تَهَجُّـد الإحْسَان
رمَضَانُ أهْدَى للقلوبِ سُرُورَا
وأفاضَ أنساً في الوجُودِ ونُورَا
رمضَانُ والنفحاتُ تَسْكُبُ للورى
نوراًً وتنثر سنبلاً وزهورا
رمضانُ والرحمات تسري في الدنا
ليسيلَ دمعُ التائبين غَـزِيرَا
وخلوفُ أفواه الصيام تضوعت
مسكا يفيض وعنبراً وبخورا
يا روعة قبل الغروب تهزني
وجداً وتملأ مهجتي تكبيرا
وإذا دعا للفطر صوتُ مؤذنٍ
هبَّ الفؤادُ ملبيا مسرورا
والناس تَسْتَبقُ الخُطى أشواقـُهم
نحو الصلاةِ حمائماً وطيورا
للهِ ما أحلى التراويح التي
تمحو عن القلب الكليلِ سُدورَا
وترى قلوب المخبتين تضرعت
عند القيام تأوهاً وزفيرأ
وترى نفوسُ الصائمين تَبتلتْ
تتلو الكتاب أصائلاً وبكورا
فدوي أصوات التلاوة عاطرٌ
يسري بأوردةِ الحياةِ دهورا
لحظات شهر الصوم تسري ثرةً
جذلى وإن أضحى الزمان كسيرا
رمضانُ أحيا في حَنَايَا أمَّتي
صِوَرَ الوِدَادِ تَباذلاًً وشُعُورَا
رمضانُ فـَجَّرَ من سَخَاوَتِهِ النَّدى
فـَغدَا النَّدى بينَ الأنَامِ سَفِيرَا
وتَهَجَّدَ الإحسانُ بَيْنَ ضُلوعِهمْ
ويَدُ السَّخاءِ تُبدِّدُ التـَّقـْـــتِيـــرا
رمضَانُ أحيا في العقول تَفَكراً
فالكونُ أضْحَى مُصْحَفاً مَسْطـُورَا