|
كَفَانِي مَا نَظَمْتَ مِنَ الجُمَانِ |
لأَفْخَرَ مَا حَيَيْتُ عَلَى الزَّمَانِ |
وَأَكْتُبُ بِالقَصَائِدِ أَلْفَ طِرْسٍ |
مِنَ الحَرْفِ المُطَرَّزِ بِالمَعَانِي |
أُعَطِّرُهَا بِأَنْفَاسِ الرَّوُابِي |
فَتَنْشُرُهَا ثُغُوْرِ الأُقْحُوَانِ |
تُرَدِّدُهَا البَلابِلُ فِي ذُرَاهَا |
وَتَشْدُوْهَا عَلَى أَغْصَانِ بَانِ |
تَعَالَى اللهُ إِذْ سَوَّاكَ مِسْكَاً |
تَضَوَّعَ بِالوَفَاءِ وَبِالتَّفَانِي |
وَزَانَكَ بِالتُّقَى وَحَبَاكَ عِلْمَاً |
وَزَادَكَ مِنْ مُنَمْنَمَةِ البَيَانِ |
وَحُزْتَ عَلَى العَلاءِ فَأَنْتَ فِيْهِ |
مَكِينُ الحَمْدِ مَحْمُودُ المَكَانِ |
خِصَالٌ كَاللآلِئِ تَرْتَدِيْهَا |
فَمَا عُرِفَ العَقِيْقُ مِنَ الجُمَانِ |
عَرَجْتَ إِلَى المَعَالِيَ مَحْضَ رُوْحٍ |
فَجَاوَزْتَ الأَقَاصِيَ وَالأَدَانِي |
إِلَى أُفُقٍ سَمَاوِيٍّ نَبِيْلٍ |
فَلَمْ يَبْلُغْهُ مِنْ إِنْسٍ وَجَانِ |
لَقَدْ عَقِمَ الزَّمَانُ بِصِدْقِ وُدٍّ |
فَلَمْ تَعْقَمْ بِرَاحَتِكَ المَغَانِي |
وَجِئْتَ تُبَيْنُ الحَقَّ احْتِسَابَا |
وَصِدْقَ العَهْدِ مِن كَذِبِ الأَمَانِي |
أََلا شَرُّ الحَدِيْثِ حَدِيْثُ زُوْرٍ |
يُبَلِّغُهُ فُلانٌ عَن فُلانِ |
وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ يَسْقِيْكَ شَهْدَاً |
فَتَكْشِفُ عَنْهُ عَثْرَاتُ اللِّسَانِ |
هُمُ ابْتَدَرُوْا إِلَى سُبُـلِ التَّجَافِـي |
وَلَسْنَا مَنْ نُشَانِئُ مَـنْ يُشَانِـي |
فَلَسْتُ مِنَ الوَفَاءِ عَلَى يَقينٍ |
وَلَسْتُ مِنَ الجَفَاءِ عَلَى أمَانِ |
كَفَى بِدَلِيْلِ وُدِّي أََنَّ دَمْعِي |
أَطَاعَ وَأَنَّ سَمْعِيَ قَدْ عَصَانِي |
لِكُلِّ رَزِيَّةٍ أَلَمٌ وَمَسٌّ |
وَمِنْ فَضْلِ المُهَيْمِنِ أَنْ رَعَانِي |
إِلَيْكَ وَمِنْكَ أُزْجِي الحَرْفَ عِطْرَاً |
وَأَشْكُرُ بِاحْتِرَامٍ وَامْتِنَانِ |
وَأَدْعُو اللهَ أَنْ يَجْزِيْكَ عَنَّا |
جِوَارَ الحُوْرِ فِي أَعْلَى الجِنَانِ |