مرت أعوام كثر , وأنت باسقة أمام ناظري يا نخلتي الفراتيه .
يا عطاء دجلة والفرات , وغزارة البليخ والخابور, يا سماء دمشق وياسمينها .
عطاؤك متجدد كل يوم وسعفك أخضر لا يشيخ , ورطبك نضيد خير , يزف البشرى والأمل والحب
أهديتني أجمل ما في الكون(الهدى والبراءة والرحمة ومريم) ووهبتني (العبابيد)
ماذا أقدم لك في ذكرى مولدك , فكل ما أملكه أنت من صنعه , وكل ما أشعر أنت التي سطرته .
سلطانة الأحاسيس وأميرة الطيبة , هل تقبلين بعد هذه السنين أن تمنحيني المواطنة ؟
يا من غفرت زلات الماضي, وقلت: لي حاضرك ,ولك ماضيك , وأحبك في الحالتين!
فكنت أجمل وأعدل قضاة الكون.
يا من تجاوزت عن ضيق خلقي ورزقي , وتحملت عواء الذئب القاسي في شعاب جيوبي النظيفة المظلمة .
أنت التي عطر شذى ضحكاتك أزقة قلبي الداكن , وأشعل فيها شموع الحب والشباب .
يا أجمل قرصان في بحر المسيرة , سفينة عمري تاهت بين حنايا صدرك الدافئ ,معلنة قبولها بصك الأسر الدائم.
ازرعيني صدفة في أمواج جفونك ,علني أنبت وردة حمراء , تستمد بهائها من وجناتك في لحظات المد الأليم.
كوني أنبل خصالي , كوني الوفاء والحلم , والرجاء والنغم .
كوني لمسة سحرية تحول ملفاتي النزقة إلى سمفونية ضاحكة, ببسمة صادقة .
كل عام وأنت بخير يا شريكة العمر ومالكة الفؤاد...