوا حين كان شعبنا يدفع ثمنا رهيبا بحريته وبلقمة خبزه .
    اليوم يريدون اقناعنا بمصداقيتهم الوطنية والشخصية ، بل ويتدافشون على موطئ قدم في ساحات التحرير.
    أقنعوا "جمعة العطار" الملأى رفوف دكاكينه بما لذ وطاب من نعم ، بأنهم نعم الزبائن .. فابشروا وانشروا تفاهاتكم ، ما تزال جوارير السلاطين الصامدين ملأى بالدولار واليورو والشيكل .
    أين من ينشر ويكتب اليوم من التحدي السياسي الوطني مثل :"سجل أنا عربي" التي اطلقها محمود درويش و"سجل اسمي في القائمة السوداء" التي أطلقها سالم جبران ، في ظل أشرس هجمة للسلطة الصهيونية الغاشمة لتقييد حرية الحركة للأدباء والمناضلين الشرفاء باقامات جبرية هي أشبه بسجن داخل حدود بلدات ضيقة، على الذين وقفوا بصدورهم المتحدية ، وأكفهم العارية يتحدون بطشها وعنصريتها ، ضد الذين ولدتهم امهاتهم أحرارا، وما لأي بطش ان يكسر عزيمتهم واصرارهم على حقوقهم وحريتهم ؟
    لم يكسرهم تعسف السلطان ، واغلاق جمعة العطار (الصهيوني) ابواب سد الرمق امامهم وأمام أطفالهم .
    شعراءنا ومثقفينا ومناضلينا وشبابنا وشيوخنا ونساءنا ورجالنا لم يهادنوا السلطان حتى في أحلك ايامه وأكثرها سطوة وتعسف ، ونحن مجرد أقلية فقدت وطنها، وتعلمت ان لا تحلم بنخوة السلاطين لنجدتها وان تعتمد على ذراعها وقدراتها ، وفقدت تواصلها القومي مع الشعوب العربية ، التي قهرها سلاطينها بالفقر والارهاب .
    كانت طليعة مناضلة هي توائم لمعروف الرصافي ،واجهت وأفشلت بأجسادها ، مؤامرة الطرد من الوطن ، حين كان المتنعمون اليوم "يقرفصون" على عتبة السلطان . أين هم من شعراء صلبوا في الزنازين ( توفيق زياد صلب في سجن طبريا لإصراره على التظاهر في اول ايار 1958)وشتتوا بالسجون والمنافي ؟! اين هم اليوم من مثقفين لم يرضوا حتى بالصمت ، وجاهروا بمواقفهم وطردوا من التعليم ومن العمل ، وضيقوا مصادر الرزق عليهم ، ولم يشتروا رضاء السلطان حتى بكلمة كاذبة .
    لا أريد التعرض لعباقرة الشعر والنثر والفلسفة والسياسة اليوم ، ولا للذين صاروا سحيجة لكل ما يصاغ نثرا أو شعرا ، بعملية تخريب وافساد لم أجد في تاريخ الشعوب الثقافي أو السياسي مثيلا لها .
    حتى اللغة فقدت قيمتها .. لا أهمية لما تنشر ، المهم ان تضبط قواعد اللغة وتملأ صياغاتك بياض الجريدة أو صفحات الكتب.
    والويل اذا القي القبض على خطأ لغوي .. مسموح لك ان تخطئ في استقامتك ، ان تخطئ في مصداقيتك ، ان تخطئ في شرفك ، ان تخطئ في وطنيتك ، ان تخطئ في مدح السلطان ،ان تبيع نفسك ببعض الفضة ، ببعض الشواقل ، ولكن الويل اذا أخطأت بتشكيل آخر الكلمة.
    الذين لا شعر أو نثر فيما ينشرون، ولا معنى لما يكتبون ، وبلا لغة مفهومة ... فما قيمة اللغة عندما تصبح كلمات لا معنى لها، كيفما قرأتها من فوق الى تحت أو بالعكس، لا يتغير المعنى ، ويجب ان تقر رغما عنك ، انك امام مبدع طال انتظارنا له ، أكثر من انتظار اليهود للمسيح .. المهم ان تضرب بسيف السلطان ، مهما كانت مرتبته متدنية ، أو مجموعة سلاطين اذا كنت عبقريا، وسنسميك شاعرا وكاتبا وناقدا وأديبا عبقريا وسياسيا وطنيا بعثيا ناصريا وشيوعيا وحزبيا الهيا ومفكرا عربيا في أحضان امراء النفط ودولاراتهم، ومناضلا لم يبدأ النضال والصمود الا مع ظهوره وتجليه بعد أن صمت طويلا ، وحين صار ضامنا للدخل من سلطان أو أكثر ، تفتحت مواهبه الوطنية والابداعية .
    الشاعر الوطني جدًا، على آخر العمر...لا يفهم ما يكتب، فكيف يفهم القراء؟! كان السلطان يستأجر القرائح بالمال والخوف من سيف سيافه، فصار "السلطان" يستأجر القرائح بالألقاب والنشر والمدائح، والتصنيف الوطني... بعد أن استتب أمن المعاش ، وزال الخوف من المجاهرة بالرأي !!
    هل الرأي الذي يطرح حين تزول المخاوف ، له نفس قيمة الرأي الذي يطرح ويتعرض صاحبة لبطش السلطان ؟!
    هل الراي الذي يطرح بتفكير واختيار صعب للمعاني ، للتحايل على قوانين السلطان ، قيمته نفس قيمة الرأي الذي يقال بدون أي حساب وبدون أي تفكير وبدو ملابسات تعرضك للبطش السلطاني ؟!
    هناك شعراء قتلهم شعرهم، واليوم تقتل التفاهة الشعر ، تقتل الأدب الجيد ، تقتل المواقف ،تقتل العقلانية ، تقتل الفكر ... وتقتل اللغة... وتقتل الكرامة الشخصية... وتقتل رغبة القراءة لدى القراء. يقول الشاعر محمود درويش:"الشعر هو الذي يعيد الحياة الى اللغة " وفي عصر شعري مثل عصرنا المأزوم ( داخل اسرائيل على الأقل ) الذي استهلك اللغة وأهانها. نحتاج حقًا الى إعادة تفكير، وإعادة ترتيب بيتنا الثقافي ، والفصل بين الأدب وبين الضحالة التي اغرقتنا، علنا نُعيد للكلمة رونقها، وللنص جماليته، وللغة معناها وقيمتها، وللشعر اسطورته، وللأدب قيمته التي نفتقدها ، وللعقلانية منبرها ومكانتها، وللعقلانية سطوتها .
    امنيات .. ولكن تجربتنا علمتنا انه لا شيء مستحيل !!
    *- الشعراء هم أفضل رمز للمثقف في كل زمان ، وخاصة في ثقافتنا العربية .


    تعديل إداري
    يمنع وضع عناوين الايميل أو روابط لمواقع أخرى

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    السلطان والشعراء*

    بقلم : نبيل عودة

    نحتاج حقًا الى إعادة تفكير، وإعادة ترتيب بيتنا الثقافي ، والفصل بين الأدب وبين الضحالة التي اغرقتنا، علنا نُعيد للكلمة رونقها، وللنص جماليته، وللغة معناها وقيمتها، وللشعر اسطورته، وللأدب قيمته التي نفتقدها ، وللعقلانية منبرها ومكانتها، وللعقلانية سطوتها .
    [[/email]

    نعم .. نحن بحاجة إلى إعادة توفيق الأوضاع ، و الرجوع إلى قراءة متأنية في سِيَر رموزنا من المبدعين الذين احتفت بهم صفحات التاريخ رغم سيوف السلاطين المتنوعة يتنوع الظروف و اختلاف الأزمان و الأشخاص
    لم تمنعهم سيوف السلاطين و لا قهر الفقر ، و لم يقفوا على عتبات سدّ احتياجاتهم الضرورية للحياة ..
    آمنوا بدورهم ، و أثر الكلمة ، و معنى الشرف ، و لم يجعلوا من الثقافة واجهةً ، و لم يتعدوا على حقوق الآخرين ..
    واجهوا قسوة المعاملة ، و سلاسل التكبيل ، و ثغرات عدم القراءة بإبداعٍ حقيقيٍّ ،
    و أرى أن منهم مازال على قيد الحياة ، و لكنه بعيدٌ عن الضوء و الجوائز ، و المنح لأنهم رفضوا الصفح و المغفرة من أولئك الذين يدّعون الحريات الزائفة ، و الدخلاء على أصحاب الحق
    ............

    تحية لك أخي/ نبيل عودة

    لهذا الفكر الراقي ، و المبحث القيم

    و أهلاً و مرحباً بك في "واحة الخير" حيثُ ملتقى مبدعي العروبة و النقاء

    دمتَ بخير

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الثقافة لم تكن فقط التعبير عن التيار الفكري السائد ، انما كانت صانعة التاريخ والمحرك السياسي والاجتماعي والتنويري للجماهير والمجتمع عامة.
    من هنا مسؤولية الثقافة ومسؤولية المثقفين ، وأهمية الدورالطليعي للمثقفين والنموذج الشخصي الذي يقدموه . ومن هنا خوف الأنظمة الفاسدة من الثقافة ومن الكتاب وفرض الرقابة على المؤلفات ولو استطاعوا لفرضوا الرقابة على التفكير ... وهذا ما جعل المفكر الكبير غرامشي يطرح رؤيته ن المفكر الموضوعي ، أي المرتبط بقضايا المجتمع وقضايا الناس والرصافي هو نموذج لهذا المثقف الموضوعي المخلص والمنتمي الى الشعب وليس الى مضطهدية ...
    تحياتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    [ بعد ضمان الاعلام الألهي باعلانهم الرسمي المتكرر اسبوعيا بالورع وطاعة الله وتقديم قرابين الدولارات ، وبصفتهم أولي أمره في دولهم وأحزابهم وقبائلهم.
    ودنيانا كلها سلاطين... من السلطان الكبير ووريثه حتى سلاطين الأحزاب والتنظيمات القومية والالهية.
    ألا ترى معي أن من الألفاظ ما يستحق حرصا في توظيفه والتعامل معه
    واعذر بلادة قراءتي، فقد فشلت في فهم مرادك من الاعلام الإلهي ، والتنظيم الإلهي
    فلا إله إلا الله ولا تأليه لسواه، ولا ينسب إليه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    ربما تكون بعض الحكايات التي نقلها التاريخ على ألسن الشعراء، مجرد تشويه للحقيقة التاريخية وتحريفها بما يتلائم وحجم العطاء ( القربان ) الذي يهبه السلطان
    اتقترح علينا مثلا ان ننكر تاريخنا بربما هذه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    أين من ينشر ويكتب اليوم من التحدي السياسي الوطني مثل :"سجل أنا عربي" التي اطلقها محمود درويش
    الحمد لله أن صار عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي رمزا للمقاومة وشعر التحدي السياسي
    لكن ... كيف هذا ونحن نعرف الرجل وتاريخه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    حتى اللغة فقدت قيمتها .. لا أهمية لما تنشر ، المهم ان تضبط قواعد اللغة وتملأ صياغاتك بياض الجريدة أو صفحات الكتب.
    والويل اذا القي القبض على خطأ لغوي .. مسموح لك ان تخطئ في استقامتك ، ان تخطئ في مصداقيتك ، ان تخطئ في شرفك ، ان تخطئ في وطنيتك ، ان تخطئ في مدح السلطان ،ان تبيع نفسك ببعض الفضة ، ببعض الشواقل ، ولكن الويل اذا أخطأت بتشكيل آخر الكلمة.
    عجبا ...
    أصار عيبا أن نعتني بضبط قواعد اللغة؟
    لا ايها الكريم
    ليس مسموحا لك ان تخطيء لا في استقامتك ولا في مصداقيتك ولا في شرفك ولا في اللغة
    قبل وفوق كل أمر، ليس مسموحا لك أن تخطيء في اللغة ، حتى وإن حملت نصوصك من الفكر ما حملت، فأي فكر ذلك الذي لا يمتلك صاحبه لغته.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    واليوم تقتل التفاهة الشعر ، تقتل الأدب الجيد ، تقتل المواقف ،تقتل العقلانية ، تقتل الفكر ... وتقتل اللغة... وتقتل الكرامة الشخصية... وتقتل رغبة القراءة لدى القراء
    عن أي الشعراء تتحدث أيها الكريم؟
    عن وضحة غوانمة التي كانت أسيرة لدى الاحتلال الصهيوني
    عن رفعت زيتون المقدسي المجبول بالصدق
    عن أحمد عبد الرحمن الجنيدو الذي اعتقلته قوات النظام السوري
    عن مصطفى بطحيش المعتقل لدى أجهزة الأمن السوري
    عن محمد البياسي الذي ما زال يدفع ثمن صدقه
    عن أحمد رامي .. قيصر ابو شاما ... عثمان قدري مكانسي .... عبد الرحمن لطفي ...وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه الآن
    أم عن الدكتور سمير العمري الذي يخطو اللحظة على ثرى غزة وما غاب الوطن وقضاياه عن حروفه يوما!
    تشعرني مقولتك هذه بالخجل، والحاجة للاعتذار الى كل شعراء الواحة وشعراء الأمة الملتزمين الحاملين لقضايا أمتهم ورسالة نهضتها في حروفهم ومواقفهم

    وبرغم الفكرة النبيلة التي قامت المقالة عليها ، فقد قرأت هنا معالجة تعرضت للجميع وعرضت بالجميع بلا دليل ولا تبرير

    ولعل لي عودة

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    ملاحظات سريعة
    تقولين:"فشلت في فهم مرادك من الاعلام الإلهي ، والتنظيم الإلهي
    فلا إله إلا الله ولا تأليه لسواه، ولا ينسب إليه "
    كيف تسمين حزب الله مثلا .. الذي يتخذ من الذات المقدسة اسما لحزب سياسي؟
    التأليه أشكال عدة نعرفها من المجتمعات الديكتاتورية، أنظمة الرئيس حتى الممات وتوريث السلطة والقمع والاستبداد، .. حيث تسود عبادة الفرد مثلا، اليست تاليها ؟
    حول دور الحزب الشيوعي في اسرائيل
    كل شعراء المقاومة المعروفين وعلى راسهم محمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران وتوفيق زياد ( كان قائدا للحزب الشيوعي ايضا) وغيرهم ، كذلك أبرز الكتاب( اميل حبيب مثلا ( قائد شيوعي بارز) هم نتاج المدرسة الشيوعية وصحافتها في اسرائيل.
    كل العنفوان السياسي والوطني هو نتاج هذه المدرسة، التي للأسف سقطت اليوم بعد غياب فرسانها.
    هذا التيار قاد عرب اسرائيل في أحلك الظروف السياسية، مدافعا عن بقائهم في وطنهم، اما انه يحمل اسم اسرائيل فذلك القانون الذي لا مفر منه.انا وابناء شعبي نحمل الجنسية الاسرائيلية بحكم وجودنا الجغرافي. فهل أضحينا صهيونيين؟هل نغادر وطننا ونتركة للمحتل ؟
    لست مروجا للفكر الشيوعي ، بل اختلف معه في الكثير من الطروحات الفلسفية والنظرية ، انما اطرح حقائق عن مرحلة تاريخية أخرجتنا من ضياعتا بعد نكبتنا وبقاء أقلية فلسطينية مهزومة مبعثرة تحت رحمة الاحتلال لوطننا وتحت سيطرة احكام عسكرية رهيبة، ومع ذلك تفولذنا وواجهنا الواقع ، منعنا التشريد وسطرنا اياما نضالية هامه وعلى رأسها يوم الأرض،واعدنا بناء شخصيتنا الوطنية والثقافية ، وقدمنا للعالم العربي أدبا مقاوما أضحى في طليعة الأدب العربي خاصة الجانر الشعري.وأي نفي للدور التاريخي الحزب الشيوعي هو نفي لحقائق .. وهذا لن اقوم به ، رغم اني بعيد جدا اليوم عن التنظيم والفكر الشيوعي.
    في مقالتي من الواضح اني اتحدث عن واقع شعري داخل بلادنا .. بالأساس.ولا اتجاهل من باعوا ذممهم مقابل بعض فضة السلطان.. وما اكثرهم مع الأسف الشديد .
    اقتباس من مقالي:
    هناك شعراء قتلهم شعرهم، واليوم تقتل التفاهة الشعر ، تقتل الأدب الجيد ، تقتل المواقف ،تقتل العقلانية ، تقتل الفكر ... وتقتل اللغة... وتقتل الكرامة الشخصية... وتقتل رغبة القراءة لدى القراء. يقول الشاعر محمود درويش:"الشعر هو الذي يعيد الحياة الى اللغة " وفي عصر شعري مثل عصرنا المأزوم ( داخل اسرائيل على الأقل ) الذي استهلك اللغة وأهانها. نحتاج حقًا الى إعادة تفكير، وإعادة ترتيب بيتنا الثقافي ، والفصل بين الأدب وبين الضحالة التي اغرقتنا، علنا نُعيد للكلمة رونقها، وللنص جماليته، وللغة معناها وقيمتها، وللشعر اسطورته، وللأدب قيمته التي نفتقدها ، وللعقلانية منبرها ومكانتها، وللعقلانية سطوتها .

    اعتقد ان كلامي واضح
    أشكرك على ملاحظاتك وعلى قراءتك وقد اكون غفلت حقا عن توضيح فكرتي بشكل أفضل...

المواضيع المتشابهه

  1. العسكريُّ السلطان !!
    بواسطة طارق السكري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 09:27 PM
  2. تنابل السلطان
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-07-2009, 08:57 PM
  3. بنت السلطان
    بواسطة البحترى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-05-2007, 04:19 PM
  4. السلطان الرجيم - للشاعر : أحمد مطر
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 24-12-2006, 01:25 AM
  5. قرأت لكم -2- ............((السلطان الحـــائر ))
    بواسطة اميمة الشافعي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-01-2004, 12:25 AM