و مــن قــــال أن الـذي بــيـنـنا
سيخنقُ عطري و يُفني شَـذايْ
و يقضي بـليـلٍ على ما مــضى
من العشقِ في ذكرياتِ صبايْ
صــحــــيــحٌ بــأن هــواكِ لـــه
حــنـيـنٌ يرددُ أحــــزان نـــايْ
و أنّ لـــه ألــف جــرح غــــزا
مـواجع قلـبٍ سـتـبقى مــعــايْ
فكيف سأنسى ربيع الـــــهـوى
و عشقاً روتْ أرضه شَــفَـتايْ
و لـــكـــنّـه لــن يـشـتـتـــــنــي
على تيهِ دربٍ ليمحو خـطـــايْ
و لن يسرقَ الوردَ من واحتي
و نــجــماً تـسامـره مــقلــتــايْ
لأني بدأتُ الهــــوى فاحـــذري
تماديكِ في سحقِ زهرَ مــنـايْ
فمن أشعلَ الشعرَ في صـــمتنا
و من أضرمَ النارَ فيكِ ســوايْ
غــروركِ لـن يـعــتــلي نجمتي
و لن يمتطي غيمةً في سـمايْ
و زيــفكِ لـن يـــرتقــي قــمتي
و لن يـسـتـطيعَ ولـــوج رؤايْ
فلا تـُسقطي دمـعــة المـــنتهى
فما عاد دمعكِ يُبْــكي حــشـايْ
فعشقي الذي قد سقــاهُ النــدى
و حبـي الذي قد جـــنتهُ يـــدايْ
سيرحلُ عنكِ و يــمـضي إلــى
بلادٍ ستعرفُ مـــعنى هـــــوايْ
و لـن تــلتقي بـعد أن تـخـــتفي
مشاعر شوقي بغير صـــــدايْ