لغة الضاد
لا يشعر المرء بقيمة الهواء إلا حين يختنق او يغرق
وان جمال اللغة العربية لا يشعر به إلا من ذاق طعمها واستشعر فنها ورأى ما عليه غيرها من نقص في الجمال و حسن التعبير
لا تمتاز اللغة العربية بجمالها فقط ولكن تمتاز أيضا بقوتها وجزالة ألفاظها وعمق معانيها وقوة تركيبها ومتانة حبكها ودقة وصفها وجمال معانيها وموسيقى جرسها وحسن سبكها وروعة أداءها وثراء مفرداتها وعظمتها بالإضافة إلى تاريخها العريق وبقاءها قرون عديدة لم يحصل لها نقص او يشوبها كدر بل بالعكس من ذلك ازدادت على مر تلك القرون قوة وبهاء
وسر جمال ذلك أن الله تعالى اختارها لغة القرآن الكريم واختارها لغة أهل الجنة ،فكيف لا تكون أجمل اللغات وبها نزل أعظم كتاب في تاريخ البشرية
واللغة العربية فن وذوق وتلاحظ ذلك وأنت ترتب جملها فعندما تكتب جمله غير مرتبة ستلاحظ ذلك بمجرد إعادة قراءة ما كتبته وتحاول تصليح الخطأ و ستنجح
الكـــــــوخ أبهى من الأفلاك نيّرة ¤ والقصر يعلوه طـــــاقٌ فوقه طاق
عيش البوادي نضير لا نظير له ¤ وجـــــوَّها لعُضال الـداء تـرياق
وأجود الكلام ما كان لا قروياً ولا بدويا
عن كتاب "البديع في نقد الشعر" لأسامة ابن منقذ قال:
ذكر في كتاب الصناعتين أن بعضهم
كتب إلى صاحبه كتاباً وعنونه:
من مكركسه ومحبوسكه، فلان.
ولا خلاف في بشاعة هذه الألفاظ،
ولذلك قال العلماء: أجود الكلام ما كان،
لا قروياً ولا بدويا.
وقالوا: الكلام ثلاثة أصناف: عامي، وخاصي، ووحشي.
فالعامي لا يستعمل لركاكته،
والوحشي لا يستعمل لجهامته،
والخاصي يستعمل لفصاحته وملاحته.
فالعامي مثل قولك: عدلا جمل،
والوحشي مثل قولك: صنوا جرثومة،
والخاصي مثل قولك: فرسا رهان.