فؤادي على شطِّ شوقي يسيرْ
وجسمي
أسيرُ هواكم لحدِّ الغرق
وعشقي شموع ٌ تضيء المشاعرَ
تروي القصيدةَ
تنفي الأرقْ
وما أجمل الحبّ دون جفاءٍ
ودون عتاب
ودون غياب
فكم عاشقٍ بالجفاء احترقْ
وكم صابرٍ فيه ثمّ اختنقْ
أيا راحلين
هنيئا لكم
وفخرا تسامى سموَّ الشفقْ
إلى مكةٍ يرحلُ الفوج مثل الطيور
جناحاه عشق وشوق فيأتي السرور
وتهفو شموس الأفق
وفي طيبةٍ كلُّ داءٍ يطيب
فإنَّ ثراها دواء القلوب
و في قبر ِخير الأنام جليدي يذوب
يلين كخزٍّ ... ويصفو كماء ٍ.. يرقُّ كمثل الورق
فوا شوق قلبي لذاك الجناب
وتلك الرحاب
فقولوا لكل الصحاب
ومَنْ بالحجيج ِ أخيَّ التحقْ
أشمُّ لتذكاركم نسمات البخور
ودفءِ الحرير
فبالله جودوا عليَّ بهذا العبقْ
فما زال حلمي وعلمي كهذا الفلقْ
فهيا معا نستبقْ
لنجري
نطير
نصير
كمثل مدار الفلكْ
إذا النجمُ فيه حياةً سلكْ
لتقبيل أسعد صخر ٍ لطيفي مَلَكْ
إلى المشعَرين
إلى الركن والبيت والمروتين
لوردك زمزم نرشفُ
بلَّ الرمقْ
أيا نازلين بروحي
وإن شطَّتِ الدارُ ..
زوروا ولو في المنام
عليكم ألوف السلام
فبالله عطفا لهذا الغلام
فكلِّي هيام
وشوق إلى كعبةٍ والمقام
وطه عليه الصلاةُ وأزكى السلام
به الله نجّى الأممْ
ورقّى الحضارةَ هام القممْ
فسدَّ الفخارُ مسامَ الشفق
لندعوه في عرفات
وحيثُ نقاء النفوس من المهلكات
بأنْ يمطرَ العفو صحاري العربْ
ويحيي الجدب
ويجمع شملا هناك افترق
لننجو سوِيَّا ً كنوح بدون نواحٍ
إذا كان يوم القيام الغرق
فيا ربِّ واجعل فؤادي -ومَن قال آمين – عن كلِّ عاصٍ
هناك انفلق
لجاسم القرطوبي
2/12/1433 هـ
18/10/2012