أزمة سوريا.. و انفصام الشخصية العربية

أزمة سوريا.. و انفصام الشخصية العربية
بقلم: محمد النعمة بيروك

لم يعد المواطن العربي اليوم يستطيع حسم موقفه بكل وضوح من القضية السورية من كل جوانبها، ولم يعد يتضح بجلاء من موقف بيِّن لهذا المواطن سوى تعاطفه مع الشعب السوري في مناطق محددة وليس في كل الوطن السوري، ولعل ما يشوش المعادلة “العاطفية” في نفس كل عربي هو مسألة التدخل الغربي لـ”حل” الأزمة.. فما من شك أن آخر من يُمكن أن يُفكر في مصلحة العرب هو الغرب، ولا شك أيضا أن الذاكرة العربية تحتفظ بجراح كثيرة عن هذا الغرب بدءا بالاستعمار مرورا بوعد بلفور و ليس انتهاءا بالعراق ولا تزال الجراح نازفة في أكثر من مكان..
إن شعار “التحالف مع الشيطان” ينطوي عن مغالطة للذات، وكذب على النفس، فما من عربي يصدق أن الحل هو استبدال طغيان بطغيان، وما من أحد يصدق أن الغرب لن يأخذ أضعاف ما سيعطي.. بيد أن المعضلة ليست هنا فحسب، بل أن النتائج الكارثية لسقوط النظام السوري بسهولة ستعطي الانطباع بأن الحل الغربي هو الأنجع، ولكن ليس من منظورنا نحن، بل من منظور الغرب نفسه، الذي سيثق أكثر بمقدرته الجوية التي لا تكلفه الأرواح، بل تكلفه فقط بضع مئات من الصواريخ التي سيجني من ورائها ميدانا لتجربة اختراعاته المدمرة، وتدمير البنية التحتية للبلد المستهدف والتي سيستفيد فيما بعد من إعادة بنائها على غرار “مشروع مارشال” عقب الحرب العالمية.. والأخطر أن ثقة الغرب بمقدرته التدميرية الجوية بعد إسقاط القذافي و من بعده بشار -إذا تم له ذلك- ستزداد، وستزداد معها الأهداف، ولربما قصدوا غزة مباشرة بعد سوريا بعد خلق تبرير ما، ومن يدري ربما استهدفوا دولا عربية أخرى تحت مبررات شتى..
إن الأزمة السورية في نظر بعض المحللين، هي أخطر أزمة تمر بالعرب، ليس منذ انطلاق “الربيع العربي” ولكن منذ قيام “دولة اسرائيل”، فكل معطيات هذه الأزمة تصب في اتجاه الباب المُغلق، وها هو النظام “الأسدي” ينتهج سياسة الأرض المحروقة لعلمه ألا منجى من الشعب إلا بقتله، بعد أن رأى بأم عينه هروب طاغية تونس وما تناولته وسائل الإعلام عنه، وبعد أن رأى مبارك مددا على سريره في المحكمة، وبعد أن رأى -وهذا هو الأنكى- القذافي الذي قُتل شر قتلة.. إذن لا حصانة لبشار في اعتقاده إلا في البطش والهروب إلى الأمام و محاولة كسب الوقت ثم الوقت ثم الوقت.. من جهة أخرى تقف الصين وروسيا وبالخصوص هذه الأخيرة إلى جانب النظام السوري بعد أن تداعى حلفاؤها وشعرتْ بالمهانة و الذل وقررت استرجاع شيئ من كرامتها أمام الغرب وليس أمام العرب، كما لعبت الحالة الانتخابية الداخلية فيها دورا في ذلك، بالإضافة إلى مصالحها الاقتصادية طبعا..
كل هذا يُفرح المواطن العربي البسيط من جهة، ويحزنه من جهة أخرى.. فها هي ذكريات العالم الثنائي تتكشف في موقف روسيا، وهذا يعني أن الغرب ليس وحده على الساحة الدولية، وهاهي دولة عربية تتمنع على الغرب جهارا نهارا، ولكن أي تمنع هذا الذي يدفع ضريبته الشعب السوري في حمص وإدلب وريف دمشق!!
ربما لهذا السبب ترفض المعارضة التدخل الأجنبي، فتجد العبارة المُلحة من الشارع العربي “هل نترك النظام يذبح الشعب؟”..
تبدو كل الخيارات مرَّة.. فالنظام السوري لا يستحيي أن ينطق بما لا يصدقه السذج ناهيك عن العقلاء.. بل ويقول -بعد مقتل صحفين غربيين- بأنه لا يعلم بوجودهم، وكأنه يقول أن قتل الشعب جائز على أن لا يكون بينه غربيون..
لا مناص إذن من مخرج.. مخرج ربما يراه البعض في دعم “الجيش الحر” المنشق عن نظيره النظامي، لكن أيَّ دعم من ذلك النوع سيكون -رضينا أم لا- دعما لحرب أهلية لا أحد يعرف مداها ولا متى ستنتهي.. لذلك يعود الذهن العربي للتفكير في “الحل” الغربي على استحياء.. بل ويفرح البعض بتصرحات الخارجية الأمريكية عندما تتوعد النظام السوري.. تلك الخارجية التي تعلن تأييدها المطلق لـ”اسرائيل” في كل مناسبة وبغير مناسبة.

ان ازمتنا سيدي هي ازمة وعي وازمة الهوية الوطنية ، قد اتفق معك في بعض النقاط واختلف في البعض الاخر ، ولكن لما تتعاطف مع جزء من الشعب مع ان الازمة عامة .

أستاذ محمد النعمة
لا شك أن العربي سيصاب بالإنفصام من واقع سوريا المعقد جدا
وليس بمنصف من يقول أن رؤيته هي الأصح والأفضل أو أنه يمتلك الحل السحري للأزمة

لو نظرنا لوجدنا أن الأزمة السورية قسمت العالم إلى ثلاثة محاور وفرضت معادلات اقليمية جديدة
فهناك المحور الإيراني ومعها روسيا والصين تجمعها مصالح مشتركة.

هناك المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وحتما معها إسرائيل
هذا المحور يحارب المحور الأول ويبدي خوفه الواضح منه

هناك المحور العربي الضعيف المتخوف جدا من سيطرة المحور الإيراني في ظل حرب فارسية كما يقولون
وخوفهم من سقوط نظام سوريا أولا وأخيرا بسبب خوفهم على أنظمتهم .

لذلك .....
لا عجب إن وجدنا جميع الحلول على مستوى مجلس الأمن و جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرها ,قد فشلت لغاية الآن والدم السوري ما زال ينزف بغزارة في ظل نظام راهن على قلة الحلول فاستغل الوقت ومضى يضرب بعمق دون هوادة

ليكن الحل الأمثل بعيدا عن أي تدخل غربي
وليكن بتوحيد المعارضة أولا ورص الصفوف ومن ضحى بعشرات الألوف لن يبخل بالمزيد
وسيسقط الطغاة حتما

تقديري الكبير

من الواضح أن الغرب أو أمريكا لم يفعل أي شيء حتى الآن للشعب السوري، ولن يفعل إضافة إلى أن الشعب لاينتظر منهم شيثا ولم يتحالف إلى مع أحراره، ربما توقع خيرا من الحكومات العربية أو صديقة كتركيا مثلا ثم اكتشف

اللعبة التي تجري.

الشعب السوري يقدم ثمن حريته وحرية فلسظين... وحيدا

نسأل الله النصر والعون.

ان ازمتنا سيدي هي ازمة وعي وازمة الهوية الوطنية ، قد اتفق معك في بعض النقاط واختلف في البعض الاخر ، ولكن لما تتعاطف مع جزء من الشعب مع ان الازمة عامة .

أهلا بك أخي عمر.. سعيد بتفهمك لاختلافنا الذي لا يفسد لودنا قضية.. لكن علينا أن نتعاطف مع فرد واحد من الشعب لو تعرض للظلم، فكيف بثورة..

تحياتي.

أستاذ محمد النعمة
لا شك أن العربي سيصاب بالإنفصام من واقع سوريا المعقد جدا
وليس بمنصف من يقول أن رؤيته هي الأصح والأفضل أو أنه يمتلك الحل السحري للأزمة

لو نظرنا لوجدنا أن الأزمة السورية قسمت العالم إلى ثلاثة محاور وفرضت معادلات اقليمية جديدة
فهناك المحور الإيراني ومعها روسيا والصين تجمعها مصالح مشتركة.

هناك المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وحتما معها إسرائيل
هذا المحور يحارب المحور الأول ويبدي خوفه الواضح منه

هناك المحور العربي الضعيف المتخوف جدا من سيطرة المحور الإيراني في ظل حرب فارسية كما يقولون
وخوفهم من سقوط نظام سوريا أولا وأخيرا بسبب خوفهم على أنظمتهم .

لذلك .....
لا عجب إن وجدنا جميع الحلول على مستوى مجلس الأمن و جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرها ,قد فشلت لغاية الآن والدم السوري ما زال ينزف بغزارة في ظل نظام راهن على قلة الحلول فاستغل الوقت ومضى يضرب بعمق دون هوادة

ليكن الحل الأمثل بعيدا عن أي تدخل غربي
وليكن بتوحيد المعارضة أولا ورص الصفوف ومن ضحى بعشرات الألوف لن يبخل بالمزيد
وسيسقط الطغاة حتما

تقديري الكبير

الغالية زهراء



ان الوقائع تفرض قضية اساسية هي المخرج من الازمة وان كان بعيد المدى ، حوار جميع المكونات والثقة في مابينها وعدم اقصاء احد ، اقول المكونات ولا اقصد المكونات السياسية لانها جميعا مدانة مولاة ومعارضة ، انما المكونات المجتمعية والفكرية حوار على اساس افقي وعامودي .



دمت بخير

أستاذ محمد النعمة
لا شك أن العربي سيصاب بالإنفصام من واقع سوريا المعقد جدا
وليس بمنصف من يقول أن رؤيته هي الأصح والأفضل أو أنه يمتلك الحل السحري للأزمة

لو نظرنا لوجدنا أن الأزمة السورية قسمت العالم إلى ثلاثة محاور وفرضت معادلات اقليمية جديدة
فهناك المحور الإيراني ومعها روسيا والصين تجمعها مصالح مشتركة.

هناك المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وحتما معها إسرائيل
هذا المحور يحارب المحور الأول ويبدي خوفه الواضح منه

هناك المحور العربي الضعيف المتخوف جدا من سيطرة المحور الإيراني في ظل حرب فارسية كما يقولون
وخوفهم من سقوط نظام سوريا أولا وأخيرا بسبب خوفهم على أنظمتهم .

لذلك .....
لا عجب إن وجدنا جميع الحلول على مستوى مجلس الأمن و جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرها ,قد فشلت لغاية الآن والدم السوري ما زال ينزف بغزارة في ظل نظام راهن على قلة الحلول فاستغل الوقت ومضى يضرب بعمق دون هوادة

ليكن الحل الأمثل بعيدا عن أي تدخل غربي
وليكن بتوحيد المعارضة أولا ورص الصفوف ومن ضحى بعشرات الألوف لن يبخل بالمزيد
وسيسقط الطغاة حتما

تقديري الكبير

إنها أزمة غير مسبوقة، قسمت العرب كما قسمت الغرب.. غير مسبوقة بتعقيدها بتداخل كل شيء فيها من قومي ومذهبي وعالمي، و بالعنف اللامعقول الذي فيها.. ربما الانفصام الذي أشعر به شخصيا هو عندما أرى عداوة الغرب لهذا النظام الذي ظل يستضيف جزءا من المقاومة الفلسطينية رغم الضغوطات، لكنه اليوم يقتل الشعب بوحشية غريبة.. لكني أعلم كما تعلمين أن حقن دمائنا هو آخر ما يمكن أن يسعى الغرب لتحقيقه.
وحتى دعم الجيش الحر أختي زهراء يفتح الوطن على حرب أهلية بين جيشين ليسا مكونين في النهاية سوى من الشعب نفسه، ولو يكون الضحايا سوى نساء و أطفال سوريا..
اللهَ نرجو و نطلب أن تنتهي هذه الأزمة دون منزيد من المكابدة والمعاناة.. حسبنا الله ونعم الوكيل..

شكرا لكِ أختي المبدعة المميزة المقدسية على هذا المرور الطيب..

إنها أزمة غير مسبوقة، قسمت العرب كما قسمت الغرب.. غير مسبوقة بتعقيدها بتداخل كل شيء فيها من قومي ومذهبي وعالمي، و بالعنف اللامعقول الذي فيها.. ربما الانفصام الذي أشعر به شخصيا هو عندما أرى عداوة الغرب لهذا النظام الذي ظل يستضيف جزءا من المقاومة الفلسطينية رغم الضغوطات، لكنه اليوم يقتل الشعب بوحشية غريبة.. لكني أعلم كما تعلمين أن حقن دمائنا هو آخر ما يمكن أن يسعى الغرب لتحقيقه.
وحتى دعم الجيش الحر أختي زهراء يفتح الوطن على حرب أهلية بين جيشين ليسا مكونين في النهاية سوى من الشعب نفسه، ولو يكون الضحايا سوى نساء و أطفال سوريا..
اللهَ نرجو و نطلب أن تنتهي هذه الأزمة دون منزيد من المكابدة والمعاناة.. حسبنا الله ونعم الوكيل..

شكرا لكِ أختي المبدعة المميزة المقدسية على هذا المرور الطيب..

الفاضل محمد نعمة مبروك


اريد ان اوضح بعض القضايا التي ربما انك والاخت زهراء لا تعرفونها ، لان استقاء المعلومات من الاعلام احيانا يفرض حالة من عدم الوضوح في الرؤيا
اقول ذلك لاني في قلب الحدث .
سيدي ان العنف متبادل وبشكل واضح ، واحيانا بشكل اقوى واسطع من جانب" الجيش الحر " وهو يعمل لصالح داعميه ومموليه ومسلحيه ، اما الجانب السلمي اي التظاهر فانه له مطالبه المحقة والمشروعة والمتمثلة بحياة كريمة تليق بالانسان ، ولكن ما اسقط هذه الحالة الحضارية المشروعة هو من تسلح كما اسلفت خدمة لمن يريد اسقاط سوريا الدولة ، انا هنا لست بصدد الدفاع عن النظام او اي نظام في العالم، انما الدفاع عن وطن.

اما ما سميتماه انقساما في الحالة العربية والغربية ، فانا اسميه اعادة تموضع واصطفاف واعادة تحديد الاعداء والاصدقاء واعادة رسم ملامح المرحة المقلبة مع الحالة اللولبية الصاعدة لروسيا ودول البريكس ومن يتحالف معها ، والحالة اللولبية الهابطة لامريكا والاتحاد الاوربي ومن يدور في فلكهم ، اقول اللولبية لانها حالة اختراق تمزق المعادلات والمفاهيم والتكتلات السياسية التي كانت قائمة ما قبل الازمة السورية ، ان هذه المرحلة ليست كمرحلة الحرب الباردة التي فرضت ثلاث معسكرات كان ثالثها الدول الحيادية واولها وثانيها نعرفها ، اليوم الكل يتخندق ، والمتتبع لتصريحات المخضرم هنري كسنجر يدرك حقيقة المرحلة القادمة ، وقد قال السيد محمد حسنين هيكل ذلك عندما قال ان مايجري هو اعادة تقسيم المنطقة لصالح الدولة الدينية بما يخدم دولة يهودية على اساس ديني يؤسس لطرد من تبقى من الفلسطينيين في فلسطين، نعم يجب ان نؤسس لدول ديمقراطية ، ولكن من دون ان نهدم الاوطان


دمت بخير

من الواضح أن الغرب أو أمريكا لم يفعل أي شيء حتى الآن للشعب السوري، ولن يفعل إضافة إلى أن الشعب لاينتظر منهم شيثا ولم يتحالف إلى مع أحراره، ربما توقع خيرا من الحكومات العربية أو صديقة كتركيا مثلا ثم اكتشف

اللعبة التي تجري.

الشعب السوري يقدم ثمن حريته وحرية فلسظين... وحيدا

نسأل الله النصر والعون.

مسكين ذلك الشعب.. إنه حالة متفردة في التاريخ الذي عرفت ثوراته دائما دعما خارجيا، فما كانت الثورة في الجزائر لتنجح -بعد الله عز وجل وسواعد أبنائها- إلا بدعم مصر والدول الداعمة للثورات، تماما كما دعمت الجزائر مصر في حرب أكتوبر.. ولم يجد الشعب السوري سوى الدعم الإعلامي الذي يظل صورا و كلمات.. لكننا نأمل خيرا إن شاء الله تعالى..

شكرا لمرورك أختي الكريمة رغد.

نعم يجب ان نؤسس لدول ديمقراطية ، ولكن من دون ان نهدم الاوطان

ألا تكفي هذه منطلقا لمنهج التفكير وإطارا للحكم على الحالة عموما؟
هل من العدالة بحق أوطاننا أن يحرقها العدو بأيدينا بحجة أن القيادة القائمة التي لم تعد بحجم مطالبه لا تحقق طموحاتنا ؟
أندمرها لنستبدل عميلا مستبدا بعميل مستبد؟

تستحق أوطاننا وقفة وإعادة حساب، ليس لكي يبقى الكلاب، بل لكي نسقطهم بإرادة حرة
وسيسقطون
لكننا لا نريد سقوطهم لحساب أعدائنا

رائع ها الحوار الواعي

تحيتي