أَيْنَعَتْ فِي دَمِي وَرْدَة
حُلُمي
في رماد السُّفوحِ
طيورٌ بلا أجنحَهْ
و الخفافيشُ
في قمّةِ الوهْمِ
زهرٌ بلا رائحَهْ
أيُّها الواقفون على جثّةِ الحُلْمِ
إنّ المسافة شاسعة
بين لون التراتيلِ
و النَّحْنَحَهْ.
***
في كتاب المراثي
دمي شفقيُّ المدى
غازلته النّوارسُ باكيةً
واختلاج السَّنى
في عيون النّوارسِ
قد وشَّحَهْ.
***
الحصى في الثَّرى
الثَّرى باردٌ
و البرودة لا تنتمي لِلَّظَى.
أيّها الفارسُ الخشبيُّ اتَّئِدْ!
لن يصيرَ الحصى
في يَدَيْ مُلْحِدٍ
( مِسْبحهْ ).
***
بِيَدٍ يسكن الغدرُ في وحْلِها
أنتَ تذبحنٍي
و أنا بُرْعُمٌ في خميلةِ حُلْمِي،
تشيِّعني نحو قبري،
و تبكي عليَّ
مع النّائحهْ .
***
بِيَدٍ يسكن الوحْلُِ في غدرِها
أنتَ تسلخنٍي
و أنا غابةٌ من براعمَ
لا ... لم أمُتْ في الهزيع الأخير من الموت
فامْسَحْ سوادا تدحرج من مقلتيْك...
فدمع التماسيحِ
لا يستر المذبحهْ.
***
أيََْْنَعَتْ في دمي
وردةٌ من لظًى
إنْ حسَوْتَ دمِي
و حسَوْتَ اللَّظى ،
وجرحت المرايا ...
فعطر التَّوهُّج لن تجرحَهْ.
***
أيّها المنتمي للخراب !
قصورك بالدُّرِّ شيّدْتَها . . .
وعظام الذين انْتَمَوْا للثُّرََيَّا
بلا أضْرحَه .
***
هذه آخرُ الأُمنياتِ... فَقِفْ !
هذه آخرُ الحشرجاتِ... فمُتْ !
هل أتاكَ حديثُ الضَّحِيَّةِ
ترْفلُ في الأسلحهْ؟
***
كنْتُ في قطرات النّدى
أتملّى تفاصيلَ وجهي
مددْتُ إلى جسدي قمرًا؛
فانْشَطَرْتُ..
تدلَّى اخضرارُ الأهازيج ؛
لمْلمْتُ جسمي
و عدتُ إليَّ...
و لكِنَّ خيْطًا من اللَّيلِ
يسحَبُ ظِلِّي
إلى المشْرِحَهْ.
***
أيّها الظلُّ لا ترْتبِكْ!
أنت أبْيَضُ لا ترْتبِكْ!
قدَمُ الثَّلجِ تعرف دربَ الشَّذا . .
ألَقُ الفجرِ يعرفُ زاويةً في دمي
يتعهّدُ فيها فوانيسَهُ ،
و يشيِّدُ في نبْضِها مْسَرَحهْ.
***
أيََْْنَعَتْ في دمي وردةٌ من لظًى ..
فإذا ذبح اللّيل
حُلْمَ الغروبِ ،
وغطَّى الزَّخارفَ
في خاطر الموْجِ
مسّح بوْحَ الورودِ...
فلَنْ يسْتطِيعَ
- إذا دمْدَمَ الفجْرُ-
أنْ يمْسَحَهْ.
شعــــــر: محمـــد علــــي الهانـــــي
- تونس الخضراء-