أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الساعة الخامسة والسابعة

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2011
    المشاركات : 570
    المواضيع : 222
    الردود : 570
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي الساعة الخامسة والسابعة

    الساعة الخامسة صباحا و الساعة السابعة صباحا

    بسم الله الرحمن الرحيم…الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
    على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
    اخوتي و أخواتي القراء الكرام .. سلام الله عليكم ورحمته و بركاته ،،

    الفرق بين : الساعة الخامسة صباحا والساعة السابعة صباحا
    تستحق القراءة

    في الساعة الخامسة صباحاً ، والتي تسبق تقريباً خروج صلاة الفجر
    عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله
    تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما
    تكبرفي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه..

    بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لا يزالون في فرشهم ،

    بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته
    في سباتهم .. حسناً .. انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة ..
    ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة ..
    ما إن تأتي الساعة السابعة

    والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج - وبدأ وقت الدراسة والدوام –
    إلا وتتحول الشوارع وكأنما أُطلقت في البيوت صفَّارات الإنذار ..
    حركة موارة .. وطرقات تتدافع .. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين
    خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة..

    ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل ..
    أعرف كثيراً من الآباء والأمهات يودون أن أولادهم لو صلوا الفجر في
    وقتها ، يودون فقط ، بمعنى لو لم يؤدوها أبناؤهم فلن يتغير شيء ،

    لكن لو تأخر الابن دقائق فقط ، نعم أنا صادق دقائق فقط عن موعد
    الذهاب لمدرسته فإن شوطاً من التوتر والانفعال يصيب رأس والديه..

    وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرخون فيه بكل
    ما أوتوا من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته.. هل هناك عيب أن يهتم
    الناس بأرزاقهم ؟ هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على
    شهادات يتوظفون على أساسها؟

    أساس لا .. طبعاً، بل هذا شيء محمود ، ومن العيب أن يبقى الإنسان
    عالة على غيره.. لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب
    الإنسان من الصَّلاة ؟

    بالله عليك .. أعد التأمل في حال الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة
    على ولدهم وقت صلاة الفجر فلان قم صل الله يهديك

    ويمضون لحال شأنهم ، لكن حين يأتي وقت المدرسة والدوام

    تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر
    عن مدرسته ودوامه .. بل هل تعلم يا أخي الكريم أن أحد الموظفين
    - وهو طبيب ومثقف - قال لي مرة :

    إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام ..
    يقولها بكل استرخاء..
    مطبِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ ما يزيد عن عشر سنوات ،
    وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها ،
    وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة ، قال لي :

    إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها ؟

    فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه
    بالمرصاد هل تصدق أنني لا زلت أدعوا لزوجته تلك يا ألله ..
    هل صارت المدرسة - التي هي طريق الشهادة - أعظم في قلوبنا من
    عمود الإسلام ؟! هل صار وقت الدوام - الذي سيؤثر
    على نظرة رئيسنا لنا - أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا،
    وقد تركنا لقاءه في وقت من أهم الأوقات الخمسة التي حددها ؟
    هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً

    هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من
    ديننا .. بل وانظر إلى ماهو أعجب من ذلك .. فكثير من الناس الذي يخرج
    صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي
    يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق ما يجده من تأنيب الضمير إذا
    أخرج الصلاة عن وقتها.. كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة إلى السابعة صباحاً ،

    وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله
    ورسوله والدار الآخرة ، شعرت وكأن تالياً يتلوا علي من بعيد

    قوله تعالى في سورة التوبة :

    } قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
    وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
    وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ{ .

    ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة ؟! هل بلغنا هذه
    الحال التي تصفها هذه الآية ؟! ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة
    التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة ؟!

    كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول الله تعالى:

    } مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ {

    أخي العزيز أختي العزيزة .. حين تتذكر شخيرالساعة الخامسة صباحاً ،
    في مقابل هدير السابعة صباحاً،
    فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى

    }بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى … {

    }كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلة * وَتَذَرُون الْآخِرَة *
    وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَة{ .

    المقارنة بين مشهدي الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح
    لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله..

    لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولا غناء برغم أنها مسائل مهمة أتحدث
    الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها الصلاة ..

    التي قبضت روح رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وهو يوصي بها أمته
    ويكررالصلاة ..الصلاة .. وكان ذلك آخر كلام رسول الله ..
    الصلاة التي عظَّمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين
    موضعاً تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا !!!

    تأمل يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة

    في قوله تعالى :

    } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {

    ...والله الهادي الى سواء السبيل
    .................................................. منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    وكذلك هو الحال
    أصلح ربي أحوال المسلمين إلى أحسن حال
    وتاب عليهم بمنه وكرمه
    تحياتي والمودة

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي

    نسال الله لأمتنا صلاح الحال

    أستاذنا الكريم مصطفى أمين سلامة
    مما لا شك فيه أنك تحمل فكرا جليلا نقرأه في مختاراتك ومنقولاتك
    وهو ما يحثنا على طلب الاطلاع على هذا الفكر مصوغا بحرفك

    وسنكون بانتظار فكرك وإبداعاتك في أقسامك واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. مسلسل أرباب المهن ورباتها - الحلقة الخامسة - طبيب الأسنان
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-11-2019, 07:02 PM
  2. الساعة الخامسة إلا ربع ...
    بواسطة لبنى علي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-10-2016, 05:25 PM
  3. زائر آخر الليل : الحلقة الخامسة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-04-2007, 12:52 AM
  4. الرسالة الخامسة(الغيرة)
    بواسطة عتيق بن راشد الفلاسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 09-04-2007, 09:00 PM
  5. في الذكرى الخامسة لانتفاضة الأقصى
    بواسطة رمضان عمر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-10-2004, 02:06 AM