زواج أم سلمة من رسول الله
التعريف بأم سلمة: أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، بنت عم خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ، وهي من المهاجرات الأول . وكانت قد تزوجت بأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ابن عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة، وكانت قد ابتليت مع زوجها ابتلاء شديدا عند الهجرة، وجُرح زوجها أبو سلمة في غزوة أحد، وخرج بعدها بسنتين في سرية، ولما عاد منها في جمادى الآخرة من السنة الرابعة للهجرة اشتد عليه جرحه ومات .
وقد تُوُفِّيَتْ أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - في ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة، بعد أن بلغها مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فحزنت عليه حزنا كبيراً، وكانت قد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، فكانت آخر زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ موتاً، فرضي الله عنها، وعن جميع أمهات المؤمنين ..
زواجها منه صلى الله عليه وسلم
فلما توفي ـ رضي الله عنه ـ جاءت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ( يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني(عوضني) منه عُقبى حسنة، قالت: فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا - صلى الله عليه وسلم - )( مسلم )
قال عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ : إن أم سلمة لما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر فردته، فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: مرحباً، ...
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها
لم يكن زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أم سلمة لأجل التمتع المباح، وإنما كان لظروفها وفضلها، ودينها وعقلها الذي يعرفه المتأمل بجودة رأيها يوم الحديبية، فقد روى الإمام أحمد بسنده من طريق المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - رضي الله عنهما - قصة صلح الحديبية في حديث طويل، ذكر فيه أنه لما تم الصلح بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ومشركي قريش قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( يا أيها الناس انحروا واحلقوا )، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: ( يا أم سلمة ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون ) . فكان رأي أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ رأياً موفقا ومشورة مباركة، قال ابن حجر : " وإشارتها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية تدلُّ على وفور عقلها وصواب رأيها " ..
فضل ام سلمة
ثم إن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ من بني مخزوم أعز بطون قريش، وهي التي كانت تحمل لواء الحراب والمواجهة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووراء هذا الزواج نوع تألف لهذه القبيلة، وتقريب لقلوب أبنائها، وتحبب إليهم ليدخلوا في الإسلام بعد أن صاروا أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقد نالت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوة وعلومها، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً، بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل، ويحتكمون إليها عند الاختلاف، ومن ذلك أن أبا هريرة وابن عباس اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها، فبعثوا إلى أم سلمة فقضت بصحة رأي أبي هريرة ـ رضي الله عنهم ـ ..
وبلغ ما روته من أحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ذكر الذهبي ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثا، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثة، و مسلم بثلاثة عشر حديثا .
منقول بتصرف بسيط عن موقع اسلام ويب
شبهة النصرانية في زواج أم سلمة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم
قالت : أليس من المعيب أن تتزوج عجوز أم عيال وأن يتزوجها صاحب زوجها !
نقول أن المعيب هو استقباح الامر وذمه وعده نقيصة في حق فاعلها ونقيس بذلك فعل رسول الله -ان صح لنا ذلك- على هذا التعريف لنستنتج الحكم -جدلا-
فقد قالت تتزوج:نقول هل تعدون عندكم الزواج مستقبحا ومذموما ونقيصة اذا قالت نعم فقد انتهى الجدال واذا قالت لا
نقول:عجوز أم عيال هل تعدون عندكم الزواج منها مستقبحا ومذموما ونقيصة فاذا قالت لا انتهى الجدال واذا قالت نعم نقول بيّني موقع العيب والنقص والاستقباح فتقول لما لم يختر شابة بكرا نقول هذا لا يجيب عن السؤال لا يبين العيب واذا قالت لا يستمتع ولا تلد له وهي غير جميلة نقول هذا لا يمكن اعتباره عيبا فقد يتنازل عن حقه في الاستمتاع -على حد قولها- والولد وقلة الجمال وهذا ايضا لا يذم فاختيار المرأة للزواج تتعدد اسبابه وهذا مشاهد عندهم.
ثم نقول هل الزواج من ارملة الصاحب -بغض النظر عن عمرها وحالها- يعد عندكم مستقبحا ومذموما ونقيصة اذا قالت لا انتهى الجدال واذا قالت نعم قلنا بيني موقع العيب فاذا قالت: خيانة نقول من حيث الزواج ليست هناك خيانة ومن حيث الصحبة فالعقد ينتهي بالطلاق او بالموت والبناء الجديد بعدهما لا يقدح في الصحبة والصحبة لا تمنع العقد فاذا قالت تفعل طلبنا منها بيان ذلك فقد تقول كان عليه الوفاء لصاحبه فنقول قد عدت بنا للخيانة والخيانة لا تكون الا باستمرار العقد الاول وقد انتهى. ثم ان هذا قد يعد وفاء للصاحب من حيث تكفله الكامل-بالزواج- بارملة صاحبه واولادها فلا تضيع.
وبيت القصيد وخلاصة القول هو ان المعيب "ان تفعل المحرم امرأة -شابة ربما- مع صاحب زوجها! -معذرة- لان الزواج لا يعد مستقبحا ومذموما ونقيصة وهذا يعد كذلك كما يحدث عندهم كثيرا.