|
ما أنتِ؟ حارسة للدهر أم خبرُ |
يعرى ويورق لا يدرى له عُمُر |
ما أنتِ؟ سرُ من الماضي يطوف على |
شط الزمان.. بِجلبابيه يأتزر |
تغازلين الضحى والليل صامتةً |
وحول جذعك يعيا يسقط السفر |
ما أنتِ؟ ملحمة غبراءُ آونةً |
وتارةً.. يتفيَّا ظلك القمر |
بنت الزمان.. سلاماً إنني تِعب |
وها مرافئك السمراء تنتظر |
آتيك.. يحملني شوقٌ إلى قصصٍ |
في هذه الأرض يفنى دونها السمر |
يا دوحة الأزل المزروع في بلدي |
شعراً وخمراً و أستسقي واعتصر |
و أرتمي أبداً ظمآن محترقاً |
على التخوم.. فلا كرم ولا ثمر |
قالوا: " الغريب " ووجَّهنا ركائبنا |
إليكِ.. كان شعاع الشمس يُحتضر |
لم تنبسي حين حيَّيناكِ عن شفةٍ |
لم الكلامُ؟ يجيد الضجة البشر |
ورحت أقرأ في صمت.. وعاصفة |
من الحنين.. على جنبيَّ تنفجر |
هذي أنا قلت لي شمطاء باقيةٌ |
على العصور وعندي اللون والزهر |
عندي الفصول كما أختار عاريةً |
مكسوة عندي الأحلام والصور |
أنا الحياة أنا الأم التي ولدت |
تاريخكم يزدهي حولي وينكسر |
ألمه فوق جذعي مرةً ألقاً |
يسقي الشموس وآناً يخجل البصر |
ألفانِ مما عددتم عمر قافيتي |
لن يتعب العود في كفي ولا الوتر |
أبي هو اليمن التاريخ شاهقة |
حولي الذرى وبها أزهو وانتصر |
أقاتل العُدم الطاغي بأجنحتي |
أُعلِّم الناس كيف اليأس يندحر |
ووحدةٌ أنا كالأرض التي ضربت |
فيها جذوري فمن حدوا ومن شطروا |
خذوا ضفائري الخضراء من عدنٍ |
إلى ذرى نُقُم في الروعة انصهروا |
هذي أنا تحت أغصاني "ابن ذي يزنٍ" |
أناخ يرتاح لما هده السفر |
وعبّ منّي "وضاح " قصائده |
فالبيد أُنشودةٌ للحبِّ والحضر |
الشعر ملء دمي مازلت اسفحه |
زهراً وعطراً تساوى الصحو والمطر |
توحَّدت في ظلالي كل عابرةٍ |
من الرياح تآخى الصفو والكدر |