|
اطل الوقوف على الوجود تأملا |
واختر لنفسك بعد ذلك منزلا |
لك آية حيث اتجهت وعبرة |
تذكي فؤادك أو تزيد تساؤلا |
فانظر إلى كبد السماء تُبن بها |
نجما يضيء وذاك آخر آفلا |
يقضي الهلال بكل ليل منزلا |
جل الذي قدر الهلال منازلا |
ما كاد يظهر للوجود كماله |
حتى غدا عرجون نخل ذابلا |
وسراج شمس قد أضاء بنوره |
فإذا مضى أعطاك ليلا أليلا |
وانظر الى الإنسان كيف سرت به |
روح يروح بها ويرجع قافلا |
تمتاز بالإدراك عن كل الورى |
وحملت عبئا للأمانة جاهلا |
أنت الذي سأل الإله شهادة |
نادى ألست بربكم قالوا بلى |
أنت الذي حَمَلْتَ خير رسالة |
وعرفت معنى للحياة وموئلا |
وهدا ك للنـجدين فانـظر ماذا ترى |
هل تهتدي أم كان قلبك غافلا |
إن الحياة هناءها وشقاءها |
إن طال دهرا كان عمرك زائلا |
ولتسألن عما كسبت أو اكتسبت |
وما جنيت وما بذلت مفصلا |
فاتقه تنجُ وصبِّرَنْ لعبادة |
متقربا متضرعا متوسلا |
أجــب النــــــــداء إلى الصـلاةملبيا |
صوت المؤذن إذ يردد حيعلا |
قم صم وجد واتل لكتاب مردّدا |
رحماك ربي ما دعوتك باطلا |
واخفض جناحك رحمة ومحبة |
للوالدين ومحسنا متذللا |
حق عليك لذي القرابة أوفه |
لا منة أطعم لربك سائلا |
مجدا تريد من الحياة و رفعة |
فاسلك سبيل المؤمنين مناضلا |
لك إخوة ساروا على نهج النبوة |
يبتغون من الإله تفضلا |
هم خيرة حملوا لخير رسالة |
أكرم بهم إياك أن تتحولا |
عيناك عنهم للملذة طالبا |
فالنصر آت ــ لا أبا لك ــ ماثلا |
وعدٌ إليهم من عزيز قادر |
قد كان حقا في الكتاب منزلا |
قد طلّقوا متع الحياة وجددوا |
عهد النبوة للبرية منهلا |
يشرون أموالا لهم ونفوسهم |
لنعيم فردوس أجل وافضلا |
الصابرون الصادقون القانتون |
المؤمنون السابقون إلى العلا |
التائبون الحامدون الشاكرون |
الراكعون الساجدون تبتلا |
هم حطمواعرش الطغاة وزلزلوا |
صرح الفساد ومعلنون إلى الملا |
إن الخلافة والشريعة والعقيدة |
والجهاد وسيرة السلف الأُلى |
صبح تنفس نوره بين الورى |
حمل القلوب ضياؤه نحو العلا |
سبل السعادة والهداية والتقى |
والمجد تحت بيارقٍ متهللا |
هذي سبيل المؤمنين فان تكن |
شهما رجوتك فابتدرني قائلا |
الله اكبر لا أطيق فراقهم |
يوما ولا يوما أريد |