حاورته/ غادة الشريف
قال هشام النجار القيادي السابق بالجماعة الإسلامية وعضو المكتب الاعلامى السابق لحزب البناء والتنمية إنه:
تقدم باستقالته من الجماعة والحزب اعتراضا ً على مواقفها وخطابها التصعيدى.. وعلى سوء أداء تحالف دعم الشرعية سياسيا ً الذي وصفه بـ«الباهت».
محذرا ً من أن:
استمرار الإخوان والجماعة الإسلامية على نفس المنهج سيؤدى إلى انهيارهما.. وبالتبعية انهيار الحركة الإسلامية.
وإلي نص الحوار
لم نسمع عن استقالات بالجماعة الإسلامية أو حزب البناء والتنمية .. تري ما الذي دفعك للاستقالة في هذا الوقت.. خاصة وإن البعض فسرها إنك تخشي الاعتقال في ظل الملاحقات الأمنية لقيادات جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية .. خاصة وإنك من القيادات الشبابية التي لم يتم اعتقالها من قبل؟.. وبماذا قوبلت الاستقالة ؟
كان موقفي مختلف بعد تاريخ 14 أغسطس يوم فض الاعتصام الرهيب.. ورأيت ضرورة تغيير الخطاب والمواقف وضرورة التقدم بمبادرات من داخل التيار الإسلامي سواء من الإخوان أو الجماعة الإسلامية أو حزب الوسط أو الأحزاب السلفية.. ونصحتُ ألا تقتصر المواقف على بيانات شديدة اللهجة وتحمل لغة تصعيدية غير مقبولة تنتمي إلى مراحل سابقة ولا تناسب تطور الأحداث على الأرض .
ورأيتُ أن أداء التحالف الوطني والأحزاب والحركات المنضوية تحت لوائه أداء سياسي باهت يعتمد لغة واحدة وبياناته في كل المراحل والمواقف لا تتغير ولا تقدم أية بادرة لتنازل أو قبول للصلح بحسب المتغيرات الجديدة .
أما عن قضية خشية الاعتقال فهذه حجة البليد – كما يقولون – لأن الحزب والجماعة لم يكن ينشر إلا مقالاتي وتحليلي للأوضاع.. وكانت تحملُ قدراً كبيراً من الصمود بدون إساءة أو تجاوز أو تحريض.. حتى يوم الجمعة قبل الماضي.
وكان آخرُ مقال لي في هذا السياق عنوانه " هل تشاهدون الفض ؟ ".. ورغم ذلك ظللتُ في بيتي لم أهرب ولم أختفي كالآخرين.. لكن الشجاعة كما تعلمناها ومارسناها ليست التهور والعصف بكيان الحركة الإسلامية وإدخالها في محن جديدة وترك الساحة خالية تماماً للآخرين .
إنما هي القدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب دون تباطؤ وتحمل تبعاته الآنية إبقاء للمصلحة العامة وحرصاً على القيم الكبيرة وسعياً لدرأ المفاسد الكبرى عن الوطن والمجتمع ككل.
والشجاعة ليست ادعاء البطولات الوهمية على حساب مصلحة الوطن وعلى حساب دماء الأبرياء .
والاستقالة قوبلت بمواقف وردود أفعال متباينة .. لكن أنا لا أنظر ولا أعمل حساباً إلا لقناعتي وكون القرار الذي أتخذه نابعاً من دراسة وتفكير عميق ومراجعة وتجرد للحق والحقيقة .. وليس لرضا هذا الطرف أو ذاك .
تقدمت بمبادرة لحقن الدماء والحفاظ على الحركة الإسلامية فتم رفضها .. ما هي الأسباب حسب وجهة نظرك وكونك كنت عضوا ًفعالا ًبالجماعة ؟
تقدمتُ بالمبادرة إيمانا ً منى بأن الحزب والجماعة لابد وأن يكون لها موقف وخطوات إيجابية .. ولقناعتي بأن التنوع والاختلاف داخل الحركة الإسلامية ضروري لحفظ وصيانة وجودها واستمرارها.. وأن الجماعة إذا لم تكن قادرة على إقناع الإخوان بالتنازل عن بعض المطالب في هذه المراحل المتأخرة من النزاع وصولاً إلى نقطة التقاء تمهيداً للمصالحة الشاملة.. فعليها أن تتبنى هذا الموقف منفردة حرصاً على الحركة الإسلامية ومصلحتها ومستقبل أبنائها من جانب .
ومن جانب آخر حرصاً على الوطن كله بحيث لا يستمر نزفه وإنهاكه وصولاً إلى مرحلة الانهيار.. وتلك اللحظة تنتظرها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بفارغ الصبر لإحكام السيطرة على مصر تماماً لعقود قادمة .
وأنا أرى أن الاستمرار في هذا النزيف والصراع الجنوني ما هو إلا مقدمة لهزيمة كبرى لمصر أمام إسرائيل تفوق بمراحل ما حدث في نكسة 67م .
وبعد عدم التجاوب مع هذه المبادرة التي تقدمتُ بها ومع أطروحات الصلح التي ضمنتها مقالاتي وتم رفض نشرها على المواقع المعبرة عن الحزب والجماعة قررتُ الاستقالة وقدمتها بالفعل مساء يوم الجمعة 23 أغسطس.
وأنا لا أدرى ما هي أسباب عدم التجاوب مع المبادرة.. وأياً كانت الأسباب فلي كامل الحق في اتخاذ موقف مغاير لاختلاف قراءتي للواقع.
وبالتالي كان لابد من إعلان موقفي – ليس خشية من الاعتقال كما يردد البعض – ولكن إبراءً للذمة وإعلانا لرفض الأسلوب الذي تدار به بعض الأحزاب والجماعات.. ولأنني أريد إرسال رسالة مهمة لجميع أبناء التيار الإسلامي من جميع الفصائل والأحزاب أنه لا قداسة لأشخاص ولا لرموز.. وأن من حق الجميع أن يشارك في اتخاذ القرار.. خاصة في المراحل المصيرية التي يتوقف عليها مستقبل الأوطان .
بعض قيادات الجماعة يرون إنك محسوب على الدكتور ناجح إبراهيم أحد مؤسسي الجماعة والمحسوب على التيار الإصلاحي بها بالجماعة الذي نبذ العنف.. ولهذا تم رفض المبادرة ومبادرات بعض الإصلاحيين أمثال الشيخ محمد ياسين في ظل وجود تيار قطبي يرفض التصالح مع النظام الحالي والإبقاء على حالة الكر والفر في الشارع ما تفسيرك؟
أنا أعتز على المستوى الشخصي بجميع أساتذتي ومشايخي سواء من داخل التيار الإسلامي أو من خارجه.. وعلى المستوى الإنساني أعتز بكثير من الصداقات داخل حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية وخاصة الشيخ على الدينارى والدكتور عصام دربالة.. لكن هذا لا يمنع أن أختلف معهم وتتباين رؤانا ومواقفنا من الأحداث وكيفية التعاطي معها .
وبالنسبة للدكتور ناجح إبراهيم فهو يمثل لي ولكثيرين قيمة كبيرة تعلمت منها الكثير فكراً وفقهاً واجتهاداً وأعمالا للعقل وتفاعلاً إيجابياً مع الأحداث.. وهو أكثر الشخصيات التي استفدتُ منها على كل المستويات طيلة سنوات صحبتي له .
لكنني لستُ مع تصنيف إصلاحيين ومحافظين داخل الجماعة.. فليس هناك صراع بين تيارين داخلها ولا انشقاقات إنما هي تباينات في وجهات النظر.
كما أن من يطلق عليهم إصلاحيين هم غير معترف بهم من الأساس وغير مُؤثرين داخل الجماعة .. ولذلك سارعوا بنفي كون الشيخ محمد ياسين يعبر عنهم أو يتقلد منصباً إداريا عندما تحرك في اتجاه المصالحة مع تقديم بعض التنازلات بالاشتراك مع المستشار زكريا عبد العزيز .
وبالنسبة لتيار الدكتور ناجح إبراهيم فهم غير معترفين به وكانوا يتبرأون دائماً من أطروحاته.. ولذلك كان يعمد إلى الإشارة بأنه يعبر عن وجهة نظره الشخصية .
ولذلك فضلتُ أن تنطلق المبادرة من داخل الحزب ومن قياداته الفاعلة في التحالف الوطني لدعم الشرعية ، حيث تملك أدوات وأوراق التفاوض والتأثير في الشارع .
وأنا أستبعد رفض مبادرتي لكوني محسوباً على الدكتور ناجح .. فأنا أمثل نفسي مع احترامي الكبير وتقديري العظيم له.. ولكن ظني أن لهم حسابات أخرى حيث يراهنون على عامل الوقت .
في حين ثبت أن الوقت لم يكن دائما في صالح الإسلاميين خلال هذا الصراع وأن التباطؤ وعدم تبنى مبادرات قوية تصنع الثقة وتجبر الطرف الآخر على الجلوس للتفاوض أضرَ كثيراً بموقفهم وفوت عليهم فرصاً كبيرة لتحقيق مكاسب مقبولة ومُرضية .. وكذلك – وهذا هو الأهم – لوقف نزيف الدماء ومنع وقوع مآسي جديدة .
ما تفسيرك لحالة الانقسام داخل الجماعة في ظل وجود من يري أن التهدئة هي السبيل للخروج من الأزمة الحالية حقنا للدماء .. وفريق آخر يري أن التصعيد أمر هام وينحاز إلى تيار الإخوان ؟
هي اختلافات في الرؤى لا أكثر.. وهذا طبيعي في ظل أزمة هائلة وأحداث ضخمة ومَلحَمية غير مسبوقة بهذا المستوى الذي لم يعهده المصريون والإسلاميون من قبل .
فالإسلاميون يواجهون لأول مرة في تاريخهم طوفاناً من الأحداث والمواجهات والحرائق والانتهاكات والكراهية والإقصاء والرغبة في الإبادة وانتهاك قدسية المساجد والعلماء والإساءة لمظاهر الدين من حجاب ولحية بشكل غير مسبوق.
وهذا يدفع لاتجاهين أحدهما فصلته في مقالي – الذي رفضوا نشره – وعنوانه "الحركة الإسلامية وفلسفة أبناء الرسول" – وتم نشره في صحيفة المصريون – السبت 24 أغسطس - وعلى موقع الإسلام اليوم بعنوان "الحركة الإسلامية وضرورة المراجعة ".. بتبني فلسفة وحكمة الحسن بن على عندما تنازل عن السلطة والحكم رغم أنه الحاكم الشرعي الذي اختارته الأمة.. مُقدماً حقن الدماء وحفظ الأرواح والمقدسات.. وليس هذا فحسب إنما أيضاً لاستعادة حب الناس وجذبهم ولاستعادة الثقة والبريق وترميم الجراح التي فتحت فجأة على مصراعيها.. فعاد الناس إلى الحسن والحسين في المدينة وزادت الفجوة بينهم وبين الحاكم في دمشق وهو معاوية رضي الله عنهم أجمعين .
فنحن بحاجة إلى هذا الاتجاه وهذا هو اختياري لتطوير أداء الحركة الإسلامية وخلق الألفة والمحبة بينها وبين كل طوائف وتيارات الشعب المصري وحماية المساجد ووقف الانتهاكات ضدها وحفظ هيبة العلماء والدعاة ورموز الدين.
وأنا أرى أن هذا يتطلب العودة لصفوف الشعب بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل الخيري والاجتماعي والمعارضة السياسية الراشدة الحكيمة.. وعدم تعجل الوصول إلى السلطة.
أما الاتجاه الآخر فهو يرى اختيارا ً واحدا ً في وجه هذه التحديات وقد أثبتت الأحداث أنه بعيد المنال ودونه تضحيات جسام وتنبؤات بكوارث لا تتحملها مصر وقد تسلمها غنيمة باردة خلال أشهر قليلة لإسرائيل التي لم تبذل كثيرَ جهد في إسقاط مصر – لا قدر الله – إنما فعلت ذلك بيد أبنائها .
ما هي أهم بنود المبادرة .. وماذا تريد من خلالها .. وهل أنت مع مطالب تحالف دعم الشرعية بعودة الرئيس المعزول ؟
المبادرة من ستة عشر بند.. وتدعو للمصالحة وطي صفحة الخصومة وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الحزبية ومسارعة الأطراف في الفوز بجائزة صاحب السبق في تقوية جبهة مصر الداخلية وحماية الأمن القومي المصري .. الخ .
وتتلخص بنودها في الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع كل مظاهر العنف والتحريض على الكراهية وتشويه وتخوين الآخر من الطرفين.. وإطلاق الحريات وعودة الصحف والفضائيات الممنوعة وإنهاء الإجراءات الاستثنائية وحالة الطوارئ وإطلاق المعتقلين السياسيين.. في مقابل إنهاء المظاهرات والفعاليات الجماهيرية الرافضة لما حدث في 3- 7 .. وإضافة بعض الوزراء المحسوبين على التيار الإسلامي من غير الحزبيين والوطنيين المستقلين المتوافق عليهم إلى الحكومة الحالية قبل دعوة الناخبين لانتخابات رئاسية وبرلمانية بالتزامن خلال شهرين كحد أقصى مع ضمانات قوية لنزاهتها بإعلان دستوري من الرئيس المؤقت حسب قانون الانتخابات الذي أحاله مجلس الشورى السابق على المحكمة الدستورية العليا .. مع تقديم ما توصلتا إليه لجنتا الخمسين والعشرة لتعديل الدستور للبرلمان المنتخب للبت فيها بالموافقة على تلك التعديلات من عدمه.. ويتعهد التيار الإسلامي بعدم تقديم مرشح للرئاسة لفترتين رئاسيتين ويُسمح له بعد ذلك.. ويُمنع ترشح شخصيات ذي خلفيات عسكرية لمنصب رئيس الجمهورية.. مع تخليد ذكرى شهداء الفترة الماضية وحفظ كافة حقوقهم مع الجرحى والمفقودين وحماية الجيش المصري والتوصية بتشريع ملزم يجرم الانقلابات العسكرية وانغماس الجيش في الشأن السياسي أو التحريض على ذلك.. مع تشريع ملزم يحمى مؤسسة الشرطة من توظيفها في الصراع السياسي وتجريم التقاعس عن حماية أمن الوطن والمواطنين وتفكيك كل المليشيات المسلحة ومجموعات البلطجية وتجريم توظيفها في الصراعات السياسية مع دمجها في المجتمع.. مع تحديد نسبة 15 % للأقباط للترشح عليها في البرلمان و10% للمرأة.. وحد أقصى 20% للأحزاب المختلفة.. والإفراج عن الدكتور مرسى وحفظ حقوقه كرئيس سابق للبلاد واعتباره شخصية عامة محترمة .
تلك باختصار كانت أهم بنود المبادرة التي تقدمت بها للحزب يوم الثلاثاء 20 أغسطس .. وعلى أثر عدم الاهتمام بتفعيلها أو طرح مبادرات أخرى تناسب المرحلة رفضتُ هذا التوجه الذي ينحاز للجمود وعدم التعامل مع الأحداث بالمرونة المطلوبة.. فقدمتُ استقالتي .
تري من يقود الجماعة الإسلامية حاليا ً؟.. ومن المسئول عن اتخاذ القرارات؟.. وكيف يتم صنع القرار بها حاليا ؟
أتحفظ على الإجابة عن هذا السؤال .
ما موقف شباب الجماعة الإسلامية من المواقف الأخيرة للجماعة وهل تتوقع أن يتقدم البعض باستقالات في حال عدم رضائهم عن مواقفها واستمرار سيطرة بعض القيادات الرافضة للمصالحة والتهدئة من وجهة نظرك؟
جاءتني اتصالات كثيرة من شباب وأفراد كثيرين محسوبين على الجماعة رافضين لهذه السياسات .. لكنهم يرغبون في إعلان موقف لا أكثر ولم أسمع عن رغبة في تقديم استقالات.. لأن تقديم الاستقالة في حد ذاته إجراء مُستبعد وغير متداول ومقبول داخل التيار الإسلامي بعمومه لاعتبارات كثيرة وأسباب يطول شرحها .
البعض يري أن موقف قيادات الجماعة الإسلامية تغير بعد أحداث ثورة يونيو وخاصة عقب فض اعتصامات النهضة ورابعة العدوية بالقوة وإنهم عادوا للعنف واستخدموا سياسية التحريض.. هل تري أن الإخوان والجماعة الإسلامية وتيارات الجهاد عادوا للعنف بشكل فعلى ؟
أستبعد ذلك.. لكن القضية أكبر من حصرها في تغير مواقف أو شكوك في تبنى البعض للعودة إلى العنف وحمل السلاح .
وأنا لدى قناعة راسخة أن القيادات – وخاصة في الجماعة الإسلامية – ملتزمون بمبادرة نبذ العنف التي أُطلقت في التسعينات ويعتبرونها خياراً استراتيجياً ويتبنون التغيير السلمي.
إنما سؤالي هنا بعد هذه الأحداث الكبيرة والخطيرة والتي تقع مسئوليتها على كافة الأطراف حتى الطرف المضطهد والمظلوم بعدم مسارعته في امتصاص الصدمات وتغيير المواقف وتبديل الأدوار وتبنى خطابات مناسبة لكل مرحلة بحسب المقتضيات والظروف .. السؤال هو:
ماذا تتوقع من أفراد مشحونين تماماً وفى فوضى السلاح إذا وصل إليهم خطاب تصعيدي – وإن كان لا يقصد التحريض على العنف واستخدام السلاح - ؟
والإجابة بالطبع معروفة.. إذن تتأكد هنا مسئولية القيادات في تبنى خطاب وسطى ينحاز للتهدئة وقبول الصلح في مقابل بعض التنازلات وإن كانت مؤلمة .. ولذلك كان إصراري على موقفي الأخير قبيل وأثناء وبعد الاستقالة .
تداولت وسائل الإعلام عدد من تصريحات من قبل قيادات الإخوان تنسب فيها أحداث العنف في الصعيد .. خاصة حرق الكنائس والفتن الطائفية خاصة في المنيا إلى أفراد بالجماعة الإسلامية وتبرأت منه ما تفسيرك خاصة وإن البعض يؤكد ذلك لكون الصعيد احد معاقل الجماعة الإسلامية؟
هم عادوا ونفوا تلك التصريحات وأظنها من قبيل محاولة إعلامية لخلخلة تماسك التحالف الوطني لدعم الشرعية ومحاولة إضعاف موقف الإخوان المسلمين بخسارتهم لحليف مهم وقوى كالجماعة الإسلامية .
تري من المسئول عن الفتن الطائفية في المنيا وأسيوط خاصة وأن البعض ينسب ذلك إلى تحريض من قبل المهندس عاصم عبد الماجد أحد قيادات الجماعة التاريخية والمعروف عنه حدة تصريحات وعدم نبذه للعنف رغم المراجعات الفكرية للجماعة ؟
هناك رواية أمنية مؤخراً تنسب ما حدث لمجموعات من البلطجية والمسجلين خطر.. بل سمعت بأذني أحد القساوسة بالصعيد يوجه مثل هذه الاتهامات لتلك العناصر .. وبالطبع الهدف معروف وواضح للجميع .
وما أعرفه وأعلمه عن الشيخ عاصم – رغم اختلافي معه في طريقة الطرح والخلط بين الدعوى والحزبي والسياسي والعقدي – أنه ملتزم بمبادرة وقف العنف.. وقد صرحَ بذلك في كثير من المواقف .
في حال عدم مسئولية الجماعة عن أحداث العنف بحرق الكنائس والفتن الطائفية في محافظات الصعيد وبعض محافظات الوجه البحري تري من المسئول بحسب وجهة نظرك؟
أجبت عن هذا السؤال سابقاً .
ما تفسيرك لاتهامات الموجهة للمهندس عاصم عبد الماجد والدكتور طارق الزمر بالتحريض على حرق الأقسام والمنشات العامة وتحديدا أحداث كرداسة ؟
أستبعد تماماً ضلوعهما في مثل هذه الأحداث.. وأنا أعرف جيداً الشيخ عاصم عبد الماجد وكذلك الدكتور طارق الزمر ، ولا أظن أن هذه الاتهامات في محلها وقد تكون من قبيل تصفية الحسابات السياسية وإضعافا ً لحضور وتأثير التحالف الوطني وأحزابه ورموزه في الشارع.. وهذه الأحداث وغيرها تحتاج لتحقيقات عادلة ونزيهة لمعاقبة مرتكبيها الحقيقيين .
ما رأيك في ثورة 30 يونيو؟.. وهل تعتبرها انقلابا عسكريا ..وما رأيك في مواقف نظام الإخوان والرئيس السابق الدكتور محمد مرسي قبل عزله ؟
هذا السؤال يحتاج لإعادة صياغة ليناسب ما نحياه اليوم وطبيعة المرحلة ليصبح كالآتي:
هل ترى أن نظام الإخوان والرئيس المعزول مشتركين ومساهمين في ما وصلنا إليه اليوم بغض النظر عن جدل المصطلحات والمسميات الذي استغرق من أوقاتنا الكثير ؟
وإجابتي على السؤال الذي أعدتُ صياغته:
نعم أرى أن الإخوان والدكتور مرسى ضالعون في هذه المأساة بقلة خبرة وحنكة سياسية .. وهم اجتهدوا نوعاً ما في قضايا الداخل ومشاكل المواطنين .. الخ .. لكنهم فشلوا في قراءة الواقع الدولي والإقليمي وفى التعامل معه بالسرعة والحنكة المطلوبة .. كما فشلوا – وهذا هو الأهم – في التعامل بمسئولية وتعاون واحترام مع أهم وأخطر مؤسسات الدولة وهى الجيش .
ماذا تتوقع لتيار الإسلام السياسي والحركة الإسلامية بما فيهم الجماعة الإسلامية والإخوان عقب أحداث ثورة يونيو وفى ظل الأزمة الأخيرة ؟
إن استمر الخطاب التصعيدى والتشبث بنفس المواقف والمطالب في كل المراحل حتى بعد ما حدث في يوم 14 أغسطس الأسطوري.. فالحركة الإسلامية تسير بالوطن نحو المجهول وإلى مزيد من المآسي والآلام .. وهذا يؤثر على مستقبل هذه الحركة في العالم كله لعقود قادمة .
في ظل الاعتقالات الحالية لقيادات الإخوان تري من يدير تحالف دعم الشرعية الذي تعد الجماعة الإسلامية عضوا ً فاعلا به .. وهل تدار من خارج مصر من قبل التنظيم الدولي للإخوان في خارج مصر أم من الداخل ؟
لا أدرى وليس لدى معلومات للإجابة عن مثل هذا السؤال .
هل تعتقد إن الجماعة الإسلامية ستلجأ إلى طاولة المفاوضات الفترة المقبلة حقنا للدماء في ظل أحداث العنف الأخيرة ودعوات المنتشرة للإخوان عبر مواقع الانترنت إلى ثورة في 30 أغسطس تهدد بحرق مصر.. أما ستظل الجماعة على موقفها ضمن تحالف دعم الشرعية وستظل الجماعة حسب وجهة نظر العديد من السياسيين أنها المسئول الأول عن العنف والجناح المسلح للإخوان .. وهل تتوقع انفصالها عن التحالف هي وتيار الجهاد؟
أتمنى أن يحكم قيادات الجماعة الإسلامية صوت العقل والرشد.. وأن يجذبوا الإخوان المسلمين معهم إلى المنطقة الوسطى .. وإلى الانحياز لمصلحة الأوطان والحركة الإسلامية وحقن دماء المصريين وتفويت الفرص على أعداء مصر في الخارج.. فلا تنهار مصر اقتصادياً واجتماعياً ولا تنهار قواها الأساسية المتمثلة في أزهرها وإسلامييها وجيشها وفصائلها الوطنية سواء إسلاميين أو قوميين أو ناصريين أو ليبراليين .. ولا تنهار وحدتها الوطنية وتتمزق الأواصر الباقية بين مسلمي مصر ومسيحييها.. فتصبح مصر فريسة سهلة المنال وجاهزة للافتراس من العدو اللدود الرابض والمتربص على الحدود .
بماذا تنصح الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي؟
أنصحهم بتقديم مصلحة الوطن على حظوظ النفس وعلى المصالح الحزبية الضيقة .. وبالمراجعة الدائمة ونقد الذات وتصحيح الأخطاء وعدم التمادي في الخطأ.. والتفاعل مع الأحداث بايجابية ودينامكية وسرعة تفرضها ضخامة الأحداث وسرعة المتغيرات.. وعدم الركون إلى التقليد والعناد والجمود وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً.. والله تعالى من وراء القصد
الأربعاء الموافق:
21 شوال 1434هـ
28-8-2013م