أخي الكريم/ د. سمير العمري
مرحبا بك.
لا ريب أن المثاقفة النقدية محل ترحيب وتقدير إن جاءت وفق شروطها الموضوعية ومعاييرها العلمية.
نعود لملاحظكم التي أبديتموها على النص:
1-(لو لامسَ الكَفَّ غنّتْ رُوحُهُ طَرَبـا *** وصارُ كفُّـكِ لـلأورادِ بُستانـا
الوردة تجمع على ورد وجمع الجمع ورود ... أما الأوراد فهي جمع إما للوَرد بمعنى الخيل بين الكميت والأشقر أو جمع للوِرد الذي هو بمعنى الجزء من القرآن الذي يقرأ في كل ليلة. .... هل تفيدنا بغير هذا؟؟)اهـ
أما الورد بمعنى الفرس أو الأسد فهو مأخوذ من الورد الذي يشم ,فبلونه قيل للأسد ورد,وإطلاقه على الأسد والفرس من قبيل المجاز كما في أساس البلاغة وتاج العروس مادة (ورد),ومعنى ذلك أن التفريق بينهما في الجمع من قبيل التفريق بين أفراد الجنس الواحد,كأن تقول أسد يجمع على أسود إن كان بمعنى السبع المعروف ,ولا يجمع كذلك إن كان بمعنى الشجاع!وجمعه على أوراد حمله بعض اللغويين -كما في التاج -على أنه من قبيل فَرد وأفراد.
2-(يَشتاقُ ثغرا كقلبِ الطفلِ ضِحكتـهُ *** أبدَى البراءةَ بالبَسمـاتِ عِنوانـا
يشتاق فعل لازم لا يتعدى إلى مفعول ... يشتاق المرء إلى الأمر ولا يشتاق الأمرَ.)اهـ
وهذا غريب!! ففي القاموس المحيط :(واشتاقه,و:إليه:بمعنى)فهو يتعدى بنفسه وبإلى أيضا, كما في فعل( استعان) فإنه يتعدى بنفسه وبالباء.وليت الدكتور يفيدنا بنقل خلاف ذلك.
3-(يَشمُّكِ الوردُ يا مَهواي في شَغَـفٍ *** فلا تَشُمِّيهِ! بـلْ زِيديـهِ رَيْحَانـا
و المَهْوَى و المَهْوَاة الجوُّ وما بين الجبلين ونحو ذلك ج مَهَاوٍ .... هي إذن غير الهوى الذي قصدت إلا إن كان لديك قصد آخر.)اهـ
المهوى- في البيت- اسم مكان كما يقول الصرفيون,والمحبوبة هي محل الهوى,ولا أدري كيف فاتت عليكم العبارة السائرة في وصف مكة المكرمة بأنها (مهوى أفئدة المسلمين)!!
4-(كم يجتني مِن رُضابِ الحُسنِ مُختلِسا *** يَزيـدُ سُكـرا إذا مـا زادَ قُربانـا
القربان هو كل ما يُتقرَّب به إلى الله عز وجل من ذبيحة وغيرها. يقول تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ ابْنيْ آدَمَ بالْحَقّ إِذْ قَرّبَا قُرْبَانا فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهما وَلَمْ يُتََقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ) والجمع قَرابِين. .... هنا ما أراك أردت لإلا أن تقول "اقترابا" لولا أن أخذتك القافية إلى حيث لم تقصد.)اهـ
من المفيد التنبيه أن للكلمة الواحدة صيغا ومعاني مختلفة ,فلا يجوز حملها على معنى منها الا بقرينة السياق,وليس في سياق النص ما يشير من قريب ولا بعيد إلى تقديم القرابين!!لكن لو فتحتم القاموس المحيط مادة (ق رب)فستجدون أن قربان مصدر للفعل قَرُب حيث قال (قَرُبَ منه قُربا وقُربانا وقِربانا:دنا منه, فهو قريب)!!.وهذه الكلمة تحديدا قد راجعتها بنفسي في المعجم قبل نشر القصيدة لأنني أردت التوثق من مجيء قربانا مصدرا لـ قرُب,ولذا فإن القافية قد جاءت في حاقّ موقعها.
تحياتي للجميع