شهوة الجوع» بقلم الدكتور ماجد قاروط » آخر مشاركة: الدكتور ماجد قاروط »»»»» الشكر فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» أنا المحب رسول الله» بقلم لؤي عبد الله الكاظم » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» احمد المنسي» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» غاب الأميـــــر» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» آية الكرسي.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
***********
دَعَوتُها للعمل بجانبي و جعلِها المَاسك الأول و الوحيد لِزِمام كل أمور العمل في غيابي، و بإتقان و تفان كانت تُنفذ ما أطلب و تبالغ أحيانا، ما آل إلى إعجابي بها و بأخلاقها... فكلّ الطّباع الحسنة و القِوام الفاتنة تلخّصت في ذاتها و جسدها...كانت نسخةً أخلاقيةً لا تكاد تختلف عن أمّي في أيّ شيء و صورة جمالية تعكس ما كانت أختي جمانة عليه من رونق و بهاء.
لم أكن أحبّها من قبل، بل لم أكن أعرفها في الأصل...زيارةٌ واحدةٌ منها مع والدتها يوم عودتنا كانت كافيةً لغرس سهم سِحرها الفاتن في قلبٍ لم يذُق طعم الحبّ من قبل...قلب كان شُغله الشّاغل التميّز في كلّ مراحل حياته و إعانة أمّه و مساعدتها و الانتقام في أول فرصة تسنح له فكانت الانسانة المناسبة إن لم تكن الوحيدة، ما جعلني أطلب منها المساعدة في تأسيس منظمة أردتها تحت حُكم الدولة و رقَابَتِهَا حتى لا يُكشف لي أمر دبرته معها لَيّلَ نَهَار و لوحدي منذُ سنوات عديدة من أجل شيء واحد...واحد و فقط...و لابد أن يتحقق، و كم كان لعملي بالمسار القانوني خارج الوطن صداه في كسب ثقة أصحاب القرار و جعلهم يتخذون تدابير قانونية و غير قانونية كما فعلوا مع غيري لأصبِح في رمشة من العين مُستشارا قانونيا تقوده يد الحكومة أينما شاءت دون أن تعي إلى أين سينتهي بها المطاف في الأخير و بأي طريقة سأبّترها ؟.
لم تُصدّق أمي حينما قلت لها أنني اتّفقت مع (لمياء) على خطبتها وهي موافقة، ثم سألتها و على وجهي مسحة فرح لا توصف "ما رأيك أن تذهبي في طلب يدها من أمّها، فوالدها هو الآخر ذهب وسط زُحمة الظلم و الغدر "...لم أكن قد أكملت كلامي بعد كانت أمّي حينها قد انتهت من ستر شعرها الطويل السنبلي و جسدها الذي بدأ يكسب صحته من جديد، ثم سحبتني من يدي بقوّة كتلميذ يُساق الى المدرسة لأول مرة في حياته: "و هل هذا الطّلب يُردّ يا بُنيّ...و من ذا الّذي يرفض أن يرى أحفاده يلعبون و يمرحون أمام عينيه...هيّا نذهب قبل أن يخطفها غيرك"...تمازحني و في عينيها بريق سعادة لامع.
وافقت والدتها دون تردّد، بل سعدت بذلك أيّة سعادة. أمّا عمّها رضا فلم يُعارض كونه صديق والدي و أدرى النّاس بنا، لكن بشرط أن أعجل في الزّواج. فكان قبولهم بمثابة الدّافع في تضافر جهودي و السّعي المُرهق أحيانا بُغية الإسراع في إقامة زفافي و لجعله مُميّزا يرفع عن قلب الريف حجاب الحزن الحالك و يسقط أوراق النّكبات اليابسة عن أشجاره.
***********
بلغت السعادة مداها, و صافحت يداها عنان السماء، و الحياة بُعثت من جديد و أشرعة الهناء البيضاء الشاسعة نفضت عنها غُبار الفزع القاتم الثقيل و أذنت لريح الطمأنينة التي لطالما انتظر هبوبها أن تقول للخوف و القهر آن لك الرحيل...
إلى عنان السماء بلغ ابتهاجه و كان سيبقى لولا ذلك اليوم...يوم انصرافه من عمله و أفكاره الكثيرة و المبعثرة بين ألم الماضي و طموح المستقبل لا تزال رابضة على ذهنه دون أن تلفحها حرارة الشمس الحارقة للمدينة و أهلها، حاول جاهدا في لملمتها غير أن ما استقرت عليه عيناه بخّر كل ما جمعه من شتات...تجمُّع الكثير من الكبار و الصغار...نساء و رجال أمام مبنى حكومي يحملون بأيمَانِهِم أغصان زيتون و بشمائلهم شِعارات تُطالب بالحرية و تحقيق المطالب المشروعة و لكن و رغم سِلمِيَتِها لم تشأ الحكومة سوى نشر جنودها التي حاصرتهم من كل جانب فاعتقلت ما شاء لها أن تعتقل ثم فرّقت الباقي بكل أنواع الظّلم و القهر .
لم تبق سوى ساعات قليلة من موعد زفاف حبيبتي لبيتي...اجتمع كل أصحابي و أحبابي في بيتنا، ضحكنا و أنشدنا و أكلنا ما لذّ و طاب، كانت السعادة مترّبعة في عين و قلب كل واحد منا، أما أمي فيعجز اللسان عن وصف فرحتها بابنها الوحيد...حركاتها...كلامها...ك ما كانت عليه يوحي بأنها عادت الى شبابها الجميل المطعون في ظهره لاحقا. و نحن كذلك، اذا بشاب عيونه تشع بالفجيعة يدخل باحة البيت مُسرِعًا مرتبكا" العسكر...العسكر في كل مكان"، تغلغل الخبر كالصاعقة في قلوبنا و نثر غبار الأسى في عيون كانت سعيدة لتوّها، انتفضنا و تأهب كل واحد منا عِلمًا بظلم الحكومة و شدة سطوها على المناطق الريفية بالتحديد تفريغا لشحنة غضبها كما فعلت من قبل و كنت أول المُشككين بما سيحدث، غير أني لم أكن أتوقع أنه سيكون بهذه السرعة الماقتة الحاقدة!!!.
لم يكن أغلب الحاضرين قد غادر بيتي بعد، اذا بـ....
***يتبع***
الأستاذ القدير : معزوز أسامة
تبدو قصة طويلة أو رواية قصيرة ، المهم أننا نحب أن نتابعها في متصفح واحد
لكي لا تضيع الخيوط منا ، ولكي لا يزدحم القسم بأجزاء القصة المنفصلة
وأرجو من الأخوة في الاشراف العمل على الدمج ان سمحت أنت بذلك
تقديري
أموتُ أقاومْ
ربيع بلون الموت
سردك ممتع يتحدث عن واقعنا اليوم , سأنتظر التكملة ي هذه الصفحة فإني مؤيدة لقول ألأستاذ أحمد عيسى
تم من بعد إذنك دمج الأجزاء الثلاث لتسهيل المتابعة على القارئ
دمت بألق
تحاياي
نتابع السرد المشوق
شكرا جزيلا كاتبنا معزوز
ما أكثر ماقلت
وكأنك لم تقل شيئا.
رائع أخي
رائع وصادق واسلوبك سلس جميل ولغتك ايضا
أحسنت في وصفهم وعبرت عن قذرارتهم وارواحهم الملوثة بدماء أهلنا التي سمكوها
شكرا لك أخي
بوركت