مرح منا راحل إلى حيث
لا هناك أنا أو قمر!
فكلانا غريب عن طيف الآخر المستـَتـَر
و القريب إلينا سكون مخدَّر
جسر الوصل آه طويلة
تمتد إلى ما حد البصر....
صمت يفري القلب بؤسه
والصدى من رجع السكرات قد صدر
هات الصبر أو فالترفق يا قدر!
مرح منا راحل إلى حيث
لا هناك أنا أو قمر!
روحي وإن في الحزن الباقي تحيى
فمواعيد حلوة كالحلم تـُنتـَظَر
تأبى إلا أن بالحزن تسخر و تسخر...
من بليتي الكبرى
يبدو لي حمل الذكرى
في حافظة القلب
محض استبسال فيا ليت الشوق انتصر
ويكرر مرة أخرى صدى البؤس: شرر... شرر
والنعيم المهاجر عني
أسمع في وقع خطاه و المطر:
إن كنت و فيا مد الروح
والحق بالركب كماء انفجر!
هذي روحي أنفثها كما قد أمر
يا ليت
بين جنبي منها ألف وأكثر
ليتني كنت ريحا،
فأنا لا جناح فكيف السفر
في موكبه الهائم كالغجر؟!
ليتني كنت سحابا
وأقيم خلودا حيث يقيم القمر ...
لو قالوا إليه العدم
يفضي لسلكته حتى ولو استعر
أيها الذاهب بي
في الحلم الراحل، كل الأمل
صوت يخفي عن موتي هنا
صفرة أو كدر،
صوت الطيف الغالي
يا لروعته إذا حضر!
لكن للموت هنا حزن بلا دواء،
كيف البرء منه
وأنا سيف المستحيل على جيدي قد سطر:
ما لك من مفر!
هيا ابلعني فحيح الحظ القاسي،
أنت من غدر
العدم مصيري أحسه بات على وشك
غير أني لن أترك أنشودة ودي تحتضر،
تذوي تحت لفحه يأتي على اليابس
في جنة حلمي والأخضر...