سوزان...1
...............
المئة وسبعة وستون سنتمتر،والخمسة وستون كيلوغرام،ولك أن تتخيل الفتاة بشعرها الذي يُطاول شحمة الأذن مائلاً الى إحمرارٍ خفيف وعينان لا تنفكان تدعوانك لإطالة النظر
بحضورها الافت وثقافة مؤطَره بموهبة واضحة،ناشطة محترفة ومنتهية الى ما تُريد بجرأة،لا تُعوزها قوة.
تُمارس الرسم،وتعشقُ الشِعرَ وتحفظُ عن ظهر قلب مُطولات من أشعار راتب القرشي،وعندما تَذرفُ دمعة حزن يسلبُ الجنونُ كيانك
والفتاة حين تحب كالبكر حين تحبَل،تمنحُ من فيض قلبها بلا حساب،وتنفلتُ من كيانها كالبذرة في إص حين يلاطفها الماء
فإذا فضاء الإص حياة، وكأنه السحر ما بين لونٍ وفيض وعطاء،لا يُعرَف له سر وإن إطّلعت عليه،وراعك التأملُ فأصابتك الدهشة
وهذا ما حدث تماماً،حين غشت بذرةُ قلبها طَلُ عينيه،فاهتزت وربّت في حشاشة الفؤاد،فلامست روحها،وفاض ما كان حبةً سوداء في أديم القلب
والذكَر عندما يُحب،يبرعُ في علوم الرياضيات وفن المقايضة،كالشِفاه ترشُف الماء من وعاء،لهُ بين إرتوائهِ وعطَشهِ حالاتُ مدٍ وجزر
وأخذ ورد،غير أن الحُبَ إستقامَ فأينعَ حبيبين ضمهُما كتاب
والمطبخُ مكانٌ غريب
وعالمٌ مختلف
فما بين الموقد والمجلى،وكل هذه الطناجر والملاعق والصحون وسائل التنظيف والصياح،عالمٌ ينغَمسُ في حرب أهلية تتعدد فيه الجبهات ويختلطُ الحابلُ بالنابل
حينَ الحبيبين قطَعا مسافةَ العِشق،دفعةً واحدة
فكأنما هي قُبلةُ مُراهقين أنتهيا منها للتو،فما عاد منها سوى شذراتِ حلم
.....
يتبع_الأول