الصدى

أفلتت شفتاي حافة الكأس في حركة عصبية لاحظها فلم يكمل استدارته. وقف أعطاني وجها ابتلعه العجب والاستفهام. اصطدم الكأس بالمنضدة العارية..ضغطت الشفتين لأزيل الأثر وأمتص بعض الغضب.
قلت:
- ملعقتين ونصف، لا تزيد نصفا فتصير ثلاثة فأغضب. ولا تنقص نصفا فتصبح اثنتين فأدرك فأرفض، اثنتين ونصف فقط، قلت لك ؛ لماذ لم تلتزم؟
عقدت الدهشة معالم وجهه البليد، قال:
- يا أستاذ، هذا شاي لا قهوة!!
قذفت الكأس، اصطدم بالسور الفاصل النيل عن الكافيتريا. تلفت في أرجائها أشهد المناضد والكراسي على غباء الواقف قبالتي في ذهوله البليد. صرخت:
- اذهب وعد بما طلبت! أنا الشارب لا أنت، دائما أنا الشارب!! هنا وهناك، هيا اذهب!
تداعيت في وهن على الكرسي، حملقت في براح النيل أتنفس برئة واحدة يدخلها هواء المكان.اعتمدت رأسي بين كفيّ مغمض العينين أتمثل المدير الغاضب، والطرد. أحسست حركة، انتبهت. واقفا دون كأس، قال:
- يقول الرئيس:هات ثمن الكوب المحطم ، واخرج ولا تعاود.
نظرت إليه ذاهلا أستشعر خروج الهواء من الرئة الواحدة التي أتنفس عبرها.

البيدق المبدع........

الصدى ، معالجة جميلة لماهية الغضب في النفس الانسانية ، وموحيات وموجبات الغضب ، وكيفية تبرير اثاره في الاتي سواء القريب منه ام البعيد ، هنا وجدت تفريغ عشوائي لتراكمات حالة مسبقة في زمان ومكان اخر ، وكأن لسان حال المتلقي اولا ومن ثم الذي كان يؤدي عمله يقول بأننا في المكان والزمن الغير مناسبين تماما ، فماهية الرؤية تظهر بجلاء في نهاية النص ، حيث الصدى يلزم الانسان احيانا بتتبعه ولو ذهنيا لادراك ماهيته ، وهذا الطرد الثاني جراء غضب غرس بسبب طرد سابق ، ولاتهم الاسباب بقدر اهمية ادراك ومعرفة النفسية البشرية في مثل هذه المواقف.
لي همسة اذا سمحت لي بذلك نتمنى انزال نص في كل اسبوع ليتنسى للمتابعين ابداء ارائهم ,,,,,,,,,وعذرا ان عكرت صفو النص وروعته.

دم بخير
محبتي لك
جوتيار

الكريم "جوتيار تمر"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دمت ذا ألق!
لك ما تحب أخي الحبيب!

استاذ فريد تحية حب وتقدير ..
بقي سؤال حول اسباب هذا الغضب والازدراء والاحتقار ..اسباب صعبت علينا كشفها في نصك
مع تحياتي ..

استاذ فريد اعتبر هذا النص هو معالجة لومضة من حدث لم تتضح معالمه . هناك سؤالين حسب رايي لم يتم الجواب عنهما و هما : لماذا و كيف؟؟ المتلقي يقف حائرا يبحث عما يريد الكاتب ايصاله.

الكريم "علاء"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الجليل!
ليس على الكاتب تفسير، المتلقي يقرأ كما يشاء ويرى، ثم يقول.

ليس على الكاتب تفسير، المتلقي يقرأ كما يشاء ويرى، ثم يقول.

كان غضبه في ذلك المقهى صدى لما كان في عمله من غضب المدير وطرده، فما الذي أغضب المدير منه؟ أكان صدى لصراع في المنزل عاشه قبل انطلاقه لعمله؟

المشهد الذي استهل به الكاتب القصة مصوّر بدقة وتفصيل ملفتين نجح الكاتب فيهما بوضع المتلقي في حالة استيعاب تام للحالة النفسية لكليهما
والإشارات والدلالات مجنّدة بمهارة
أعجبتني الرئة الواحدة التي يتنفس بها تقود للرؤية بعين واحدة وأفق واحد بتطرف يوصله لما يعيش من الغضب مما يقفز للسطح بسؤال :
أكان يستدعي بسلوكه ما يفجر غضبه فيخلق بغضبه ما يكون صداه استدعاء لما يفجر غضبا جديدا في مكان جديد؟


أجدت رسم المشهد حمالا للمعاني أديبنا

دمت بخير


تحاياي

صدى على صدى على صدى
كل يصطدم بصدى الآخر
ليصبح صوتاً يزعجنا ويزعج ما حولنا
رسم متقن للحس والصور
دمت بخير مودتي وتقديري