قَرْحَتي
قَرْحَتي
لي قَرْحَةٌ أوْفى منَ الخِلِّ
أحَنُّ مِنْ أمٍّ على طِفلِ
في الغمّ والهَمِّ تُرافقُني
فــي نَكَدِ العَيْشِ، وفي الكَلِّ
مِنْ مِيْعَةِ الصِّبا تُصاحِبُني
تلْحَفني بالحُبّ و الوَصْلِ
صَعْبٌ عليها أنْ تُفارقَني
تبقى معي ، كأنّها ظِلّي
ما مرّةً بكيتُ ، إلاّ بَكَـتْ
وإنْ قُهِرتُ انقَهَرَتْ مِثْلي
تَبثّني في الصُّـبْحِ أشْواقَها
فتذهبُ الأشواقُ بالعقلِ
تُذيقُني في الليلِ تَحنانَها
حتّى يفرّ النومُ مِنْ لَيْلي
تصرخُ إنْ أهملتُها مرّةً
وَيْلي إذا ما صَرَخَتْ ،وَيْلي
تَغارُ مِنْ فَرْحي ومِنْ بَسْـمَتي
تَرْميهما بالنّار والنّبْلِ
تَغارُ مِنْ حَلْوى إذا ذُقتُها
تَغارُ مِنْ حِمْضٍ ومِنْ خَلِّ
مِنْ أجلِها كَم عِفْتُ من مَشرَبٍ
مِن أجلِهـا كمِ عِفْتُ مِنْ أكلِ
إنْ كانَ هذا الحبَّ يا قرحتي
باللّهِ حُبّيني على مَهْلِ
فـإنّ هذا الحبَّ يا قرحتي
إنْ دامَ بينَنا بِذا الشكلِ
لا بُدّ أنّهُ سـيقتلني *
وكمْ قضى العُشّاقُ في القَتْلِ!