أسير وحدي كأني لا أسير على قلب من الإسفلت ولا أرى أمامي سواي، نزولا إلى حيث لا بحر وامرأة هكذا تقف مشرعة أمام الماء وقدماها أكاد لا أراهما من فرط الزبد، ولا قصر من رمال بنته مزينا بالصدفات أحاول ألا أمنع عنه طفلة لا تأبه له فتزداد تعلقا به، لا أمد يدي إلى الصغيرة مكتفيا بإبقائها في جيبي، فتلتقطها أناملها في خفة كأنها سرب فراش لا أريد أن أخيفه، ولا أنادي على المرأة تلك فتسألني بعينين دافئتين "ألا نعرف بعضنا؟" لأجيب بصوت لا أسمعه "لا" فترد تارة أخرى مقبلة نحوي بعينين ضاحكتين "آها.. لذا ظننت أننا نعرف بعضنا. غريب". تمر قربي ولا تقف، فتتبعها يدي التي اشتبكت أصابعها بأصابع يدها التي لا تغادر جيبها، لا أحاول ان أتبعها فتستوقفني الطفلة كأنني لا يد لي عندها، ألتفت نحوها فلا أراها، لا ألتفت نحو المرأة فلا أجدها حيث كانت، لا بحر لأسأله عنهما ولا زبد ولا قصر رمال ولا صدفات.. أمسك يدي بلا يدي لألتقط يدي الثانية، أسير ثانية صعودا على قلب بلا أسفلت، بقدمين مبللتين وأراني هناك، وهناك أرى لابحر وامراة وطفلة.. أحاول أن ألوح بيدي بسرعة فتسقط من جيبي الصدفات.. لا أجمعها، ولا أحاول أن أرد يدي إلي، فلا أجدني...