في المحطة
يحزم الطريق أمتعته ،
تتكسر المسافات عند أقدام الزمن،
وألبس الشجن كفنا في وطن.
تتنكر الحقائب للمودعين.
صهيل الخيل
أغنية وداع.
هديل الليل ،
كان مع الملوحين بقمر أبيض.
عقارب الساعة لا تذكر الانطلاقه
يقولون :
"زيارة الأمس وعشق التواريخ حماقه"
وأنا أكره الاستفاقه
أدمن أحلام الشمس،
وأعشق أمسي
وصور المسافرين إلى الغد.
كان المسافرون بعدد أعياد البقاء
لكنهم لم يلوحوا لي.
لم يقولوا إلى اللقاء.
ولم يتركوا لي مقعدا
في قطار الغد.
أيها المسافرون إلى الغد
أيها الخائنون للعهد
رجاءا لا تأخدوا شمسي
خلوها للعام المقبل،
فما زال في كاسي
بقية من أمسي.
في الغد؛
لا يطل الظل من الظل ،
لا تسافر العين إلى العين،
لا يسير الكف إلى الكف.
تتناثر المسارات
كالأحرف
تبتعد القطارات
عن يوم المحطة.
ترتدي الوجوه تاريخ اليوم الجديد
وأقنعة من حديد.
أسرع إلى مذكراتي
أعدم أغاني الطيبة
وأناشيد الآتي،
وأكرم قصائدي الحاقده.
ليس في الذهن
غير أسماء راقده.
والقطارات ؟؟
لن تعود!!!
أفتش الطرقات ،
أنتزع أرصفتها،
أعريها من الخطوات،
أخنق المعابر
أتوعدها بإغلاق وآلاف المقابر.
أستجوب المقاهي القديمة،
والكراسي الكاذبة
وأعقاب السجائر،
عن أصحاب الاسماء الهاربة
وعن فنجان ثائر
سافر ذات حداد.
تاركا قهوته على شفتي.
بردت قهوته على شفتي
وما عاد !